أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - جحيم المسلمين و نعيم الكافرين













المزيد.....

جحيم المسلمين و نعيم الكافرين


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 7627 - 2023 / 5 / 30 - 02:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يوم القيامة يدخل المسلمون الجنة و يذهب الكفار إلى النار. و سوف يتمكن أولئك الكفار بعبقريتهم من تحويل النار المستعرة في جهنم و الحرارة المنتشرة في أجوائها إلى مصادر للطاقة المتجددة، يستخدمونها في بناء حضارتهم الجديدة مستفيدين من نظريات أرسطو و سقراط و أفلاطون و لوغوس و نيوتن و غاليليو و إنشتاين و أديسون و ستيفن جونس و روكزينبرغ و غيرهم من جيوش من العلماء و الفلاسفة و الباحثين و المهندسين و المخترعين. فيبدؤون أولاً بصنع المولدات و مواد العزل الحراري، ثم ينصبون القبب الزجاجية العملاقة المقاومة للحرارة و المكيفة من الداخل و التي تستوعب كل منها مدينة بأكملها, و داخل هذه القبب يشيدون مدنهم و مصانعهم و مزارعهم، ثم يباشرون في بناء إقتصادهم الوطني و صناعاتهم الثقيلة و ينشئوون مجتمعاً حضارياً متماسكاً إنطلاقاً من أفكار فرويد و سارتر و نيتشه و ماركس و غيرهم، و يقيمون ديموقراطياتهم و أنظمتهم العلمانية و دولة العدل و المساواة و العلم و القانون و المؤسسات و المواطنة و حقوق الإنسان و الطفل و المرأة، و يضعون الدساتير و يبنون الجامعات و مراكز الأبحاث و المكتبات و المسارح و معارض و منتديات الفن و الموسيقى و الموضة و الأدب و الفلسفة و الفكر و الحوار، و ينشؤن المطاعم و الحدائق و الديسكوات و الفنادق و المنتجعات و وسائل الترفيه و الفرح و السعادة، و يرتقون بحياة الإنسان فيصنعون المساكن الذكية و الألبسة المكيفة و الناعمة و اليخوت و الطائرات و السيارات و الموبايلات و الأنترنت و التلفاز و الأقنية الفضائية و الأجهزة الطبية و الأدوية و الآلات الزراعية و الصناعية و الإنسان الآلي و الروبوت و الذكاء الإصطناعي ليخدمونهم. و يصنعون حضارة أضخم من التي صنعوها في الدنيا بعشرات المرات و ذلك بفضل الطاقة المجانية اللامحدودة و هي نار جهنم التي لا تنطفىء أبدا ً و يحولون جهنم المحروقة إلى جنة خضراء.
و في الجنة سوف يتمكن المسلمون بهمجيتهم من تخريبها و إفساد الحياة فيها إنطلاقاً من أفكار أبو هريرة و البخاري و مسلم و الشافعي و أبي حنيفة و الكليني و الخميني و إبن تيمية و إبن الوهاب و الظواهري و البغدادي و القرضاوي و العريفي و عبد الله رشدي و البعقوبي و محمد حسان و غيرهم من جيوش من الجهلاء و الجاهلية المنافقون المخادعون و يبدؤون أولا ً بالتنازع على الجواري و الغلمان و الولدان المخلدون و حور العين و الوصيفات، و يتسابقون في نهب ثروات الجنة و خيراتها و تهريبها إلى ديار الكفار و بيعها لهم بأسعار بخسة، و يتنافسون على الزعامة و الوجاهة و السلطة فيشعلون الحروب، و يرفعون الشعارات البراقة و الخطب الحماسية و يتمسحون نفاقا بالأخلاق و التقوى و الآلهة و الأنبياء و الصالحين و يحرفون الدين و الأخلاق حسب أهوائهم و مصالحهم و يتاجرون بهم و ينافقون و يصنعون الميليشيات و العصابات و جيوش المجاهدين، و يقسمون الجنة إلى إمارات و ممالك و سلطنات و خلافات ينتشر فيها الفساد و القمع و الإستبداد و الطغيان و الرشوة و الغش و النهب و قانون الغاب القوي يأكل الضعيف، و إنعدام الرحمة و الإنسانية و الجهل و النفاق و العبودية و الظلم و العنف في مجتمع يزيف المبادىء و ينافق و يتمسح و يجمل نفسه زيفا بالأخلاق و التقوى و الورع، و يرسمون حدود إماراتهم و ممالكهم و خلافتهم بجماجم الضعفاء و الضحايا و العزل و المساكين، و يصبغون أنهار الجنة بدماء الأبرياء و يلوثون سواقي الخمر و أنهار العسل و اللبن بمياه الصرف الصحي و مخلفاتهم و يستهلكون مواردها و ثرواتها و يدمرون كل وسائل الحياة فيها، و يحولون جنة الفردوس إلى جحيم لايطاق.
و بعد أن يدمّر العرب حضارتهم سوف يستنجدون بعلمائهم الحقيقيين كي يصنعوا لهم حضارة مثل حضارة الكفار فيبحثون عن عباقرتهم الذين أهملوهم مثل الطوسي و إبن علقم و إخوان الصفا و إبن خلدون و إبن سينا و الحلاج و إبن الهيثم و إبن النفيس و إبن رشد و أبو العلاء المعري و الفارابي و الرازي، لكنهم لن يعثروا على أحد منهم في الجنة لأن هؤلاء المفكرين جميعاً قد تمّ تكفيرهم من قبل أئمة و مشايخ جاهلية المسلمين المنافقين، تجار الدين، شيوخ موائد السلاطين الذين نصبوا أنفسهم علماء بدل عنهم و إتهموا العلماء و الفلاسفة و المفكرين الحقيقيين بالكفر و الزندقة فذهبوا إلى جهنم لينضموا إلى علماء الكفار.
و عندها لن يبق أمام العرب إلا ّأن يلجؤا إلى سكان جهنم الذين إمتلكوا العلم و الصناعة و التكنولوجيا و الثروة كي يمدوهم بكل مستلزمات الحياة و منتجات التكنولوجيا و التقنيات و حتى الغذاء و اللباس سيستوردونه منهم و التي لا يستطيعون العيش بدونها، و سيفرض الكفار شروطهم القاسية و الثمن الذي يريدونه و يعودون للهيمنة و السيطرة للتحكم بمصير المسلمين كما كانوا يفعلوا في الدنيا. و هكذا يعودون كما كانوا في الدنيا و يطبق عليهم قول القران " و من كان في هذه أعمى فهو في الآخرة أعمى و أضل سبيلا " .
هذه حال المسلمين لا بالدنيا نجحوا و إرتقوا و في بالآخرة سيفشلون و يهوون إلى القاع المهين. أما أشعار المدح و التعظيم و قصص الأساطير التي يؤلفونها لتمجيد أنفسهم و تلميع صورتهم و كتب التاريخ المزيف المجيد العظيم و تراثهم الديني السفيه المثير للسخرية المنمق المقدس فسيبقى كل هذا هراء و أضاليل و كلمات تنفع للأغاني، "هيتف شتف" تغنيها الجواري و الغلمان في قصور الأمراء و السلاطان و الخلفاء أمراء المؤمنين.



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أكبر عدوا للإنسان هو الإنسان نفسه
- أيها الوغد تمتع بحياتك قبل فوات الآوان
- هل أصبحت سعادتي تزعجكم أيها المزيفون
- إطمئن لن ترى سقوطي حتى في أحلامك
- صفقوا يا إخوان فقد إنتهت المهزلة
- الطبيعة بقوانينها هي العقيدة
- لا تتعمقوا في الأشياء لأن نهايتها الندم
- أنا لسان حال إنسانيتكم التائهة
- الحياة لعبة أكبر من الجميع
- هل لكم جزء من هذه الصفات التي أكرهها
- الرَّد المُتأخِّر يُفسِدُ شَغَفَ الحكمة
- أرى أكثر مما أقول وأقول أقل مما أعتقد
- لا تخشى من الموت، أخشى من حياة ميتة
- أقسم لك أنه لن ينفعك أحد في هذا العالم
- لن تنالوا مني يا أولاد الأفاعي
- أنا لا أبيعك الأوهام ولكن أشاركك الإلهام
- طالب الحب فاقده وفاقد الحب لا يعطيه
- لو قابلت نفسك في الطريق ماذا ستفعل
- تصبح الحياة بؤسا لمن ينغمس في شهواته
- لست مجبراً أن تكون مقيدا بأحد


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج
- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اتريس سعيد - جحيم المسلمين و نعيم الكافرين