أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يحيى غازي الأميري - د. يوُسُف سَلامَة عَلَى دَربِ الكبير طه حُسين يَحثُّ الخُطى















المزيد.....

د. يوُسُف سَلامَة عَلَى دَربِ الكبير طه حُسين يَحثُّ الخُطى


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 7625 - 2023 / 5 / 28 - 20:13
المحور: المجتمع المدني
    


(بورك من جمع بين همة الشباب وحكمة الشيوخ) طه حُسين

مِنْ حَافظةِ الذاكرةِ المُتوقِّدةِ المُتوهِّجة وَبصوتٍ وَاثقٍ خَفيضٍ يَستلُّ سَيلَ كلماته المُتَّزنة، وَهو يَروِي للحضورِ الذِي حَضَرَ لقاعةِ الأمسيَّةِ، كانَ حديثهُ المُسترسِل السَّلِس بالضَّبطِ متطابقٍ كما جاء في وصفِ الإعلان التعريفي بالأمسية (لقاء مع البرفسور د. يوسف سلامة في حوارٍ من القلبِ، حديث وجداني عَنْ الإنسان الداخلي وبعض من ذاكرة وحنين وحكايا نسمعها أول مرة)
بكلماتٍ شَفيفةٍ رَقيقةٍ رَشِيقةٍ رَحبتْ، مديرة أدارة الجلسة وَالحوار الأستاذة (ندى العلي) بالحضور الكريم وبالمحتفى به البرفسور الدكتور (يُوسف سَلامة) معلنة عن بدأ الأمسية ومحاورها، معرفة بالضيف المحتفى به: كاتب فلسطيني/ سوري / أستاذ الفلسفة الغربية المعاصرة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق من عام (1998 حتى 2011). رئيس تحرير مجلة (قلمون)المحكمة، له عدد كبير من الدراسات والبحوث والمؤلفات والمحاضرات المنشورة.
ثم تم عرض فيلم وثائقي عن حياته، تخللته شهادات حية لبعض من طلابه به وبأسلوبه في طريقة التدريس، وأخر محطات حياته حيث يحط فيه الرحال والترحال لاجئ في (مملكة السويد) مقيم في (مدينة مالمو) مع زوجته الكاتبة والناشطة الست (وفاء أحمد سليمان) وعائلته.
بودٍ طلبَ منها الدكتور (يُوسف سَلامة) الحديث للتوضيح أن حديثه هذه الأمسية سيكون بعيداً عن الفلسفة ومحاضراتها، سيكون حديثاً أخوياً عفوياً عَنْ بعضٍ مِنْ مَراحلِ حياته.
كانَ السؤالُ الأول الذي طلبت مديرة الجلسة الست (ندى العلي) أن يحدثنا عنه ضيف الأمسية، الولادة والنشأة ...
من مواليد (فلسطين / قرية أم الزينات/حيفا/ التي تقع على سفح جبل الكرمل) بعمر حوالي (3) سنوات بدأت رحلة حياته مع عائلته في مخيمات للاجئين في سوريا.... حدثنا بألمٍ وأسى عَنْ حياةِ المخيماتِ معرفاً اياهُ (المُخيمُ لا وجود) وَ (المُخيمُ بؤس عظيم) أو واصفاً المُخيم كما يقولُ المفكر الأستاذ (إدورد سعيد 1935- ت 2003م): (جرحٌ فِي القلبِ، جرحٌ فِي الذاكرةِ).
ثمَ استطرد يحدثنا بألمٍ من لغةِ الذاكرة البعيدة: (لَمْ أذهبْ مع الأولاد الذين بعمري للمدرسة عندما كبرت وأصبحت بعمر المدرسة، كنت أشعر بالعذاب والألم جميع الأطفال في المدرسة وأنا قعيد الدار أعمى) ...حدثنا كيف كان يلعب أحياناً مع الأطفال الذين بعمره بالشارع.
وفي البيت كنت استيقظ مع (والدي) مبكراً من الصباح وأسمعه وهو يقرأ (القرآن) وكذلك أسمعه عند عودته من العمل وهو يقرأ (القرآن)في المساء من خلال هذه الفترة حفظت أجزاء كبيرة من (القرآن)...
عندما أدخلوا طريقة (برايل) لتعليم المكفوفين في سوريا، دخلت مدرسة المكفوفين للتعلم وأنا بعمر حوالي (14/15) عاماً... خلال فترة قصيرة جداً تعلمت؛ خلال سنتين أكملت الصف (التاسع) وأدركت زملائي والتحقت بالثانوية!
أخذت البكلوريا بشكل نظامي، (أمي) كانت تشجعني وتدعمني على إتمام دراستي الجامعية، فيما كان أبي يفضل أن أصبح (شيخاً) أو أذهب للتعلم بالأزهر، سمعت كلام (أمي) وتشجيعها!
وسألته مرة أخرى الست (ندى العلي) عن المرحلة الأخرى من مراحل حياته الدراسة الجامعية، فحدثنا عن كثيرٍ من المواقفِ والمحطات فيها ... ومنها:
(بليتُ بلاءً حسناً في الجامعةِ وحصلتُ عَلَى المرتبةِ الأولى ... وحصلتُ عَلَى بعثةٍ دراسيةٍ للدكتوراه!
حَدثنا عن طريقةِ تعلمه في الجامعة والصعوبات الكبيرة والكثيرة التي كانتْ تقفُ امامه، لكن صبره وطموحه وإيجابية تفكيره ابتكر لنفسه عدة طرق ليتعلم.
كان خيار الدراسة العليا أما الموسيقى أو الفلسفة.
(أبليتُ بلاءً حسناً في دراسةِ الموسيقى... دَرستُ ما استطعت عن الموسيقى، درستُ الموسيقى الشرقية والغربية، وأطلعت على تاريخ الموسيقى، فحصلت في (السبعينات) على منحة دراسية لدراسة الفلسفة في (القاهرة / جمهورية مصر العربية) فتركت الموسيقى وذهبت لدراسة الفلسفة، والتي تتطلب ضمن دراستها دراسة اللغات الأجنبية فدرستُ اللغة الفرنسية والإنكليزية والألمانية ...)

خلالَ حديثه الشيق والمتميز، سَرحتُ محلقاً بعيداً جداً رحتُ أقارن بين هذا الرجل الوقور الجالس أمامنا وهو يحدثنا عن تجربته الفريدة المثيرة.
طفلٌ صَغيرٌ مُهجرٌ نازحٌ معَ عائلتهِ مِنْ قرية (أم الزينات) الفلسطينية لتتلقفهُ أهوال العيش في المخيماتِ وَمعها تصيبهُ مصيبةٌ (آفة العمى).
كنتُ أصغي بكلِ جوارحي لحديثه لكنْ معها كانتْ صورة الكبير عميد الأدب العربي (طه حسين 1889- ت1973م) ترافقني، وسيرته في كتابه الشهير (الأيام) وموسوعته الأدبية الكبيرة (حديث الأربعاء) ورحلاته وجولاته في الحديث وطلب العلم، ومعها صور الشاعر الجهبذ المفكر الفيلسوف الزاهد (أبي العَلاء المَعري 973- ت1057م) (رهين المَحبسين) فهو أيضاً فقد بصره وهو طفل صغير بعمر (4) سنوات عَلَى أثر أصابته بمرضِ(الجدري) وكذلك لهُ الكثير من الجولاتِ والرحلاتِ في بقاعِ الأرضِ لطلبِ المعرفةِ وِالعلم؛ (أبو العلاء المعري) الذي أحبِ بلده (الشام) وكلما بَعِدَ عنها يشتاقُ ويحن لها ففي كل رحلاته لمْ يطلْ البعاد عن (معرَّة النُعمان) التي ولدَ وماتَ فيها.
وها هو يتحدثُ أمامي بثقةٍ الدكتور (يُوسُف سَلامة) عن الأملِ والعملِ وعن الفلسفة ومدارسها وهو في ديار الغربة مختاراً أقصى شمال أوربا (السويد) موطناً جديداً له كلاجئ ...
إنَّهُ بِحقّ إنسانٍ مُكافِحٍ عَنيد، لَمْ يَفقدْ الأمَل؛ وَآفةُ العَمَى تَنالُ مِنهُ وَهُوَ طَفلٌ صَغير، فِي مُخَيَّمٍ بائسٍ للاجئِين...
وَعَنْ مرحلةِ التدريس في الكليةِ وهو أستاذاً للفلسفةِ المعاصرة في جامعةِ دمشق... قال كنتُ أُومن بطريقةِ(الحوار) مع طلبتي وَليس بطريقةِ المحاضرة المسترسلة...
وتحدثَ عن الحرية والديمقراطية... وأهمية الحوار، واحترام الأخر، والإقناع بالحجة، فهنالك احتمالات كثيرة مفتوحة للحقائق...
وَفِيما يَخصُ المَعرفةَ فقالَ عَنها إنها مَفتُوحة إلى ما لانِهاية ...

قَبلَ نهاية اللِقاء، السِتُّ(نَدى) مُديرة الجلسة تُفجر للحضور مفاجئة جميلة معلنة أنَّ ضَيفنا يُجيد الغناء وَيحِب أغاني الفَنان المُطرب (مُحمد عَبدِ الوَهاب) وبصحةِ عازفِ العودِ القادمِ من الدنمارك الموسيقار (محمد عبد الوهاب) أشنف أذاننا بصوتٍ شجيٍ عذب ببعضِ المقاطع من أغاني الفَنان (مُحمد عَبدِ الوَهاب).
وَقد أخبرنا د. (سَلامة) بسعادته أنه أتيحتْ إليه فرصة وهو في (السويد) بهذا العمر بزيارة البلدة التي ولد فيها (أم الزينات/ حيفا) وحقق الزيارة وهي المرة الأولى له يزورها منذ غادرها قبل أكثر من (70) سنة.
في نهاية اللقاء كانتْ هنالك فقرة لبعض الأسئلة والاستفسار من الحضور للضيف المحتفى به (يُوسُف سَلامة) أجابِ عليها جميعاً بروح شفافة.
فيما كانَ مسكُ الختام فقرة جميلة (شعرية طربية) قدمها الشاعر المتألق صاحب الصوت الشجي الصديق العزيز (خضير كريم الرميثي) يصاحبه العزف على آلة العود الموسيقار (مُحمد عَبدِ الوَهاب) فقرأ العديد من القصائدِ الغزليةِ وغناها بذاتِ الوقت، أستمتعنا بها ... والتي نالتْ أستحسان وحرارة تصفيق الحضور.
في الختامِ كانتْ هنالك فسحة للحديث بين الحضور وتناول القهوة والمعجنات، والتقاط بعض الصور للذكرى.
كانتْ سَاعدتي كبيرة جداً بهذهِ الأمسيةِ الثقافية الفنية المتميزة والتي دعوتُ إليها من جمعية (إيد بإيد) في مالمو، فشكراً لها.



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مَندِي ولِيشيا الحلمُ الذي تَحَقَق
- نِيرانٌ حاقِدةٌ بَغِيضَةٌ تَلتَهِمُ أَمالَ وَعَقلَ سَلمان
- بَوحٌ بِصَوتٍ عالٍ
- غُصَّةٌ فِي القَلبِ*
- رُقعةٌ جديدة عَلَى ثَوبٍ بالٍ
- مَسرحة القَصائد عَلَى خشبةِ محراب فرقة يالادا / مالمو
- الظّلمُ ظَلامٌ حالكٌ مُخِيف
- بانُوراما مِنْ تراجيديا الحَربِ وَالحِصار/ الجزء الثالث الأخ ...
- بانُوراما مِنْ تراجيديا الحَربِ وَالحِصار/ج 2
- بانُوراما مِنْ تراجيديا الحَربِ وَالحِصار/ج1
- هَذَيان حُمَّى الاِنتِخابات
- 8 شُباط مُؤامَرة دَمَويَّة لتَدمِيرِ العِراق
- كَلبٌ أَسوَدُ يَتَعقَّبُ خطّاي
- بَيْنَ نَشوَةِ الجَذلِ وَذُعر الوَجَلِ
- لِرُوحِ مَهدي الخَزرَجيِّ أَلف سَلام *
- منديلٌ مُطرزٌ بالوَجد
- رَبّاه : القيظُ سَعيرَ نَارٍ بلا دُخان
- هَلْ بالأُفُقِ هُدهُد؟
- هَلْ بالغَ العَرَّافُ بِخُطُوطِ الكَفِّ
- مَرَّ سَرِيعاً كاَلخَيال


المزيد.....




- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...
- تعذيب وتسليم.. رايتس ووتش: تصاعد القمع ضد السوريين بلبنان
- كنعاني: الراي العام العالمي عازم على وقف جرائم الحرب في غزة ...
- كيف تستعد إسرائيل لاحتمال إصدار مذكرة اعتقال دولية لنتنياهو؟ ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بش ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يحيى غازي الأميري - د. يوُسُف سَلامَة عَلَى دَربِ الكبير طه حُسين يَحثُّ الخُطى