أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - الفيسبوك اصدقُ انباءً من الكُتبِ...














المزيد.....

الفيسبوك اصدقُ انباءً من الكُتبِ...


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7587 - 2023 / 4 / 20 - 22:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


فيما مضى، وقبل هبوط "وحي" الفيسبوك من سماء التكنولوجيا الملبّدة بغيوم الأبحاث والاكتشافات، كانت الوزارات والمؤسسات الحكومية وحتى الشركات بمختلف الحجوم والتخصصات، تتعامل وتتواصل مع بعضها بالسبل التقليدية، اي عن طريق "كتابُنا وكتابُكم..." والامر بطبيعة الحال كان يتطّلب وقتا وجهدا كبيرين. وفي كثير من المناسبات كانت الكتب الرسمية تبدأ بالشكل التالي:" نرفق لكم طيّا نسخة من كتابنا المؤرخ في كذا والمرقّم في كذا. راجين منكم التفضّل بالاطلاع عليه....الخ".
المعروف أن الفيسبوك ولد كوسيلة عابرة للقارات من أجل البحث عن اصدقاء فقدناهم منذ زمن بعيد. أو للتواصل الاجتماعي بين البشر. لكنه بمرور الزمن وبسبب الاستخدام المفرط وغير السليم تحوّل إلى وسيلة للتباعد الاجتماعي، إذا جاز القول، لها انعكاسات سلبية كثيرة سواء على حياة وسلوك الافراد أو على مجمل منظومة التعايش المجتمعي بشكل عام. فصرنا لا نعرف بعضنا البعض عن قرب ولا نتكلم الّا بالقدر اليسير حتى وإن توفّرت لنا فرص اللقاء والكلام. وفي المحيط العائلي اصبحنا شبه غرباء في بيوتنا لأننا نتواصل مع بعضنا البعض بوسائل التكنولوجيا الخالية من المشاعر والأحاسيس الانسانية. وليس باللسان الحي، ومن خلال سماع الصوت الإنساني مباشرة بما فيه من دفء وصدق وابتسامات وضحكات تعادل آلاف المنشورات على الفيسبوك.
وبالتاكيد، لم يخطر على بال مبتكري الفيسبوك، الذي قدّم للانسانية خدمة رائعة، أن يتحول تطبيقهم هذا إلى سوق هرج ووسيلة للتنابز بالالقاب والتنمر ونشر "الغسيل الوسخ" بوجه الآخرين. بل أصبح البعض يتباهى بعيوبه وذنوبه وسلبياته وينشرها بلا "وجع گلب" ويطالبك بالتعليق والتفاعل مع ما ينشر من تفاهات. وفي حال تجاهلت منشوراته سارع إلى أغلاق صفحتك وجعلك من القوم المنسيين
وما يثير الدهشة والسخرية أيضا أن بعض الأشخاص لا يتردّد عن نشر جميع التفاصيل التي تدخل في خانة "الخصوصية" الشخصية. كمن يفتح للغرباء باب بيته على مصراعيه. فثمة من ينشر صورته وهو يصلي في المسجد كدليل إثبات على إيمانه وممارسته للشعائر الدينية. وآخر يمسك بيده القرآن متمتما بآية ما وعيناه تخترقان بؤبؤ كاميرة التصوير، وثالث يقف مبتهجا، وبهيئة من أدى واجبه باخلاص، قدّام مرقد الامام علي بن ابي طالب، كشهادة اعتراف "إيمانية"موثّقة. وكل واحد من هؤلاء يضع من التعليقات ما انزل الله بها من سلطان.
نعم، الفيسبوك له ايجابيات ومنافع كبيرة. ولكن كثيرة ايضا هي سلبياته. لقد سرقنا من انفسنا، ووضعنا في حالة اقامة جبرية في دواخلنا. وبنى جدرانا (لا تُرى بالعين المجرّدة) بيننا وبين الآخرين. وافقدنا التفكير في اخذ زمام المبادرة لأنه أصبح "يفكّر" نيابة عنا، حتى في أدق تفاصيل حياتنا اليومية. وتعطّلت فينا القدرة على الحديث المباشر او "المجاملة" كما يقال، مع من هم على علاقة بنا. وتحوّلنا، بسبب الاستخدام المبالغ فيه للفيسبوك وامثاله، الى نكِرات تنكر بعضها البعض بالتراضي ! وتكتفي باطلاق نظرات الاستفهام فقط. واحيانا بعض الإشارات المبهمة.
أن الجميع يفضّل الانتقال إلى عالم افتراضي خالٍ من المسؤولية ولا يكلف شيئا. تاركا الحياة الحقيقية تجري على هواها وكما تشتهي، مفضّلا اغراءات الشبكة العنكبوتية وما تيسّر من شطحات وهفوات الآخرين لتكون مادّة شيّقة لمنشورٍ تافهٍ هنا أو لتعليقٍ ساذجٍ هناك...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السفراء يتبعهم الغاوون !
- نجوم بثيابٍ من سندسٍ واستبرقٍ وطلاسم
- اردوغان ضرب عصفورين بأنبوب نفط واحد...
- نزهة المشتاق بين دكاكين احزاب العراق
- الهجوم تركي والهدف سوري والسماء عراقية
- لحظة وداع رتّّبت على عجل !
- الاتفاق بين بغداد واربيل زادني تشاؤماً !
- العراق دولة مستقلّة مع وقف التنفيذ
- واعتصموا بحبل العراق جميعا ولا تفرّقوا...
- اصبحتُ كمن اصابه مسٌّ من الشجون
- كردستان العراق كيان كارتوني ؟ وشهد شاهدٌ من اهلها !
- جو بايدن...الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة
- قمّة روسية صينية تحت شعار : يا عواذل فلفلوا !
- الساكت عن الحق شيطان اخرس...مثلا؟
- المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام
- الموازنة العراقية: حصّة ثلاثة اسود للسيد مسعود
- شيخوخة الدول لا تنقذها صبيانية الحكّام
- آكلة الاكباد...اورسولا فون دير لاين !
- إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !
- وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...


المزيد.....




- -أود أن يختبر ما شعرت به-: شاهد مايكل كوهين يتحدث عن احتمال ...
- فاجأت العروس ونقر أحدها ضيفًا.. طيور بطريق تقتحم حفل زفاف أم ...
- -حذفت علم فلسطين من صورته-.. ممثل أسترالي يرد على مجلة Vanit ...
- أكبر هيكل عظمي لديناصور في العالم معروض للبيع بمزاد علني.. ب ...
- استطلاع: غالبية الألمان مع منتخب وطني متنوع الأصول والمنابت ...
- ارتفاع حرارة الجو في الهند يقتل ما لا يقل عن 85 شخصا في يوم ...
- فلكي مصري يكشف تفاصيل الظاهرة الجديدة التي ستحدث في سماء الب ...
- -ترامب ليس الأول-.. من هو المرشح الرئاسي الذي كاد أن يحكم ال ...
- منظمة التعاون الإسلامي تدين -بشدة- تصريحات الرئيس الأرجنتيني ...
- بالفيديو: صاروخ ثقيل لحزب الله يدمر مقرا عسكريا إسرائيليا في ...


المزيد.....

- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - الفيسبوك اصدقُ انباءً من الكُتبِ...