أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - جسر بنات يعقوب؛ حسن حميد














المزيد.....

جسر بنات يعقوب؛ حسن حميد


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 00:21
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


جسر بنات يعقوب لحسن حميد، رواية تقع على متن 278 صفحة من القطع المتوسط، وهي من اصدارات دار السوسن للنشر والطباعة في دمشق سورية بطبعتها الثالثة 2002.

الرواية جائت بسناريو وبناء فني مميز رغم استخدامه وتكراره في الكثير من البناء الفني للروايات ، اذ يصل الكاتب مجموعة من الكتب بالتوارث عن ثلاثة عشر جدا من اجداد الكاتب، وقد عثروا عليه في خزانة كتب جده الرابع عشر العلامة المقدسي الياس الشمنذوري، والذي عاش في بداية القرن الثالث عشر ميلادي ايام المماليك.

وفي الكتاب ايضا تاريخ حياة المهاجر يعقوب وبناته واخبارهم، وقد عاشوا بجوار الجسر العتيق المبني على نهر الاردن، والذي عُرف فيما بعد بجسر بنات يعقوب وبالقرب من قرية الشماصنة. ومن هذا التوطئة يلج الكاتب الى احداث روايته ويبدا بتأثيث روايته كما يريد.

جسر بنات يعقوب تروي حكاية رجل يهودي هاجر في القرن الثالث عشر ميلادي إلى فلسطين مع بناته الثلاثة
[جوديت وميّمونة ودينا] فسكنوا شمال غرب بحيرة طبريا في مكان وجود الجسر العتيق، وعمل حارساً للجسر، الذي عرف فيما بعد بجسر بنات يعقوب على نهر الأردن، واضاف له خانا ومقبرة وباكية واسطبل وامور عديدة تسهم بزيادة مدخولاته التي يتقاصاه من المسافرين عنوة، رفض المسافرون بداية هذا الامر ثم ما لبثوا ان رضخوا مع استفحال شر يعقوب وعائلته واعوانه، وكل هذه الاعمال الجشعة من قبل يعقوب جائت معه ولم تكن معهودة او معروفة قبل قدومه، وبحيث كانت مقاصده واهدافه السيطرة على الجسر وفرض الضرائب والاتاوات وكل اساليب الجباية بابشع صورها على المارين مستخدماً جسد بناته في تحقيق أطماعه وباستخدام كل الوسائل المشروعة والغير مشروعة؛ كاعتماده على الفراري وقاطع الطريق الازعر عصمان، وكاعتماده الكذب واستخدام الدموع والتذلل والترجي بغية تحقيق المطالب، وباستخدام الدجل والسحر والشعوذة والقدرة على المعالجة من امراض كثيرة بما فيها العقم...

يصل يعقوب لمنطقة الجسر ويلتقي بصديقه العجوز سليمان عطارة الغني وصاحب المعصرة والاملاك في قرية الشماصنة، ويعرض عليه فكرة بناء خان بالقرب من الجسر فأيده سليمان طمعا في ماله وبنته جانييت، وهنا يبعث بالبناء سمعان معه، وتدور مفاوضات وضغوطات كبيرة لاتمام الزواج، وهنا ياتي دور تلك الختيارة[الشيطانة] التي تظهر بالمنامات وفي اضغاث الاحلام وتنجح في اقناع الجميع بان لهم مصلحة في هذا الزواج وهذا ما تم بالنهاية .
ولنكتشف على الهامش الذي ميز الرواية واضاف اليها وضبط ايقاعها ان هذه الفعلة والصنعة ليست بجديدة على يعقوب؛ فسبق ان زوج ابنته الرابعة [قبل قدومه لفلسطين] نانا بنفس الطريقة والتي انتهت بنهاية مأساوية اخفى وزوجته تفاصيلها عن بناته اللواتي كن صغارا.

وفي سبيل اطماعه وجشعه قام يعقوب بتزويج ابنته طبعا دون ان يركن لموقف المشعوذة لوحده؛ بل اسهم بذلك مباشرة، وبعد حفلة اقناع ماجنة استخدم فيها كل الاساليب واظهر من خلالها كم هو جشع وزنديق وقواد؛ حتى ان القاريء [مثلي] يستشيط غضبا من رائحة كل هذا البغاء الذي تنضح به صفحات الرواية، وهنا بالذات وحول هذه الفكرة بمجازاتها ودلالاتها ورمزيتها المستبطنة في النص تكمن فكرة الرواية وزبدتها وتدور كل احداثها...

وتستمر احداث الرواية بدورانها في مكان واحد الجسر وتتداعى الحوارات التي تفوح منها رائحة الغانيات والماء الحرام ؛ هذه الرائحة التي تخدش الحياء وتزكم الانف معظم صفحات الرواية.

وفي نهاية المطاف يُبقي الكاتب على بارقة الامل ويعدل شيئا من المزاج حين يختم احداث الرواية بتوفير كل اسباب الموت للقوادين من امثال يعقوب وبناته، وبحيث يوفر لهم الكاتب كل اسباب الموت التي يستحقون، الى ان تعود قرية الشماصنة الارامية الى عهدها السابق قبل ان تدنس ارضها عائلة يعقوب اليهودي المرابي والقواد والتاجر الجشع... في مقاربة رمزية عن زوال الاحتلال الاسرائيلي بعد استفحاله وتجبره، وفي اشارة ذات دلالة على ارتباط اليهود بنسل يعقوب وبتمثيله لهم في سلوكه ومقاصده، وفي اشارة على ارتباط اهل القرية واصحابها بتاريخها وتراثهم الارامي والكنعاني الاصيل.

قد يقول قائل رواية جسر بنات يعقوب تستعيد بتفاصيلها وشخوصها مجازا ورمزا قضية فلسطين واطماع الصهاينة واعوانهم ، وقد يكون هذا الامر مقصد الكاتب فعلا؛ لكن انا لا افهم لماذا كل هذا الجنوح النهم نحو استخدام الجنس والمجون والفجور والبغاء واعتماده مادة اساسية لانتاج رواية كان بالامكان ان تكون دون هذا الفائض الكريه.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخرز الملون؛ محمد سلماوي
- نصفي الآخر؛ شفيق التلولي
- الجنة المقفلة؛ عاطف ابو سيف
- الكتاب الاسود عن يوم الارض 30 اذار 1976
- حنظلة؛ بديعة النعيمي
- الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي؛ مروان البرغوثي
- انا والمُحقق والزنزانة؛ سعيد ابو غزة
- مقاومة الاعتقال؛ مروان البرغوثي وعاهد ابوغلمة
- بانتظار القمر؛ مي الصايغ
- تيسير قبعة الانسان والقضية؛ وليد نويهض
- فتح من البندقية الى السرداب؛ عبدالقادر ياسين
- الليلة عيد راس السنة
- نوبة حنين لفلسطين
- الحياة وقفة عز، عزمي منصور
- تحسين فؤاد صايمة، الحياة وقفة عز
- دروس وتجارب ثورية؛ التضحيات والنتائج
- الليلة عيد راس السنة، الى فتح في عيدها 58
- نوبة حنين
- صلاح جودة ضمير الشعب
- فتح والفصائل؛ التأسيس والانشقاقات


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - جسر بنات يعقوب؛ حسن حميد