أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !














المزيد.....

إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7548 - 2023 / 3 / 12 - 21:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يجب الاعتراف بأن جمهورية الصين الشعبية سجّلت هدفا ذهبيا ومن خارج منطقة الجزاء في مرمى السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط. بل وجّهت ثلاث صفعات "محترمة" على وجه امريكا القبيح. وافشلت كل مساعي دولة العم سام في دق اسفين النزاعات والخلافات والتناحر بين دولتين جارتين مسلمتين، هما إيران والسعودية. وأمام هذا الحدث ذي الأهمية الكبيرة والتاريخية بكل المقاييس، انحنى اجلالا واكبارا وتبريكا كبار السأسة والمنظمات الدولية والإقليمية في العالم. حتى المتغطرسة والمتعجرفة امريكا، طبعا رغم شكوكها وعادتها في التقليل من شأن نجاحات الآخرين. رضخت للامر الواقع. وباركت، رغم انفها وبشكل من الأشكال الملتوية، هذا التقارب السعودي - الايراني.
ان مآخذنا على إيران لا تعد ولا تحصى. خصوصا نحن ابناء العراق. لكن هذا لا ينفي كون ايران دولة مهمة جدا في المنطقة ولها دور لا ينكر في شؤون منطقة الخليج. بغض النظر عن طبيعة هذا الدور. كما ان مآخذنا على مملكة آل سعود، هي الأخرى لا تعد ولا تحصى. وهذا ايضا لا ينفي ان للمملكة موقعا مميزا على اكثر من صعيد اقتصادي وسياسي وديني واجتماعي. وبالتالي فان الاتفاق بين هاتين الدولتين على اعادة العلاقات الدبلوماسية بينهما سوف يصب في كل الاحوال في مصلحة المنطقة بشكل عام. وبعيدا عن هيمنة وغطرسة امريكا وبعض دول اوروبا.
ان الصين دأبت ومنذ سنوات طويلة على اتباع سياسة خارجية هادئة ناعمة بعيدة عن الأضواء البراقة والتطبيل والتزمير التي يمارسها الآخرون. ولم يعرف عن جمهورية الصين انها زرعت بذور الفرقة والخلافات والاقتتال بين أبناء البلد الواحد، في اية منطقة في العالم. خلافا لامريكا التي بنت سياستها الخارجية على مبدأ "فرّق تسد" الاستعماري الشهير. ومارست نوعا لا أخلاقيا من السياسة العدوانية مع من لا يتفق معها أو يخالفها الرأي. وبالنتيجة ان الصين بدات، وهذا حقهاالطبيعي، تقطف ثمار ما زرعت ورعت على مدى سنين. سواءا على المستوى السياسي او على المستوى الاقتصادي والثقافي. وازداد عدد الدول الراغبة في تقوية العلاقة معها. لواحد من أهم الأسباب، هو أن الصين لا تفرض شروطا أو املاءات مع الآخرين. وسياستها الخارجية المتوازنة تكلّلت دائما بالنجاح.
ان اتفاق إيران والسعودية حول عودة العلاقات وتطبيع الاوضاع بينهما اثبتت للجميع ان عملية شيطنة ايران، من قبل امريكا واسىرائيل، وإظهارها كعدو لدود للمجتمع الدولي باءت بالفشل الذريع. كما اتضح للجميع في منطقة الشرق الأوسط أن دولة اسرائيل هى العدو الوحيد لشعوب المنطقة وليس ايران. وان امريكا هي العدو الوحيد لمعظم شعوب العالم وليس روسيا أو الصين. كما تروّج وسائل الإعلام الغربية.
ان هذا الاتفاق، بين إيران والسعودية، يعتبر انجازا كبيرا لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وجرأته وشجاعته في رسم مستقبل واعد ومختلف لمعالم السياسية السعودية بعيدا عن الضغوط والتهديدات الأمريكية. استطاع الامير ابن سلمان أن يفتح صفحة جديدة لبناء علاقات متينة ودائمة مع كل من روسيا الاتحادية والصين الشعبية، متجنبا بذكاء وحكمة الصدام المباشر أو المشاكسة مع أمريكا وبعض دول الغرب المشحونة بالفكر والثقافة الاستعمارية المقيتة. كما أن ايران، وهي دولة فارسية قبل كل شيء، والفرس معروفون منذ القدم بالدهاء والحيلة والصبر، سجلت
من خلال هذا الاتفاق عدة نقاط لصالحها دون التنازل عن أي شيء مهم. بل حفظت ماء وجهها وبدت في نظر الجميع أنها المنتصر الوحيد. والمستفيد الاول وربما الأخير بعودة العلاقات مع المملكة العربية السعودية..



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...
- مظاهرات صاخبة في اسرائيل؟ نارهم تاكل حطبهم !
- ثلاثة لصوص ورابعهم كلبهم !
- حلم يقظة ملقى على قارعة الليل
- كتابُنا وكتابُكم حول المسائل العالقة
- حصان طروادة وحمار الدونباس
- إسمه بالحصاد ومنجله مكسور...من هو؟
- احزان الشعراء...حقيقية أم مفتعلة؟
- كفاني بكاء على اطلال غيري...
- ارتفاع منسوب -المحتوى الهابط- إلى درجة الاشمئزاز العظمى...
- عيدُ الحب...بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟
- رجلٌ لا يجيد الابتسام إلاّ مع الامريكان...
- في ذات المكان السالف الذكر...
- زيلينسكي ذو القرنين... امريكا وحلف الناتو
- وأُفرِدتُ أفراد البعير المعبّدِ
- للصبر حدود...يا مسعود !
- العراقي و -جِينات- الاختلاف عن الآخرين
- إلى صديقٍ لم تلدْه امّي...
- برلمان الغربان...
- موسم الهجرة من الشمال - العراقي


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !