أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - الإشتراكية كحل لأزمات تسييس الإسلام وأسلمة السياسة















المزيد.....

الإشتراكية كحل لأزمات تسييس الإسلام وأسلمة السياسة


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7388 - 2022 / 10 / 1 - 19:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- الفرق الثلاثة:
في غالبية المجتمعات ذات الإسلام أدت المواجهة النفسية بين نخب هذه المجتمعات وحقائق إنتصار الاستعمار الغرب أوروبي عليها وما انتجته آثار انتصاره من أزمة مركبة إقتصادية سياسية و إجتماعية ثقافية أدت إلى اختلاف بعض عناصر البرجوازية الصغيرة في التعامل مع الثقافات والأفكار السياسية عامة ومع الإسلام خاصة وانقسمت أقساماً شتى، أهمها ثلاثة فرق:

(أ) الإسلاميون: وهم جماعات شتى تحاول تزكية أو ترسيخ أو فرض ما يرون إنه الإسلام في كل مناحي الحياة وتفاصيلها بما في ذلك مظاهره وقوانين وتسميات زمان الخلافة/"الملك العضوض"، وحتى تقصي إيمان الأفراد يحاولون كشف قلوبهم، وهي فرقة تضع العالم أمام خياري الدعوة أو الجهاد، أو خيار الدعوة والجهاد معاً. (بدون "أو") والدعوة عندهم شبه للسيطرة الثقافية أو سعي إليها ! وحتى فترة داعش كانت هذه الجماعات هي الأعلى صوتاً في أمور تسييس الإسلام وأسلمة السياسة.

(ب) العقلانيون: ويكثر الكلام عنهم لأن كل واحد منهم يشكل مدرسة قائمة بذاتها بعضهم علماني ليبرالي وبعضهم يساري ذو علامات قومية/وطنية ينفذ منها إلى المجتمع، وبعضهم يساري ذو كلام طبقي ينفذ منه إلى سؤدد الوطن والإنسان، لكن تجمعهم أفكار حداثية تتكلم عن الدولة وأسلوب تنظيم المجتمع، ومعهم عنصر رابع يتكلم عن إسلام مثالي وليس عن الإسلام كما كان وكما هو كائن.

حتى فترة داعش كانت هذه المجموعة المتداخلة تحاول تيسير الإسلام لنفوس الناس بفصله عن مظالم غالبية دوله المعلومة في التاريخ، وعن أخطاء مجتمعاته، وعن الآراء الدينية التي أعاقت تقدم حياة مجتمعاته وانتقالها من حالة الحكم الشخصي والحرفية التجارية الصغيرة والمتوسطة إلى حالة الحكومات المنظومة الميسرة لتكوين نظام البنوك والصناعة الكبيرة.

صوروا الإسلام كخزان أمور مثالية كالتراحم والسلام والمحبة والدعوة المنطقية والعدل والعلم والقيم السياسية الميسرة، و بإنتقاءاتهم هذه القيم السمحة من جملة السيرورة والوقائع الاسلامية ومقارنتها بفظائع كثيرة في الدول أو المجتمعات التي انتسبت إلى الإسلام قامت هذه الفرقة بإنتقاد كثير من التواريخ والآراء والاتجاهات النخبوية والعنفية والدولانية والذكورية في التاريخ الإسلامي خاصة التى توصف في العصر الحاضر بالقسوة والفظاظة والغلظة، كما رفضت محاولة إرجاع كل أو بعض نظم وممارسات "المُلك العضوض" إعتبار أنه مواشج للفظائع.

ظن التنويريون الكرام أن تكريس العلمانية وتطوير الأعمال وفق منطق المنفعة والديموقراطية البرجوازية هو سر تفوق وانتصار دول غرب أوروبا على باقي المجتمعات ومن ثم وفق هذه الرؤية صاروا يريدون اتباع خلاصة صراعات مجتمعات غرب أوروبا والتمتع بثمرات الصراع مثلها دون أن يخوضوا مثله أو يسيروا على نهج التغيير الطبقي الذي أسس هذه الدول‼️

نعم ظن التنويريون ان قوة الاستعمار كانت نتيجة من تهذيب وثقافة وعلم مجتمعاته بينما كانت هذه الأمور نتيجة من الإستعمار وتوفيره الإمكانات لها، نفس الإستعمار الذي مارسته قبل قرون أقوام متخلفة شرسة على أقوام ذات علم ومعرفة وحكمة. أو العرب على الحضارات الأخرى.

في إنبهار بقوة ومعيشة دول غرب أوروبا قط لم ينتبه كلام التنوير المألوف إلى سيرورة ودور عمليات الإستعمار القديم في تطوير أعمال وحكومات وأنشطة وثقافة مجتمعات تلك الدول ولم يهتم بتتبع استثمارها فوائد ذلك الإستعمار القديم، في تنمية معيشتها وتحسين حياتها ثم توسع قواها في أمريكا، وفي بناء نظام الإستعمار الحديث الذي داهم التحرر الوطني الغض الوليد في غالبية دول "العالم الثالث".

بشكل مدرسي ربط التنويريون القوة بالتعليم بينما الواقع ان قوة الدولة هي التي توفر الامكانات لنموء المعرفة والتعلم. وقد زاد التباس التنوير في هذه النقطة بفشل المعيشة في النظم العلمانية بتدهور التحرر الوطني الغض إلى ديون وخصخصة وتبعية. وقد حدث هذا التدهور لأن التحرر ظلم نفسه بتأجيل نخبه الصراع الشعبي ضد تحكم البرجوازية المحلية، و بامتناع نفس نخبه عن مواجهة الإمبريالية والإستعمار الحديث بحكم محدودية ثقافة تلك النخب وبتأثير التخويف من خطورة الصراع الداخلي ومن خطورة الدولي وأهمية التركيز بعيداً عنهما على حل بعض الأزمات الداخلية ودفن رؤوس الوطنيين فيها طلباً للسلامة لهم ولمجتمعاتهم ودولهم في عالم متداخل‼️

من ثم بكل هذا الالتباس والخوف من مغبة تهمة الشيوعية في عالم متخلف الثقافة أو استعماري الثقافة قمعت نخب التحرر الوطني طلائع شعوبها ومنعتها بزعم تأمين المجتمع وتأمين الوطن من زيادة الصراعين الضرورين لتحقيق التنمية والإسهام في بناء العالم وهما الصراع الطبقي الداخلي والصراع الدولي، وبقيت حكومات أفكار وسياسات التحرر الوطني الابتدائي تتراوح بين رجعية فارغة وحداثة شكلية بلا تنمية ولا استقلالية نسبية ضرورة لتقدم الاقتصاد ولنشاط المجتمع والدولة. وبهذا الإنعزال والمنع والقمع فسدت الإقتصاد والمعيشة وزاد النفور والإبتعاد عن الشعارات العلمانية والديموقراطية، واخذت حالة المعيشة ترتبط في تفكير الناس بآية سورة الأعراف ((وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰٓ آمَنُواْ وَٱتَّقَوْاْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَٰاتٍۢ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلْأَرْضِ….))

(ج) الوسطيون: وهي الفرقة الأكبر عددا وإنتشاراً في عالم السياسة الإسلامية، وقد رامت قبل داعش وبعدها ان تشدد حيناً وتيسر حيناً بعض أمور الإسلام في التعاملات أو الحكم أو الامور المجتمعية حسب مصلحة نخبة قيادتها في كل فترة، يقابلون التحديث الذي لا ترغب فيه النخبة بالإستهجان وقدر من التكفير ويقابلون الأسلمة التي ترفضها نخبة الدولة بقدر كبير من الأفكار الحديثة والرؤى المنطقية، حتى لو تناقضت مع رؤى قديمة لهم. من ثم لم تقطع أرضاً ولم تبقي ظهراً ، لم تنل لل-ولة والمجتمع لا بلح اليمن ولا عنب الشام، لكن ككل الفرق أوفت لنخبتها الكثير من الجاه والمناصب والمال. الحداثيون يبتغون رأيها والإسلاميون يتخذونها مطية ومعبراً وتقثة لإنشطتهم.



2- الدوران الأبدي:
اتسم هذا النشاط المنفعل بالإسلام باستهلاك نخبه لنفسها ولمجتمعاتها، بداية بكونه كإنفعال الغريق الذي لا يعرف السباحة إنفعالاً شديداً بهدف النجاة من الغرق والخروج من المياه . حيث استهلكت الفرقتين المشغولتين بالإسلام الفرقة الرجعية والفرقة العقلانية التقدمية عقلي نختيها ومجتمعاتهما في مثنوية فرض الاسلام أو تيسيره؟

كان ولم يزل هذا الإستهلاك رزياً ماحقاً أريقت فيه مئات ملايين لترات الدماء وأهدرت فيه ملايين الأطنان من الأحبار والورق و ملايين وحدات الكهرباء ولوازمهم. اهدرتها هذه النخب (الاسلامية أو التنويرية) وجماعاتها بمفاضلة فرقتين معطوبتين فرقة مضادة للمجتمع والدولة تريد تحقيق الإسلام بإعادة التاريخ‼️ وفرقة تريد رغم تبعية إقتصاد الدولة وحكومتها للامبريالية ورغم سيطرة البرجواز المحليين على أمور المجتمع، تريد ان تحرر التواريخ والثقافتين السياسية والإسلامية من سوء الفهم‼️




3- إنفعال الفرقتين النخبويتين:
انفعال الفرقتين النخبويتين اليمينية واليسارية بالاسلام قبل وبعد داعش شغلهما عن الإهتمام الموضوعي بتمحيص أسس وجود وتماسك وتقدم المجتمع والدولة وعن محاولة ترسيخ مكارمهم بتخلص ثوري شعبي/بروليتاري من أهم مولدات الظلم وهي حالة التملك التجاري الانفرادي لموارد المجتمع وسيطرة تماسيح السوق على معيشة ومصير الكادحين، وعلى مصير أحفادهم بالتالي. أي قبعت الفرقتان في الحالة التي تحصر دولة التمول والاستثمار وارباحه بين الأغنياء، أي أغنياء دولة الاستعمار الداخلي والتبعية للتمويل الغرب أوروبي المسموم الشروط.



4. بعثان وهميان:
نتيجة قيام النخب بتأجيل أو تبخيس أو رفض منطق الصراع ضد التنظيم الطبقي/النخبوي داخل كل بلد ورفضهم أيضاً دخول الصراع الدولي ضد الإمبريالية تكونت من سياساتهم الفراغية حالة سياسية في كل للمجتمعات ذات الاسلام مزيج من الخضوع والتبعية والانتظار والصراع النخبوي على نوع من بعث مريض للماضي.

والعلة في المحاولتين وفق مخيال كل واحدة من النخبتين اما (أ) ان يبعث الاسلام كما كان أياً ما كانت حالته المبعوث عليها التي انتهت إلى سقوط كل مجتمعاته أو (ب) تبعث مكارم رسالته وحدها دون الأمور السياسية والعنفية والقتالية التي اقترنت بتقديس هذه المكارم التي مع مرور الزمان تحولت عملية إحياءها أو تزكيتها أو ترسيخها إلى مبرر للبطش والطغيان.

وعلى أية حال فان تصور تحقق هذين البعثين أو شكلي النهضة إما في صورة مجتمع فاضل أو كدولة فعالة إنما هو تصور ليست له أي مقومات واقعية فالحاضر هو إقتصاد تابع وثقافة قديمة أو حديثة تكرس التفاوت الظالم في المجالات السياسية المتداخلة والأكثر أزمة وهي المجال الطبقي والمجال الإداري الحكومي ومجال الفعالية المجتمعية للفئات الكادحة، الأفكار القوميات، النساء، الأجيال، وما يقتضيه تحقيق هذه الفعالية المتنوعة من ديموقراطية شعبية متكاملة في أمور الإقتصاد وتوزيع الموارد والضبط المتبادل بين عناصر وعلاقات وبنى الحقوق والحريات.


5. الخلاصة:
الخلاصة وفق تناقض المدرستين مدرسة إعادة التاريخ ومدرسة تغيير شكل التاريخ دون تغيير أسسه واقتلاع جذور مظالمه، خلاصة بسيطة هي: ضرورة إنهاء الأنانية الطبقية والإدارية والمجتمعية بتوزيع إشتراكي للسلطة وموارد المجتمع، توزيعاً يسلم الناس بأمور عملية إسلاماً قوياً من علل الأنانية وما فيها من إستغلال وتهميش ضد حقوق وقدرات وأهداف غالبية الناس.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديالكتيك أسلمة السياسة وتسييس الإسلام 1
- ديالكتيك أسلمة السياسة وتسيس الإسلام..
- أزمة اليسار طبقية وليست إدارية
- أسلحتهم
- مُغني الحب في الإتحاد السوفييتي
- إنهاء دولة المخاتلة
- التأثيل تجاوز للتفكيك
- هل يؤثر تغيير إتجاه القراءة على تكوين الذهن للمعاني؟
- إستعادة الماضي الجميل لا تبني المستقبل
- بعض السلبيات في مشروع الميثاق
- بداية تأثيل ضد سمات نهاية الفهم
- السودان وأوكرانيا دول ميليشية
- السودان .. أوكرانيا
- نهايات القديم وبداية الجديد
- وادي النيل
- الأمن الجديد
- ضد التنخب
- من متاهة الأزمات إلى المخرج
- ملامح المستقبل
- مبادرة ال18


المزيد.....




- نزلها الآن بنقرة واحدة من الريموت “تردد قناة طيور الجنة 2024 ...
- قصة السوري إسماعيل الزعيم -أبو السباع-.. مطعم زوار المسجد ال ...
- كاتب يهودي: المجتمع اليهودي بأمريكا منقسم بسبب حرب الإبادة ا ...
- بايدن: ايران تريد تدمير إسرائيل ولن نسمح بمحو الدولة اليهودي ...
- أستراليا: الشرطة تعتبر عملية طعن أسقف الكنيسة الأشورية -عملا ...
- لمتابعة أغاني البيبي لطفلك..استقبل حالاً تردد قناة طيور الجن ...
- المتطرف -بن غفير- يعد خطة لتغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى ...
- فيديو/المقاومة ‏الإسلامية تستهدف قاعدة ميرون -الاسرئيلية- با ...
- -شبيبة التلال- مجموعات شبابية يهودية تهاجم الفلسطينيين وتسلب ...
- المقاومة الإسلامية تستهدف مقر قيادة الفرقة 91 الصهيونية في ث ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - المنصور جعفر - الإشتراكية كحل لأزمات تسييس الإسلام وأسلمة السياسة