أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - الدمج وذلك السؤآل















المزيد.....

الدمج وذلك السؤآل


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7599 - 2023 / 5 / 2 - 13:38
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هذه اشارات إلى موضوع "الدمج" وهو مشروع نخبوي سوداني لدمج القوات العسكرية الكثيرة التي خلقها وخلفها الحكم الاسلامي وبقاياه في السودان، وهو مسرحية من سلاسل مسرحيات اصطنعتها نخب السودان برعاية إمبريالية أو بدونها لتبريد زخم انتفاضة 2018-2019 وجرجرتها إلى تفاصيل ومفارقات تستهلكها.

يرتبط النجاح الشكلي لهذه المسرحيات السياسية بجذب وشغل أذهان الجمهور السلبي الذي لا يدقق في تاريخ أفكار ومواقف الهيئات والمنصات والشخصيات السياسية ولا يهتم بفشل أعمالها السابقة ..

أحد أساليب مسرحيات التضليل اصطناع هيئات ونجوم ومنصات للكلام السياسي تظهر وتخفي بعض الأمور بشكل يحقق مصلحة النخبة السودانية الأعلى وسيدتها الامبريالية في الهيمنة على تفكير الناس وإمكانات فهمهم الأمور.

يشكل تضليلي تمنح كل مسرحية قوة الحضور إلى الكلام أو الهيئة أو المنصة السياسية بتقديم كل منها إلى الجمهور مع معضلات مصطنعة حول حل أزمات خلقتها نفس النخب بحيث تبدو هذه المعضلات صعبة الحل كأنها تحتاج إلى قوة ومهارة سياسية كبيرة وزمن طويل لحلها.

تمثل مسرحية دمج القوات العسكرية أحد محاور وفخاخ تشليع المطلب الأول للإنتفاضة التي اشتهرت في فترة عامي 2018 2019 بمطالبها الثلاثة: 1. مدنية الحكم الانتقالي 2- محاسبة مظالم العهد البائد 3- تحسين المعيشة.

في إطار مسرح التضليل وما فيه من هيئات وموضوعات ومنصات مصطنعة تم التركيز على تناقضات تكون مواضيعاً لجهجهة وتقسيم الثائرين، وبعد ذلك من جموع المتكلمين عن الموضوعات يتم اظهار شخصيات منهم وإثارة تغاير بينهم وإصطناع خوف وتبعية في بعضهم، ويتبع ذلك تقديم بعضهم في صور مثيرة للإهتمام بها مع إكثار تقديمها في الندوات والاحتفاءات حتى بظن كثرة من الناس انها زعيمة لبعضهم الآخر.

إمعانا في الظهور أو بسببه صرح أحدهم برفض أسلوب الجماهير في المطالبة بحل الجنجويد واعادة بناء الجيش لأن هذا في رأيه كلام بسيط لا يمكن لأصحابه العزل من السلاح تنفيذه. وإنه يفضل الطريق الصعب تحديد الأزمة ووضع الحلول وتنفيذها وهو طريق المفاوضات مع العسكريين .

مع تصعيدات سابقة منح نفوذ الإعلام إلى الشخص المطلوب تلميعه لانجاح مسرحية الدمج صفة الزعيم السياسي بأنه وجماعته مؤهلين لتحقيق مطلب الجماهير عبر التفاوض.

عبر لت وعجن بعضه عفوي وبعضه مصطنع تحدد إسم وموعد مسرحية التفاوض وما تحتاج إليه وتبع ذلك توفير لوازمها وإعداد كوادرها بالتثقيف والتوجيه واغداق تسهيلات شتى عليهم وعلى بعض المواشجين لهم. ومن ثم بدأت فصول المسرحية ومشاهدها على الوجه الآتي:


الافتتاح، الفصل الأول، المشهد الأول:
اعلام كبير للناس من جهات عليا (يدعي الخجل) عن تأخر المفاوضات لكن مع توكيد انها ستعقد بعد إزالة بعض الصعوبات وضبط الديكور والاضاءة، وأمور ادارية بسيطة!

الفصل الأول، المشهد الثاني:
إعلامات متفرقة إن المباحثات الأولية الممهدة للمفاوضات قد بدأت بل واشرفت على اكمال مهماتها!

الفصل الأول، المشهد الثالث:
أعلان ان المباحثات توصلت إلى النقاط الرئيسة لموضوع المفاوضات!

الفصل الأول، المشهد الرابع:
زفة إعلامية ضخمة باحتفاء ذو كلمات رنانة تبثه صور وافلام ومقالات وبرامج تعلن بدء التفاوض

ثم


الفصل الثاني ، المشهد الاول:
رغم الكلام السابق ان المباحثات التمهيدية أكملت مهماتها يبدأ الفصل الثاني بنشر إعلام محدد الموضوع منثور بأشكال مختلفة وبشكل مفرد في كل وسيط إعلامي وعير عشرات الزعماء ان المفاوضات قد قطعت شوطاً وإكنمل فيها تحديد أو جدولة نقاطها!

الفصل الثاني، المشهد الثاني:
إعلان اتمام التفاهم على عدد من القضايا مثار الخلاف وان المفاوضين يعملون على ضبط بعض تفاصيلها تمهيدا للدخول في الغريق.

الفصل الثاني، المشهد الثالث:
تكرار غير منطقي لتوكيدات المفاوضين على فراغهم من الأمور الصغيرة وإقبالهم على نقاش الأمور الكبيرة! فالمنطقي إن التفاصيل وأمورها الكبيرة وحدة واحدة.

فترة استراحة


ملل وسخط الناس من التلكؤ والبطء والغموض يعلن خلالها متحدث المسرح ان ملامح الاتفاق والاختلاف قد وضحت ويطمئن الندلاء وموزعي المشروبات الجمهور ان الامور تسير على خير.


الفصل الثالث، المشهد الأول:
اعلان التوافق على 80% من القضايا.

الفصل الثالث، المشهد الثاني:
للإوحاء بجدية التفاوض، تسريبات عن قضايا شائكة وصعبة وأن الطرف الآخر متعنت .

الفصل الثالث، المشهد الثالث:
إعلامات مفردة مقتضبة عن خلافين فقط حول أربعة أمور تحتاج إلى افساح وقت وجهد الوسطاء.

أستراحة


الفصل الرابع، المشهد الأول:
اخبار متنوعة الأشكال عن أن الوسطاء يعملون على قدم وساق لحلحلة الخلافات وان هناك أمور تم حلها لكن ظهرت مستجدات!

الفصل الرابع، المشهد الثاني:
صخب وتسخين إعلامي بتصريحات مختلفة حول البدايات وحول النهايات وحول اختلاف الشركاء الدوليين، وحول اختلاف الوسطاء وتباين بعض التقديرات وتبادل اتهامات في وسائط الإعلام.

خلال هذا الفصل يظهر الاعلام/المخابرات بادوات التضليل ان ذلك السياسي المنتقى شخص حاد ضد الشيوعيين وضد العهد البائد! يوحي بانه شخص مضحي ومجتهد لحل (الأزمة) وتظهر فيديوهات له في مناسبات مختلفة وهو يلقي كلمات توكد حرصه على القضية وعلى التفاوض.

الفصل الرابع المشهد الثالث:
يبدأ كل زعيم من زعماء التفاوض في الظهور بمظهر متنوع! كمنقذ وكمتنازل وكضاغط وكحازم في نفس الوقت !! مع موسيقى وديكورات ومقالات وتحاليل خبراء توكد ان المسألة أوشكت على النهاية والحل لكن ثمة عقيات وتسهيلات وامور جاري الفارغ منها.

الفصل الرابع، المشهد الرابع:
تسريبات عن موضوع العقبة الكأداء المعطلة لحدوث لاتفاق مع بعض التفاصيل والمبالغات.
بعض تفاصيل عقبة الاتفاق تكشف للمدققين انه لم يتم الاتفاق على أي شيء مهم.
استراحة:


الفصل الخامس، المشهد الأول:
إعلامات شتى عن إكتمال ملامح الاتفاق وان الباقي بعض ترتيبات الصياغة والإعلان وبعض النقاط.

الفصل الخامس، المشهد الثاني:
اعلامات تبشر بان موضوع الدمج تم التوافق عليه [التوافق غير الاتفاق] وأنه سيتم وفق ترتيبات مدنية لكن بشروط العسكريين ! وان الصياغة بهذا الشأن في طريقها الى الاكتمال.

الفصل الخامس، المشهد الثالث:
أطراف حزبية وأخرى عسكرية في التفاوض لم توافق على بعض النقاط وإعلانات ان حلحلة الأمور معهم قد بدأت بلقاء مع الطرف الفلاني.

في الفصل الخامس، المشهد الثالث:
أثناء اللقاء والأخذ والرد المسرحي مع الطرف العسكري الرافض للاتفاق ينقسم الطرف الحزبي الداخل في التفاوض كما بدأت جهة ثالثة في التهديد وشرعت جهة رابعة في التنازل حتى عن ما اتفق عليه، و و و تتوالى ضمن المسرحية أرباع وأنصاف أخبار سالبة وأخرى موجبة بنشغل بتفاهاتها الباقي يقظاً من الجمهور.

تنتهي الفصول بسبب انقطاع التيار الكهربي وليس لاكتمال عرض المسرحية.


رغم النهاية العبثية لهذه المسرحية زعم التضليل ان جهود النخبة والمتنخبين نجحت في "التغلب على كيد الأعداء والمتربصين" وتفوقت بإنجازها على "بساطة" مطلب الجماهير الذي وصمه إوماء ذلك السياسي بانه سذاجة.

خلال فترة المسرحية تم تأجيل موضوع السلطة العليا وضرورة دمج القوات العسكرية، كأساس للحياة السياسية وليس كنتيجة منها وبذا تم تهميش ضرورة تكامل التغييرات مع تغيير البنية الاقتصادية والإدارية للدولة.

رهنت المسرحية كل الأمور بموافقة العسكريين وبهذا ترك التغيير الجذري وتم تعظيم فكرة الانتقال من شكل حكم نخبوي إلى شكل حكم نخبوي وتقديم الفكرة في شكلها التضليلي كلام بدون فعل كمفتاح لحل كل الأزمات التي خلقها النظام النخبوي! أو داوني بالتي كانت هي الداء.


في زفة وهيصة الاتفاق والنفاق والضباب تم كيل الشماتة والسباب إما ضد الحزب الشيوعي أو ضد "تعنت قيادة الحزب الشيوعي"!؟ رغم كل نصائح الحزب الشيوعي السوداني وما قدمه من تنبيهات وتحذيرات ضد خطر الجرجرة والعسكرة والتلتيق والكلفتة والاحتيال على مطالب الجماهير.


في الساحة خارج المسرح:
نجحت المسرحية في ان تغيب عن مجالات الإعلام وعن أذهان الناس سؤالا مهماً هو:
كيف ستمنع فكرة دمج القوات العسكرية إمكانية حدوث انقلاب أو تمرد أو اشتباكات في المستقبل بين عناصر القوة العسكرية القديمة أو الجديدة؟ مؤكد ى انها لن تمنع إنقلاباً أو تمرداً أو إشتباكاً

على اية حال باختلاف في شكلها في زمان الحرب تستمر مسرحيات التضليل النخبوية وأكبرها مسرحية ان الحرب بين فريقين عسكريين وليست بين مصالح النخب التي يمثلها أو يحاول ان يحتكرها كل فريق من الفريقين العسكريين.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهمات في الدعاية الثورية
- نقاط لتأريخ هذه الحرب
- سببا الانفجار
- لاباسيوناريا La Pasionaria
- في تبدد الإنتاج الوطني
- من الميكانيك إلى الكهرباء
- الليبرالية تولد التطرف
- تحسيناً للحزبية، الذكاء الاصطناعي ضد أسلوب روزا
- تأثيل الجزء الليبرالي من كلمة العدل
- تأثيل فلسفة المثقف الإستعماري الكبير
- الخطابة الثورية
- الإعلام الثوري والتغيير الجذري
- تبرئة كل النخبة وإدانة كل الثائرين
- تيت تيت .. ديالكتيك النشاط الفوقي والنشاط القاعدي
- في الحرب ضد النُخب، أهم 40 ضربة أنجزتها الحركة الثورية
- الإشتراكية كحل لأزمات تسييس الإسلام وأسلمة السياسة
- ديالكتيك أسلمة السياسة وتسييس الإسلام 1
- ديالكتيك أسلمة السياسة وتسيس الإسلام..
- أزمة اليسار طبقية وليست إدارية
- أسلحتهم


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - الدمج وذلك السؤآل