أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يحيى غازي الأميري - 8 شُباط مُؤامَرة دَمَويَّة لتَدمِيرِ العِراق














المزيد.....

8 شُباط مُؤامَرة دَمَويَّة لتَدمِيرِ العِراق


يحيى غازي الأميري

الحوار المتمدن-العدد: 6810 - 2021 / 2 / 10 - 03:43
المحور: المجتمع المدني
    


مُنذُ سِنينَ خَلتْ
كنتُ تلميذاً في الصفِ الرابع الابتدائي
عُمري عشرة سنوات
كُّنا نَسكنُ قَلبَ العِراق
فِي دارِ السَّلامِ
فَفِيها الحَياةُ كانتْ
تَسيرُ بيُمنٍ وَيِسرٍ وأًمان
نَحوَ السَّعادةِ والإِزدِهارِ؛
لَكِنْ،
صَباحَ يَومِ جُمعةٍ مِنْ شِتاءِ شُباط
منتصف رمضان ،والبدرُ في التمام
وفِيما الناسُ بَينَ صِيامٍ وَنيامٍ
دوّتْ فِي السَّماءِ مَع ضياءِ الفَجر
صَفَّاراتُ قِطار العَمِّ سَام
وَهوَ يَسِيرُ فِي وَضحِ النَّهارِ
محملاً بِشلَلٍ مِن السَّفاحِينَ
المُدَجَّجِينَ بالحقدِ
وَبِغدارات بُورسَعيد المصريّة
وبإشارات خضراء عَلَى الأذرع
متميزة بالرمز (ح . ق)
مُعلِنينَ بالعديدِ مِن الإذاعاتِ
عَنْ بَدءِ عُرسِ الدَّم
طوال ساعات نهار الجمعة
تتناوب بين فرادٍ أو أزواج طائرات (الميغ و الهوكر هنتر)
في التحليقِ مُنخفضةٍ فوقَ بغداد ،
وهي تدك بحممها ثكنات وزارة الدفاع
و مقر الزعيم في البابِ المعظم
التلفزيون يذيع بيان للزعيم
يحث فيه الشعب أَن يقاوم
قصف الطائرات يخرس بث محطة تلفزيون بغداد
وَ تَحوِيلها إلى حطام
كَتِيبةُ دَبَّاباتِ مُعَسكر الوَشَّاش
تَعلنُ تَمَرُّدها عَلَى القائِدِ العام
وَتأييدها المُطلق للاِنقلاب
دَباباتها تَجوبُ حارات بَغداد
الناسُ تَهرع للشوارعِ وَهم فِي صدمةٍ مروعةٍ
تَتناقل الشائِعات وَالأَخبار
وهي بينَ مَرعوبٍ وَخائفٍ وَمذعورٍ وَحائر
كيف وَبأَيّ سِلاح نقاوم
بِيْنَ لَيلةٍ وَضُحاها
فَي التاسعِ مِنْ شِباط، وقَبيلَ مَوعِدِ الإفطارِ
وبصَليةِ رَصاصَ رشاشات الغدر
سقطَ رأَسُ حُكومةِ العاصمةِ بَغداد
مضرجاً بدمهِ الطهور
لتأكيد صحة خَبر
تَنفيذ إعدام الزَعيم
فِي المَساءِ وَالعراق في اقصَى الهَلع
وَخلال بثّ التلفزيون لفلمِ كارتون أَمريكي
قطعَ البث ونشرت مَقاطع مُرعبة مُصورة
لإعدامِ الزَّعيمِ وثلاثة مِنْ رفاقهِ المَيامين
وبجانبهم الآت لفرقةِ مُوسيقا إذاعةِ بَغداد
نَجَحَ الإنقلابُ
بإصدار بَيان مُرعب يحملُ الرقم المَشؤوم (13)
البيان يبيحُ لعصاباتِ الاِنقلابِ
القتل وَالتنكيل والاِعتقال للناس بدونِ سبب.
حَلَّتْ لُغةُ الزَجرِ وَالرَصاصِ وَالقَصاص
فَنُصبتْ فِي الشَّوارعِ وَالحاراتِ
المِئاتُ مِن متاريسِ التَفتِيشِ
تُطاردُ وُتلتهمُ القوانينَ وَالنظامَ والسُّكان
كَما النارُ في الهَشِيم
زلزالٌ مُخيفٌ ضَربَ البلاد
فَحلَ في النفوسِ الإنكسار وَ الاضطراب
وَأطبقَ رُعبُ الرَدى طَوقـهُ عَلى البلاد و العِباد
فَغصتْ المَقابرُ وَالسجون بالضحايا الأبرياء،
الناس تَذهب لمتاجرها وأَعمالها
وَهي في مُنتهى الرعبِ وَالفزع
أَحدى مفارز الموتِ - الحرس القومي-
التي تَنتشرُ في كلِّ مَكان
تَعتقلُ أَبي بلا سببٍ ، وهو في طريقهِ للعمل
لقد كان يلبس يشماغاً أحمر
وتغطّـي وجهه لحيةُ الوقار
التِي لَمْ تَعجُّبْ شِلَّة الأشرار
تحجزهُ، تجلدهُ، تُدمي عَينيه،
فِي منتصفِ الليلِ تطلقُ سَراحه
بَعدَ أَنْ تسلبَ كلَّ ما يملك
مِنْ حليٍ ذَهبية، رَأس مَال مَتجره
طوال اللَّيل جَلستْ عائِلتنا بدائرةٍ حَمِيميةٍ
حَولَ أَبي
تُشاركنا بجلستِنا مدفأة نفطيَّة
تَنشرُ الدِفء وَتبددُ زَمهرير البرد وَالخوف
أُمي بَينَ فينةٍ وأخرى بِنَشيجٍ وَسيلٍ مِنْ الدموع
تَبكي مولولة حَال أَبي
وَلِفقدانِ مَصدر عَيشنا رأس مال المَحل.
انتشرَ عَلَى طولِ وَعرضِ أرضِ النَهرين
الذلُّ وَالأَسى وَالخَراب
فامتدَ العويلُ والنحيب وَالبكاء
يطرقُ أبواب السماء
لكن بلا رجاء
وَضربَ الكساد بشدةٍ الاِقتصاد
وباتَ يجثمُ الذعرُ والفقرُ
عَلَى الصدور
فأيقنَ الناسُ إن دورةَ التاريخ تُعاد
وَبرهانها عودة المَغول الجَدد.
عَشراتٌ مِنْ الأقاربِ مِنْ أصحابِ المِهن
قرروا الهجرةَ مِنْ العاصمةِ بَغداد
بعد أن أصبحَ الرزقُ فيها شحيحا
وخصوصاً (الصِّياغة)
فهيَ رديفُ الفرحِ والمسراتِ والأعياد
أَبي أمامَ تَحدٍّ كبيرٍ جديد
البحثُ عن مكانٍ للعمل
يَقينا من براثنِ البطشِ وذلِّ ضنكِ العيش
سريعاً جابَ (أَبي) العديدَ من القصبات
فاختارَ (أبن سومر) الخبيرُ بشِعابها
مدينة (الزبيديَّة ) الريفيَّة الصغيرة الوادعة
من نواحي الكوت. وألقـى تعبه فيها ، ولقي الترحابَ من أهلها
مالمو / مملكة السويد في 8 شباط 2021
تعاريف توضيحية لبعض الكلمات التي وردت بالنص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
غدارات بورسعيد : هو رشاش ألي أنتجتها مصر في أوائل (عام 1950) بعد أن حصلت مصر على ترخيص لإنتاج الرشاش بور سعيد في الخمسينات كنسخة من الرشاش السويدي كارل كوستاف م/45 ..جهزت بها عصابات الحرس القومي (ح.ق) قبل موعد الانقلاب،من جهات أجنبية وعربية.
الزعيم : اللواء عبد الكريم قاسم ، من مواليد بغداد في محلة المهدية (عام 1914) ، قام مع عدد من الضباط الأحرار بثورة (14 تموز 1958) التي أطاحت بالحكم الملكي ، وأعلنت الجمهورية العراقية.
أصبح رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع وكالة والقائد العالم للقوات المسلحة ، حصل على رتبة لواء عام 1959.
إعدم بيد الانقلابيين بصليات من مدفع رشاش بمقر دار الإذاعة ببغداد في غرفة فرقة الموسيقى مع ثلاثة من رفاقه بدون محاكمة في (9 من شباط 1963)



#يحيى_غازي_الأميري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كَلبٌ أَسوَدُ يَتَعقَّبُ خطّاي
- بَيْنَ نَشوَةِ الجَذلِ وَذُعر الوَجَلِ
- لِرُوحِ مَهدي الخَزرَجيِّ أَلف سَلام *
- منديلٌ مُطرزٌ بالوَجد
- رَبّاه : القيظُ سَعيرَ نَارٍ بلا دُخان
- هَلْ بالأُفُقِ هُدهُد؟
- هَلْ بالغَ العَرَّافُ بِخُطُوطِ الكَفِّ
- مَرَّ سَرِيعاً كاَلخَيال
- الصّياغَةُ مِهنَةُ أَبِي فِي الحَربِ وَالسَّلام
- القصاصُ مِنْ القَناص
- مِنْ أَرضِ مَيسان جَاءَ الأَبِيُّ أَبِي
- المَشاعِرُ الإِنسانِيَّةُ فِي أدَبِ الرَّسائِلِ الإِخوانيَّة
- نُصوصٌ مِنْ فُصولٍ داميَة
- رُهابُ الاِنزلاق
- بشديد الغَضَب؛ اِنتفض الشعب
- إِرحَلْ، اِنتَفض الشَّبابُ
- اِنتِفاضَةُ تِشرِين سَتُعِيدُ الوَطن
- وعود عرقوب وَ انتفاضة الكرامة
- دَقَّتْ سَاعَةُ الأَمل
- الظَّفَرُ لِنسَاءِ العِراق


المزيد.....




- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - يحيى غازي الأميري - 8 شُباط مُؤامَرة دَمَويَّة لتَدمِيرِ العِراق