أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - إستعادة الماضي الجميل لا تبني المستقبل















المزيد.....

إستعادة الماضي الجميل لا تبني المستقبل


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 03:15
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


هذا رأي إزاء دراسة مقارنة لمشروعات التغيير في السودان، قدمت الدراسة للجمهور في اللغة العربية بإسم"هيئة تحليل الأزمة" ولا أدري إن كانت جزءاً من الهيئة الأمريكية التي تحمل إسم "تحليل الأزمات" أو إنها مختلفة عنها.

كشفت مقارنة تفاصيل مشروعات التغيير عن مصيبة كبيرة جداً هي إن مشروعات التغيير متفقة على شعاري "العدالة" و"السلام"، لكنها مختلفة على كل أوليات مهام وتفاصيل قضايا العدالة والسلام.

بين تقرير المقارنة بين المشروعات المقدمة إلى جمهور الثورة وأكثره جمهور وسائط الإتصال إنها مشروعات مختلفة على كل الأمور الرئيسة مثل المؤتمر الدستوري؟ وتنظيم هيئات الدولة؟ والإدارة العامة؟ (بمعنى ماهو وضع المالية ووزارة المالية؟ هل هي هيئة تنسيق لأعمال المحليات والولايات أو هي مركز موجه آمر لهم؟ بنسبة كم في المآئة؟ هل تتكون ميزانيات المجالس المحلية بإستقلال يشمل التصرف في الأراضي والبترول والذهب واليورانبوم؟ أو تتكون بدعم مركزي % ؟ أو تحددها وزارة المالية/صندوق النقد الدولي؟ وهل ميزانية الولايات نفسها مركزية الإدارة في عاصمة كل ولاية أو لامركزية تحددها المحليات؟) كذلك الاختلاف في تنظيم الإقتصاد؟ مركزي أو لامركزي؟، وأيضاً في تنظيم الحكم؟ وأنواع رئاسته؟ ونوع البرلمان؟ ونوع الجيش وموقفه إزاء الإستعمار الداخلي؟ وإزاء الإستعمار الحديث؟ أيضاً الإختلاف أو السكوت إزاء طبيعة تنظيم وتراتب القضاء إقليمياً وتقنياً؟ ونوع القضاء الأعلى محكمة عليا أو محكمة دستورية؟ أتؤسس بالتعيين أو بالترقي الداخلي في سلم القضاء أو مع امتحان المترقين أو بالاثنين معاً؟ وكذا إختلاف المشروعات في طبيعة الدستور إن كان دستور الانتقال أو الدستور المنشود ؟ أيكون دستوراً ليبرالياً أو دستور ديموقراطي شعبي متكامل؟ كذلك إختلاف المشروعات إزاء نوع وطبيعة الإتتخابات والتمثيل في البرلمان الإنتقالي أو في البرلمان المنشود الإنتقال إليه هل تكون إنتخابات فئؤية أو إنتخابات متكاملة ولأي نوع تمثيل لفئات المجتمع في البرلمان؟ هل يكون تمثيلاً أحاديا للفئات أو للأحزاب أم يكون تمثيلاً متكاملاً بنسب مئوية معينة؟ وفي التمثيل الفئوي ما هي النسب المئوية لتمثيل الرعاة والزراع والمزارعين والحرفيين والعمال؟

الاختلاف واضح في كل المشروعات على هذه التفاصيل رغم انها تفاصيل لازمة لتحقيق شعارات العدالة والسلام.

الإتفاق على تناول القضايا بدون تفاصيلها الطبقية يولد أو يؤجل الإختلافات لكنه لا يقتلع جذور الأزمات، وهو أسلوب شائع في أعمال الهيئات السياسية التي تكثر فيها عناصر وثقافة البرجوازية الصغيرة التي تهتم بظواهر الأمور الحاضرة لا بجذورها الطبقية ونتائجها، محاولة تجاوز مظالم النظام الطبقي بدون إزالة أسسه.

الأسس الرأسمالية والطائفية والعشائرية شبه الاقطاعية لتنظيم الموارد وفق حرية التملك والتنافس التجاري والرأسمالي تمثل أسس أو سلالم لنبات أو صعود نخب ومتزعمي أفكار البرجوازية الصغيرة (وليس صعود كل طبقتها) وتبرر وجود هذه النخب وهؤلاء المتزعمين في عالم السياسة سواء بلعبهم دور المنبه المحذر والمنذر أو دور المسعف والمضمد أو دور القائد المنظم الموجه أو دور القائد البديل، أو كسمسار بين فئات برجوازية كبيرة وجزء من شيوخ شبه الاقطاع. (نُخب تفلع وتداوي)

يتجدد هذا الإرتباط المتنوع الأشكال بين الثقافتين البرجوازيتين الصغيرة والكبيرة وثقافة الطائفية والإدارة الأهلية تجدداً مستمراً بتغييرات متوالية في شكل قيادة النظام الليبرالي تتخلص من الشكل محتضر منتقلة إلى شكل جديد إن بنقل قيادة الدولة الليبرالية من نخبة عسكرية إلى نخبة حزبية أو العكس من نخبة حزبية إلى نخبة عسكرية، أو بتدوير الحكم داخل كل نخبة من فئة فيها إلى أخرى لفترة. وتتم التغييرات تحت شعارات ودعاوى خلب من نوع "الوطنية"، "الوحدة"، "تحقيق السلام"، "الأمن"، "الإستقرار"، "تسليم السلطة إلى الشعب"، "التنمية"، "إحداث نهضة وطنية"، "الارتباط بالمجتمع الدولي"، وكلها شعارات براقة تصعد بها النخب في منصات السياسة البرجوازية لكنها شعارات لايمكن تحقيقها بنظام ليبرالي قوامه حرية التملك التجاري وأنانيات مضارباته إن كان ذلك النظام منفتحاً أو بصيغة تزعم بعض المبادرات انها "إجتماعية" وهي تلفيقية.

الأزمة التي تجاهلها التقرير إن ثقافة مشروعات التغيير نأت أو أبعدتها ظروف واضعيها أو ظروف صاغتها وغالبية قراءها، ابعدتها عن تناول الطبيعة والجذور الطبقية للأزمات، ومن ثم أنشأت وأنجزت إزاء هذه المشروعات حلولاً شكلية متناقضة مجمعة من أجود خبرات ماضي نفس الدولة المنهارة وليست مصطنعة وفق أهداف ومعالم المستقبل المنشود. كتابها الكرام البررة يستعيدون ويكررون بناء أحسن النظم القديمة دون إعتبار للأسباب الطبقية التي أفشلتها مراراً وتكراراً.

تمثل المقترحات المقدمة أرقى تعبير سياسي عن نشاط الذهنية الماضوية وإختلافها عن ذهنية ديالكتيك التاريخ التي تصنع مستقبلاً مختلف تماماً عن الماضي -إلا قدر يسير منه- بأتعاظها بالأسباب الطبقية لموات وفشل مختلف صور الحكم القديم.

القضايا التي رصد التقرير العياني تفاصيل إتفاق المشروعات على أسماءها كما رصد تفاصيل فشلها في الاتفاق على حل جذري لأسسها الاقتصادية والسياسية والإدارية إلخ، مبيناً إهمالها علاج الأسباب الطبقية لموات نظمها، قضايا طبقية الأسس والأشكال، غيبها التقرير مكتفياً بسرد الاختلافات دون تبيين معالمها ونتائجها الطبقية والتأثير السلبي لتغييب التحليل الطبقي على ضرورة التغيير الجذري الشامل.

أسلوب بيان الأداء الشكلي للاعبين السياسيين يغمض تحليل الطبيعة الطبقية لمشروعات التغيير، ويسكت عن وصف الوضع الطبقي الذي ستخلقه هذه المشروعات، ويتجاهل تسمية الطبقة التي ستسيطر على الوضع الذي تريد هذه المشروعات صنعه ؟

لقد بين تاريخ الليبرالية في العالم وتاريخ السودان إن تكرار حكاية تحالف جميع الطبقات لتحقيق الخير لكل الطبقات! كان -ولم يزل- تكراراً فاشلاً في إحداث أي تغيير جذري، بل أقصى نفع حققته الليبرالية تمثل بتجديدها شكل الحكم وشخصيات قيادته تاركة مضمونه الطبقي الظالم لمعيشة ومصير الغالبية الكادحة. الليبرالية تغير شكل النظام وتبقي جذوره المولدة للأزمات.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض السلبيات في مشروع الميثاق
- بداية تأثيل ضد سمات نهاية الفهم
- السودان وأوكرانيا دول ميليشية
- السودان .. أوكرانيا
- نهايات القديم وبداية الجديد
- وادي النيل
- الأمن الجديد
- ضد التنخب
- من متاهة الأزمات إلى المخرج
- ملامح المستقبل
- مبادرة ال18
- نخبنة الشعبوية
- تأثيل بعض الإصطلاحات
- الإغتصاب
- تجاوز النخبوية والشعبوية
- علي صالح كرار النور
- الليبرالية تنتج اللاجئين وترفضهم
- بعض تصنيفات المهاجرين والخواجات
- عمل الحُكم
- ريثما ..


المزيد.....




- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- من اشتوكة آيت باها: التنظيم النقابي يقابله الطرد والشغل يقاب ...
- الرئيس الجزائري يستقبل زعيم جبهة البوليساريو (فيديو)
- طريق الشعب.. الفلاح العراقي وعيده الاغر
- تراجع 2000 جنيه.. سعر الارز اليوم الثلاثاء 16 أبريل 2024 في ...
- عيدنا بانتصار المقاومة.. ومازال الحراك الشعبي الأردني مستمرً ...
- قول في الثقافة والمثقف
- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 550


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - المنصور جعفر - إستعادة الماضي الجميل لا تبني المستقبل