أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - المنصور جعفر - بعض تصنيفات المهاجرين والخواجات















المزيد.....


بعض تصنيفات المهاجرين والخواجات


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7090 - 2021 / 11 / 28 - 20:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مقدمة:
يتناول هذا النص جانباً من موضوع اللجوء والهجرة من إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية إلى بلاد غرب أوربا وتوطن الناس فيها ممحصاً ومؤثلاً بعض الصور السلبية والموجبية الشائعة عنه.

والهدف من تأثيل هذه الصور هو الإسهام في تنمية الإهتمام والوعي بهذه القضية وفتح زاوية جديدة لدراسة بعض جوانبها المختلفة في التناقض الليبرالي إزاءها بين تصورات حالة "الخصوصية الثقافية" وتصورات حالة "الدمج القسري" وتصورات حالة التعدد في مجتمعات مركزية ونخبوية الإقتصاد والسياسة.

هذه الزاوية الجديدة للنظر إلى قضايا اللجوء والهجرة التي يجترحها هذا التأثيل من خبرة كاتبه حوالى ثلاثون عاماً في التعرف على والتعامل مع بعض جذورها وأشكالها وبعض نتائجها، هي زاوية "التصنيفات النمطية" في ثقافة المهاجرين وفي ثقافة سكان البلاد المهاجر إليها.

محور تأثيل تصنيفات المهاجرين والمهاجر إليهم هو تبيين إرتباط هذه التصانيف ببعض الأوضاع الثقافية والطبقية والمهنية والسياسية لكل فئة أو شريحة من المهاجرين إلى غرب أوروبا وبعض الأوضاع الثقافية والطبقية والمهنية والسياسية للمتعاملين معهم في تلك المهاجر.

ومن ثم يسهم هذا التأثيل في إوضاح معالم أو أبواب تغيير حالة التعامل بين الجانبين وتخفيض أسباب توتراتها وتغييرها إلى وضع يقوي الإندماج الإجتماعي والإنساني بين شرائح المهاجرين وشرائح السكان الجاري التوطن في بلادهم، ويطور ثقافة الهيئات الإعلامية والأكاديمية والمجتمعية والسياسية في التعامل معها.


1- عموم النظرة الأوروبية:
ينظر كثير من الأوروبيين إلى اللاجئين والمهاجرين نظرات تتراوح بين السلب والموجبة. لكن الحقيقة الواقعية هي تنوع تصنيف بعض الاوروبيين لبعض المهاجرين حسب ثقافة ووضع ومصلحة كل فئة طبقية وحسب نوع المهاجرين المتعاملين معهم. فأحياناً تتم تسمية المهاجرين بسمة حكومية "مهاجرين"، "لاجئين سياسيين"، وأحياناً يسمون المهاجرين بسمات إثنوثقافية كـ: "أفارقة"، "مسلمين"، "عرب"، "أتراك" ، "هندي".

في بعض أوساط المهاجرين والإعلام المشفق عليهم أو الإعلام المستضعف لهم تتداول بعض القصص عن جرائم بعض البذاءات ضد المهاجرين بصور مبالغة لكن جرائم الإزدراء اللفظي والتحقير أقل عدداً من كلمات الإحترام عند التعامل مع المهاجرين.

وعموماً فإن تلفظ الإزدراء قليل في تعامل كثير من الأوروبيين مع المهاجرين بحكم سكوتهم عن الكلام مع الأغراب حتى لو كانوا من إثنياتهم، وبحكم قلة تعاملاتهم أصلاً، وكثرة التهذب فيها بكلمات الإستئذان والشكر واللطف في الطلب والإبتسامة. لكن تحقير أي إنسان مختلف وتحقير المهاجر بالذات هو سلوك منتشر في كثير من دول العالم وسط الأوباش وأهل الخطاب الشتائمي بفعل ثقافة العنف اللفظي المرتبطة بشحن وتفريغ إهانات العنف المعيشي.

أما السائد في تعامل مجتمعات غرب أوروبا مع المهاجرين واللاجئين من غالبية دول العالم الثالث فهو التعامل النمطي مع الأغراب وهو ذو سمات معلومة في كل المجتمعات، أي "التعامل الحذر" بالحذر مع كلام المهاجر وصحة نطقه وصحة أوراقه والخوف من عدم فهمه أو من تهيجه، والشك في بعض تصرفاته (الغريبة).

الواضح في تعامل الخواجات مع المهاجرين هو التنوع حيث تتعامل فئات وشرائح مجتمع الخواجات بأشكال مختلفة مع فئات المهاجرين أو بعضهم تعاملات مختلفة تختلف أشكالها وظروفها لكن بالإمكان تصويرها كسلم خماسي الإرتفاع بدايته الرديء وذروته تعامل أكثر إنسانية على النحو الآتي:

(1) التنميط السلبي وإشانة السمعة ورفع معدلات مرض الخوف من الأغراب:
سلوك إثارة الريبة والخوف من اللاجئين/والمهاجرين بقصص شائنة منها ان بعضهم [بمعنى كلهم] بلا مهارات عمل حديث، أو أقل ذكاءاً وآدمية وإنسانية وإنهم أفظاظ ومتوحشين بلا تهذيب، بعضهم مجرمين هاربين، وإرهابيين، ومضطهدين للنساء، وأعداء لنعومة الطفولة ومغتصبين للأطفال، ومخالفين للقانون في كل جزء من حياتهم.

وكل أو بعض هذه الصور المشينة للمهاجر تؤثر سلباً على مواقف الريفيين الذين لم يتعاملوا - قبل قدوم المهاجرين إلى دائرة تعاملاتهم- مع أي مهاجرين أو مع أي مجتمع من مجتمعات المهاجرين، سوى ما تبثه أخبار سلبية تبثها هيئات الإعلام الحكومية والتجارية عن نزاعات وجوع وأمراض تسود بلاد المهاجرين دون تبيين لأسبابها الإمبريالية كحدوث تغاير ليبرالي دولي على أمور تجارية داخل بعض دول العالم الثالث وتحولها إلى تمايزات سياسية وانتهاكات لحقوق الإنسان ونزاع دموي يدعم "المجتمع الدولي" طرف فيه.

أيضا يسود بعض أو كل هذه الظنون والإشانات ضد المهاجرين عند بعض السوقة والأوباش في المدن وعند بعض متنطعي النخب والسياسيين والصحافيين القذرين فرغم قلة عددهم إلا إن صور إشانات اللجوء والهجرة كثيرة في وسائط الإعلام تقدمه للمجتمع كقضية رئيسة في شؤون السياسة والإقتصاد والمجتمع والثقافة والماضي والحاضر والمستقبل وهيئات الأمور الداخلية والخارجية رغم أن مجتمعات المهاجرين وأنشطتهم الخاصة والعامة لا تشكل نسبة مهمة في إحصاءات السكان بل جزء من هوامش بعض المدن.



(2) التعامل الحذر:
تعامل الأوروبيين الحذر مع المهاجرين هو التعامل الأكثر وضوحاً في مجال وجود المهاجرين في غرب أوروبا، وبالإمكان وصف غالبيته بانه يشبه تعامل غالبية السكان الخواجات مع بعضهم إحتراماً لخصوصاتهم وتجنباً للمشكلات وضياع الوقت، ولكن حذرهم أكثر مع المهاجرين.

ويتحقق هذا الحذر بتركيزات مختلفة يقوم بها المواطن أو الموظف الحكومي في تعامله مع المواطن بعضها بإنصات شديد إلى كلام المهاجر ولهجته متبيناً نطقه، وبعضها بتوثقه الشديد من صحة أوراقه مثل توثقه من أوراق تعامل المواطن (عدا عند عبور الموانىء).

أيضاً يبدو الحذر بنظرة قلق المواطن أو الموظف من عدم الفهم، وفي كلامه ببطء مع المهاجر ليفهم، أو بدء معالم خوف عليه من تهيج المهاجر كتحوله إلى منطق أو نبرة تؤجل تهيجه، وأيضاً بالإبتعاد عنه، ولا يخلو حذر الأوروبيين الذين عاشوا حوالى ألفي سنة في حروب منذ آيام الفرس والروم إلى أوكرانيا الحاضرة من الشك في بعض تصرفات المهاجر(الغريبة) كالصلاة في شارع أو الكلام بصوت عال أو الحركة في أوقات السكون. وقد يفوت الحذر حده يتعنطز بعض أفراد أقليات مهاجرة قديماً على المهاجرين الجدد أو نفورهم منهم.



(3) التعامل الأخوي:
يتميز التعامل الأوروبي الإخوي مع كثير من المهاجرين باعتباره إن المهاجرين إخوة في الإنسانية (لكن غير أشقاء) أو مستجدين Newcomers حتى لو قضى المهاجر عشرون أو ثلاثون عاماً، بعضهم يريد أصواته في لعبة السياسة أو الإنتخابات، و هذه الأخوة الحذرة هي سمة تعامل كتير من الخيرين وبعض الكنائسيين وغالبية التقدميين والاشتراكيين من كافة الطبقات والفئات والشرائح.

لكن مع كرم هذا التعامل ورحابته في جو إعلامي وسياسي يثير الخوف من الأجانب ويثير الكراهية ضد المهاجرين بنشر مبالغات وتشاؤمات ضد إنفلات وتمكن وجرائم بعضهم إلا إنه تعامل تظهر عليه سمات التفريق العفوي أو القصدي، الفردي أو الجمعي المنظوم بين الوطني الأصيل والشريك الجديد


(4) التعامل الودود واللطيف:
يتعامل قليل من الأوروبيين الفقراء أو الميسورين مع الإنسان المهاجر كتعاملهم مع واحد من أهل بيتهم، وبل يزكونه كواحد من أصحاب الحق والفضل على مجتمعهم وأحياناً قد يثرثر بعضهم عن المهاجر ويقدمه إلى بعض رفاقه الأوروبيين في صورة ابن حضارة ماجدة وثقافة ثرية عريقة وأصل عرقي للأوروبيين وأن ثقافته هي الأصل والأساس في كثير من شؤون تميز أوروربا، وإنه إنسان متميز بعواطف حية ومواهب ومهارات وبإمكانات تفكير ذات أهداف كبيرة وطرق جديدة عليهم ثم في الختام يبين لهم بإن رفيقهم الجديد ومجتمعه الصغير ضحية لبعض جرائم الإستعمار والإمبريالية التي نزلت على مجتمع المهاجر وبلده، وإن الحس والضمير الإنساني يوجب إسعاف هذا المهاجر والعناية بأموره، وإنه كإنسان مثل بقية المواطنين أو أحسن منهم لأنه ناجح في إكمال حياته بالدراسة والعمل والزواج والنرقي فيها في ظروف شاقة في بلده أو في مهجره وإنه أفضل إنسانية كونه أو مجتمعه لم يشارك في غزو أو استعمار، ولأن ثقافته المختلفة تضيف إلى ثقافتي أوروبا الثقافة التقليدية والثقافة الحديثة موضوعات تثير التفكير وتجدد المسلمات وتعيد تشكيل الفلسفة والدراسات والفنون والآداب. ولأن المهاجر بحكم وضعه القريب والحاضر كضحية جريمة سياسية إقتصادية وإجتماعية وثقافية متداخلة وقوية له انتباه ووعي أكثر شعوراً ومقاومة للمظالم من الأوروبيين النائمين في عسل إستعمار غرب أوروبا وأمريكا لموارد وتجارة وعائدات غالبية دول العالم الثالث. وقد ينهي الرفيق تبجيله للمهاجر بتشبيه حضور المهاجرين إلى مجتمعه بنزول رحمة عليه كون حضور المهاجرين وتكاثر عددهم يزيد إمكانات التجارة والأعمال الصغيرة والمتوسطة ويزيد قوة الطرف الضعيف في الصراع الطبقي وينذر الطرف الطاغي بل ويضعف بتميزاته وإبداعاته كل ثقافة التنميط والتحكم .

بعض هذا التعامل المثالي مألوف عند بعض الشيوعيين وأنصارهم المواشجين لقضايا المهاجرين في بعض المدن الكبرى في غرب أوروبا لكن حصار معيشتهم وأنشطتهم يخفض عددهم ويمنع إنتشار هذه الرؤية.



5- اللاتعامل:
في غرب أوروبا مجموعات طبقية أساسية ومتوسطة وعليا من السكان بحكم وضعها الجغرافي أو الطبقي أو المهني والثقافي وإختلاف إهتماماتها عن كثير من الناس ليس أي تعامل يومي منتظم مع المهاجرين أو قضاياهم إلا عبر إطلاع عابر على وسائط الإعلام. وهي فئة من الناس لا تهتم لخير من المهاجرين أو لشرهم بل تركت الاهتمام بكثير من الأمور التي لا تعنيها أو لا تغنيها. بل تفضل التركيز على أمورها وأعمالها الخاصة سواء كانت أعمالاً خشنة المواد أو سلسة التفكير.

لكن هذه الفئة بحكم وضعها وثقافته الغارقة في ذوات حياتها فئة حذرة في كل تعاملاتها خاصة تعاملها مع غير الأوروبيين من إثنية غير قوقازية/آرية الأصل ! بل الحذر ديدنهم حتى في تعاملهم مع الشرائح والفئات والطبقات الأخرى الأخوة والجيران لها، في مجتمع تسوده الفردية والقلق من المشاكل القانونية والهلع الشديد من أي تأخر في تسديد الديون أو بطء في جمع الأموال أو تأخر في التمتع بمباهج الحياة وملذاتها التي يستطيع الوصول إليها، قبل أن تدلهم عليه الديون أو القضايا أو الأمراض. بعضهم يفر من أمه وبنيه.



(6) تصنيف اصحاب الأعمال والمهنيين الغرب أوروبيين للمهاجرين:
اختلف حالة تصنيف المهنيين لفاعلية المهاجرين في أوروبا حسب الفئات والشرائح المصنفة فبعض أصحاب أعمال ومهنيين يرون في المهاجرين إضافة حية إلى أعمالهم أو إلى مجتمعهم أو إلى سوقهم، أو إلى ثقافة جاليتهم كل يعز بني قومه.

في نفس الوقت يجد راصد ثقافة التعامل مع المهاجرين بعض آخر من أصحاب الأعمال والمهن آخرين ساخطين مرة على جمود أو كسل أو ضياع المهاجرين وعدم فاعليتهم، أو في سخط على كثرة نشاط بعض المهاجرين وبزهم الحرفيين والتجار القدامى بمنافسة يوصموها بإنها (شيطانية) التدبير والفنون تأكل مصالحهم كحرفيين أو كتجار مواطنين في فرص عمل أو ربح، رغم إن هذا التنافس يتم في بلاد يحكم أنشطتها القانون.




2- تنوع تصنيفات اللاجئين أو المهاجرين لطبيعة المواطنين:
تتنوع نظرة المهاجر إلى الخواجات حسب نشأته وثقافته الرئيسة طلوعاً من السيئ إلى الحسن إلى الانبهار بل وصل بعض أبناءهم إلى حالة اندماج في الطبقة العليا من طبقات مجتمع الخواجات بل صار بعضهم يتعامل مع ثقافة وقضايا آبائه كفلكلور. لكن عموم آراء أو نظرات المهاجر إلى خواجات بلد توطنه في غرب أوروبا تبدأ بالسيء جداً ثم تسمو على النحو الآتي:

(1) النظرة الأخلاقوية المتعالية:
ينظر بعض المهاجرين القادمين من أوساط فقيرة الثقافة ومحافظة إلى مجتمع البلد الملجيء له إنه مجتمع كفرة ولصوص وعاهرات وموسخين سخرهم الله مع إمكانات دولهم لخدمة المهاجرين. ولا يسأل نفسه لماذا يقبل لنفسه العيش معهم؟


(2) النظرة الحسنة:
يرى بها المهاجر الأوروبيين كأناس عاديين وإن معيشتهم (((أحسن))) من معيشة مجتمع المهاجرين، وأن تعاملاتهم مهذبة فيها النظام وأن كلامهم حنو الهدوء وصياحهم لدن الفرح، وسكوتهم وقار وأدب وإنشغال عن التعرض لأمور الآخرين (بملاحظة إن أمور الآخرين تشكل نصف كلام الناس في ثقافة بلد المهاجر) وهذه النظرة غالبة ورأي أصحابها غالبية بين المهاجرين لكنه لا يتوافق مع تعاملهم اليومي الحذر مع الخواجات ونفورهم من التمازج معهم..


(3) النظرة الإنبهارية:
نظرة ترى الخواجات كلهم في أحسن حال ناس مجتهدين، مرتاحين، وفي حالهم، وأحرار من التقاليد العشاىرية وإلزاماتها الكاسرة لحرية أو خصوصية أفرادها، بل يرون إن أفضل ما في معيشة الخواجات إحترام خصوصية المأكل والمشرب والحركة وخصوصية الجد العبث، وأن شغلهم ومسيرهم نظيف يحترم النظافة ولا يوجد في مجتمعاتهم إلقاء بقايا أو زبل قمامة خارج مقالبها، وإنهم أهل نظام وأدب، يحبون القراءة، وتعاملهم راقي عن الأحزان وعن الضياع والكسل، بل عقل في إستثمار الجهد والمال والزمن، ويقدر المهاجر في الأوروبيين إنهم متوازنون عقلانيون وعاطفيون ذوي حساب ووعي. وكلامهم لطيف، وهذا الرأي المنبهر بأبجديات الحياة المدنية الحديثة الفردية أو النصف أسرية ذات العمل المحدد والوقت المنظوم رأي كثير جداً من المهاجرين الذين يظنونه جزء من قدر عجيب أن يجعل الله في مجتمع الخواجات الكفار كل هذه المزايا لكن يضعف هذا الرأي بإن غالبية أصحابه من المهاجرين ليس له أصدقاء خواجات أ ونشاط إجتماعي معهم .


(4) النظرة المتوجسة الخائفة:
نظرة خائفة ترى حياة الأوروبيين حياة مزدوجة ظاهرها الجمال وفي باطنها قبح، وأن كل خواجة مصيبة في داخله لأنه بلا دين ولأنه ابن حرام، وإنه أناني ولو أقام أثرياءه وميسوريه آلاف الأنشطة الخيرية ففي نظر بعض المهاجرين إن الأوروبي لا يهتم بانسان أو مجتمع أو قضية ألا ليحقق مصلحة له فيها، كونه خال من العاطفة وصدق العاطفة ومن الارتباط المفعم بها بل أهدافه وإنه خاو من الصداقة الحقة والوفاء.

وهذا نظر ورأي سلبي قليل الظهور لكنه منتشر عملاً فغالبية المهاجرين في الجيل الأول ليس لهم أصدقاء حميمين من الخواجات ولعل السبب في ذلك هو سبب قديم تمثله الصورة النمطية للخواجة الإستعماري والخواجة الذي يعيش منفرداً ويضع الباقي من والديه في بيت رعاية وسبب معاصر محوره اختلاف اللغة واختلاف ظروف العمل والمعيشة.والثقافة وخاصة غياب الذاكرة الجمعية والوحدة الشعورية إزاء بعض تفاصيل الحياة التي يكونها في الأذهان التاريخ المشترك لوجود المجتمع أو لجماعة منه لها وجود قديم م يكن هذا المهاجر أو ذاك ضمنها حضور الضيف الثقيل في البيت.


(5) النظرة الواقعية التي تخوجن المهاجر:
نظرة ترى الخواجات مختلفين ومتنوعين فيهم الطيب وفيهم الكعب، وإن تعاملاتهم مختلفة حسب ظروف كل واحد منهم، وان التعامل المنظم الحذر معهم أفضل، وان الأهم الإفادة من إمكاناتهم في التعليم والعمل، وعدم الانشغال بشؤونهم أو بسفاسف أمورهم بل تركيز المهاجر على تحسين وضعه المعرفي ووضعه المالي أو المهني ورعاية أطفاله والاهتمام بقضيته الوطنية أو الدينية وغرس معالمها في أطفاله لأنه لن يرجع، وهذا الرأي القاسي الإنطوائي منتشر في غالبية التقدميين يمن الجيل الأول خرج من المحاضرة إلى العمل إلى التاكسي أو ينفق أغلب وقته بينهما وفي شؤونه.



3- الأجيال الجديدة:
الأجيال التي ترعرعت في المهجر لها آراء ضد سلبيات مجتمعاتهم وآراء ضد سلبيات مجتمع الأوروبيين وصبية وشباب الخواجات الذين ترعرعوا مع أبناء المهاجرين في أحياء سكنية ومدارس مشتركة لا يرون زملاءهم أبناء المهاجرين أغراباً لكنهم يتعاملون مع أهاليهم بحذر، كذلك يلحظ حذر أبناء المهاجرين في التعامل مع أسر زملاءهم الخواجات، وأيضاً حذر كل أسرة في الجهتين من سلبيات ثقافة الأسرة الأخرى.

قوة الشباب:
طبيعة التجاوب والتمازج بين ناشئة المهاجرين وناشئة الخواجات مع بعضهم تجاوب كبير تشهد به تظاهرات كبرى داعمة لحرية فلسطين وحرية أفغانستان ووقف الغزو ضد العراق، والتضامن مع الأكراد، ثم قلت من مئات الألوف إلى عشرات الألوف إلى أحادها. لكن القوة الثقافية السياسية لتمازج قضايا الحرية من الاستغلال والعسف خارج وداخل الدول الأوروبية نمت وكبرت ودخلت الجامعات.


(2) النضال الطلابي يخلق قوة إجتماعية سياسية ضد الجبروت:
بأنشطة الجامعات زاد تجاوب أبناء المهاجرين وأبناء الأوروبيين أهل البلاد بثقافة شبابية واحدة وأصيح تجاوباً عالياً وله أصوات سياسية وإعلامية وحقوقية متناغمة مع الكلام الاشتراكي بشكليه المختلفين الشكل الليبرالي والشكل الشيوعي، أو مع الكلام الليبرالي في شكليه اليساري والشيوعي والشكلان معاديان للجبروت الطبقي والدولي ومحبين للسلام، رغم إن الشكل الليبرالي أو الإشتراكي أو اليساري يجيز "حرية التملك" والمضاربات التجارية وثرثرة الأحزاب فيها بينما يعتبرها الحساب والكلام الشيوعي بداية الخراب ومحور الثرثرة البيزنطية والضرورة المنطقية لتوحيد الأحزاب في جبهة.


(3) التهميش وإنتصار القيم البرجوازية:
بسبب العنصرية المضمرة في مؤسسات التصعيد النخبوي والسيطرة الطبقية في كل الدول الأوروبية، وبسبب تخلف شباب المهاجرين بتزايد فرق الامكانات ومتنوعات Digital gap صار غالبية أبناء المهاجرين بعيدين عن إمكانية التأثير الكبير في السياسات الإستراتجية بل تبتلعهم تلك السباسات وتستوعبهم في داخلها كمضاد حيوي أو شريك مخالف يقوى بانتقاداته نظام السيطرة ويتيح له مبكراً وزن قراراته وتلافي عوامل رفضها، بل أصبح أو صار بعض أبناء المهاجرين من النواب والوزراء وانتمى للطبقة المسيطرة لكن دون عائد كبير لأوطانهم أو لمجتمعاتهم الأصل يعود إليها من هذا الارتفاع في شأنهم.


(3) من أين أتى التهميش وما هي أبشع صوره؟
يبدو هذا الوضع مرتبطاً بسبب مشترك في بلاد المهاجر وبلاد هجرته فقد ترعرعوا في البلدين على ثقافة الأنا، والتكالب والحل الفردي وتصور الحياة والمعيشة والعمل كلعبة كراسي وعلى تقديس التفوق الفردي في حد ذاته وعدم الاهتمام بجذوره أو نتائجه الإجتماعية.

أبشع نتائج ممارسة المركزية الأوروبية لفعل التهميش إن أفضل المهاجرين في قمة الأزمات والشركات الأوروبية تحول إلى منتج جديد لأزمات جديد منتجة للاجئين مهاجرين من دول العالم الثالث ومن شرق أوروبا إلى غربها بل صار بعض النخبة من أبناء المهاجرين يصعبون الحصول على حقوق اللجوء وعلى حقوق الهجرة ويهاجمون فكرتها وذلك للمحافظة على معالم معيشة وثقافات مجتمع الخواجات ومنع تغيرها.

في غرب أوروبا توجد حالات ينفر فيها بعض المقيمين العرب والأفارقة والآسيويين المسلمين غالبا وكثير منهم مهاجر إلى أوروبا ولا مجد لهم فيها ينفر من موضوع اللجوء والهجرة ومن اللاجئين والمهاجرين، الجدد بل يشمئزون من بعض ظروف عملهم أو سكنهم وسلبياتها، بينما توجد حالات ليهود ومسيحيين صهاينة وآخرين غير صهاينة من نخبة أهل البلاد يدعمون حقوق اللجوء وحقوق الهجرة في سياق ليبرالي رأسمالي أو اشتراكي، وبعض منهما في سياق إنساني، فتأمل.


4- إستثمار أممي موجب لمواقف بعض الصهاينة وبعض اليهود:
في موضوع الهجرة من الشرق الأوسط إلى أوروبا بما فيها من زيادة كبيرة في أعداد المسلمين والعرب هناك بعض الآراء الصهيونية حذرة من تكاثر الشرق أوسطيين يريدون وقف خطرهم المتوقع على الصهيونية السياسية والصهيونية الدينية وعلى دعم غرب أوروبا لإسرائيل، بل ترك بعضهم مدناً أو أحياءاً أوروبية عريقة عاشوا فيها فترات طويلة بعد أن فقدوا هيبتهم بسبب تكاثر المسلمين فيها. بينما أخذ صهاينة آخرين يدعمون حقوق اللجوء والهجرة بحذر مبكر من نموء نشاط التيارات والأحزاب الفاشستية والنازية المضادة لحق اللجوء وحق الهجرة، وهي أحزاب وجماعات نافرة بنفسها وجمهورها من وجود وتوطن الأقليات والثقافات غير الأوروبية الجذر وغير المسيحية الأصل.

موقف ونشاط بعض الصهاينة ضد النازية الجديدة يدفع الإنسان الأممي والإنسان الدولي إلى التفكير في وقف الجبروت الإسرائيلي وتفاقم أزمات الشرق الأوسط وإحداث تجديد وتسالم بين التيار اللينيني- الإستاليني والتيار الصهيونى يخفض جزءاً من تدهور الحياة في العالم منذ إختلافهما عام 1903 في مؤتمر حزب العمال الإشتراكي الديمقراطي وما أعقبه من مؤآمرات وضربات في الإتحاد السوفييتي قبل وبعد تفتح الصين، على أن يكون أساس هذا السلم هو حل القضية الفلسطينية وقضايا الجبروت الإمبريالي والفاشيستي في العالم ، بداية بشبكة حوارات منظومة يجب أن تشمل الصين ومجموعات العشرين والبريكس والآسيان و الأمريكا والمحيط الهادئي والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، ومنظمات إسلامية ومسيحية. ومن ثم تحويل تفاقمات أزمة الهجرة إلى باب أممي لتثبيت الحقوق وتحقيق التنمية وتوطيد السلم العالمي وتخفيض ثقافة الأنانية والتكالب والنزاعات وما يرتبط بها من جبروت وأحزان وتشتت وصراعات.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمل الحُكم
- ريثما ..
- تأثيل كلمة -إنقلاب-
- من أسباب فشل إنتفاضة السودان
- ضد العلمانية القديمة والأسلمة الحديثة
- فشل الطرق الليبرالية، العسكرية والمدنية
- معالم الديكتاتوريات الليبرالية
- المخرج
- التخريب الغربي للتغيير السوداني
- معرفة توزيع البؤس
- الفرز الطبقي يقوي الوحدة الوطنية
- خطاب حمدوك
- هشام شربتجي
- بعض معالم المؤتمر الدستوري
- عبد العزيز حسين الصاوي (2)
- عبد العزيز حسين الصاوي
- عشرة دروس أميركية
- ضد لعبة النُخب
- إلغاء الليبرالية يخفض الإسلام السياسي
- مقال في الحب


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - المنصور جعفر - بعض تصنيفات المهاجرين والخواجات