أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حنا وأخواتها1986(وودي ألن): الطاولة التي تقف على ثلاثة ارجل















المزيد.....

حنا وأخواتها1986(وودي ألن): الطاولة التي تقف على ثلاثة ارجل


بلال سمير الصدّر

الحوار المتمدن-العدد: 7622 - 2023 / 5 / 25 - 07:39
المحور: الادب والفن
    


هو احد أفضل أفلام وودي ألن من أكثرها شهرة يقف متوازيا مع أني هال ومانهاتن في ثلاثية ربما لايمكن تحقيقها مرة اخرى،وهنا لن نشاهد أي تغير ملحوظ في اسلوبه الاخراجي ولا حتى التمثيلي بوصفه أحد أبطال الفيلم يقتبس مشاهد فعلية من حياته كما فعل تماما في آني هال ومانهاتن،وإن كان هذا الفيلم أقل اغراقا في التجربة الذاتية ولا يمكن القول عنه بأنه فيلم سيرة ذاتية أيضا...
يستخدم وودي ألن في الفيلم اسلوب الرواية،أي يستخدم الراوي،والراوي هنا ليس شخصية خارجية حسب المألوف،بل الراوي هو المونولوج الداخلي المتعدد لكل الشخصيات،وكأن وودي ألن يهدف من هذا الحصول على الاعتراف الشخصي غير الموارب،غير الملتفت الى معطيات مثل الخوف أو القيد الاجتماعي،بل المصارجة بما يدور في مكنونات الشخصية من رغبات ومشاعر وأحاسيس،حتى لو كان هذا الذي يدور مغلف بالسواد قد لايقبله البعض،أو ربما كان في بعض اللحظات أمرا مستحيلا تماما على التحقيق.
ويقسم وودي الن فيلمه إلى أجزاء تقتبس عناوينها من الحوار الذي يدور في كل جزئية،حيث من المعروف أن شخصيات وودي ألن ثرثارة كثيرة الكلام.
يالله،أنها جميلة،هي التي حصلت على العيون الأجمل وتبدو مثيرة جدا بتلك البلوزة
أنا فقط،أريد أن اكون لوحدي معها وأقبلها وأخبرها كيف اني احبها كثيرا واعتني بها
توقف،...أنت ابله...أنها أخت زوجتك
المتحدث بهذا المونولوج الاعترافي اعلاه هو الممثل مايكل كين،الذي يلعب دور اليوت المستشار المالي زوج حنا الأخت الكبيرة،وهو واقع في غرام الاخت المتوسطة التي تاتي بعدهما هولي الاخت الصغرى.
حنا هي الأكثر انضباطا من بين كل الأخوات،وهي التي يقع على كاهلها التنظيم وحل المشاكل العائلية وغيرها،بينما الأخت الصغرى هولي خرجت من تجربة ادمان على الكوكايين وتحاول اثبات نفسها في مجال الطبخ المحترف...تقول لحنا:
التقيت زوجك السابق في الشارع قبل أيام وهو لايزال مجنونا
لي متزوجة من رسام مثقف-العملاق ماكس فون سيدو-وهو شخصية على شاكلة تلك الشخصيات المثقفة المألوفة،وماكس فون سيدو لن يحل هنا بالصدفة بل رربما هو قادم من عوالم مانهاتن،او من ذلك العشق غير المألوف من قبل وودي ألن لأنغمار بيرغمان...
ميكي،زوج حنا السابق الذي قام بدوره وودي ألن نفسه،يعاني من الوسواس القهري المرضي،والذي اساسه ليس الخوف من المرض بحد ذاته،بل الخوف من الموت،وهنا مع بداية نتعرف بها عليه سيخوض تجربة الشك بالورم الدماغي.
الوسواس القهري،كثرة التفكير والاكتنئاب،التعبير اللفظي كثير الكلام،كثرة الشك بالنفس وبالآخرين من حولك وبالحياة ذاتها...كثرة التساؤلات اشارات واضحة لسينما وودي ألن ذات الصبغة المنقوعة بالكوميديا السوداء...وهذه الخلطة لاتكتفي بالكوميديا فقط،بل تضيف اليها أنغمار بيرغمان والشعر والأدب والموسيقى وحتى الفلسفة،ليحصل المشاهد على حياة تبدو في ظاهرها مألوفةنولكنها مختلطة بتلك العوالم الثقافية المحلقة الى ابعد الحدود.
في معرض مراجعته للعيادة،يتحدث ميكي مع نفسه في ذلك المونولوج الذي دعوناه بالاعترافي:
حسنا،خذ الأمر بسهولة،هو لم يقل بان لديك شيء،هو فقط لايرد اطلاعك على اسعتك السينية،وذلك لايعني بأن لديك أي شيء....هذا الشك
وودي |ألن هو من ذلك النوع من الأشخاص الذين يفتقدون الى الطمأنينة حتى لو توفرت كل معطيات الطمأنينية لديهم...هناك شيء في داخله وكأنه يصّعد في السماء
وعندما تتحق المعجزة،حيث أن امراضه ليست سوى خرافة من صنع ذاته،يبدأ بالبحث عن معنى آخر للحياة...ذلك المعنى المختفي خلف ثنايا الاضطراب والروتين والشك،فكان خياره الأول الاستقالة:
أنت مدركة للخيط الذي تعلقنا به...هل نفهمين كم أن كل شيء كان بلامعنى
أنا أتحدث عن حياتنا...العروض،العالم بأكمله ....أنه بلامعنى
نعم...لكنك تموت
لا،أنا اموت الآن،لكني عندما خرجت من المستشفى كنت مبتهجا لأني سأكون بخير،وانا اركض عبر الشارع،وفجأت توقفت،صدمني ذلك السعور لذا لن أذهب اليوم،ولن أذهب غدا،ولكن في النهاية سأصبح في ذلك المكان...
الحوار اعلاه ربما يشير الى جمل كنا قد كررناها كثيرا،ولكن لابد من ذكرها مرة أخرى خاصة اننا في معرض مناقشة وودي ألن:لايمكن الحياة ان تسير...لايمكن لها الاستمرار أو البقاء سوى في تجاهل الموت...
لي تقبل الخيانة مع زوج اختها اليوت،وتكشف هذه العلاقة بسهولة من قبل زوج لي المثقف،ويبدو بأنه بعد انطفاء الشهوة تنتهي هذه العلاقة بالنسبة لإليوت...لكن لي متزوجة من رجل مثقف غاية في الثقافة كانت هي منفذه الوحيد للاطلاع على العالم...
كل العلاقات الاجتماعية في الفيلم على شفير الهاوية،من الممكن ان تتفتت بالموت أو من خلال معطيات أكثر هشاشة مثل التفكير بالموت،او من خلال زنا المحارم.
العقم،المرض،ضعف اشكال الارتباط ومعانيه،وكأن الارتباطات الاجتماعية عباره عن خيط رفيع من الممكن أن ينحل في أية لحظة ومن دون البحث عن طريقة،على ان هذا لاينفي أن الحياة برمتها مثل الطاولة التي تقف على ثلاثة ارجل،وكأنه أحيانا لايوجد ارتباط واضح بهذه الحياة،ومن غير الممكن تحقيق السعادة سوى بالتبديل والانتهاك.
الانتهاك حاصل من كل الاطراف مما يضفي على حياتنا القليل،بل القليل جدا من الاحترام
ثم يحضر وودي الن مرة أخرى من خلال شخصية ميكي ومن خلال هذا العنوان العريض...أو من هذا الاقتباس العريض:
المعرفة الوحيدة المؤكدة التي من الممكن للإنسان تحقيقها من قبل الانسان،هي ان الحياة لامعنى لها...تولستوي
ملايين الكتب كتبت عن كل موضوع يمكن تصوره،بل كل هذه العقول العظيمة،لكن في النهاية،لا احد منهم يعرف شيء أكثر عن الاسئلة الكبيرة الأكبر من الحياة نفسها،وأكبر مما أشعر به...يللمسيح أنا أقرأ سقراط
ينتقل ميكي في تقلباته الوجودية بالبحث عن تجربة وجودية جديدة،بحيث سيتخلى عن اليهودية ليرتبط بالكاثوليكية ومن ثم البوذية أو اية اشياء أخرى من الممكن ان تعطيه معنى موضوعيا للحياة...لكن الاجابة محسومة
ان كان ميكي انفصل عن حنا بسبب العقم،فها هو يرتبط مع هولي محققا بعذ الهدوء،وعلى نمط ميلودراما الخمسينات والستينات سينتهي الفيلم بقبلة،ولكنها قبلة متسائلة مثل الحياة نفسها،لأن هولي ستصدمه وستصدم الجمهور عندما تخبره بأنها حامل،وهو يرد على هذه المفاجاة بتلك القبلة...
عندام تقترب من السعادة تحالو الاقتراب أكثر...تحاول الوصول ومن الجيد التعامي عن أشياء كثيرة قبل هذا الوصول خاصة عندما تكون عقيما ولا تؤمن بالمعجزات...
فيلم حنا وأخواتها...فيلم كبير جدا
13/01/2023



#بلال_سمير_الصدّر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- Moebius2013 (كيم كي دك):الأوديبية التي تتحرك من خلف الظل
- ذوبان 2019:الفيلم الأخير الذي حققه كيم كي دك في حياته الدنيا
- مقت/اشمئزاز 1965:من ثلاثية الغرف المغلقة-رومان بولونسكي
- مستأجر 1976(رومان بولونسكي):لعنة الفراعنة
- الانزلاقات المتعاقبة للرغبة1974(آلن روب غرييه):نظرية نقدية-ن ...
- تس (Tess)1979 رومان بولونسكي:بين تس وجستن
- خيال حقيقي 2000 (كيم كي دك): أنا الآخر
- رهينة الوهم 2012:الفيلم الأخير لإليسو سوبيلا
- ضربة المباراة 2005:فيلم عن الاحتكام لوودي ألن
- العنوان مجهول 2001(كيم كي دك):العدو في الداخل
- معجزات صغيرة 1997(اليسو سوبيلا): الحياة هي الجانب الخارجي لل ...
- حيوان طبيعي 1996(كيم كي دك):نقطة اللاعقل
- نتيجة الحب (2007)اليسو سوبيلا: التقاء على هامش الحياة
- الانسان,الفضاء, الزمن، والانسان 2018 (كيم كي دك): العروس الم ...
- لاتنظر الى الأسفل 2008(اليسو سوبيلا): الأمر أكثر شاعرية وسور ...
- قفزات القلب 2005(اليسو سوبيلا):بقيت الأمور كما هي صغيرة وغير ...
- الجانب المظلم من القلب 2001 (2) أليسو سوبيلا: الحب عبارة عن ...
- المغامرات الالهية(اليسو سوبيلا): نحن لسنا الا معطيات حلمية ل ...
- استيقظ ايها الحب 1996(اليسو سوبيلا):الانسان ليس سوى حصيلة ما ...
- لاتمت قبل ان تقول لي الى اين ذاهب 1995(اليسو سوبيلا):وداعا ه ...


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلال سمير الصدّر - حنا وأخواتها1986(وودي ألن): الطاولة التي تقف على ثلاثة ارجل