ابو جهاد [اسرار بداياته واسباب اغتياله] محمد حمزة

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7584 - 2023 / 4 / 17 - 18:47
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

ابو جهاد [اسرار بداياته واسباب اغتياله] كتاب لمحمد حمزة يقع على متن ٣٥٢ صفحة من القطع الكبير والصادر بطبعته الاولى سنة ١٩٨٩ عن المؤسسة العربية للناشرين المتحدين في صفاقس/تونس وصدر بطبعات لاحقة عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح.

هذا الكتاب يتناول مسيرة خليل الوزير ابو جهاد من الميلاد وحتى الاستشهاد بكثير من الاستفاضة والزخم والموثوقية والموضوعية، وهو الكتاب الوحيد الذي يتناول سيرة وحياة ابو جهاد عن كثب، وهذا يحسب للكاتب محمد حمزة، فصاحبنا ينطلق ليكتب ويملأ صفحات هذا الكتاب من موقع العارف والمطل بكثير من تفاصيل بل والمشارك في بعضها، وهذه تحسب للكاتب وتضفي اهمية اخرى على الكتاب علاوة على اهميته الرئيسية فهو يتناول سيرة احد ابرز قادة الثورة المعاصرين، ليس على مستوى فلسطين وحسب وانما على المستوى العالمي .

في هذا الكتاب يرتكز المؤلف على كثير من الوثائق والشهادات والاسرار والخبايا التي اودعه اياها ابو جهاد، وهذا ايضا اضفى على الكتاب ميزة اضافية زادت من جماله ومن قيمته المعرفية والتأريخية، فضمن هذا المفهوم اصبح الكتاب بما يحتويه من معلومات عن ابو جهاد وعن مسيرة الثورة عموما مصدرا مرجعيا قل نظيره؛ علاوة على ان الكتاب يشكل وثيقة وطنية وتاريخية للبدايات الاولى للتأسيس وحتى الانطلاقة.

هذا الكتاب وعبر فصوله الرئيسية الثلاث تناولت محطات مفصلية ورئيسية في حياة ومسيرة ابو جهاد، فنجده في الفصل الاول يتحدث عن :

تحريات خاصة عن اسباب اغتيال ابو جهاد، فيستعرض ملفات التحقيق في تلك الجريمة ويفند ويضيف ويتحقق ويستبعد رواية وياخذ باخرى. ثم يلج الكاتب ومن خلال البداية التي ارخ لها باغتيال ابو جهاد باستعراض الاسباب العملياتية والعسكرية التي دفعت بقادة الاحتلال لوضع ملف اغتيال ابو جهاد على الطاولة موضع التنفيذ، ومن خلال هذا المدخل البوليسي ياخذنا المؤلف الى تفاصيل عملية ديمونا عبر الصفحات ٥٠ وحتى ٦٥ وفيها ترد تفاصيل شيقة للعملية تحبس الانفاس وتصيبنا بالزهو.
وفي ص ٦٩ وحتى ٨٨ يتحدث الكاتب عن الاسباب السياسية السبعة لاغتيال ابو جهاد.

الفصل الثاني: وقد خصصه الكاتب للانتفاضة ودور ابو جهاد فيها وعلاقته مع اركانها وقطاعاتها اضافة الى عرض الرسالة التي اصبحت دستور الانتفاضة ٩٣ وحتى١٠٤.

الفصل الثالث:
فيتطرق لولادة ابو جهاد وطفولته الغزاوية والمدرسية، وحب ابو جهاد لاكتابة وعشق السلاح، وذكريات الحرمان والطفولة ومشاهد المأساة في غزة، اضافة لتناول سيرة عائلته وزواجه ثم بداية تحركاته التنظيمية في غزة، وعن اول عملية عسكرية قام بها، ثم يتحدث عن الواقع الفلسطيني في تلك الفترة بشيء من الاستفاضة، فيتطرق الى كل الارهاصات التي ادت الى نجاح انطلاقة حركة فتح.

وفي خضم الخوض للظروف التي تأسست فيها حركة فتح يسلط الكتاب الضوء على تأسيس خلايا فتح الاولى في السعودية والكويت ولبنان وسورية وليبيا والجزائر، فيذكر اللبنات الاولى واهم المؤسسين والرواد الاوائل كل باسمه مذكرا باسهاماتهم الاثيرة.

كما يستعرض الكتاب تجربتين مهمتين وملهمتين في مسيرة حركة فتح والثورة الفلسطينية؛ الاولى مجلة فلسطيننا في لبنان، والثانية مكتب فلسطين بالجزائر، ويتبع ذلك بتبيان قدر تلك الاهمية لتلك التجربتين وما افرزته وفتحته من ابواب وافاق اخذت بيد حركة فتح نحو الترسخ والتجذر وصولا للعالمية.

ثم يكمل الكتاب مسيرة الانطلاقة ويتناول بعض المعوقات والصعوبات التي واجهة حركة فتح حتى انطلاقتها المسلحة، بما في ذلك الصراع مع بعض الانظمة العربية ومخابراتها، علاوة على التطرق لموضوع الصدام مع احمد الشقيري، وازمة سنة ١٩٦٦ مع النظام السوري ، وعن هزيمة ١٩٦٧، وعن اسرار الانطلاقة الثانية.

الكتاب مدعم بكثير من الصور والملاحق والوثائق التي اضفت على الكتاب مزيدا من الاهمية.

الكتاب حاله من حال بطله [خليل الوزير ابو جهاد] فريد ومتفرد ويليق بالمناسبة والذكرى.

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات