أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عباس طريم - تدهور مهنة الطب في العراق














المزيد.....

تدهور مهنة الطب في العراق


عباس طريم
كاتب - وشاعر

(Abbas Trim)


الحوار المتمدن-العدد: 7605 - 2023 / 5 / 8 - 00:03
المحور: الطب , والعلوم
    


[ تدهور مهنة الطب في العراق ]



عباس طريم

اريزونا


الطبابة او صناعة الطب : مهنة نبيلة شرفها الله وقدسها وهي رسالة انسانية تقدم لكل من يحتاج لها .
والطبيب: مؤمن على الارواح البشرية وعلى اسرار مرضاه . وهو اقرب الى القديس منه الى البشر العادي , كونه يطلع على الاماكن التي حرم الله الاطلاع عليها الا بالضرورة , وحافظ لاسرار المريض. وعلى الطبيب ان يكون قدوة حسنة امينا على حقوق المواطنين بالحصول على الرعاية الصحية الجيدة منزها من الاستغلال بكل صوره, وان يعامل مرضاه بالحسنى,وان يبتسم في وجوهم ويتحدث معهم كصديق كي يطمئنوا اليه . فهو طبيب جاء لعلاجهم وليس لسلخ جلودهم وعلى الطبيب ان يلتزم باصول الطب وشرفه واخلاقيات المهنة ولا ينصرف لغايات مادية صرفة وان يكون صادقا غير مستغلا لمرضاه.. الامر الذي يحتاج الى شجاعة ونزاهة .
لكننا نجد الاطباء اليوم ابعد ما يكونوا عن النزاهة والصدق ويكلفون المرضى فوق طاقاتهم.. لعلمهم بغياب رقابة الدولة المفروض توفرها لتحد من الجشع والسرقة تحت ظل القانون. واخذوا يستنزفون جيوب الناس الفقراء الذين حاروا بلقمة عيشهم, وترتيب اوضاعهم في ظل الغلاء الفاحش الذي طال كل مفردات الحياة اليومية , ضاربين بعرض الحائط كل القيم الاخلاقية التي جعلت من مهنة الطب هالة مقدسة .
والمريض انحصر في زاوية حادة جدا .. بين الدفع أو انتظار الموت.والاطباء في احيان كثيرة يصفون الادوية غالية الثمن ويرسلون المريض الى صيدلية محددة [ لامر بيت بليل ] بسبب الاتفاق مع اصحابها ليتقاضوا مبلغا عن كل [ راجيتة ] تصل هذه الصيدلية .وفي كثير من الاحيان يرسل الطبيب مرضاه الى اجراء فحوصات جبرية في عيادته مثل: فحص الدم, والدرار, والاشعة التي قد لا تكون ضرورية ولا يحتاجها المريض لكنه مرغم على اجرائها ليخرج بمرض جديد اسمه " الافلاس " الذي يضرب الراس ويسبب الصداع المزمن .
وهنا تنقلب صورة الطبيب , من رحمة يداوي الناس ويشفيها ,الى نقمة ينظف لها جيوبها بصورة شرعية وقانونية , لا يحاسبه احد طالما ارتضى ضميره ان يدخلها بخانة الضروريات لعلاج المريض والوقوف على حالته المرضيه .ان [الجزار] عفوا الطبيب اليوم , من اغنى الاغنياء ولا يفوقه غنى غير السياسي الذي تعلم منه كيف تنقلب اصابعه من رحمة تداوي الاجساد الى مصيبة تقع فوق الرؤوس .
وان اكثر الناس تضررا من الطبيب اليوم , هم : اصحاب الامراض المزمنة ,والذين لابد لهم من زيارة الطبيب ثلاثة ايام في الاسبوع على اقل تقدير. وقد شاهدت البعض منهم ..وهم يمتنعون من زيارة الطبيب بسبب الاجرة المرتفعة واسعار الادوية الباهظة ويقولون :" خليهه على الله"فهو عليم باحوالنا ولو فرضنا جدلا انني هولت الامر وابتعدت عن جادة الصواب في تقييمي لبعض الاطباء اللذين يمثلون الاستثناء في مجتمع تسوده الرحمة ويعمه الخير وتنتشر في ربوعه اهل الشهامة والمروءة من الاطباء الطيبين. لو سلمنا بهذا الراي ؛ سنجده عكس الواقع الذي نعيش تماما فان الواقع يقول : ان الاستثناء اخذ بالامتداد والتوسع على حساب القاعدة التي اشرنا لها وان المعادلة انقلبت راسا على عقب وتربع الاستثناء مكان القاعدة , وسلم المواطن امره الى الله في ظل دولتنا التي تعتبر الانسان قيمة في ادنى السلم الاعتباري وان صحته ليس من الضروريات التي تحتم وضعها على لائحة الاهتمام والنقاش كبقية خلق الله من الدول التي نشاهد مستشفياتها انظف بكثير من ارقى البيوت .
ومن يطلع على المستشفيات في العراق ينذهل من فرط الاهمال المتعمد , وعدم وجود الكادر المتكامل, ناهيك عن الاسرة الطبية المتهالكة والتي اكل عليها الدهر وشرب , والمعاملة الغيرانسانية لبعض الاطباء الذين خلت قلوبهم من الرحمة , وتبخر الادوية التي يضطر المريض شرائها من خارج المستشفيات حيث تتسرب من خلال صيدلية المستشفى بقدرة قادر دون علم المسؤولين المساكين فيضطر المواطن ان يدفع اضعاف اضعاف سعرها للحصول عليها .
وكل ذالك على مرئى ومسمع من وزارة الصحة التي تاتي هذا الامور ضمن صلب واجباتها والتي نسمع بعقود الادوية التي تبرمها مع الشركات الاجنبية التي تقدر بملايين الدولارات.
لكنها ما ان تصل الى بلدنا الحبيب حتى تتبخر بفعل حرارة الشمس الحارقة .. ووجود النشامى حراس الوطن ..؟



#عباس_طريم (هاشتاغ)       Abbas_Trim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيدي رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني المحترم .
- الدكتور كريم النوري , الرجل المناسب في المكان المناسب .
- خريج وعاطل عن العمل
- الدكتور كريم النوري وكيل وزارة الهجرة والمهجرين , يحرك الميا ...
- الفنان العراقي العالمي - ديار الاسدي
- شكر وتقدير , للدكتور كريم النوري المحترم , وكيل وزارة الهجرة ...
- اني ما ابيع الحجي بس اشتري
- قراءة في الميزان , بين الرئيس الاوكراني والرئيس الافغاني
- الى من يهمه الامر في حكومة العراق الموقرة
- الدكتور خالد هادي الهموندي . رئيس منظمة حقوق الانسان في اريز ...
- الدكتور خالد هادي : حفر في الصخر ليصل الى تحقيق اهدافه ..
- المنظمة العالمية لحقوق الانسان في ولاية اريزونا
- مزيدا من التزاور بين العراق والسعودية
- الصديق الشيطان
- انما الامم الاخلاق ما بقيت ... فأن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا
- اليوصف العسل مو مثل اليضوكه
- رسالة الحرامية الى الشعب العراقي
- يالبواك وين اتريد اوديك
- كلشي عدنه انكلب صار الغش حلال
- حبيبي يا وطني


المزيد.....




- ثبت تردد قناة طيور بيبي الجديد 2024 على القمر الصناعي نايل س ...
- San Andreas|.. كيفية تحميل لعبة جاتا سان اندريس على الجوال ا ...
- روسيا تنزل إلى المياه سفينة عسكرية جديدة
- مركبة فضاء صينية تعود للأرض بـ3 روّاد بعد 6 أشهر
- تكنولوجيا للنوافذ الذكية مدعومة بالبطاطس والذرة والفاصوليا
- المراهقون الذين يأكلون الكثير من الوجبات السريعة يدمرون أدمغ ...
- حل روسي مبتكر لاستخراج المعادن من المناجم المغمورة بالمياه
- الحيض والاكتئاب عند المرأة.. دراسة تحدد المرحلة الصعبة
- اليابان تخطط لإطلاق صاروخ H3 مع قمر صناعي إلى الفضاء
- أثر جانبي خطير لأدوية حرقة المعدة


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - عباس طريم - تدهور مهنة الطب في العراق