أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عادل عبدالله - كارل ماركس، شاعرا














المزيد.....

كارل ماركس، شاعرا


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 12:59
المحور: الارشيف الماركسي
    



ربّما يخفى على كثير منّا، أنّ ماركس قد بدأ حياته الثقافية شاعراً، شاعرا متمرّدا على الدين و الآلهة، و على كلّ فلسفة مثالية، اعتقد انها تدعم وجودا متعاليا على حياة البشر. هذا هو الحال الذي يخبرنا عنه كتّاب سيرته الذاتية. غير انه أُضطر بعد فترة قصيرة الى التخلّي عن الشعر، بسبب من اعتقاده أنّ الشعر غير قادر على حمل نوع رسالته الى الناس.
في هذا المقال الموجز، سأعرض لثلاث قصائد كتبها كارل ماركس في شبابه – قبل ان يبلغ الخامسة و العشرين من عمره – لكن، مع ضرورة التقديم لها بهذه الملاحظات:
أولاً: يرى بعض النقاد انّ بذرة نظريات ماركس، التي تلتقي عند نقطة مفادها، نقده للدين و الآلهة و رموز الفلسفة المثالية، قد بدأت بالفعل في هذه المرحلة المبكرة من حياته، تحديدا في زمن كتابته بضعة مقالات خلال امتحانات المرحلة الثانوية، و خلال نشره لبعض قصائده المبكرة.
ثانياً: إنّ مقته الشديد للفلسفة المثالية – فلسفتي هيجل و كانط – قد بدأ في هذه المرحلة تحديدا، لذا فإنّه يوجّه نقده الساخر لفلسفتيهما شعرا، لكن مع ملاحظة مهمه مفادها: انه يتحدث في القصيدة الثانية بلسان هيجل، لا بلسانه هو.
ثالثا: لا بدّ لي من القول: ان مضمون القصيدتين الثانية و الثالثة قد واجه الكثير من النقد و التفنيد، إذ كيف يمكن لأحد انْ يقف ضدّاً على أعظم فلسفتين في العصر الحديث باستخدامه الشعر وحده أداةً لغايته؟ دعونا نتعرّف الآن على ماركس شاعراً:
1-
في قصيدة عنوانها " بروميثيوس " يقول ماركس، متحدثا الى الآلهة بلسان هذا البطل الأسطوري:
فلتكن متأكداً من هذا ،
أنا لن أغيّر حالتي من الحظ الطالح
من أجل عبادتك،
إنه لمن الأفضل ان أكون خادماً لهذه الصخرة،

على أن أكون فتى مخلصًا للأب زيوس.
2-
نقد هيجل، في هذه القصيدة يتحدث ماركس بلسان هيجل نفسه، ساخرا من المحتوى الفلسفي المجرّد المتعالي، قائلا:
لأن تأملاتي اكتشفتْ أسمى الأشياء و الأعماق كذلك،
أنا فظّ مثل الإله، وأغطّي نفسيَ في الظلام كما يفعل .
في أبحاثي ورحلاتي الطويلة على بحر الفكر المتموّج ،
وجدتُ الكلمةَ، وسأظل مرتبطًا بشدة باكتشافاتي .
3- نقد كانت
يحبّ كانط وفيشتي الالتفاف إلى الجنة
والبحث هناك عن أرض بعيدة ،
في حين أن هدفي الوحيد
هو أن أفهم تمامًا ما لقد وجدت في الشارع.
كان كارل ماركس في ذلك الوقت، يلتقي مع مجموعة من المثقفين في "نادي الأطباء" حيث كان Bruno Bauer و هو أحد الهيجليين الشباب، قائد المجموعة. يقول ديفيد مكللان، و هو أحد كتّاب السيرة الذاتية لماركس :
يبدو أن ماركس كان شخصية حيوية ومركزية في النادي. قدم إدغار باور (شقيق برونو) الوصف التالي لـماركس في قصيدة ساخرة قرأها امام أعضاء النادي:
لكن من يتقدم هنا مليئًا بالتهوّر؟
إنه شكل مظلم من Trier
وحش مطلق العنان،
بخطوة واثقة من نفسه ، يدقّ الأرض بكعبه،
ويرفع ذراعيه إلى السماء بغضب شديد،
كأنه كان يرغب في الاستيلاء على القبو السماوي وإنزاله إلى الأرض.
في غضبه، يتعامل باستمرار مع قبضته المقلوبة،
كما لو كان ألفُ شيطان يمسك بشعره.
في عام 1838 بدأت اهتمامات ماركس تتحول من الشعر الى القانون ثم إلى الفلسفة.
في عام 1939 كان ماركس قد تخلى عن كتابة الشعر تمامًا، لذلك، عندما رغب في تقديم المزيد من القصائد لـ "جيني " و لم يستطع ذلك، عمل على نسخ بعض قصائده القديمة من مختارات شعرية صدرت له مؤخرًا.



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نفهم ماركس؟ كيف نفكر معه؟ او ضدّه؟
- الله و الإنسان: من -الجَدل- في فلسفة هيجل، إلى -الدَجَل- في ...
- هيجل و ماركس في أربع مقالات قصيرة
- عبء الاثبات في الحوار الفلسفي: الفصل الرابع: أنطوني فلو: افت ...
- عبء الإثبات في الحوار الفلسفي - الفصل الثالث: الله و إبريق ش ...
- عِبءُ الإثباتِ في الحوار الفلسفي على أيٍّ من الطرفين يقعُ عب ...
- عِبءُ الإثباتِ في الحوار الفلسفي على أيٍّ من الطرفين يقعُ عب ...
- عبء الإثبات في الحوار الفلسفي - على أيّ من الطرفين يقع عبءُ ...
- التصوّف، فيزياء الكم، و شيزوفرينيا العالَم
- الخاطفُ و الضحيّة ... قصّة فلسفية
- محاولة في التفسير العلمي لعبارة - كن فيكون-
- الوضعيةُ المنطقية : البداية و النهاية
- القرود تفشل في امتحان شكسبير
- أدونيس - و - أنا - بين - تناص - المنصف الوهايبي و - انتحال - ...
- - يومَ ضَبطتُ أدونيس مُتَلبّساً -
- هناك.... حيثُ كنّا ندافعُ عن الوطن
- الله و الإمام: بحوث فكرية في الأسلوب الإلهي لإقامة الدين في ...
- أربع قصائد
- أحداث التفّاح الكبرى
- لماذا تضحكون علينا أيّها الفلاسفة؟


المزيد.....




- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع
- الشرطة الهولندية تعتقل متظاهرين في العاصمة خلال تظاهرة مؤيدة ...
- القضاء الفرنسي يواصل محاكمة حزب التجمع الوطني وزعيمته مارين ...
- هكذا نشأت-كتائب القسام-أقوى الفصائل الفلسطينية
- اعلام الاحتلال: صفارات الانذار تدوي من قيسارية وصولا الى هرت ...
- حزب التقدم والاشتراكية يعزز التعاون مع المعهد الوطني الديمقر ...
- ??وت ژمار? 32
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- تعقيباً على نتائج قمة الرياض «الديمقراطية»: ألقوا بأعباء الق ...
- بمناسبة الذكرى 50 لاغتيال الشهيد عبد اللطيف زروال، وقفة احتج ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عادل عبدالله - كارل ماركس، شاعرا