أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟














المزيد.....

من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7595 - 2023 / 4 / 28 - 14:23
المحور: حقوق الانسان
    


هناك غرائب وعجائب عن الذين يتعاملون مع موضوع الإيزيدية وعقيدتها، وهم يعيشون معهم ، بالقرب منهم، ومنذ زمن طويل، ويعرفون عنهم كل شيء، في أحزانهم، وأفراحهم، في حياتهم وموتهم، وفي طقوسهم المختلفة، وما هو مكتوب عنهم من خلال ديانتهم، وأكثر من ذلك، حيث يوجد كثيرون تكون علاقاتهم قوية معهم، في المعاملات أو العلاقات اليومية: التجارية وغيرها. لكنهم، حين يتحدثون عنهم، يظهر وكأنهم لم يلتقوا بهم، ولا توجد أي علاقة لهم معهم، وما في ذلك من غرائب وعجائب، كما أحببت أن أسمّي ذلك. أي حين يعرّفون بالإيزيدي، كما يصورونه على طريقتهم، وتبعاً لتلك الروايات التي يتناقلونها فيما بينهم،  ويشيرون إلى الإيزيدي، بشكل غير مباشر، بزعم أن ذلك يبعدهم عن شروره .
وما علاقة الإيزيدي بالشر، وهم لم يتأذوا منه، أبداً؟ إنها صورتهم السلبية عن الإيزيدي، في ديانته، وفي طبيعة اعتقاده بالدين، وتلك المعاملات التي يُعرَف بها استناداً إلى دينه، وكأنه بالطريقة هذه، يسيء إلى من حوله، لا بل ويمثّل الشر الذي يجب التذكير به، ووجوب النيل منه بكل الطرق.
الإيزيدي يختلف كلياً عن البقية من أصحاب العقائد والديانات الأخرى. إنه يطالب بلزوم فهم الخير والشر، وارتباطهما ببعضهما بعضاً، وهناك من يقدّر ذلك، وتركيز الإيزيدي على الشر، له وفيه حكمة كبيرة، وهي في ضرورة أن يبقى الإنسان شديد اليقظة، تجاه فعل الخير، والابتعاد عن الشر، لتكون الحياة أجمل، والعلاقات الاجتماعية أكثر هدوءاً وطمأنينة، وباعثة على السعادة.
وحين نسترجع الماضي" ماضينا الطويل، نحن الإيزيدية، وإلى يومنا هذا " وأمامنا هذه السلسلة الطويلة من المآسي، الفرمانات التي أعدّها هؤلاء الذين يرون في الإيزيدي شراً، يهددهم، وما فيها من مذابح، وسلب، نهب، وقتل، وإهانات.. وغير ذلك من الجرائم المرتكبة بحقنا، تكون العجائب والغرائب مضاعفة، ومستفزة بحق، وهي أن الشر الذي لا يتوقفون عن التذكير به،  هو شرهم، وليس شر أي منا نحن الإيزيدية، وليس من مجال للمقارنة بين الشرور التي تصدر عن هؤلاء الذين يوجّهون عنفهم الدموي، وأحقادهم، وكراهيتهم، وبغضهم تجاهنا،  وشرورنا التي يختلقونها، ليبرروا بذلك كل هذه الجرائم التي ارتكبوها ويرتكبونها ضدنا، وهم يؤلبون الآخرين علينا، ودون توقف.
مفارقات كبيرة، وخطيرة، لم تجد حلاً لها في القوانين والدساتير الدولية، أو الإقليمية والمحلية، وهي إن دلَّت على شيء، فإنما على أن هذه الشرور التي تصدر عن أغلب هؤلاء، لا يكونون قادرين على التخلص منها، لنكون نحن الإيزيدية المسالمين البعيدين عن اتهام الآخرين بالشرور، ضحايا لهم، وهدفاً لتلك الأشكال المختلفة والرهيبة من العنف في القول والفعل .
التاريخ شاهد،والأرض شاهدة، وأحفاد ضحايانا شهود عيان، ونحن شهود على كل هذه الشرور التي يتهموننا بها، أو يعتبرون الإنسان الإيزيدي مرجع لكل شرور الأرض، وما هذا التلكؤ عن القيام بتلك الخطوات البسيطة، للنظر في واقع الإيزيدي المفجع، والاعتراف بحقوقهم في حياة كريمة، أسوة بغيرهم في المجتمع العراقي، لأن ذلك يصب في مصلحة عموم العراقيين، وإن دل هذا التباطؤ وعدم تقديم أي حل مجد ٍ، على شيء، فإنما أنهم غير مستعدين لمواجهة أنفسهم، وإصلاحها.
أليس من حق الإنسان الإيزيدي إذا، أن يرفع صوته عالياً وفي كل اتجاه بقوله: إلى متى هذا الظلم؟ وبشكل آخر: إلى متى يستمرون في توجيه شرهم إلينا، وهم يتحدثون عن المحبة والتسامح هنا وهناك، وضرورة استخدام العقل والمنطق لفهم الحقيقة الجارية وذات الصلة بقيمة الخير والشر ؟



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
-  ضحايا الأنفال في القلوب
- الكوتا الإيزيدية وأهل الحل والعقد في البلاد!!!
- الإيزيدية باقية - نداء، نداء -
- نوروزنا الكوردي
- وكيف لا نتذكر مجزرة حلبجة؟
- تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع
- حكومة الاقليم…وحرية الافراد والمعتقدات
- المجرم حتى العظم: الفريق عمر وهبي باشا
- مهلاً يا أصحاب القوانين
- مرحبا آذار
- الطبيعة تعلّمنا
- تقدير واجب
- لمنكوبي زلزال قهرمان مرش
- الشعب والدولار-6-
- الشعب والدولار-4-
- الشعب والدولار-5-
- الشعب والدولار-2-
- الشعب والدولار-3-
- من ألإيزيدية الى الكوردية6
- من الإيزيدية إلى الكوردية5


المزيد.....




- روسيا والصين تؤيدان طلب بغداد إنهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة ...
- -ما علاقة التحيز الجنسي والمثلية؟-..عمدة لندن يهاجم ترامب
- 15 دولة أوروبية تقترح -حلولا جديدة- لتسهيل نقل المهاجرين إلى ...
- الأمم المتحدة: دخول المساعدات برا هو الأسرع لتجنب المجاعة بغ ...
- 15 دولة أوروبية تطالب بحلول ابتكارية لنقل المهاجرين
- اعتقال أستاذة بجامعة كاليفورنيا لدعمها احتجاجات الطلبة المؤي ...
- جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في ليبيا: هل -تخاذلت- الجن ...
- مطار العريش يستقبل 125 طن مساعدات لإغاثة غزة من روسيا وباكست ...
- من يتحكم بمصير النازحين في العراق؟
- الحركة الشعبية-شمال ترفض مقترحا لمجلس السيادة بشأن الإغاثة ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شفان شيخ علو - من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟