|
ارتفاع منسوب -المحتوى الهابط- إلى درجة الاشمئزاز العظمى...
محمد حمد
الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 22:20
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلّ شيء في العراق، وعلى الأخص في السياسة، غارق في مستنقع "المحتوى الهابط" الذي اصبح سمة بارزة من سمات العملية السياسية في العراق وشخوصها الاقزام. تلك العملية التي افرزها، وافرزتهم معها كالفضلات، احتلال وغزو البلاد من قبل امريكا وايران. واذا كانت السياسة في هبوط مستمر نحو قاع الفشل والخيبة والتراجع واللف والدوران في نفس المكان. فمن الطبيعي أن تكون ثمارها فجّة ومسمومة مهما كان نوع "السماد" الذي توزّعه وسائل إعلام حكومة بغداد. لقد اعتاد العراقيون البسطاء على ألاعيب ومكائد حكامّه الغير مبجلين. فكل شهر يعيش العراقي فصلا من فصول "الكوميديا العراقية". فقبل أن يُسدل الستار على "المحتوى الهابط" للدينار العراقي أمام الدولار. بدا الحديث وفي أكثر من مكان عن "المحتوى الهابط" والخادش للحياء والذوق لبعض ما ينشر على مواقع الانترنت. وبطبيعة الحال هناك من يسيء استخدام ما هو متوفر من "حرية" مشروطة فيتصور نفسه في الدانمارك أو السويد. لكن الحقيقة الواضحة جدا هي أن أصحاب هذه الممارسة ليسوا ابدا افرادا معزولين يمارسون، كما يزعم البعض، حقّهم الدستوري في التعبير عن راي او فكرة ما. هؤلاء الناس تقف خلفهم جهات متنفّذة (السفارة الأمريكية مثلا) هدفها الاساسي الغير معلن هو تفكيك المنظومة الاخلاقية والثقافية للمجتمع العراقي، وتخريب وتدمير ما تبقى لدى الناس من ذوق فطري سليم والتصاق حقيقي بوطنهم وتقاليدهم وثقافتهم الاصيلة. بل تسعى هذه الجهات المشار اليها، إلى تحويل كل شيء شاذ وغريب ومسيء الى شيء "طبيعي" وعادي جدا، مستغلين بذلك بلادة وسذاجة الناس البسطاء. الذين يخضعون بدورهم الى عمليات غسل دماغ مكثفة ومنظمة من خلال ظواهر او ممارسات اخرى. أوّلها المواكب الدينية والزيارات التي لا تنتهي وآخرها اكتشاف "امام" جديد هنا وآخر هناك. فلا يمر اسبوع في العراق دون تنظيم مسيرة او زيارة دينية او ذكرى وفاة او استشهاد احد الائمة. وفي خضم هذا الكم الهائل من "المشاغل" اصبح العراق حقل تجارب عصري لكل من لديه "محتوى هابط" قابل للترويج في سوق "هرج" السياسة العراقية. وعلى اي صعيد، وبمباركة الديمقراطية الامريكية الزائفة. ومن غير المستبعد أن يلجأ أصحاب النفوذ واتباعهم من ذوي الذوق المشين والقيم المنحطة، الماسكين بخيوط السياسة اللاسياسة، الى ابتكار شيء جديد من سلسلة " المحتوى الهابط" لصرف انظار الناس عن الهموم والمشاكل الحقيقية التي يعيشونها يوميا. ان اشغال والهاء الشعب بتوافه الامور هو من افضل الوسائل"الناعمة" للسيطرة والتسلط والاستبداد. وللحديث عن "المحتوى الهابط" في السياسة وشؤون إدارة البلاد تكفينا هذه "العيّنات" التي قلّ نظيرها في اي بلد في هذا العالم. تقول اخبار هذا اليوم ما يلي: - السيد عمار الحكيم، الذي ينطبق عليه المثل الشائع (اسمه بالحصاد ومنجله مكسور) يلتقي بالسفير الروسي في بغداد. عجيب غريب ! ياسفير روسيا المحترم ماذا تنتظر من هذا الحكيم الذي فقد الحكمة قبل أن يولد؟ - السيد مسرور بارزاني يلتقي بالسفير الياباني في العراق من أجل تقوية العلاقات الثنائية، طبعا بين الاقليم واليابان ! - السيد حيدر العبادي يلتقي بسفيرة امريكا في بغداد للتداول حول ملف صرف الدولار وأمور أخرى. - سفيرة أستراليا في بغداد تلتقي بقيس الخزعلي زعيم "عصائب اهل الحق" المدرج على لائحة الإرهاب الامريكية، وهلم جرّا. إضافة إلى هذه المحتويات الهابطة جدا. تجدر الإشارة إلى أن وزير خارجيتنا الموقّر يتواجد حاليا في واشنطن من أجل التآمر،(عفوا اقصد التفاوض) حول ملفات عدة من أهمّها أن يبقى العراق وشعبه، في أدق تفاصيل حياته اليومية، تحت سطوة السياسة الأمريكية العدوانية. فبربكم هل يوجد "محتوى هابط" إلى درجة الاسمئزاز هذه، وعلى أي مستوى، في الدول الأخرى؟ اعطوني مثالا واحدا اطال الله في اعماركم...
#محمد_حمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
عيدُ الحب...بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟
-
رجلٌ لا يجيد الابتسام إلاّ مع الامريكان...
-
في ذات المكان السالف الذكر...
-
زيلينسكي ذو القرنين... امريكا وحلف الناتو
-
وأُفرِدتُ أفراد البعير المعبّدِ
-
للصبر حدود...يا مسعود !
-
العراقي و -جِينات- الاختلاف عن الآخرين
-
إلى صديقٍ لم تلدْه امّي...
-
برلمان الغربان...
-
موسم الهجرة من الشمال - العراقي
-
دول نامية ودول نائمة
-
يُقال اذا زعل الوزراء: غيظة الرگّه على الشط !
-
لو كلُّ كلبٍ عوى أطعمته حجراً...
-
بين ذاك الحضور وهذا الغياب
-
الجامعة العربية: شعيط ومعيط والسيّد أحمد ابو الغيط
-
المتحوّر فايروسبووك...
-
المجد للّه في الأعالي وعلى الارض الحروب !
-
كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !
-
الارتماء في احضان موجة عابرة للذكريات
-
عودة نتنياهو...اليوم عاد وكانّ شيئاً لم يكنْ !
المزيد.....
-
وزير الدفاع الأمريكي يوجه رسالة لإسرائيل بشأن حرب المدن وضرو
...
-
الجيش الإسرائيلي يكشف عن عدد فتحات الأنفاق التي اكتشفها ودمر
...
-
مراسلنا: مقتل 50 شخصا بقصف إسرائيلي على منازل لعائلة الدحدوح
...
-
لقطات تظهر هول -المجزرة الإسرائيلية الجديدة- في جباليا (فيدي
...
-
كيسنجر في مقابلته الأخيرة كشف المشكلة الرئيسية في العلاقات
...
-
البابا فرنسيس يأسف لانتهاء الهدنة في غزة ويأمل بتجديدها في
...
-
كيسنجر في مقابلته الأخيرة عرض -حلا- للقضية الفلسطينية
-
ضابط استخبارات أمريكي سابق: الغرب بات يطالب اوكرانيا -علنا-
...
-
خبير أمريكي: الجيش الروسي سيحرر أوديسا من أجل حماية القرم
-
هزات ارتدادية.. زلزال جديد بقوة 6,6 درجات يضرب الفلبين
المزيد.....
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو جبريل
-
كتاب مصر بين الأصولية والعلمانية
/ عبدالجواد سيد
-
العدد 55 من «كراسات ملف»: « المسألة اليهودية ونشوء الصهيونية
...
/ الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
-
الموسيقى والسياسة: لغة الموسيقى - بين التعبير الموضوعي والوا
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
العدد السادس من مجلة التحالف
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
السودان .. أبعاد الأزمة الراهنة وجذورها العميقة
/ فيصل علوش
-
القومية العربية من التكوين إلى الثورة
/ حسن خليل غريب
-
سيمون دو بوفوار - ديبرا بيرجوفن وميجان بيرك
/ ليزا سعيد أبوزيد
-
: رؤية مستقبلية :: حول واقع وأفاق تطور المجتمع والاقتصاد الو
...
/ نجم الدليمي
-
یومیات وأحداث 31 آب 1996 في اربيل
/ دلشاد خدر
المزيد.....
|