أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - حزن يطارد قلوبنا














المزيد.....

حزن يطارد قلوبنا


بديع الآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6835 - 2021 / 3 / 9 - 01:35
المحور: الادب والفن
    


كوبنهاغن مدينة منخفضة ، تتوضأ بالمياه المالحة ، وعلى شاطئها عروس البحر المبتسمة للعشاق ، أما آشتي فقد كان يحتسي قهوته في عزلته ، دون ان يفكر بما ينتظره ، وهبت الريح مصادفة ً ، ريح تحدثنا عن مصائر الخلق ، هكذا وبغتة صار صاحبي جزءا ً من مشهد الفجيعة ، كان ينظر الى طائر البوم النائم في شجرة السرو ، قال : فال سيء !
وصار يغني ويكتب ويمنح الاشياء صفات كردية ، ربما قلبه ارتجف من القلق ، ليكسر عزلته او ليؤثث حياة تؤنسه و تعيد ترتيب الاقامة .
حدق حوله ، وجد أخيرا ً كتاب للشعر الشعبي ، كان اشتي الجميل يغار من بلاغة الشعراء الفطريين ، لكنه بين الوطن و المنفى وجد لروحه نوعا ً من التفرد .
أعتاد التنقل بين المدن والعواصم ، كان غجري الهوى ، تدهشه السناجب التي تلعب وتلقي عليه التحية ، او طائر الحسون وهو ينقر على شباكه .
لم يفكر ان يقوم بالتمارين التي تساعد قلبه المتعب ، لم يتوقع ان مرضا ً اكثر خطورة يتحرش به .
واصل طريقه بثقة ، وكإن لا شيء سوف يحدث ، اختار ان يواجه ازمته بالسخرية ، وتحسس الحياة القصيرة والجميلة مرددا ً :
ــ إنها اشبه بهدية لا تعوض .
صار يطهو لنفسه ما يشتهي من سمك وطيور . هكذا كان يحاول تاجيج الرغبات باحتساء النبيذ الذي يطرد هيجان التعاسة ، كان يتلذذ بمذاق الحياة المتبل بالتوابل الحارقة .
قال : يجب قراءة عشر صفحات من اشعار عمر الخيام .. بعدها طربت روحه وستيقظت في مخيلته جماليات الكتابة ، ليحرر صفحتين عن خريف المنفى .
مناخ ضبابي يخنق كوبنهاكن ، كان من المفروض ان يهرب الى كردستان ، لانه لا يطيق سجن الغربة .. في السنتين الاخيرتين حاول ان يضع لنفسه برنامجا ً لكتابة الرواية ، انه الكردي الذي تجاسر على الموت ، موهبته كانت مؤهلة لمقاومة الظرف غير الملائم .. تخيل كما تخيلنا من ان الابداع سيخلدنا ، اجتمعت في قلبه قوة هائلة قبل ان ينهار ويفقد توازنه .. اشتي لا يحتمل كل ذلك ، ولا يحب مواسات الاخرين ، لا يستصيغ المديح او الثناء ، لذا فضل الرحيل بلا وداع .. بعد ان خاض حياة حافلة بالنضال والوصال والمحبة والعطاء ، بعد ان عودنا على الفكاهة لكي لا يخذلنا الحزن ..
والان وانت تسافر الى عوالم خفية يا آشتي ، ليس امامي سوى ان اشعل شمعة وراقبها وهي تموت رويدا ً رويدا ً … هكذا نعزي انفسنا ونخفف عن ارواحنا اضطرابها ، مع يقيننا المؤكد من إننا سنلحق بك .. حينها لا نعرف ماذا سنفعل !!



#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 2020202020 ونخبك ِ يا 2021
- الكرسمس
- الأرمني الجميل
- المتطفّل
- لكن ماذا رأى ؟
- العم حسام الالوسي .. اجراس لذكرى رحيله .
- اغنية الكتابة
- مع روحي على انفراد
- الحجيج إلى شكفته خَمري
- قصة قصيرة : الأرغن الذائع الصيت
- ماذا يخبي الله لنا
- 86 نبراسا ً من المقاومة
- هواجس كخبز القربان
- الهبوط الرهيب
- البوهيمي
- عاشقان
- احلم يا ولدي
- نداء وطن وهدير التغيير
- اللامنتمي والأبواب الخمس
- اليوم المحتفي بنفسه


المزيد.....




- مسرحية كوميدية عن العراق تعرض على مسارح شيكاغو
- بغداد تمنح 30 مليون دينار لـ 6 أفلام صنعها الشباب
- كيف عمّق فيلم -الحراس الخالدون 2- أزمة أبطاله بدلا من إنقاذه ...
- فشل محاولة إقصاء أيمن عودة ومخاوف استهداف التمثيل العربي بال ...
- “أخيراً جميع الحلقات” موعد عرض الحلقة 195 من مسلسل المؤسس عث ...
- سرقة موسيقى غير منشورة لبيونسيه من سيارة مستأجرة لمصمم رقصات ...
- إضاءة على أدب -اليوتوبيا-.. مسرحية الإنسان الآلي نموذجا
- كأنها خرجت من فيلم خيالي..مصري يوثق بوابة جليدية قبل زوالها ...
- من القبعات إلى المناظير.. كيف تُجسِّد الأزياء جوهر الشخصيات ...
- الواحات المغربية تحت ضغط التغير المناخي.. جفاف وتدهور بيئي ي ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - حزن يطارد قلوبنا