بديع الآلوسي
الحوار المتمدن-العدد: 7586 - 2023 / 4 / 19 - 02:48
المحور:
الادب والفن
تعالوا أيها المنبوذون المطرودون من الجنة / حانة الحرائق اللذيذة ترحب بكم ايها المتسكعون / فلدينا خمور شفافة لاذعة /تفضلوا بالدخول ومسامرة بائعات للهوى ذوات النهود الصغيرة والعيون البلورية الساحرة / انهن يبتسمن ويسخرن من غرائزنا / تعالوا وعفروا خياشيمكم بأجمل الأكاذيب عن الخلود / حيث الحب الوحشي يقف صامتا أمام المراهقين السياسين / المكان تحف به روائح بخور وعطور / حيث الرأسماليون يحشون بطونهم بالجشع والشمبانيا / تعالوا لنرقص مع مهرجين بقبعات ملونة / من يعرف منكم ترتيل الأناشيد الثورية سينصب ملكاً للعاشق الخجلون / هي فرصة لتجريب النحيب وإطفاء المشاعر المكبوتة / هنا تجري دماء خلاسيه ملوثة ووثنية / هنا يرتعش القلب وتزدهر الأحلام / على حيطان حانتنا صور ولوحات نادرة لموسيقين ورسامين ماتوا منذ زمن بعيد / هنا الهائمون بالحياة يرتدون أقراطا ً ورثوها عن جدات يعتبرن الحياة اكبر مهزلة / كثيرا ، كثيرا هو الضجيج الممزوج بغطرسة تبان على الشفاه والعيون / في زاوية معتمة رجل زنجي لطيف يقبل عذراء تحت سماء الدخان المتجمد / هنا يحتسي الجنود نبيذ (البُغتو ) ، بعد ان غرست شوكة الحرب في قلوبهم رهبة الموت..
تعالوا ايها المنبوذون المطرودون من الجنة / هنا نخيط لكم ضمائركم التي تقيحت بسبب الحقد والنرجسية / ستأتون في الوقت المناسب وستضيئون المكان بضحكاتكم المجنونة كالرعد / ستكون البداية وما اجمل البدايات التي بلا نهاية . وحين انقلب الليل وانتصر ، تغير وجه الحياة / وانطفأت الأضواء ، حان الوقت لتقاوموا عواطفكم الهائجة / يحق لكم صلاة مشفوعة بحكايات خرافية / سلاماً لكم ايها الجائعون إلى الحياة / سلاماً إلى البُلهاء أو أصدقاء الله / الذين يقرأون الفصل الأخير من الكتب المقدسة وهم يرتجفون / في حانتنا المتواضعة نكتشف ان الحب الأزرق يطاردنا ويسحق مزاجنا وعظامنا / حينها يتعذر علينا ان نتنفس هواء الحرية العذب / لكن ماذا سنقول للرب بعد هذه المغامرة / لا شيء ، لان القنديل سينطفئ ، والنشوة ستصبح ذكرى منسية / ستختفي الضوضاء والجمال بعد ان نموت كحمقى جميعاً / وحين نرقد تحت الأديم / سوف لا يكتب على شاهدة قبورنا سوى : كل شئ جميل إلا الإنسان .
#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟