أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - المتطفّل














المزيد.....

المتطفّل


بديع الآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 6759 - 2020 / 12 / 12 - 04:40
المحور: الادب والفن
    


كثفت السماء ولم تمطر ، مشى على العشب والثلج ، عاد متذمرا ً ، فالوليمة التي ذهب اليها دون دعوة ، جعلته يتساءل : الى متى ادس انفي فيما لا يعنيني ؟ ، يجلس وحيدا ً ورجله اليسرى ضمدت على اثر جرح بليغ ، محدقا ً في طفلته التي ما عادت تغني كي تطربه ، يفكر بحياته المهلهة التي تبعثرت ، بعد كل الذي جرى لم يقوَ على البكاء ، المتطفل المستغرق في سرد ذكرياته واحساء الويسكي بعد انحسار الضياء ، صار يعد موجات الزمن التي رسمت على وجهه علامات الشيخوخة ، احيانا يجد ظلال العدم على مرآة الحمام ، لم يعد يعرف ماذا يفعل في نهاره الطويل ، قال : لأتطفّل على صديقتي الفرنسية ، لكنها لم تعد تمتص مواجعه ، بل صارت تتألم من فراغه الروحي ، ذكرياته لم تيقظ فيها سوى الامبالاة ، لكنها تلفنت له لتسأله : اين عاطفة الأمس ؟
المتطفل كمن في غيبوبة مخدرة يراقب شال حرير زوجته ، التي صارت تعيش تفاصيل يومها وغدها من دون التفكير بحياتهما المشتركة ، قال : ساحيا الى ان يهطل المطر او الى الربيع المنتظر ، كانت رائحة النرجس تعكر مزاجه ، و حين يدق الموت على بابه ، يخشى الفوضى لأنها تداهمه وتعتصر قلبه ، روحه تخاف سماع الالحان الجنائزية . هكذا صار يرى لون العبث يتناسل ويتحول الى لغة مرئية ، وحين يخلو الى نفسه يجد قلبه قد تصحر كمن اصيب بوعكة مدمرة ، وحاصرته العزلة وخنقه الروتين . على الرغم من صفاء السماء هذا المساء ، لكنه لا يحب الذهاب الى المنتزه ، كان يواصل رحلته مع الموت وهو مبتسم ومتمتع بتطفله على جزئيات الحياة الحالمة ، يريد خلوداً ً ويحاول الفكاهة حين يرى ضيفا ًمن خلال النافذة ، يفرح معتقدا ً انه سيلد من جديد ما ان يبدأ بسرد مغامرته القديمة التي تسرف بالخيالات والخسارات، ما بوسعه ان يفعل في زمنه الرديء أكثر من ان يتساءل : هل انا رجل احمق ؟



#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لكن ماذا رأى ؟
- العم حسام الالوسي .. اجراس لذكرى رحيله .
- اغنية الكتابة
- مع روحي على انفراد
- الحجيج إلى شكفته خَمري
- قصة قصيرة : الأرغن الذائع الصيت
- ماذا يخبي الله لنا
- 86 نبراسا ً من المقاومة
- هواجس كخبز القربان
- الهبوط الرهيب
- البوهيمي
- عاشقان
- احلم يا ولدي
- نداء وطن وهدير التغيير
- اللامنتمي والأبواب الخمس
- اليوم المحتفي بنفسه
- قصة قصيرة : القَبْرُ القرمُزيُ
- كريم كطافة وحصار العنكبوت
- قصة قصيرة جدا ً : الشبح
- نحن موتى أذن !


المزيد.....




- الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن ...
- من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
- إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
- رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود ...
- -ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
- -الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
- -هنا رُفات من كتب اسمه بماء- .. تجليات المرض في الأدب الغربي ...
- اتحاد أدباء العراق يستذكر ويحتفي بعالم اللغة مهدي المخزومي
- -ما تَبقّى- .. معرض فردي للفنان عادل عابدين
- فنانون إسبان يخلّدون شهداء غزة الأطفال بقراءة أسمائهم في مدر ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - المتطفّل