أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - التحولات














المزيد.....

التحولات


بديع الآلوسي

الحوار المتمدن-العدد: 7048 - 2021 / 10 / 15 - 18:18
المحور: الادب والفن
    


(1 ) .. حياة طارئة
الرحمة ياإلهي ، نحن ضامئون ، ضامئون جدا ً
نحن هنا .. ومضة من الزمن ، لكننا هنا الآن ، ومضة كافية كي نضحك فيها ، ونخجل ، ونحب ، وننتقم ، ونغني ، ونهزم ، ونحب .. ومضة كافية أن نمارس فيها قصص مريرة ومنها لذيذة . كذلك ننعم بضوء الشمس او الضحك مع ثائر في زمن القتلة ، أونبتهج بأبتسامة طفل بريء او مراقبة الحياة الهشة في وجه عجوز هرمة ، هكذا تطول الحياة ، ونندهش ، ونفكر بثمار الضحكات المجنونة ، ومنا من يمارس مغامرات روحية ، ومنا يسأل بجزع : متى تنجلي ؟، ومنا من يعتقد نحن هنا لنتفحص ثلاث كلمات ( البساطة / النزاهة / المثابرة ) ، وبعضنا يتوجهون الى الحرب او العمل بوجوه متجهمة كئيبة ، نتعلق بالأمل وندخل جنان العبادة لنتطهر ، نسأل بعضنا عن ملامح الله ، ومنا يراقب الصغيرات الجميلات ، يا لها من حياة ، طاقة غامضة و حكايات عن سماوات مزيفة ، مخيف هذه الفوضى المقدسة ، كنا نبكي لاننا لا نعرف ماذا نفعل ، ومنا من يلازمه القلق على خريف العاطفة ، ولكن جميعنا الصالحين منا والطالحين نردد نفس السؤال : لماذا نطرد من هذه الدنيا العجيبة الغريبة الساحرة ؟، هكذا نطرد من هنا بعد ان تنعمنا أو أدمنا على سعادات تشبه ضحكات راقصة …
(2 ) عتمة مغلقة الأبواب
الرحمة ياإلهي ، إنطفأ اللهيب.. وجف القلب ….
نحن لسنا هنا ، تعكر الزمن وتشظى ، وبدأت رحلتنا الرهيبة ، نزولا ً افقيا ً ، وتراتيل ، وتمطر الدنيا حزنا ً اسود ، في ديارالقبر او الا هنا لم نعد سعداء او تعساء ، في ذلك الحيز لا حب ولا كراهية ، لا خير ولا شر ، ولا ولادة حيث المنايا وجع ، وهنا أنتهى الغضب وانتهى الحب الزائف والحقيقي ايضا ً ، هنالك في الظلمة المطبقة لم نعد نستنشق رائحة الارض الرطبة او العطور الشذية للفاتنات، لم نربح سوى عزلتنا الوافرة .. لم نعد نذكر كيف ذرفت دموعها العذراء الحالمة ، انتهى زمن الطموحات النبيلة او الاسفار الجليلة ، وكذلك ما عاد من يقول لنا : صباح الخير يا عشاق المطر ، هنا في اللاهنا يهمس الشيطان في آذاننا كلماته الجارحة الساخرة : هل قام الدود بخدمتكم على افضل وجه ؟، كم نحن فضيعون ومساكين صارت كلمة (( تحلل ) تثير نفورنا وتخدش ارواحنا ، هكذا نثقب عين الزمن ، نقحم ُ في ناصية الحلم ، لكن الرب لنا بالمرصاد ، رافعا ً بصره الخازر وعصاه الغليضة ، يصيبنا بوخزات من ذبذبات مؤنبة ، منا من سمع ومنا من ظل فاغر الفم ، في ثانية بطيئة صاح الصوت المجلجل : ايها الإنسان لا تقلق ، سيكون الأمر على ما يرام باقل من أغماضة عين .
( 3 ) الانبعاث بعد الإغفاءة
الرحمة ياإلهي ،نحن والملائكة في حلم غامض
في الهنالك او الفردوس ، انتقالات زمكانية خاطفة الى حد الدهشة ، لم يكن هنالك سوى الارواح العائدة من رحلتها المعفرة بالتراب ، رحلتها الطويلة في التيه الأبدي، لا احد بحاجة الى النوم ، ارواح مترنحة لاتفكر سوى بهذا الضوء الخاطف الساطع البهيج ، وجوه قد استعادت نضارتها ، في بواكير الهناء الأبدي ، صار الزمكان شيئا ً متوحدا ً ، اختفت الالوان ، لا عشب اخضر ولا اعلام سوداء ، نعوم في فضاء ابيض كالضباب ، هو الهدوء الهائل يدفع بنا الى التساؤل : لماذا كل ذلك ؟ ..
حياة ابدية شهية يتدبر الرب كل شيء . … منا من يقف حائرا ً، ومنا من يحاول فك هذا الغموض ، حيث لا قمر ولا شمس ، من اين ولد كل هذا البياض ؟، ها هنا حيث لا نعلم إذا ما كنا على قيد الحياة وا حتى اذا ما كنا نملك خيوط الذاكرة، منا من بدأ يعثر على الخفة والحيوية ، ومنا ما زال يرغب في طرح ذلك السؤال : لماذا جيء بي إلى هذا المكان الحارق كالثلج ؟ . ولكن بعد آلاف الدهور المضغوطة تحول كل شيء الى صمت شاحب ، منا من داهمه الضحر الرهيب ، وصار يقول بهمس : يا إلهي ، لماذا الأبدية مملة كموسيقى بلا هوية ، لكن عاشقا ً يقظ اضاف : لماذا الجنة كلوحة سريالية ساذجة .



#بديع_الآلوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة قصيرة : وداعا ً ايتها الغيوم
- سعدي يوسف وزمن القتلة
- قليل من هارمون السعادة يكفي ..
- حزن يطارد قلوبنا
- 2020202020 ونخبك ِ يا 2021
- الكرسمس
- الأرمني الجميل
- المتطفّل
- لكن ماذا رأى ؟
- العم حسام الالوسي .. اجراس لذكرى رحيله .
- اغنية الكتابة
- مع روحي على انفراد
- الحجيج إلى شكفته خَمري
- قصة قصيرة : الأرغن الذائع الصيت
- ماذا يخبي الله لنا
- 86 نبراسا ً من المقاومة
- هواجس كخبز القربان
- الهبوط الرهيب
- البوهيمي
- عاشقان


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بديع الآلوسي - التحولات