ماذا لو إكتشفنا إننا لسنا وحدنا ..؟!

رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)

الحوار المتمدن-العدد: 7626 - 2023 / 5 / 29 - 23:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

* البشرية ، قد تكون خرجت توا من مهدها ، لكنها لم تكتشف بعد أعظم اكتشافاتها ، تلك التي ستقلب رأسا على عقب أغلب ما عرفناه و اكتشفناه من فهم للحياة و عن عقائدنا و اصولنا و بدايات نشوء حضاراتنا و تقدم علومنا ، و عن موقعنا و أهميته في جغرافية كون لا يعرف أبعاده ، كون يكتنفه الغموض و الأسرار .
فمن بدايات وجوده و بدء و نمو فهمه ، حدّق الانسان في السماء و الكواكب و النجوم و السدم و المجرات بحثا عن اجابة عن سؤال لا يزال من الصعب الاجابة عليه و الذي يتفرع منه مالا حصر له من الاسئلة .. ( هل نحن وحدنا في الكون ، و هل انّ كوكبنا الأزرق الذي نسميه الأرض هو المنبت و السكن الوحيد للكائنات الحيّة في الكون ؟! ومن نحن و من نكون .. ؟
و يا ترى هل هناك ( آخرون ) على بعد الاف او ملايين او مليارات من السنوات الضوئية ينظرون الى السماء ، يفكرون و يتسائلون مثلنا ..؟ )

* بمرور الأزمنة و مع تطور فهمنا و اتساع معارفنا ، اهتزت نظريا فرضية ان كوكب الارض هو الوحيد بين الكواكب التي تعيش عليها كائنات حيّة، لكن لا تزال أمام البشرية مليارات من الاشواط لدفع حدود معارفهم و توسيعها بحثا عن اجابات مؤكدة للسؤال اللغز - من نحن و ماذا نكون و لم نحن هنا على متن كوكب يدور في فلك نجم سميناه هو الآخر ( الشمس) – من أين اتينا ؟ هل ان جذورنا فعلا نبتت على كوكب الارض ؟.. وهل يصح القول (علميا و احصائيا ) ان نكون وحدنا الكائنات الحية ضمن حدود كل المساحة الكونية التي لا يعرف أبعادها االتي تضم مليارات و مليارت الكواكب و النجوم و منها الكثير الذي لا يحصى اعدادها التي تتوفر عليها شروط نشوء الحياة و استمرارها ، ناهيك عن تلك التي كانت و تلاشت او التي تولد كل يوم إن لم نكن نقول في كل لحظة .. و جميعها ( كل الكواكب و النجوم تولدت من أصل و رحم واحد ، من حدث واحد يعرف بالأنفجار العظيم)..

* ربما نحن الان على المسار الصحيح ، على عتبات اكتشاف المزيد عن اصول و جذور الحياة بمختلف اشكالها و مقوماتها في أرجاء الكون ، اكتشافات ستزيح الكثير من الغشاوة و العتمة من امام عيوننا و تفكيرنا ، بشكل يعيد صياغة تأريخ حياة جنسنا البشري من الصفر و بلغة و أدلة مادية و علمية تؤكد الحقيقة واقعا لا جدال عليه ..
أما ما سيحدث بعد ذلك، فهو مرهون بدرجة نضج العقل البشري و قدرته على استيعاب ما يكتشف و ما سيحصل بعد ذلك .. هل يبلغ تلك المرتبة من الرقي التي يتقبل فيها نهاية كل العقائد و الاديان و بداية ايمانية جديدة تقدس العلم كأول خطوة لأرتقاء حقيقي ..؟ أم حينها سيتقبل العلم تلك الرسالات الايمانية السابقة بعد تشذيبها و اعادة صياغتها بأدلة يتقبلها المنطق و العلم المجرد ..؟، أو ستكون الضربة القاضية التي سترمي مجتمعات البشر في اتون و ظلمات صراع مدمر فيما بينهم مولين ظهورهم لكل المعايير و القواعد الأخلاقية التي ربّتهم عليها اديانهم و بنوا عليها تراثهم و ثقافاتهم و حضاراتهم بدءاًمن اللحظة االتي استقام فيه هيكل الانسان و صنع اول اداة حجرية و أول عجلة و اكتشاف الخالق الخارق المعبود بأشكال و أسماء لا حصر لها ، و إلى لحظة الأكتشاف العظيم المرتقب ..
هذه المباديء و العقائد و القوانين المنبثقة منها ، التي نمت و تطورت مع نمو و تطور القدرات الذهنية الابداعية للأنسا ن ونمو حاجاته االتي رسمت و برمجت اسلوب حياته استنادا على قصة الخلق و تناقلها عبر الازمنة و لحين اكتشاف ما سيتسبب في ( الانهيار العظيم ) لكل العقائد الروحانية ، عندها يتحول الأمر انقلابا و تمردا شاملا عليها ، كتمرد من اكتشف انه كان مخدوعا عبر كل زمنه، فيكون تمردا على الذات و على كل ماضي وجوده و مسارات ما تقدم من حياته ، تمردا على كل المعايير الاخلاقية الدينية و العرقية الاثنية ومفاهيم التكتلات البشرية وفق المذاهب و الاديان و الاجناس و ما يعرف بمفهوم الأمة و القومية .. ربما سيكون تمردا سيؤل بالنتيجة الى توحد البشرية في تكوين اجتماعي اممي واحد في مواجهة الاخرين على الكواكب البعيدة ..!

* نعم سينهار كل شيء ليبنى على انقاضه شيء آخر يختلف كل الاختلاف في طبيعته و قوانينه و عقائده .. كل ذلك سيحدث عندما يكتشف الانسان حقيقة انه ليس وحده في الكون و ان الفضاء بعمقه اللانهائي يخبيء مالا يعد و لايحصى من أشكال الحياة منها البسيطة و الادنى منا و منها الشبيهة أو الأرقى منا بكثير .. كل ذلك مرهون بالإجابة العلمية المؤكدة على السؤال الخالد للأنسان ، هل نحن وحدنا في الكون ..؟

#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)       Rizgar_Nuri_Shawais#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل