أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏















المزيد.....

حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏


محمد مبروك أبو زيد
كاتب وباحث

(Mohamed Mabrouk Abozaid)


الحوار المتمدن-العدد: 7630 - 2023 / 6 / 2 - 15:35
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


‏ يتصور البعض عن مصطلح " الإسرائيليات " في التراث الإسلامي، أنها محض روايات ‏تسربت من التراث اليهودي إلى التراث الإسلامي نظراً لأن العرب كان ينقصهم المورد التاريخي ‏الدقيق أو المدون على الأقل لأنهم كانوا أمة بدو جاهلية ولا دراية لهم بالتدوين وصناعة ‏الكتب، وعندما بدأوا تدوين التراث الإسلامي وكتب السيَر اضطروا للعودة إلى الكتب ‏اليهودية لنقل أصل الحكايات وخاصة قصص الأنبياء لملأ الفراغات السردية ، حيث أن ‏العرب كانت ثقافتهم شفوية مشوهة ومبتورة ، بينما اليهود يدونون كل تفاصيل حياتهم ‏وتاريخهم ، ولا سبيل لإكمال السردية الإسلامية إلا بنقل التفاصيل والحشو من كتب التراث ‏اليهودي .. هكذا يتصور الباحثون أن الأمر كان عفوياً ...‏

‏ بينما نرى نحن أن الأمر لم يخل من خطة صهيونية مُدبّرة وضعت خصيصاً لصياغة ‏التراث الإسلامي بطريقة تجعله يعزف على أوتار توراتية خالصة ، دون أن يشعر العازف .. ‏فالعرب في الأصل لم يكن يهمهم تدوين تراثهم التاريخي عقب وفاة الرسول ص ، ولا فكروا ‏في ذلك لمئات السنين ، لأنهم ليسو أمة حضارة وعلم وتدوين ، بل كانوا بدو كل شغلهم ‏الشاغل هو الغزو والسلب والنهب وخطف السبايا من الأطفال والفتايات والنكاح ..إلخ ، أو ما ‏عُرف تاريخياً بالفتوحات.. حيث توسعت جرائم الحرب التي ارتكبوها ضد الشعوب في كل ‏الاتجاهات وسجلوا تاريخهم بالسيف لا بالقلم ، ولهذا تأخر تدوين التاريخ المسمى بالإسلامي ‏إلى العصر العباسي، وهنا بادر الصهاينة بالفكرة بحيث تظل دفة التاريخ بيدهم يوجهونها ‏كيفما شاؤا .. ولذلك جهزوا مقتبسات توراتية مصاغة بحرفية عالية لتكون المادة الخام التي ‏سيتم اعتماد العرب عليها في صياغة وتدوين تاريخهم .. فقد نجح اليهود في أطفلة العرب ‏وإطعامهم تراثاً توراتياً خالصا ، ما يعني أن الإسرائيليات لم تكن من الاختيار العفوي للعرب أو ‏أنها تسربت بشكل عفوي من كتب اليهود إلى مدونات التراث الإسلامي، بل كانت عملية ‏غرس نبتة توراتية في جوف العرب ... كما تطعم الأم طفلها قطع الحلوى .. ‏

ففي الإضاءات السابقة تعرفنا على معالم الأزمة التي انحشر فيها اليهود، حينما تعجلوا ‏بتزوير التوراة وغفّلوا الشعوب، المحلية والعالمية، وأقنعوهم بأن أحداث قصة موسى وفرعون ‏تمت في إيجبت، ولم يكن هناك أحد يعرف شيئاً عن موضوع قرية مصرايم باليمن سوى ‏لجنة المترجمين التي استعان بها الكهنة، وقد أثبت هؤلاء المترجمين اعتراضاتهم لكن دون ‏جدوى، وقد فني جيل المترجمين هذا وانكتم السرّ.. فلم يتوقع اليهود أن يأتي رسول جديد ‏بقرآن جديد يكشف وقائع وأحداث قصة موسى وفرعون أو يتعرض لها.. إنما هكذا سارت ‏الأقدار ضد اليهود، وتقريباً جاء ثلث القرآن يتحدث عن قصص بني إسرائيل وأحداث أنبيائهم ‏لدرجة أن فرعون نفسه ورد ذكره في القرآن أكثر من 74 مرة، وبلد الحدث (مصرايم) وردت ‏لفظاً عربياً صريحاً "مصر" خمس مرات، وهذا ما وضع اليهود في ورطة، لكنهم لم يستسلموا ‏بأي حال .‏

وبداية.. لا بد أن نتذكر أن اليهود في كل مكان بالعالم وعلى مدار عصور التاريخ لهم ‏عقلية واحدة لم تتغير، وسماتهم وأفكارهم وميولهم العقائدية واحدة، والثقافية واللغة ‏واحدة، وطرق التفكير والمكر والدهاء والاحتيال وحب المال..إلخ، فهم ينتمون إلى الجذر ‏الفاسد من سلالة إبراهيم (ع)، سلالة الأنبياء، فبقدر طهارة الأنبياء يأتي فساد غير الأنبياء فيهم، ‏سبحان الله، وكثير جداً من شعوب العالم اشتكت من ظاهرة "الخيانة الوطنية" من جهة ‏اليهود، ليس فقط خيانة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى والثانية، بل أيضاً خيانة وطنهم في ‏جميع العصور، لأنهم في الأصل بدو مرتحلين لا ينتمون لوطن، فوطنهم الأصلي (جنوب غرب ‏الجزيرة العربية، لعنوه وهجروه كي يحتلوا فلسطين، وهذه واقعة لم تحدث في أي شعب في ‏تاريخ العالم أن يلعن وطنه أياً كانت الأسباب إلا الإسرائيليين، فهم عقلية مقلوبة، يضعون ‏أخطائهم على وطنهم فيلعنوه ويهجروه ويخونوه. ‏

ثم أن اليهود الذين عاشوا في وطننا وادي النيل على مدار التاريخ ليسوا من أصول جبتية، ‏بل إسرائيليين مهاجرين منذ القرن الخامس قبل الميلاد جاؤوا مرتزقة ، وأنشأوا كنيس في ‏جزيرة فيلة بالصعيد، ثم أنشأوا معبداً آخر في العاصمة منف، وانتقلوا إلى الدلتا، ثم جاءت ‏الدفعة الثانية منهم على يد بطليموس الأول الذي خرج من الإسكندرية بحملة تأديبية إلى ‏الشام في القرن الثالث ق.م فجمع كثير منهم وجاء بهم سبايا إلى الإسكندرية، ثم زهد فيهم ‏فتركهم ولم يرحلوا، وكان منهم الكهنة السبعون الذين شكلوا مجلس السندريون وقاموا ‏بمشروع الترجمة السبعونية للتوراة كي يؤسسوا لوطن قومي لهم في المنطقة يمتد من ‏حدود العراق شرقاً إلى وادي النيل.‏

والخيانة الوطنية لا تثير شعوراً بالاشمئزاز في نفوسهم، وهذا ثابت في حقهم على مدار ‏التاريخ. وهم شديدو التمسك بدينهم مهما كلفهم ذلك، ولا يقبلون أن يعتنق دينهم أحد من ‏غير السلالة حسب اعتقادهم لأن مسألة الدين بالنسبة لهم ليست كونه (خير وسلام ‏للبشرية بل مخطط عشائري) لأنه لو كان اعتقادهم أن دينهم خير وسلام للجميع فلماذا لا ‏يقبلون غيرهم اعتناق دينهم؟! إنما العقيدة بالنسبة لهم صهيونية كما لو كانت جهاز أمني لا ‏يقبل أن يندس أحد وسط أفراده حتى لا تتسرب الأخبار، ولا يعتنقون دين نبي من خارج ‏السلالة، وقد عُرف عنهم أيضاً حبهم للمال وانشغالهم بالربا والتجارة وأعمال السمسرة لأنها ‏تجلب ربحاً وفيراً، حتى أننا لا نجد كلمة في أسفار التوراة تذكر أن هناك حساب وعقاب ‏وبعث بعد الممات، وإذا سألت الكهنة عن يوم القيامة والبعث والحساب، بعضهم يقول لك أنه لا ‏حياة بعد الموت، إنما هي حياتنا الدنيا، وبعضهم على استحياء قد يذكر أن هناك بعث ‏وحساب.. ‏

و نقرأ في التوراة أن الرب أمرهم باحتلال مزيد من المراعي والبراري، وهذا ديدنهم على ‏مدار التاريخ. وبالتالي لا يتورعون في توظيف معتقداتهم الدينية لتحقيق مصالح مادية، بل ‏إنهم احترفوا ذلك. بل إنه حتى أورشليم التي قالوا عنها أنها مدينتهم المقدسة دينياً، هي كانت ‏حصن لقبيلة اليبوسيين وقالوا أن النبي داود قام باحتلاله ! أي أنهم على عقيدة أصلية قائمة ‏على الغصب واحتلال أوطان الغير نهباً وسلباً. وأيضاً محترفون في أعمال الجاسوسية ‏والاغتيالات الغامضة الصامتة، وما زالوا إلى اليوم يملكون أكبر آلة اغتيالات سياسية في ‏العالم وهي جهاز الموساد الذي تمكنوا من خلاله من بناء دولة، هذا الجهاز أسسته الحركة ‏الصهيونية مطلع القرن الخامس عشر واستمر في عمله المتواصل دون كللٍ على مدار خمسة ‏قرون كاملة، جيل يسلم جيل حتى تمكنوا في النهاية من اغتصاب قطعة أرض في ‏فلسطين وقالوا أنها وطنهم القومي ووطن أجدادهم، وأنها أورشليم التي احتلوها غصباً من ‏اليبوسيين على يد نبيهم داوود !. ‏

وبالعودة إلى حقبة بعثة النبي محمد (ع) في مكة المكرمة في القرن السابع ميلادي، ‏حيث كان أبناء عمومتهم العرب قد وصلوا إلى مستوى من الفساد الأخلاقي والعقائدي إلى ‏الدرجة التي تستوجب نقل النبوة من سلالة إسرائيل إلى سلالة إسماعيل للمرة الأولى كما ‏أوضحنا. ولما كشف القرآن قصص تزوير الإسرائيليين للتوراة، حاولوا أن يكون لهم رد فعل ‏يحفظ ماء الوجه، ويحفظ كينونة التوراة، ولُحمة الإسرائيليين ويحفظ شريعتهم من ‏التمزق في نظر أجيالهم القادمة، ويحفظ مصالحهم كذلك في المستقبل.. وكان مركز ‏تجمع اليهود الأكبر في العالم في منطقة اليمن جنوب الجزيرة العربية، وحيث يقع مقر ‏السنهدريم‎ ‎أو سنهدرين، وهي كلمة عبرية يقابلها "سندريون " باليونانية‏‎ synedrion ‎، ‏ومعناها حرفياً "الجالسون معًا" وقد تعني مجمع مشيخة أو مجلس المشيري. وقد أطلق هذا الاسم ‏من قبل‎ ‎اليهود‎ ‎في فترة وجود‎ ‎السيد المسيح‎ ‎على الأرض باعتباره المحكمة العليا‎ ‎للأمة ‏اليهودية، وكان المتحدث الرسمي باسم‎ ‎الشعب اليهودي أمام الرومان، ويتكون من واحد ‏وسبعين عضواً، سبعين منهم مثل عدد الشيوخ الذين عاونوا‎ ‎موسى،‎ ‎وأما الحادي والسبعون فهو ‏رئيس الكهنة أو الكاهن الأعظم، وعلى وجه العموم كان له حق التشريع في الأحكام ‏الدينية والسياسية والاجتماعية... ‏

وهو ذات المجلس الذي اجتمع في عهد بطليموس الثاني فيلادلفوس لترجمة التوراة من ‏السريانية إلى اليونانية عام 282 ق.م تقريباً. وهو من قام باستبدال كلمة "مصرايم " ووضع ‏مكانها كلمة " إيجبت " كي تنطبق خريطة الأحداث التوراتية على أرض بلاد وادي النيل ‏وتمتد من النيل إلى الفرات شاملة مجموعة دول كاملة (إيجبت والأردن والشام فلسطين ‏وسوريا ولبنان والعراق والسودان وإثيوبيا وليبيا) بينما كانت الخريطة التوراتية في الأصل ‏تنفرط في عدة قرى ونجوع ومراعي متجاورة لا تتجاوز مساحتها هكتاراً واحداً للرعي ‏والخيام حول الجبال في جزيرة العرب. وكان هذا المجلس قد انحل عام 70م بعد اضطهاد ‏الرومان لليهود (في الشام وإيجبت معاً)، لكنه عاد وتجمع من جديد في مقره القديم باليمن، ‏وقالوا أن مقره كان في طبرية بالشام، لكن الأرجح أنه لم تسنح له الفرصة للتجمع قرب ‏المدينة المقدسة دينياً لدى الرومان والمسيحيين (إيلياء عاصمة فلسطين) فانتقلوا سراً إلى وهاد ‏اليمن حيث المقر الأصلي القديم ومن هناك بدأ التدبير حيث أكبر مركز تجمع لليهود ‏بالعالم وهي المنطقة الأكثر أماناً وخفية لهم وبها جذورهم وأصولهم وعظامهم، وهناك ‏تشكلت (المحكمة العليا) السنهدرين وهي أعلى سلطة تشريعية وقضائية على رأس ‏العشيرة وكانت تحاكم كبار موظفيهم وتفتش عمن يدّعي شخصية مسيحهم المنتظر، ‏وهذه المحكمة هي التي حاكمت السيد المسيح (عيسى) وقالت بأنه يدعي بأنه ملك اليهود ‏والماشيح اليهودي المنتظر، وعلى ذلك قامت بإنهاء رسالته فوراً... وفي القرن السابع ميلادي بدأت ‏بعثة النبي محمد (ع) في مكة، فهل نتوقع أن يصمت هذا السندريون ! ‏

فعلي أي إنسان ساذج وحسن النية أن يتوقع ما يمكن أن يفعله السندريون بعدما ‏تمكن من تزوير التوراة وقتل رسول الله عيسى (ع)، وبخُبثه تمكن من تقليب الإمبراطورية ‏الرومانية ضده وكل الشعوب المسيحية ضدهم أيضاً، فلماذا يصمت مع محمد ؟! وهل ‏يرسلون له حمائم السلام؟! خاصة إذا كان معظم التجار العرب من اليمن يهود يتبادلون ‏الرحلات التجارية مع الشام بصفة مستمرة ولديهم أخبار المنطقة كلها. فهل فكروا بالفعل ‏في غرس عملاء لهم لقتل محمد أو إفساد دعوته ؟ فالمدينة (يثرب) كانت مليئة باليهود ‏ومليئة بالمنافقين الذين يظهرون الإيمان ويضمرون عكسه، وقد انكشف كثير من هؤلاء ‏المنافقين، لكن هل تم اكتشاف عميل واحد ؟ وبالطبع كلمة عميل تختلف في مضمونها ‏وطبيعة المهمة المكلف بها عن المنافق، فالنفاق هو وسيلة إلى العمالة، أي أن العميل لا بد أن ‏يكون منافق بلغ سن الرشد في النفاق وتم تكليفه بمهمة ما.‏

وأقرب مثال يطوف بذهني الآن هو الشيخ فاضل الذي هاجر من اليمن إلى فلسطين عام ‏‏1946م، وحفظ القرآن الكريم كاملاً بتفسيره وعلومه، وليس هذا فحسب، بل كان يؤم ‏المصلين في المسجد الأقصى، وفي جامع خان يونس. كان الشيخ فاضل يقضي معظم أوقاته ‏يرتل القرآن ويقيم الصلاة ويعظ الناس ويشرح لهم أمور دينهم ودنياهم. فأحبه الناس ووثقوا ‏به والتفوا حوله من كل صوب.. ومن‎ ‎ناحية أخرى قدم الشيخ فاضل تأييداً ودعماً قوياً ‏للمجاهدين في فلسطين، فكان يحفزهم ويدعوا لهم بالنصر‎.‎‏ وحين دخلت قوات الشهيد ‏أحمد عبد العزيز إلى خان يونس في سنة 1948م لطرد اليهود، راح الشيخ فاضل يرتل القرآن ‏ويدعوا لهم بالنصر وراح يردد الله أكبر الله أكبر..‏

وعندما بدأت الحرب العربية الصهيونية في مايو 1948م اتصل بالقوات المصرية التي ‏شاركت في الحرب هناك واقترب من قائدها البطل أحمد عبد العزيز ونائبه كمال الدين ‏حسين أحد الضباط الأحرار فيما بعد، وكان يؤم الجنود والضباط في الصلاة ويتهجد لهم ‏بالدعاء في السحر. وذات يومٍ وخلال الهدنة التي عقدت بين الصهاينة والمصريين هناك.. طلبت ‏القوات الصهيونية من القوات المصرية بعض الأدوات الهامة والعاجلة لعلاج أحد ضباطها ‏حيث كانت إصابته خطيرة من جرح نافذ في رقبته، وهذا عرف مقبول في الحروب‎ .‎

ووافقت القوات المصرية وأرسلت أحد الأطباء من الضباط المصريين إلى معسكر ‏الصهاينة حاملاً الأدوات الجراحية لعلاج الضابط الإسرائيلي‎.‎‏ ولسوء حظ الشيخ فاضل أنه ‏كان في نوبته الليلية لنقل المعلومات عن القوات المصرية إلى العصابات الصهيونية، حيث ‏كان يتسلل من معسكرات الفدائيين المصريين إلى معسكرات الصهاينة‎ ‎وقت السحر.. فرآه ‏الطبيب المصري.. وتجاهله.. وعند عودته إلى المعسكر أخبر الضباط المصريين بوجود الشيخ ‏فاضل في المعسكر الصهيوني‎ .‎لكن الشيخ فاضل اختفى ولم يعد يتردد على المعسكر ليؤم ‏الجنود والضباط المصريين في الصلاة‎ .‎

فتطوع أحد الضباط المصريين لإحضار الشيخ فاضل وتسلل مع أحد الجنود إلى ‏معسكر الصهاينة. وتمكنا من خطف الشيخ فاضل وتكميم فمه... كان يهودياً حتى ‏النخاع وجندته المخابرات الصهيونية هناك تمهيداً لتأسيس الكيان الصهيوني عام 1948م، ‏واتخذ الإسلام ستاراً لعمله لحساب الموساد، وبعدما نجح الأبطال المصريون في اختطافه ‏حوكم أمام لجنة عسكرية مصرية من 3 ضباط في الميدان، وصدر الحكم بإعدامه رمياً ‏بالرصاص ونفذ فيه الحكم عقب صدوره فوراً... فكم يهوذا نتوقع أن يتلو القرآن ويؤم ‏المسلمين للصلاة!‏

إن اليهود يلجأون دائماً إلى التقنع بغيرهم سواء مسيحيين أو مسلمين، طالما كانت ‏مصلحتهم في التقنع، حتى لا يثيروا ريب الأميين ضدهم فيما إذا اكتشفوا خطرهم اليهودي ‏ضد مصالحهم، وهم يجيدون التقنع بالأديان وهي طريقة معروفة في تاريخهم وليست جديدة ‏طالما كانت تخدم مصلحتهم. فاليهود البريطانيون كانوا يخفون انتماءهم لليهودية إذا أرادوا ‏الوصول إلى مناصب سامية في بريطانيا، لأن القوانين الإنجليزية كانت لا تسمح بذلك لليهود. ‏ورئيس الوزراء بينجامين دزرائيلي كان من بين هؤلاء الذين نجحوا في التسلل إلى سدة ‏الحكم في بلاد مسيحية تحظر على اليهود تولي مناصب فيها. فقد كان يخفي انتماءه ‏للعقيدة اليهودية ولا يذكر أنه يهودي. بل أكثر من ذلك كان منهم من يتردد على ‏الكنيسة وهو يهودي!، لا لشيء إلا لمصلحة اليهود‎.‎‏ وغير ذلك نائب الرئيس السوري حافظ ‏الأسد ايلي كوهين الذي كان عميلاً يهودياً بعثه الإسرائيليون إلى سوريا في مهمة ليست ‏غريبة من نوعها لكنها فاجرة فقط، فلم تكن المهمة هي التسلل داخل المؤسسات الأمنية ‏للحصول على معلومات، وإنما كانت المهمة هي التسلل إلى سدة الحكم في سوريا (بلد ‏مسلم) ! فهكذا يغرس اليهود مسبارهم في كل كيان سواء كان كيان سياسي أو فكري ‏أو عسكري أو غيره، وقد نجح بالفعل هذا الجاسوس وترقى في المناصب حتى وصل إلى منصب ‏نائب الرئيس السوري. ‏

وكان هناك أحد ضباط المخابرات الجبتية المزروعين في إسرائيل (رأفت الهجان) خلال ‏حرب الاستنزاف 1971م حيث كانت إحدى المجلات السورية تصل هضبة الجولان فلفت ‏نظره عند تصفحها صورة أحد أصدقائه اليهود القدامى الذي تعرف عليه منذ ربع قرن لكنه ‏لم ينسى شكله، فأرسل إلى قيادته في القاهرة أن نائب الرئيس السوري هو جاسوس يهودي ‏تعرف عليه منذ زمن على كافتيريا في ألمانيا، وبسرعة أبلغت المخابرات الجبتية الرئيس ‏السوري حافظ الأسد بالمعلومة، فأمر بمداهمة منزل نائبه في الحال وعثر بداخله على أجهزة ‏تنصت وإرسال لاسلكي، وتبين أن هذه الأجهزة هي التي كانت تعاني من تشويشها محطة ‏الإذاعة السورية خمس دقائق كل أسبوع هي موعد البث لإسرائيل من هذا العميل، وتم ‏القبض عليه، وإعدامه في ميدان عام بالعاصمة دمشق رغم محاولات إسرائيل المستميتة ‏وضغوط من أمريكا لاسترداده، لكنهم ربما نجحوا في سرقة جثته بعد خمسين عاماً من ‏هذا الحدث، فقد قرأت خبراً عن نجاح إسرائيل في اختلاس رفاة عميلها هذا خلال الثورة ‏السورية التي اندلعت 2011م . ومع ذلك ما زال الكثيرون يؤكدون أنه مدفون بمكان سري ‏ولم تفلح إسرائيل في العثور على رفاته.. ‏

يقول هربرت سبنسر عضو الكونجرس المسيحي:" إن اليهود في بلادنا يسيطرون على ‏كل ما يسيطر على المعدة والعقل والغرائز، ولم يعد باقياً لدينا في هذا البلد إلا أن نغير ‏نيويورك إلى جويورك ..." وفعلاً نيويورك 8 مليون منها 5 مليون يهودي، والمحكمة ‏الدستورية العليا بها 9 قضاة منهم 7 يهود ... وكذلك بنيامين فرانكلين لما لاحظ اليهود ‏يدفعون بأبنائهم إلى الجهاز الإداري بالدولة ودراسة القانون قال: خراب أمريكا سيكون على ‏يد اليهود؛ فاليهود هم من موّلوا داعش لتفتيت سوريا والعراق وليبيا وبقي الدور على إيجبت، ‏واليهود لا يملّون من البحث في مخططاتهم وإعادة تعديلها كل جيل، ولا ينسون أهدافهم التي ‏وضعها أسلافهم منذ آلاف السنين... هكذا فكر اليهود، قائم على التقنّع بعيد المدى. وهو ما ‏فعلوه في الثقافة العربية إذ نجحوا بالفعل في غرس بذورهم الفكرية والثقافية بذات ‏الطريقة التي اعتادوا بها غرس عملائهم في كل مكان لا يمكن أن يتخيله بشر !‏

يُتبع ...‏‎

‏(قراءة في كتابنا : مصر الأخرى – التبادل الحضاري بين مصر وإيجبت‎ ‎‏)‏‎ ‌‎
‏ (رابط الكتاب على نيل وفرات):‏‎
‏ ‌‎ ‏https://tinyurl.com/25juux8h‏‎ ‌‎

‏(رابط الكتاب على أمازون) :‏‎
‏ ‏https://cutt.us/sxMIp‏ ‏‎

‏( رابط الكتاب على جوجل بلاي‏‎ ):
https://cutt.us/KFw7C

‏#مصر_الأخرى_في_اليمن):‏‎
‏ ‏https://cutt.us/YZbAA

‏#ثورة_التصحيح_الكبرى_للتاريخ_الإنساني‏



#محمد_مبروك_أبو_زيد (هاشتاغ)       Mohamed_Mabrouk_Abozaid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراسلات تل العمارنة مزورة (5)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (4)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (3)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (2)‏
- مراسلات تل العمارنة مزورة (1)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (6)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (5)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (4)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (3)‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (2) ‏
- التبادل التاريخي بين مصر وإيجبت (1)
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (8) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (7) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (6) ‏
- ‏ الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي.عبراني (5) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (4) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (3) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم – هيروغلي.عبراني (2) ‏
- الجد الأكبر - جبتو مصرايم - هيروغلي عبراني (1) ‏
- رحلة الغزو الثقافي اليهودي لشعوب الشرق الأوسط (8)‏


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمد مبروك أبو زيد - حرب الإسرائيليات التاريخية في صدر الإسلام (1)‏