أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عبدالله - أربع قصائد














المزيد.....

أربع قصائد


عادل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 6691 - 2020 / 9 / 30 - 17:43
المحور: الادب والفن
    


1-
هذا الجمالُ الذي يعمرُ الآن قلبي،
كمصباح منيرٍ في غرفةٍ محاطة بالظلام،
أ يكونُ لزاماً عليَ كسرهُ بحجارتي،
بعدَ أن قصُرتْ حجارةُ الآخرين عن اصابته،
أو تفتتَ الصلبُ منها
على هالة النور من حوله ؟
ذلك الملاكُ الذي يكتبُ الشعرَ لي خلسةً،
مهرّباً أسرارَ قومهِ،
حريصاً على ان يُبقيَ الأمرَ بيننا،
أ يكونُ لزاماً عليَ التقاط صورة معهُ،
أو كسر إحدى جناحيه،
أو أسرهُ في قفص،
كي أقيم الدليل لهم،
على أن ذاك الكلام الذي قلتُهُ عن طوفان وشيكٍ
لم يكن كذبا ؟
هيهات، هيهات
سابقى هناك مقيماً على مدخل المقبرة،
متسلَماً من الأموات ما تبقَى لهم من حياة
أعيش بها لهم ،
بعد أنْ أقدمَ المجرمون على قتلهم قبل آجالهم .

2-
في درج مكتبتي سربٌ من القصائد المكبّلة،
كلّما أعلنتْ رغبتها بالرحيل،
هددتها بالمحو و الإبادة.
إنها ليست قصائدَ بالمعنى المشاع للقصيدة،
إنها نبوءات كبرى بأحداثٍ جسامٍ لم تقع بعد،
نسخٌ شعرية موجزة عن كيفية خلق الله للعالم،
معادلاتٌ رياضية تمكّن الإنسان من التعرّف
على الساعة التي سيموتُ فيها،
و هي قبل هذا و ذاك،
مواقيت بالغة الوضوح و الدقّة
لانفجار مستودعات العالم النووي
من تلقاء نفسها، امتثالاً لرغبة الذرات في التحرر.
لذا فقد كان لزاماً عليّ الحفاظ علينا معاً،
و لذا حرصتُ على نقشها أوشاماً على جسدي
مخافة الضياع و الهروب.
3-
لقد عثرتُ عليه للتّو ،
ذلك الصندوق الأسود الذي لفظتهُ المدينةُ
بعد انهيارها العظيم.
إنني أسمعُ الآن أصواتهم من خلاله،
و هي تأمر الجنود بمنع المغادرين منها ،
أراهمُ في شريطٍ مصوّر
وهم يخلونَ أموالهم من البنوك
و اتباعهم من الملاجئ.
لكن، الى أينَ ينبغي عليّ الفرار
أو كيف لي أن أفضح المتآمرين
و قد تسمّرتْ على بابِ بيتي
مفارزُ الكلاب المدرّبة، محيطةً نوافذه بالنباح
معلنةً لأسيادها العثور على منفّذ الجريمة.
4-
هذه الجبالُ الشاهقة ،
المأهولةُ بالأسرار و الجمال و الصعاب،
لا تثير دهشتي، و لستُ معنيّاً ببلوغ قمتها،
أسوة بالجموع التي تقف الآن في سفوحها
مسكونة بحلم الوصول.
ثمة جبال أخرى، جبال من الناس،
في الشعر و الفكر و الفن و العلوم،
أقف الآن في سفحها، خاشعاً لجلالها،
طامحاً في بلوغ منازلها،
كمتسلّقٍ معاقٍ يداهمه الطوفان
و لا نجاة له سوى الاعتصام بحبل قمّتها.



#عادل_عبدالله (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحداث التفّاح الكبرى
- لماذا تضحكون علينا أيّها الفلاسفة؟
- William Lane Graig : ( وهم الإله ) كتابٌ بصفحتين فقط !
- العدوانيةُ المُضمرة لتحريض معلن
- داوكنز يخسرُ في - رهان باسكال -
- مُقدّمةٌ في عِلم الدين، هيجل - محمد باقر الصدر
- قصيدةُ المَحْفَل، لذّة الحضور و استمناء الكتابة
- ثلاث مقالات فلسفية قصيرة
- بائع الموت المتجوّل - قصائد في تحايث الموت و الحياة
- هدنةٌ في حروب العِلم على الدين، الاختصاصات غير المتداخلة
- أدورنو و صناعة الثقافة - بحثٌ في الأساليب الرأسمالية للتسلّط ...
- قُطّاع طريق الفلسفة
- هل كان آينشتاين ملحداً؟
- الدينُ و العِلم - الإيمانُ و الإيمانُ المقابل
- لماذا لا تحدث المعجزات الآن؟ بحثٌ في عبارة لآينشتاين
- أدونيس، معالجات الناقد الأدبي لموضوعات المفكّر - القسم الثان ...
- أدونيس، معالجات الناقد الأدبي لموضوعات المفكّر
- دولُ الورق، بين الفكر و السياسة
- (العودُ الأبدي - إرادةُ القوّة ) قراءة في البُعد الأخلاقي لف ...
- الجابري - طرابيشي بحثٌ في حوار المروّض و الأسد


المزيد.....




- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...
- بغداد السينمائي يحتفي برائدات الفن السابع وتونس ضيف الشرف
- أبرز محطات حياة الفنان الأمريكي الراحل روبرت ريدفورد
- حوار
- ماري عجمي.. الأديبة السورية التي وصفت بأنها -مي وزيادة-
- مشاهدة الأفلام الأجنبية تُعاقب بالموت.. تقرير أممي يوثق إعدا ...
- وفاة الممثل والناشط البيئي روبرت ريدفورد عن عمر يناهز 89 عام ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- نجم الفنون القتالية توبوريا يعرب عن تضامنه مع غزة ويدعو إسرا ...
- عودة قوية للسينما البحرينية إلى الصالات الخليجية بـ-سمبوسة ج ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل عبدالله - أربع قصائد