أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام














المزيد.....

المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7556 - 2023 / 3 / 20 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعلم القاصي والداني علم اليقين بأن المؤسسات الدولية ذات الاسماء الخادعة والرنانة تخضع بشكل كامل لاهواء وامزجة وسياسة امريكا وبعض دول الغرب. خصوصا أن غالبية هذه المؤسسات إن لم يكن جميعها لها مقرات في امريكا او في أوروبا. وتاسسّت اصلا لمعاقبة ومحاسبة خصوم أمريكا ودول الغرب تحديدا. ولدى هذه المؤسسات ما يكفي من الخبرة والتاريخ الطويل في فبركة وتزوير وتشويه الحقائق والوقائق. مدعومة بماكينة إعلام منحاز وعدواني بلا قيد أو شرط. ينشر السموم في كل مكان ويتلاعب بعقول واراء الملايين.
في قرارها الصادر بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم تجد المحكمة الجنائية الدولية تهمة أكثر مصداقية وعقلانية حتى يمكن أن يتقبلها الناس. اتهمت الرئيس بوتين ب "خطف اطفال" وهي تهمة تثير السخرية والدهشة في آن واحد. وسبق هذه التهمة والقرار أو مذكرة التوقيف محاولات فاشلة وبائسة قامت بها سلطات كييف التازية بزعم وجود مقابر جماعية لابرياء اوكرانيين قتلهم الجيش الروسي. وفي تلك المناسبات راحت ماكينة الإعلام المعادي لروسيا بالعمل باقصى طاقتها الجهنمية. هدفها هو تشويه سمعة روسيا والرئيس بوتين ليس الّا.
ان سياسة الكيل بمكيالين هي السائدة في غالبية المؤسسات الدولية. ودائما ما تقف مع الظالم ضد المظلوم. وتصل بها الوقاحة احيانا إلى مطالبة المظلوم بضبط النفس. أما الظالم فيمنح المزيد من الشرعية للإستمرار في عدوانه وطغيانه واستخدامه المفرط للقوة.
وعيون المحكمة الدولية دائما مفتوحة عندما يتعلق الأمر ىخصوم امريكا. بينما تُصاب بالعمى الاسود عندما ترتكب دولة العم سام ابشع الجرائم. وتخرج منها دائما بصك براءة " دولي" يصدر عادة من المؤسسات ذاتها التي تتباكى ليل نهار على حقوق الإنسان والديمقراطية.
وفي غزوها اللاشرعي واللاخلاقي واللانساني والمبني على كذبة فضيعة، عام ٢٠٠٣. ارتكبت امريكا في العراق سلسة من الجرائم البشعة لا توصف ولم يسبق أن حدثت في أي مكان أو زمان آخر. قامت بتدمير جميع المرافق والبنى التحتية الحيوية بشكل كامل، بما فيها المدارس والمستشفيات والمساجد والجسور وغيرها. وقتلت آلاف العراقيين المدنيين الابرياء، نساء وأطفال وشيوخ ومعاقين، وحولت البلد إلى ساحة حرب لتصفية حساباتها مع خصومها حتى هذه اللحظة. ومازالت براهين وشواهد جرائم امريكا موجودة في العراق " تقول لمن يمرّ "الا تراني ؟ "
فاين كانت نائمة المحكمة الجنائية الدولية؟ هل يعقل أن كل الجرائم الوحشية، فضائع وفضائح سجن ابو غريب مثلا، لم تنمكن المحكمة الغير موقّرة من توجيه تهمة واحدة على الاقل الى المجرم جورج بوش الابن، او إلى احد مساعديه؟ او حتى إلى ضابط برتبة صغيرة.
كل الجرائم حلال ومشروعة لأمريكا والكيان الصهيوني. فهما الدولتان الوحيدتان في العالم المسموح لهما، من فبل جميع المؤسسات الدولية ذات الاسماء الرنانة، بممارسة كل انواع الجرائم وفي اي بلد وضد اي شعب. ونحن في العراق ما زلنا منذ عشرين عاما ننتظر "التفاتة" قانونية من المحكمة الجنائية الدولية. ولكن لا حياة لمن تنادي !
أما جرائم جيش الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني الأعزل فلا تحناج، يا اصحاب المحكمة الجنائية الدولية، إلى ادلّة أو براهين أو شهود عيان، ولا كتابنا وكتابكم. يكفي أن تفتحوا جهاز التلفاز لتروا بأمّ اعينكم العورء الجرائم والانتهاكات الصارخة التي يقوم بها جيش الاحتلال الاسرائيلي. لا نطالب جناب المحكمة الدولية أن تصدر مذكرة قبض أو استدعاء بحق المجرم نتنياهو. فهذا أمر اصعب من المستحيل. ولكن بإمكان المحكمة الدولية أن تشير ولو بلغة غامضة وبنصف سطر الى ما يرتكبه الكيان الصهيوني في المدن والبلدات الفلسطينية المحتلة من جرائم وانتهاكات صارخة. لا يمكن للشعوب في كل مكان أن تعوّل كثيرا على المحكمة الجنائية الدولية التي تمارس دور الخصم والحكم في آن واحد...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموازنة العراقية: حصّة ثلاثة اسود للسيد مسعود
- شيخوخة الدول لا تنقذها صبيانية الحكّام
- آكلة الاكباد...اورسولا فون دير لاين !
- إيران والسعودية... بين زواج المسيار وزواج المتعة !
- وما زال تشرابي الخمور ولذّتي...
- مظاهرات صاخبة في اسرائيل؟ نارهم تاكل حطبهم !
- ثلاثة لصوص ورابعهم كلبهم !
- حلم يقظة ملقى على قارعة الليل
- كتابُنا وكتابُكم حول المسائل العالقة
- حصان طروادة وحمار الدونباس
- إسمه بالحصاد ومنجله مكسور...من هو؟
- احزان الشعراء...حقيقية أم مفتعلة؟
- كفاني بكاء على اطلال غيري...
- ارتفاع منسوب -المحتوى الهابط- إلى درجة الاشمئزاز العظمى...
- عيدُ الحب...بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟
- رجلٌ لا يجيد الابتسام إلاّ مع الامريكان...
- في ذات المكان السالف الذكر...
- زيلينسكي ذو القرنين... امريكا وحلف الناتو
- وأُفرِدتُ أفراد البعير المعبّدِ
- للصبر حدود...يا مسعود !


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - المحكمة الجنائية الدولية: جرائم حلال وجرائم حرام