أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - المنصور جعفر - التخريب الغربي للتغيير السوداني














المزيد.....

التخريب الغربي للتغيير السوداني


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 7058 - 2021 / 10 / 26 - 11:40
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


هذا نص عن ضرورة تغيير السياسة الخارجية لدول غرب أوروبا وأمريكا في العالم الثالث ومحاسبة مسؤوليها عن تسببهم في الكارثة الحاضرة في السودان بتأسيسهم وهندستهم لأمورها ودعمهم لقواها فترة طويلة.



1- تصريحات غلط:

(أ) كلام متناقض:
بعد فرمان الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر 2021 بإنهاء جزء من شراكة الدم صدرت تصريحات أميركية وأوروبية عن السودان تتكلم عن ضرورة وأهمية الحوار بين طرفي "شراكة الدم" ! وإلتزام أطراف الشراكة الدموية بـ"الوثيقة الدستورية" لتحقيق أهدافها في الإنتقال إلى وضع ليبرالي! يحاولون جعل الوثيقة الدستورية ومتوالياتها أساً للحل بينما كانت هي واحدة من بدايات الأزمة.

(ب) تصريحات تجاوزها الواقع:
تتجاهل التصريحات الأميركية والأوروبية أو ترفض حقيقة إن شعب السودان في نشاطه الحاضر ضد الفرمان العسكري ونخبته قد تجاوز أسلوب "الانتقال" و"الوثيقة الدستورية"، وأن سياسة تلتيق الأمور الرئيسة في السودان قد أوصلت حالته إلى تدهور سريع في كل المجالات ومن ثم تحتاج هذه التصريحات إلى مراجعة إنتقادية داخل الهيئات والدول التي تعبر عنها.

(ج) تصريحات تدين سياسية إداراتها:
تتجاهل التصريحات الأميركية والاوروبية أو ترفض حقيقة إن الوضع السياسي المختطف من الشعب السوداني في أبريل 2019 بعناية أميركية وبريطانية وفرنسية وأدوات إفريقية وعربية قد قيد مطالب الشعب (المدنية والمحاسبة وتحسين المعيشة) بمشروع شراكة الدم وسياسة الهبوط الناعم ( تغييرات طفيفة للوصول إلى إنتخابات ليبرالية عجزت في كل بلاد العالم عن حل الأزمات الرئيسة) كما أودى بشعار (حرية سلام وعدالة) إلى هاوية المحاصصات والغنائم. وأن هذا التأسيس والدعم الأميركي الأوروبي لشراكة الدم قد ألقى السودان في أزمات متفاقمة لم ولن تنفع لعلاجها مصالحات أو ترجيحات بين النخب أو تصريحات ضغط دولي.

كشفت التصريحات الديبلوماسية الغرب أوروبية والأميريكية في شؤون السودان عن تخلف الإدارات الإستراتيجية لدولها في مجالات معرفة وإحترام ودعم التغييرات التي تطالب بها مجتمعات ودول المنطقة، وإرتباطها المريض بالتغييرات الفوقية الشكلية ونهج إقصاء الحل الجذري والتغيير الشعبي.




2- طبيعة تخلف السياسة الغربية في المنطقة السودانية ونتائجه:

(أ) الظاهرة:
منذ السبعينيات لم تسمح الإدارات السياسية الغرب أوروبية والأمريكية - بحكم طبيعة تنظيمها وصراعات نفوذ النخب التجارية والمالية والعسكرية والبيروقراطية داخلها ولأسباب أخرى صهيونية وامبريالية- لم تسمح بحدوث تغيير جذري موجب في أي دولة من دول المنطقة، بل ترجح أسلوب التغييرات الشكلية والتلتيق في إطار ديكتاتورية تماسيح السوق.

(ب) النتيجة السلبية:
رغم نزيف المساعدات على حساب الخواجة دافع الضرائب أو نزيف المشتروات على حساب مواطن العالم الثالث، تركت هذه السياسة الضعيفة السوقية كل دولة من دول المنطقة في حالة جامعة بين الإستعمار الداخلي والحديث وإدمان التسول الخارجي، وهي حالة إلتهابية تحرق إنفجاراتها المستمرة المصالح الإستراتيجية لكل دول العالم في التنمية والتعاون والأمن والسلم.

(ج) هندسة التخلف ونتائجها:
صممت الإدارات الإستراتيجية والسياسية في دول غرب أوروبا وأمريكا ونفذت وكررت سياسة "إقصاء الحل الجذري" وهي تعرف تمام المعرفة إن التغيير الجذري الشامل والمتكامل والسريع هو العلاج الوحيد للأزمات القائمة في دول المنطقة.

بقيام إدارات دول غرب أوروبا وأمريكا بحصار وتهميش أو إقصاء سياسة الحل الجذري في كل دولة من دول المنطقة وخاصة في السودان تخلفت دولها سياسةً وثقافةً عن مستوى حاجات ومطالب مجتمعات المنطقة وعن الإسهام الضروري في تشييد الأدوات الإستراتيجية الضرورية لبناء واقع ومستقبل حافل بالحوار والتعاون الموجب، بل صارت تعاني من ويلات سياسات المنطقة في كل مجال بداية من الإقتصاد والمعيشة ونزاعات الحكم وليس نهاية بموجات التطرف والكراهية والعنف أو موجات الهجرة.




3- بداية الحل:

(أ) الحاجة إلى ذهنية جديدة:
لتدعم الإدارات الغربية تحقيق الشعب السوداني للعلاج الجذري لأزمات السودان تحتاج ذهنية السياسة الخارجية في دول أميركا وبريطانيا وفرنسا وتوابعها إلى إنهاء إرتباطها بفكرة تهميش وإقصاء الحل الجذري. وإلى إبتعاد موظفيها وتابعيها عن أسلوب التغييرات الفوقية الطفيفة والتلتيق خاصة بعد فشل مشروع شراكة الدم وأسلوب الهبوط الناعم في السودان ومختلف صوره في دول العالم الثالث ووصوله إما إلى طريق مسدود أو إلى تكرار الفشل القديم.

(ب) التحقيق في طبيعة التمادي في الغلط:
لعلاج هذه الإختلالات الإستراتيجية في السياسات الخارجية للدول الغربية في منطقة السودان مهم أن تقوم كل دولة من الدول الغربية المتدخلة في شؤون السودان بإحالة مخططي ومشغلي سياستها في السودان إلى مجالس تحقيق.

(ج) نشاط عالمي لدعم محاسبة المسؤولين في غرب أوروربا وأمريكا على الكارثة التي صنعوها في السودان:
مهم قيام هيئات شعبنا وأصدقاءها في مختلف دول العالم بمطالبة هيئات الدول الغربية بمحاسبة مسؤولي سياستها الخارجية في السودان والمنطقة عن الكارثة التي قضوا عامين ونصف عام في صناعة ورعاية ودعم قواها وسياستها ثم صاروا اليوم يتكلمون فشلها/فشلهم.



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معرفة توزيع البؤس
- الفرز الطبقي يقوي الوحدة الوطنية
- خطاب حمدوك
- هشام شربتجي
- بعض معالم المؤتمر الدستوري
- عبد العزيز حسين الصاوي (2)
- عبد العزيز حسين الصاوي
- عشرة دروس أميركية
- ضد لعبة النُخب
- إلغاء الليبرالية يخفض الإسلام السياسي
- مقال في الحب
- ضرورة الحكم الشعبي المحلي، من الماضي إلى المستقبل
- ثيودوراكيس
- الفئوية، تخفض فردية الأراء وتقوي الحزب
- نهاية طالبان
- ضرب الإمبريالية للحداثة
- ديكتاتورية الكادحين ضرورة للتنمية المتوازنة
- تونس، الديموقراطية المتكاملة أفضل من الليبرالية
- قوانين إدريس، بعض الجذور السودانية للماركسية
- من معرفة أسباب الفشل يبدأ النجاح


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - المنصور جعفر - التخريب الغربي للتغيير السوداني