أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - وحدة العالم المادية ووحدة المعارف العلمية















المزيد.....



وحدة العالم المادية ووحدة المعارف العلمية


مالك ابوعليا
(Malik Abu Alia)


الحوار المتمدن-العدد: 7616 - 2023 / 5 / 19 - 11:55
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


تأليف الفيلسوف الماركسي السوفييتي فولوديمير سفيريدونوفيتش غوت*

ترجمة مالك أبوعليا

الملاحظات والتفسير بعد الحروف الأبجدية بين قوسين (أ)، (ب)... هي من عمل المُترجم

يُمكن أن يُطلَق على نهاية القرن التاسع عشر والقرن العشرين بأكمله بحق، زمن الاكتشافات العظيمة في العالمين الميكروي والماكروي. تشهد كل تلك الاكتشافات على حياة الكون الدينانيكية، وقد نَتَجَت هذه الكشوفات في المقام الأول على التقدم في أدوات البحث، مما أدى الى اكتشاف العديد من الجُسيمات الأولية الجديدة، وأشكال جديدة من التفاعل وحقول جديدة، وأجسام كونية جديدة مثل الكوازارات quasars(أ) والبولسارات (النجوم النابضة) Pulsat (ب) ومصادر انبعاثات الأشعة السينية، وغيرها. ومع ذلك، فإن فهم جوهر العمليات التي تنطوي عليها هذه الأجسام والظواهر يواجه صعوبةً مُعينة (عدم كفاية البيانات المرصودة، وتعقيد تحديد الظاهرة أو الجسم، وما الى ذلك)، والتي يجب البحث عن التغلب عليها في المقام الأول من خلال تحسين أدوات البحث ومُعالجة البيانات المُحصّل عليها، وتطبيق النظريات القائمة، وتطوير نظريات جديدة في الفيزياء والفيزياء الكونية، والاستفادة من مُنجزات علم أكثر القوانين عمومية لحركة تطور الطبيعة والمُجتمع والفكر، أي المادية الدياليكتيكية، كمنهجية عامة لتحصيل المعرفة العلمية.
لقد أثبَتَ الكون، الذي كان يُنظَرُ اليه لقرونٍ عديدة، على أنه التجسيد النموذجي للثبات، في ضوء العلم المُعاصر، على أنه يتوسع ويتغير. هناك كُل المُبررات للتأكيد على أن أهم مراحل تطور الكيانات الكونية ليس مُجرّد تحولات لأشكال مُعينة من المادة المُتحركة الى أشكالٍ أُخرى-من المادة الى المجال، وبالعكس- بل امكانية تحوّل أنواع من المواد والمجالات، الى أشكال من المادة لا تزال غير معروفةً بالنسبة الى العلم الى يومنا هذا.
سوف ندرس، في هذا المقال، مسألة احدى جوانب الكون، وهي مسألة وحدة المعرفة العلمية.

***

في أكثر من 2000 عام من الصراع بين المادية والمثالية، احتلت مسألة الكون ووحدة العالم مكاناً هاماً دائماً. لكن فقط الفلسفة الماركسية، المادية الدياليكتيكية هي التي طَرَحت اجابةً علميةً عليها.. لقد صارت كتابات وتصريحات فريدريك انجلز وفلاديمير لينين معروفةً تماماً: "الوحدة الواقعية للعالم تنحصر في ماديته، وهذه المادية لا تثبت بعددٍ من العبارات المُشعوذة، وانما بالتطور الطويل والصعب للفلسفة والعلوم الطبيعية"(1). ويقول لينين:"... يجب على المبدأ العالمي للتطور أن يتحد ويتصل ويندمج بالمبادئ العالمية لوحدة عالم الطبيعة والحركة والمادة، وما الى ذلك"(2).
لقد أولى الفلاسفة الماركسية في جميع أنحاء العالم، وخاصةً في الاتحاد السوفييتي، اهتماماً كبيراً بهذه الميادئ العالمية للفلسفة العلمية، واهتموا بها في أبحاثهم، ومن المستحيل عملياً الاستشهاد بكل هؤلاء العلماء في مقالٍ مُختصر. يُمكن الاشارة الى أنه يتم التعبير عن وحدة العالم بشكلٍ أساسي في الطبيعة المُشتركة لخصائث وتكوين كيانات متنوعة، وفي تشابه بُنى مجالات مُختلفة نوعياً للظواهر، وفي عمليات التحول المُتبادل لأشكال مادية مُعينة، والتحول من أشكال مُعينة الى أُخرى، والاشتراك في الأصول، ووحدة النشوء(3). ولكن لا تزال هُناك جوانب مُختلفة أُخرى من هذه القضية تتطلب مزيداً من التطوير.
ان المفهوم الماركسي حول وحدة العالم المادية هو نتاج للتعميم النظري للمعرفة العلمية والتجربة الاجتماعية التاريخية للانسانية. ان واحدية الفلسفة الماركسية اللينينية نفسها، هي انعكاس للوحدة المادية الموضوعية للعالم.
يجب أن نُلاحظ، أنه حتى في يومنا هذا، لا يزال بإمكان المرء أن يجد تأكيداتٍ على أن وحدة العالم ليست ماديةً بطبيعتها. على سبيل المثال، يكتب أ. وينزل: "العالم الفيزيائي هو عالم مُكوّن من الأرواح الأولية... نحن لا نعرف ما تعنيه هذه العلاقات بين الأرواح، ربما هي تعرف نفسها، أو ربما قد يعلم الرب ذلك"(4). يعتقد الفيزيائي الألماني فون فايتسيكر Carl Friedrich von Weizsäcker أن الوحدة المُستقبلية للمعارف الفيزيائية ستكون مبنية على المبادئ الأفلاطونية، أي الوحدة الروحية للطبيعة(5).
تشهد المرحلة الحالية من تاريخ المعرفة العلمية للعالم المادي على اتجاهٍ مُتزايدٍ نحو وحدة المعرفة العلمية ونحو تعزيز وحدة كل العلوم مع الفلسفة المادية الدياليكتيكية. وجدت وحدة المعرفة العلمية أرقى تعبيرٍ عنها في المادية الدياليكتيكية، في وقوانينها ومبادئها ومقولاتها.
تخدم مبادئ تطوير وحدة العالم المادي التي صاغتها الفلسفة الماركسية والدياليكتيك المادي على توجيه القضايا العلمية نحو اكتشاف جوهر ظواهر وعمليات العالم المادي. يكتب الماركسي البُلغاري تودور بافلوف: "الفلسفة ليست مُجرّد توليفة من مُنجزات العلوم الخاصة والتجارب الانسانية، ولكنها توحّدها في كُلٍّ واحد، وهي الأساس المنهجي لكل التطور اللاحق للمعرةف العلمية"(6).
تطرح الماركسية اللينينة نفسها، من خلال مُمارستها وظيفتها المنهجية، كعاملٍ يُسهّل تطوير الاتجاه الموضوعي نحو وحدة المعرفة العلمية. يتجلّى هذا الدور بشكلٍ أكثر وضوحاً في مجال تحليل الأدوات المفاهيمية للعلم.
نشهد أيضاً اليوم، في فترة التطور العاصف للعلم وظهور نظريات جديدة بأُطُرها المفاهيمية الجديدة الضرورية لتفسير البُنى النظرية، زيادةً في دور المقولات الفلسفية والفلسفة ككل في زيادة فاعلية وفي طرح وتطوير الأفكار والمفاهيم الجديدة في عملية تعمّق معارفنا حول الواقع.
لقد تم التأكيد في أدبياتنا، على أن التعميمات من الرياضيات والمنطق والسيبيرنتيك لا يُمكن أن تُقدّم حلولاً لمسائل مثل الذاتي والموضوعي، الانسانية والطبيعة، الطبيعة والمُجتمع، النظرية والمُمارسة وقائمة كاملة أُخرى من القضايا ذات الطبيعة المنهجية العامة، والتي تُعالجها الفلسفة والمادية الدياليكتيكية والتاريخية. إن ظلّت هذه المسائل الفلسفية العامة من دون حل، فإن الأدوات المنطقية والرياضية ستكون ذات أهمية تكنيكية صرف(7).
تعكس مقولات الفلسفة العلمية تطور وتحولات الواقع، وبالتالي هي نفسها تتطور. تظهر مقولات جديدة، وبالتالي يخضع نظام المقولات للتغيير. طَرَح لينين هذه المسألة: "اذا كان كُل شيء يتطور، فهل هذا ينطبق على المفاهيم الأكثر عموميةً وعلى مقولات الفهم؟ اذا كان لا، فهذا معناه أن الفهم ليس مُرتبطاً بالوجود. اذا كان نعم، فهذا معناه أن ثمة دياليكتيك للمفاهيم ودياليكتيك للمعرفة له دلالة موضوعية"(8).
أصبَح دور الفلسفة الماركسية أقوى حالياً كأساسٍ نظري ومنهجي للعلوم الخاصة، وكذلك دورها في تأسيس وحدة المعرفة العلمية. وهكذا، فإن وظائف الفلسفة الاندماجية والتركيبية آخذة في الازدياد.
طَرَحَ مؤتمر الحزب الشيوعي الخامس والعشرين مهمة أساسية أمام العلماء السوفييت: "تقوية الصلة المُتبادلة بين العلوم الاجتماعية والطبيعية والتكنولوجية"(9). وكما لاحَظَ ليونيد بريجنيف، فإن هناك "إمكانات جديدة، بالذات عند نقاط الالتقاء بين العلوم المُتنوعة، لدراساتٍ مُثمرة لكُلٍّ من العلوم النظرية العامة، والعلوم الطبيعية التطبيقية... يجب أن يتم استخدامها بشكلٍ كامل"(10). يرتبط حل هذه المهمة قبل كل شيء، بالتغلغل في الآليات الرئيسية لتكامل العلم الحديث، وسيُفهَم أن الدور الرئيسي في هذا يقع على عاتق الفلسفة. تولد أشكال جديدة من التفاعل بين التقنيات النظرية والتجريبية للعلوم الطبيعية، وتقنيات العلوم الاجتماعية، في سياق الثورة العلمية التكنيكية، وهذه الأشكال الجديدة من تكامل المعرفة العلمية بالتحديد هي التي أصبحت مواضيعاً للتحليل المنهجي.
ان احدى خطوط البحث في مجال المسائل المنهجية التي تطورت بنشاطٍ في السنوات الأخيرة هو أشكال ووسائل الادراك السائدة في العلوم بشكلٍ عام: المسائل والمفاهيم والمقولات والتقنيات والمُقاربات(11). دعونا نقول على الفور أن المعرفة الفلسفية ليست هي التي نقصدها هُنا. نحن نقصد تلك التقنيات والمفاهيم الجديدة في العلوم الخاصة التي اكتسبت (ولا زالت تكتسب) مكانةً عالمية علمية على أساس التفاعل مع الأدوات الفلسفية للادراك التي تمتلك أهميةً علميةً عالمية.
لا يُمكن فهم ظهور المعارف ووسائل الادراك التي تمتلك أهميةً علميةً عامة، وكونها تمتلك خاصيةً مُشتركةً بين جميع العلوم، بمعزلٍ عن تلك التغيرات الأساسية في آلية تطور الميول التكاملية في العلم التي تُميّز عصرنا الحاضر. ولهذا، فإن أعمال عُلماءنا حول مسائل تكامل العلوم وتركيب المعرفة العلمية لها أهمية خاصة لدراسة موضوع مكانة المعرفة العلمية بشكلٍ عام(12).
من المُعتَرف به على صعيدٍ عام، أن تكامل العلم اليوم هو اتجاه ليس أقل أهميةً في تطور المعرفة العلمية، من الاتجاه نحو تمايز العلوم.
ان التبادل الدياليكتيكي للتمايز والتكامل هو بالضبط ما يُشكّل وحدة أضداد الادراك العلمي. ان معرفة العالم المادي قد تحصّلَت في سياق الادراك العلمي، تعكس أيضاً وحدة أضداد المادة المُتحركة، أي وحدة العالم المادية.
من الضروري الانتباه الى حقيقة أن تمايز العلم ذاته، يتجلى في السياق المُعاصر، كشكلٍ خاص من التناقض الظاهري. مما هو ممُيّز حقاً أن التمايز المُتطور للمعرفة العلمية يأخذ شكل مظهر دياليكتيكي لتكاملها، بقدر ما "تمحو" اتجاهات البحث الجديدة الحدود التقليدية القائمة بين العلوم المُختلفة(13).
ان احدى مظاهر ىالتكامل في العلم، وهو شكل ونتاج له، هو عالمية العلم، أي ارتقاء بعض عناصر المعرفة العلمية ووسائل الادراك، الى وضعٍ تكون فيه في علاقةٍ مع مُعظم أو جميع فروع المعرفة، وبالتالي تكتسب أهميةً كَشفية على مقياس العلم ككل.
تُستَخدم هذه الظواهر (في هذه الحالة، المناهج والمفاهيم) على نظاقٍ واسعٍ في العلوم الحديثة، لأنها تتجاوز حدود العلوم الفردية الخاصة، وتنطبق على مجالٍ واسعٍ من التخصصات العلمية التي تدرس شكلاً واحداً أو عدداً من أشكال حركة المادة. من الواضح أن الموضوع لا ينطبق فقط على المفاهيم، ولكن على جميع عناصر المعرفة العلمية بشكلٍ عام، وجميع وسائل الادراك، طالما نُناقش هذا المستوى من عمومية الظاهرات العلمية، مثل العلمية في العلم، والتطبيق الواسع لها(14).
تجدرُ الاشارة كذلك، الى وجود وجهات نظر مُختلفة في الأدبيات. يُطلق أنصارها على المفاهيم والمناهج التي تنطبق على مجموعة متنوعة من العلوم بأنها (تكاملية)(15)، وبالتالي، يؤكدون على الارتباط الجوهري بين هذه الفروع العلمية وعملية تكامل العلوم. بهذا المعنى بالتحديد يُكتَب حول "التقنيات التكاملية"(16)، والمفاهيم "التكاملية"(17).
كما نرى، فإن فكرة الشمولية والعالمية في العلم اليوم بعيدةً عن أن تكون ذات معنىً واحدٍ فقط. لكن هناك شيء واحد مؤكّد: بغض النظر عن كيفية فهم الفكرة، فإن الظواهر المُشتركة في العلم ككل، مُرتبطة عضوياً بالعمليات التكاملية في العلم. بالاضافة الى ذلك، هذه الظواهر لها علاقة ثُنائية مع تلك العمليات. من ناحيةٍ أُخرى، فإن التكامل هو الوسيلة للتوصل الى المعرفة الصالحة لجميع العلوم، وهو الطريقة الوحيدة المُمكنة للقيام بذلك. من ناحيةٍ أُخرى، قد تُصبح الظواهر العلمية للعلم ككل، هي نفسها قوةً دافعةً للتطور اللاحق للعمليات التكاملية في العلم.
وبالتالي، فإن تحصيل المعرفة المُشتركة بين جميع العلوم، هو أيضاً نتيجة اشتغال الميول التكاملية في الادراك ومُقدمة لتعزيزها وتطويرها بشكلٍ أكبر.
لقد أصبَحَ تطور العلم المُعاصر يتسم بظهور المسائل التي يتم البحث فيها بشكلٍ مُشترك من قِبَل مُمثلين عن مُختلف التخصصات والمباحث العلمية. يتميز العلم اليوم، الى حدٍ كبير، ليس فقط من خلال نشوء مباحث مُنفصلة تتعامل مع المسائل الفردية، ولكن أيضاً من خلال تشكّل مجموعات تُعالج المسائل التي تتداخل مجموعة من المباحث في دراستها. من الواضح أن المعايير ذات الصلة في تشكّل هذه المباحث والمجموعات لا يجب مُقابلتها ببعضها البعض، وهناك ازدياد ملحوظ في دور تلك المسائل العلمية التي تجمع التخصصات والمباحث العلمية.
يُشير تحليل تطور الادراك العلمي الى تكثّف الاتجاه الموضوعي نحو الترابط بين جميع العلوم، والفلسفة المادية، والذي يتجلّى في زيادة اشتداد التحالف بين الفلاسفة ومُمثلي العلوم الخاصة، ليس فقط من أجل ايجاد حلول للمسائل الفلسفية لهذا العلم الخاص أو ذاك، بل أيضاً في الدراسة المُشتركة لعدد من المسائل الأساسية التي تتطلب دراسةً من تخصصات ومباحث مُتعددة.
لعِبَت الفلسفة دوراً تاريخياً خاصاً في تشكّل مفاهيم العلم الشاملة والعالمية، بالاضافة الى دور الرياضيات والمباحث الأُخرى المُرتبطة بها داخلياً. ان الأهمية العالمية لـ"ريضنة" العلم مألوفةً تماماً. خدَمَت الرياضات (مثلها مثل الفلسفة بالطبع) كمجالٍ للمعرفو ظهرت فيه مفاهيم ذات أهمية علمية عالمية. ولكن، ليست الرياضيات فقط، في ظل ظروف الثورة العلمية التكنيكية، هي مصدر تشكّل المفاهيم التي تتبناها العلوم الخاصة. يُمكن أن تكون العلوم الأُخرى-الطبيعية أو التكنيكية أو الانسانية- بمثابة مصدرٍ من هذا القبيل. تستوعب المباحث الأُخرى لاحقاً مفاهيم تلك العلوم، وتكتسب تدريجياً وضعية المفاهيم العلمية العالمية. ان ظهور الترابط الداخلي بين العلوم الطبيعية والاجتماعية والتكنيكية هو الذي يوفّر الأستس الذي تتشكل عليه العديد من المفاهيم وتكتسبُ وضعيةً علمية عالمية.
يتجلّى ارتباط مُعظم المفاهيم العلمية العالمية المعروفة الآن، من حيث مصدرها ومُحتواها، بما في ذلك عملية ريضنة العلم، في حقيقة أنها "قابلة للتعديل بوسائل نظريات رياضية مُعينة أو وسائل المنطق الرياضي. وبعبارةٍ أُخرى، فإن المفاهيم العلمية العالمية تحوز خاصية مُهمة جداً بالنسبة لتطبيقها في البحث العلمي: يُمكن تصويرها (ترجمتها) في مفاهيم (توضيحات) تلعب دوراً مُباشراً في نظرياتٍ مُنشأةٍ بدقة، أي يُمكن تفسيرها رياضياً ومنطقياً"(18).
يطرح الاتحاد المُتزايد للمعرفة العلمية قضايا جديدة تتطلب مزيداً من الدراسة لأشكال ووسائل الادراك المُشتركة بين المباحث العلمية المُتنوعة، والعلم ككل، ودورها المنطقي والمنهاجي فيه.

***

تتجلّى العلاقة الوثيقة بين المادية الدياليكتيكية والعلوم الطبيعية في الحل الماركسي لمسألة علاقة وحدة العالم المادية.
تكشف مباحث العلوم الطبيعية عن الترابط الملموس والاعتماد المُتبادل لأشكال المادة المُختلفة وتُظهِر أن ظواهر العالم تتفاعل وتكون في وحدة مُتناقضة، وتكمن هذه مبادئ الفلسفة الماركسية الأساسية هذه وراء العلم الطبيعي الحديث، بصرف النظر عن آراء الباحثين الشخصية. يكتب الفيلسوف السوفييتي ميخائيل ايرازموفيتش اوميليانوفيسكي Mikhail Erazmovich Omelyanovsky: "ان فكرة المادية الدياليكتيكية بأن الطبيعة هي وحدة وتنوع المادة أصبحت وجهة نظر الفيزياء المُعاصرة، ولا تنعكس في مُحتواها فقط،، ولكن في منهجيتها ومنطقها كذلك"(19).
يزودنا تطور العلوم بياناتٍ حديثةٍ تشهد على الوحدة المادية للعالم. يتضح هذا بشكلٍ خاص في تطور الفيزياء وعلم الكون، والترابط والوحدة بين الأجسام الكونية والجُسيمات الأولية: في وحدة اللامُتناهي ومُتناه الصِغَر، وفي بُنية العالم المادي. ان الدراسة الدقيقة لأشياء وظواهر العالم المألوفة للعلم في العوالم الميكروية والماكروية تُظهِر الترابط والوحدة فيما بينها.
صحيح أن مهمة جمع الكيانات الميكروية والماكروية في صورة علمية واحدة نظرياً لم يتم بعد. يكتب الأكاديمي ياكوف بوريسوفيتش زيلدوفيتش Yakov Borisovich Zeldovich: "يجب أن نقول بأنه لا توجد حالياً نظرية قائمة على ... البيانات المُتعلقة بالجُسيمات الأولية تطرح تفسيراً مُرضياً للكون كما نُلاجظه. نحن مضطرون الى حصر أنفسنا في البحث عن الأنماط شبه التجريبية التي ستظل غير موثوقة طالما أنها غير مُشتقة من النظرية الأساسية"(20). لا توجد نظرية أساسية حول الجُسيمات الدقيقة من هذا القبيل، تماماً كما لا يوجد نظرية نسبية للكوانتوم، ونظرية كوانتومية للجاذبية(جـ) وعدد من النظريات الفيزيائية الأُخرى، على الرغم من الحاجة اليها بشكلٍ خاص فيما يتعلق بفهم خصائص المواضيع المادية في ظل ظروفٍ قاسية.
يُمكننا أن نؤكد بثقة، على أساس مبدأ وحدة العالم المادية، أن الجُهد المبذول لإنشاء نظرية علمية طبيعية عامة للكون المُتنامي، هي من بين المهام ذات الأهمية الكُبرى التي تتطلب حلاً من قِبَل مجموعة كاملة من العلوم.
يقوم العلُلماء، على أساس بيانات الفيزياء الحديثة والعلوم الأًخرى ومفاهيم المادية الدياليكتيكية والريضايات، بانشاء مجموعة متنوعة من النماذج الكونية وتطويرها.
يرتبط انشاء هذه النماذج بشكلٍ أساسي بنظرية النسبية العامة ونظرية الجُسيمات الأولية، لا سيما مفهوم الكواركات.
طَرَحَ موراي جيل مان Murray Gell-Mann وجورج زويغ George Zweig فرضية وجود الكواركات-وهي جُسيمات ذات شُحنات كهربائية جُزئية، شديدة التفاعل-في بداية عام 1964. صار يُمكن، عن طريق نماذج الكواركات، تفسير كمية كبيرة من البيانات التجريبية المُرتبطة بعملية انحلال وتفاعل الهايدرونات في الطاقات العالية والمُنخفضة، ولكن لم يتم تحديد الكواركات بعد، على الرغم من البحث الكثير(21). تم التعبير عن أفكار، على أساس عدد من الفرضيات النظرية المُرتبطة بتعقّد المفاهيم حول خصائص الكواركات، مفادها، أن الكوارك المعزول غير قابل للرصد مبدأياً(د). طَرَحَ محمد عبد السلام وستيفين واينبريغ steven Weinberg عام 1967 نظرية موحّدة للقوة الكهرومغناطيسية الضعيفة لليبتونات، حيث تحدث التفاعلات الضعيفة للجُسيمات عن طريق تبادل الميزونات المُتجّهية المشحونة. كان الاكتشاف التجريبي للتيارات المُحايدة الضعيفة في مُختبرات المُنظمة الأوروبية للبحث النووي CERN عام 1973 بمثابة تأكيد مُهم لنظرية واينبريغ-سلام. هنا تم تسجيل أن التفاعل لم يتحول النيوترون فيه الى ليبتون مشحون، كما يحدث في دائؤرة ذات تيارات مشحونة، ولكنه كان موجوداً في حالةٍ محدودة، بحيث تزامنت الشُحنة الكهربائية الكُلية للهايدرونات المُتكونة مع شُحنة النواة الأولية. ان اكتشاف التيارات الضعيفة المُحايدة له أهمية كبيرة لكلٍ من فيزياء العالم الميكروي والكوزمولوجيا. يُعَد وجود تيارات ضعيفة مُحايدة أمراً مُهماً لفهم العمليات التي تحدث في النجوم.
من المُمكن أن يكون تدفق النيوترونات المُضادة أضعف بكثير من التدفق المحسوب (بسبب اشتغال عوامل غير معروفة) ولا يُمكن الكشف عنها بوسائل المُراقبة الحالية. ولكن في الوقت نفسه، تظهر بعض الشكوك فيما يتعلق بحقيقة المفهوم المقبول عموماً حول المصدر النووي الحراري للطاقة الشمسية، والطاقة النجمية بشكلٍ عام.
في الآونة الأخيرة، اقتَرَحَ جـ. نيومان J. Newman ور. جـ تالبوت R. J. Talbot وج،. ر. اومين J. R. Omen و ماكري W. G. Maccrie تفسيراً للوضعية المُتعلقة بالنيوترونات الشمسية يستحق المُناقشة(22). يتعلق تفسيرهم ببُنية الشمس وتحديداً بانخفاض كمية العناصر الثقيلة في وسط الشمس مُقارنةً بسطحها. برأيهم، الزيادة المُطلقة في كُتلة العناصر الثقيلة على سطح الشمس هي نتيجة لتزايد المادة بين النجوم(هـ). بالتالي، تبعاً للحسابات تتكون 0.5% من كُتلة الشمس خلال 4 ونصف مليار سنة من مثل تلك المادة على السطح. يؤدي الانخفاض النسبي في العناصر الثقيلة في المنطق المركزية من الشمس، الى انخفاض درجة حرارتها، وبالتالي انخفاض في شدة التفاعلات النووية، وانخفاض تدفق النيوترونات (مضادات النيوترونات بتعبيرٍ أدق).
يُعتَبَر النظر في مسألة وجود التيارات المُحايدة والمفاهيم حول بُنية الشمس أمراً مُهماً لتفسير مسألة تدفق النيوترونات المُضادة من الشمس ولتوصيف الارتباط الموجود بين عالمي المادة الميكروي والماكروي.
لا يرتبط نشوء نظريات فيزيائية وكوسمولوجية جديدة وبناء صورة علمية للعالم بالبيانات التجريبية وحدها فحسب، بل بتشكّل عددٍ من المفاهيم أيضاً.
يُفسّر العديد من العُلماء المُتميزين الصعوبات في الفيزياء النظرية المُعاصرة من حقيقة أنه أدوات هذا العلم المفاهيمية غير ناضجة وغير دقيقة. وهكذا، يرى بول ديراك Paul -dir-ac على سبيل المثال أن سبب التناقضات بين النظرية النسبية ونظرية الكم يكمن في عدم كفاية المفاهيم الفيزيائية(23). كَتَبَ اندريه تروتمان Andrzej Trautman أن المُناقشات التي تجري بخصوص نظرية النسبية ونظرية الجاذبية يُحددها الى حدٍ ما الوضع غير المتطور لمفهوم المبدأ في الفيزياء النظرية(24). عاد فيرنر هايزينبيرغ أكثر من مرة الى تحليل مفاهيم "الحالة" و"الجُسيم الأولي" و"نظرية المجال المُوحّد" و"الجُزء" و"الكُل" و"المسافة المكانية" وغيرها.
يُظهِر تطور الجُسيمات الأولية في الفيزياء مدى أهمية التحليل الفلسفي لأدوات تطور العلم المفاهيمية.
دعونا ندرس، بإيجاز، تفاعلات الجسيمات الأولية عالية الطاقة التي تنشأ عنها زخّات الجُسيمات: الولادة المُزدوجة للجُسيمات.
في سياق التجارب الأولية في فيزياء النواة الذرية يُمكن للمرء أن يتحدث حول انقسامها أو انشطارها، وعندما يتحدث المرء حول اصطدام البروتونات عالية الطاقة بالبروتونات مما يؤدي الى ظهور جُسيمات جديدة، فلا يُمكن حينها الحديث حول مفهوم "الانشطار"، لإنه لا يعمل هنا، لإن عدد وأنواع الجُسيمات الجديدة تعتمد على طاقة الجُسيمات المُتصادمة. هذه الجُسيمات الجديدة هي ليست أجزاء من الجُسيمات التي نشأت من خلال اصطدامها. يُمكن الحصول على برتون على سبيل المثال، نتيجة تصادم نيوترون وباي ميزون Pi-meson، أو بين لامدا هايبرون lambda hyperon وكيه ميزون K meson، ولكن هذا لا يعني أن البروتون هو جُزء من بنيتها، أي أنها لا "تتكون من بروتون"، أي أن مفهومي "الانشطار" و"تتكون من" لا يعملان في عالم الجُسيمات الأولية، والسؤال حول ما الذي يتكون منه الجُسيم الأولي المُعطى ليس له أي معنى. وقد قال هايزينبيرغ في هذا الصدد:
"لا يُمكننا تجنّب استخدام لغة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالفلسفة التقليدية. نسأل: مِمَّ يتكوّن البروتون؟ هل الالكترون قابل للقسمة أم غير قابل؟ هل البروتون جُسيم مُعقد أم بسيط؟
يجب أن تكون مهمتنا هي تكييف تفكيرنا ولغتنا، أي فلسفتنا العلمية مع الوضع الجديد الذي أظهرته التجربة المعنية... تتسرب الأسئلة المؤطرة بشكلٍ خاطئ والتصورات غير الصحيحة تلقائياً الى فيزياء الجُسيمات وتُبعِد البحث العلمي عن ماهية الطبيعية الحقيقية"(25).
نحن نعرف الآن بوجود أجسام كونية (النجوم النيوترونية) تكون كثافتها بنفس درجة كثافة نوة الذرّة، ونحن نفترض أن النجوم المُنهارة أكبر بكثير، وتفقد مسألة ماهية الجُسيمات التي يتكون منها الجسم في هذه الحالة معناها الى حدٍ كبير، لأن الجُسيم لم يعد قادراً على الحفاظ على كُتلته الطبيعية. يكتب هايزينبيرغ، انه تحت هذه الظروف، لا يُمكن للمرء أن يتحدث سوى عن مزيجٍ من الجُسيمات المُختلفة من جميع الأنواع المُمكنة، وفي هذه الحالة سيكون من المنطقي أكثر التحدث حول المادة المُستمرة(26).
يتم في هذه الأيام توظيف الأفكار والمفاهيم والأدوات الرياضية الخاصة بالجُسيمات الأولية ونظرية الكم والنظرية النسبية، على نطاقٍ واسعٍ في علم الكون لتفسير النتائج التي توصّلَ اليها.
ان ما يُسمّى بالثقوب السوداء، هي من بين الأشياء الكونية الغريبة التي تُثير الاهتمام. لم تعد الأفكار الأولية حول الثقوب السوداء بأنها أجسام غير مرئية، صالحةً اليوم. ثَبُتَ علمياً اليوم أنها مصدر لانبعاثات الأشعة السينية القوية. اليوم، يتم التعبير عن مفاهيم الوجود المُحتمل(و) للثقوب السوداء الصغيرة Mini black holes المُكونة من مادة غير مُتجانسة في مرحلة مُبكرة من تطور الكون، وهي تستحق الاهتمام. تُسمى هذه الثقوب السوداء بالثقوب الأولية والتي يندمج فيها العالم الميكروي بالعالم الماكروي. تُظهِر الحسابات النظرية أن لها كُتلة ميكروسكوبية تصل الى 10 بالقوة 15 غم وأن عليها أن تحوز بُعداً ميكروسكوبياً قدرة 10 بالقوة -13 سم.
ينشأ عدد من المسائل التي تتعلق بالظروف القاسية التي تجد الأشياء المادية نفسها فيه، يكتب الفيزيائي النمساوي فيكتور فيسكوف Victor Weisskopf يقول: "هُل نحن قادرون على أن نفهم ما يحدث فيما يتعلق ببُنية الذرة والنواة؟ حتى الآن لا. نحن نسعى الى تطبيق المفاهيم التي كانت مُهمةً لفهم الذرات والنواة، مثل الحالات الكمومية والأرقام الكمومية والتفاعلات. بعبارةٍ أُخرى نحن نُطبّق لغة ميكانيكيا الكم ونظرية المجال... من المُغري وصف وتفسير الظواهر الجديدة بنفس المفاهيم والمناهج. هذه هي اللغة الوحيدة التي نعرفها اليوم. لكن هل هي اللغة التي يجب أن نتحدث من خلالها حول هذا العالم المُكتَشَف حديثاً؟"(27).
هذا السؤال ليس موجهاً الى الفيزيائيين وعلماء الفيزياء الكونية ومُمثلي علوم الطبيعة وحسب، بل وموجه الى الفلاسفة كذلك.
تنعكس وحدة العالم المادية بشكلٍ كاملٍ أكثر من أي وقتٍ مضى في نظام المعرفة العلمية، بمُساعدة تسلسل المفاهيم والنظريات الخاصة التي يتزايد شموليتها يوماً بعد يوم. يجري، بمُساعدة هذه النظريات وبمساعدة المنهجيات السائدة في جميع العلوم، البحث عبر التجربة والمُلاحظة، حول الأشياء والظواهر على مُستويات بُنيوية مُتنوعة من العالم المادي، مما يُوفر شهادةً جديدةً لصالح وحدته.
يُعد التحليل الفلسفي لهذه العمليات والظواهر أحد الاتجاهات الهامة والواعدة لتطور الفلسفة.

* فولوديمير سفيريدونوفيتش غوت 1912-1991 وُلِدَ في الصين، عالم فيزياء وفيلسوف ماركسي ومُحاضر في المدرسة الحزبية التابعة للحزب الشيوعي السوفييتي، ومُتخصص في قضايا الالحاد العلمي. تخرّجَ عام 1935 من معهد خاركيف لبناء الآلات الميكانيكية، وأكمل دراسته في معهد خاركيف للفيزياء والتكنولوجيا، عضو في الحزب الشيوعي السوفييتي منذ عام 1939. دافَعَ عام 1940 عن رسالته لمُرشّح في الدكتوراة بعنوان (مناهج تطوير العواصف الأيونية). ترأسَ في الأعوام 1942-1944 اللجنة الدعائية الشيوعية في الحزب الشيوعي الاوزبكي، وصار عضواً في أكاديمية العلوم السوفييتية في أوكرانيا منذ عام 1948. وترأسَ أعوام 1957-1958 قسم المادية الدياليكتيكية والتاريخية في معهد موسكو للفيزياء، ومُدير العمل العلمي في معهد الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم السوفييتية في أوكرانيا 1958-1960، ورئيس قسم الفلسفة في معهد موسكو للفيزياء الهندسية منذ عام 1960-1985، وبروفسور في قسم الفلسفة التابع لأكاديمية العلوم التابع للحزب الشيوعي السوفييتي 1985-1991.
من كُتبه: (عالمين، وعالمين أخلاقيين) 1959، (فلاديمير لينين والفيزياء الحديثة) 1960، (المسائل الفلسفية للفيزياء الحديثة) 1967، (القضايا الفلسفية للعلوم الطبيعية الحديثة) 1974، (دياليكتيك تطورالشكل المفاهيمي للتفكير: تحليل تشكّل المفاهيم المتنوعة) 1981، (الفلسفة وتطور الفيزياء) 1986. حَصَلَ على العديد من جوائز والميداليات من الدولة.

- مُحرري مجلة Soviet Studies in Phiosophy: هذه المقالة، من احدى المقالات التي نُشِرَت تحضيراً للمؤتمر العالمي السادس عشر للفلسفة

أ- الكوازار هو جسم كوني نَشِط شديد الاضاءة ويُعرف أحياناً بأنه "شبه نجم". تعمل انبعاثات هذا الجسم بواسطة ثقب أسود فائق الكُتلة تتراوح كُتلته من ملايين الى عشرات المليارات ضعف كُتلة الشمس، مُحاطاً بقرصٍ غازي. يسخُن الغاز الموجود في القرص الذي يسقط باتجاه الثقب الأسود بفعل الاحتكاك، ويُطلق طاقةً هائلة على شكل اشعاع كهرومغناطيسي. طاقة الكوزار المُشعة هائلة، وتفوق اضاءتها أكثر بآلاف المرات من اضاءة مجرات بأكملها مثل درب التبانة. اكتُشِفَت هذه الأجسام الكونية منذ الخمسينيات.
ب- البولسار، هو نجم نيوتروني سريع الدوران يُصدر حزاماً من الاشعاع الكهرومغناطيسي من أقطابه. يتراوح الفاصل الزمني بين نبضاته من ميلي ثانية الى ثانية.
1- ضد دوهرينغ، فريدريك انجلز، دار التقدم 1984، ص51
2- الدفاتر الفلسفية3- الجزء 2، فلاديمير لينين، ترجمة الياس مرقص، دار الحقيقة، الطبعة الأولى 1974، ص16
3- See B. M. Kedrov, Edinstvo dialektiki, logiki i teorii poznaniia, Moscow, 1963 same author, Predmet i vzaimosviaz estestvennykh nauk, Moscow, 1962 and 1967 A. G. Spirkin and V.S. Tiukhtin, "0 vzaimosviazi nauk v sovremennom estestvoznanii," in Sintez sovremennogo nauchnogo znaniia, MOSCOW, 1973, pp. 60-63 and other articles in this team-written monograph.
4- See Materiallen zu Entwicklung in der naturphilosophischen Diskussion der Gegenwart, Bochum, 1973, p. 223
5- See C. F. von Weizsacker, Die Einheit der Natur, Studien, Munich, Hanser, 1971 Probability and Quantum Mechanics, Princeton, N. J., 1973 "Classical and Quantum De-script-ions" in The Physicist s Conception of Nature, Dordrecht and Boston, Reidel, 1973 H. Weyerer, Einheitliche Fundierung de KErper und Geistwelt. Quanten hafte Modelevorstellung fir eine Khftige exakte Metaphysik, Munich, 1973.
6- Symposium, Lenin i sovremennoe estestvoznanie, Moscow, 1969, p. 45.
7- See article by P.N. Fedoseev in Lenin i sovremennoe estestvoznanie, p. 27.
8- الدفاتر الفلسفية3- الجزء 2، فلاديمير لينين، ترجمة الياس مرقص، دار الحقيقة، الطبعة الأولى 1974، ص16
9- Materialy XXV s eada KPSS, Moscow, 1976, p. 213
10- Ibid., p. 72
11- See survey of literature on this question in Filosofskie nauki, 1977, no. 6
12- See B. M. Kedrov, "0 sinteze nauk," Voprosy filosofii,1973, no, 3 Sintez sovremennogo nauchnogo znaniia, Moscow, 1973 N. R. Stavskaia, Integratsiia nauki i ee rol v razvitii nauchnotekhnicheskoi revoliutsii, Volgograd, 1970 M. S. Chepikov, Integratsiia nauki (filosofskii o cherk), Moscow, "Mysl lisher s, 1975 A, D. Ursul , "Integrativno- obshchenau chnye tendentsii poznaniia i filosofiia," Voprosy filosofii, 1977, no. 1 and others
13- For example, see Wkrepliat vzaimosviaz obshchestvennykh, estestvennykh i tekhnicheskikh nauk," Kommunist, 1977, no. 1 B. M. Kedrov, "0 sinteze nauk," Voprosy filosofii, 1973, no. 3, p. 82
14- See V. S. Gott and A. D. Ursul, Obshchenauchnye poniatiia i ikh rol v poznanii, Moscow, 1975, p. 27
15- See symposium Sintez sovremennogo nauchnogo znaniia, Moscow, 1973, pp. 227-34 N. I. Zhukov, "Nekotorye soobrazheniia o klassifikatsii kategorii sovremennoi nauki," Filosofskie nauki, 1977, no. 3
16- See Z. M. Orudzhev, Dialektika kak sistema, Moscow, 1973, p. 343
17- See E. P. Sitkovskii, "Problema vozniknoveniia novykh kategorii v dialekticheskoi logike," Voprosy filosofii, 1975, no. 10. (In this same work, however, we find them identified with universal scientific notions.)
18- B. V. Biriukov, Kibernetika i metodologiia nauki, Moscow, 1974, p. 204
19- A. D. Ursul, "Integrativno- obshchenauchnye tendentsii poznaniia i filosofiia," Voprosy filosofii, 1977, no. 1, p. 125
20- Ia. B. Zel dovich, Gipoteza, ob iasniaiushchaia entropiiu i neodnorodnost Vselennoi, MOSCOW1,9 72, pp. 15-16
جـ- ظَهَرَ مؤخراً نسبياً ما يُسمى بنظرية الأوتار الفائقة‏ كمُحاولة لتفسير طبيعة الجسيمات الأولية والقوى الأساسية في الطبيعة ضمن نظرية واحدة عن طريق نمذجتهم جميعا في إطار اهتزازات لأوتار فائقة التناظر شبيهة بالأوتار في نظرية الأوتار. تعتبر هذه النظرية إحدى النظريات الواعدة المرشحة لحل إشكالية الجاذبية الكمومية. المشكلة الأهم في الفيزياء النظرية تكمن في موائمة نظرية النسبية العامة، التي تصف الثقالة (الجاذبية) وتطبق على البُنى واسعة المجال (نجوم، مجرات، تجمعات فائقة) مع نظرية ميكانيك الكم التي تصف القوى الأساسية الثلاث الأخرى. و كانت النتيجة هي تطوير نظرية الحقل الكمومي للقوى التي أنتجت احتماليات لامنتهية وبالتالي كانت عديمة النفع في حل المشكلة. للتخلص من هذه اللانهايات كان لا بد للفيزيائيين من تطوير تقنيات رياضية بحتة (تدعى إعادة الاستنظام renormalization)، هذه التقنيات عملت بشكل ناجح مع القوى الثلاث: الكهرومغناطيسية والنووية الضعيفة والقوية، لكنها لم تكن ناجحة مع قوة الثقالة. لذا كان من الضروري تطوير نظرية كمومية للثقالة تعتمد وسائل مختلفة لاستيعاب ووصف كافة القوى
استطاعت النظرية توحيد قوى وجسيمات الطبيعة بشكل واحد مذهل فالبروتونات والنيوترونات والالكترونات التي تتكون منها الذرات تتكون من أجزاء أصغر هي الكواركات، تلك الكواركات التي كان يعتقد أنها مادة هي وبحسب نظرية الأوتار عبارة عن أوتار أو خيوط صغيرة جداً من الطاقة تهتز بعدة اتجاهات وطرق. كل وتر من هذه الأوتار حجمه صغير جدا مقارنة بالذرة، وكل اهتزاز معين لتلك الأوتار يعطي الجسيم خصائصا مختلفة.. فقد يشكل الاهتزاز جزيئا مكونا لذرات المادة أو الطاقة أو الجاذبية، أي أن كل ما في هذا الكون من مادة أو طاقة أو شحنات هي في الواقع أوتار لكنها مهتزة بطرق مختلفة مثل النغمات الموسيقية التي تنتجها آلة التشيلو مثلا حيث كل تردد في وتر الآلة يعطي نغمة موسيقية معينة. والفرق الوحيد بين الجسيمات التي تكون مادة الخشب والجسيمات التي تظهر كطاقة الجاذبية هي طريقة اهتزاز تلك الأوتار فقط، كانت نظرية الأوتار الفائقة حلقة الوصل بين ميكانيكا الكم والنظرية النسبية لأنها تلغي الفروقات بينهما بناء على طبيعة الأوتار وخصائصها، والكون الفوضوي على المستوى الكمي يصبح أقل فوضوية وأقرب إلى الكون الكبير على مستوى الأجرام السماوية، وهو نصر كبير لعلماء الفيزياء النظرية.
21- ظهَرَ مؤخراً نقاش في رسائل المجلة الفيزيائية 1977, 38, 1011، مفاده أن مجموعة من العُلماء في الولايات المُتحدة قد اكتشفوا جُزيئات حُرّة بشحناتٍ كهربائية جُزئية، ولكن نظراً لأن احصائيات المُلاحظات كانت مُتفرقة جداً، من الصعب تحديد ما اذا كانت النتائج موثوقة.
د- الكواركات، وهي اللبنات الأساسية للمادة- ليس من المُستحيل رؤيتها وحسب، ولكن من الصعب قياسها أيضاً. إنها جُسيمات أساسية تُشكل جُسيمات ما دون ذرية تُسمى الهايدرونات، وهي مُكوّنة للبروتونات والنيوترونات. يقوم العُلماء برصد الكواركات عن طريق تأثيراتها غير المُباشرة. وجَدَ الباحثون الذين استخدمواا مُسارع مركز ستانفورد في الستينيات أن الالكترونات تتباعد عن بعضها البعض أكثر مما حساباتهم، مما يُشير الى أن البروتونات والنيوترونات تتكون من جُسيمات أصغر.
22- Nature, 1976,- 262 ( 5569), 559, 560
هـ- تحتوي الشمس على عنصري الهيليوم والهيدروجين بشكلٍ أساسي. وتحتوي كذلك، على عناصر الليثيوم والبيريليوم والبورون، والتي تتشكل أحيااناً كنتيجة لعملية الاندماج النووي. توجد عناصر أثقل في الشمس، ولكنها لا تتأتى من الاندماج النووي في الشمس، ولكن من أجيال النجوم الهائلة السابقة في الجوار النجمي، كآثار لانفجارات السوبرنوفا.
23- See The Physicist s Conception of Nature, Dordrecht and Boston, Reidel, 1973
24- Ibid
25- Ibid
26- Uspekhi fizicheskikh nauk, 1977, -121 (4), 665. 29)
27- See ibid., p. 676
28- V. F. Weisskopf, What Is An Elementary Particle ?", Boston, Reidel, 1973. in Physics 50 Years Later, Washington, 1973, p. 289
و- اظهرت الأبحاث الحديثة الوجود الفعلي لهذه الثقوب السوداء الصغيرة.

ترجمة لمقالة:
V. S. Gott (1978) The Material Unity of the World and the Unity of Scientific Knowledge, Soviet Studies in Philosophy, 17:1, 4-21



#مالك_ابوعليا (هاشتاغ)       Malik_Abu_Alia#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشكيل النظرة المادية الدياليكتيكية الى العالم عند أطفال المد ...
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ...
- حول مسألة الثقافة الأثرية
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس
- المخابرات المركزية الأمريكية وعداء مدرسة فرانكفورت للشيوعية
- عَظَمة ومحدودية الفلسفة البرجوازية الكلاسيكية
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد
- الخصائص المنهجية للنقد الحالي للماركسية في الأركيولوجيا
- بصدد فكرة لينين حول اتحاد الفلسفة الماركسية بالعلوم الطبيعية
- بدائل الوضعية (2)
- فريدريك انجلز وبعض مسائل المعرفة التاريخية
- بصدد مسألة صعود المفهوم العلمي حول تاريخ الفلسفة
- بدائل الوضعية (1)
- الجوانب الاقطاعية في الدولة البيزنطية
- الماركسية اللينينية والثورة الكوبيرنيكية في الفلسفة
- تلخيص كتاب (كاليبان والساحرة: النساء والجسد والتراكم البدائي ...
- الانسان واغترابه
- الكاليبان العظيم: النضال ضد الجسد المتمرد 2


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - مالك ابوعليا - وحدة العالم المادية ووحدة المعارف العلمية