الحياة وقفة عز، عزمي منصور

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7507 - 2023 / 1 / 30 - 04:54
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

الحياة وقفة عز
كتاب للدكتور عزمي منصور يقع على متن 163 صفحة من القطع الكبير، وهو من اصدارات دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع في الاردن 2016.

الحياة وقفة عز كتاب سيرة ذاتية للمناضل والفدائي عزمي منصور ابن قرية المنسي المهجرة في قضاء حيفا، وهو يتحدث عن تجربة الإعتقال في سجون الإحتلال علی أثر قيامه بعملية فدائية في شمال الاغوار في السابع عشر من اذار سنة 1968.

الكتاب يتناول باقتضاب ظروف وتفاصيل العملية الفدائية ٢١ ولغاية ٢٨ وحكاية خبر الاستشهاد والنعي الخاطيء ص ٥٥، ولكنه يتناول باسهاب سيرة المعتقل من التحقيق والحكم حتى الخروج (15 سنة اعتقال). فجاء الفصل الثاني في الكتاب من ص ٧٩ ولغاية ١٦٢ تحت عنوان لمحات من تجارب المعتقلين في سجون العدو ليقدم صورة بانورامية شاملة من تجارب المعتقلين داخل اقبية التحقيق وزنازين الاحتلال، فيتحدث عن التشريفة ص٨٢، واشكال التعذيب ص٩٠، ومحاربة الكتابة وحيازة الاقلام ص١٠٠، وصناعة بعض الادوات ص١٠٦، ووسائل الرياضة ص١٠٨، التمرد على الواقع وكسر الارهاب ص١١٠، ومرحلة البناء الداخلي ص١١٦، ومراحل النضج ص١٢٨، الاضراب عن الطعام ص١٣١، مراحل جديدة وتحديات اكبر ص١٣٧، الامراض في المعتقلات ص١٤٤، وسائل الاتصال في المعتقلات ص١٤٩، صور مشرقة من حياة المعتقلين ١٥٣، التعذيب وغرف العار ص١٥٨.

كما يتحدث الكتاب عن تطور اساليب التواصل بين المعتقلين وعن غرف العصافير وعن طرق مقاومة التحقيق الاسرائيلي ومجابهته وعن ظروف العمل التنظيمي داخل المعتقلات.

هذا الكتاب يروي تجربة حية من ادب المقاومة والاعتقال داخل السجون، فهو بحق يصلح ان يكون ادبية تنظيمية تعمم وتدرس لما تحتويه من دروس وتجارب تنظيمية وثورية ثرية تستحق ان تُقرا وتُستنبط منها العبر والدروس.

الكتاب وعلى مدار صفحاته 163 غني بالادبيات والعبارات والحكم والمقتطقات التي يؤشر عليها وتفيض علما وادبا وحكمة ومنها ما جاء على ظهر الصفحات التالية:"
الدماء التي تجري في عروقنا ليست ملكا لنا، بل هي وديعة الامة فينا، ومتى طلبتها وجدتها ص٥.

الطبيعة تكره الضعف، وان الارض لاتحنو على ذوي الثرثرة والشعارات البراقة، وانما على الذين يتحدون معها.. على المعطائين دون بخل، وعلى الحاملين ارواحهم على اكفهم، المحيلين الكلمة الى فعل، والفكرة الى ممارسة وتطبيق ص٢٦.

مع المساء وصلت السيارة العسكرية الى مبنى عسكري، انزلني الجنود من السيارة، وانا مستلق على النقالة شبه حي، واودعوني زنزانة صغيرة الحجم... اخذت اتفحص الجدران..هناك اسماء عديدة باللغة العربية، هناك كلمات تنفجر بمعاني البطولة والاباء نجحت بانعاشي...شعرت بنشوة وانا اقرا على الجدار :" ثورة حتى النصر"ص٣٦.

كتبت اسمي بدمي النازف، وتعلمت ان الدم لا يكون مدادا إلاّ لكلمات الشرف والحرية، ولابقاء الا للكلمات المعجونة بالدم، والمجبولة بالمرارة والمعاناة، والصادرة عن قلب عامر بالايمان وبحتمية الانتصار ص٣٧.

ان اي صراع جانبي هو انحراف عن الصراع الرئيسي، وخدمة مجانية للعدو ص٥٨.

لقد وجد العدو ضالته في بعض التافهين من ذوي السوابق الجنائية للقيام بدور الطابور الخامس ومن المنهارين والمتساقطين الذين لم يكن بمقدورهم مواصلة الدرب، فلم يتنحوا عن الدرب بصمت، وانما تحولوا الى جبناء، ولتبرير جبنهم، انزلقوا في مستنقع الخيانة ص٦٩. ..

وحالات اخرى استطاع الاحتلال استغلالها لدى طالبي الزعامة باي ثمن ص٧٠.

ان الفكر الانساني لا يصادر، وتجارب الشعوب ليست حكرا على احد، وسر التراث يصعب فهمه على سارقي التراث ص٩٨.

ان العدو يدرك خطورة العمل الجماعي، والنظام والتنظيم، فعمد الى تكريس روح الفردية والانانية والغاء الحس الجماعي، حتى الصلاة الجماعية كان يمنعها، ص١١١.

لا انجاز دون تنظيم يسوده الضبط والربط، ولا انجاز ملموس دون وحدة القوى وتضافر الجهود ص ١١٦.

الامل لاينمو ويزدهر إلاّ اذا رعيناه نحن وسقيناه بدمائنا ودموعنا، فالطليعة قدرها العذاب ، وتحمل الصعاب، وشق الطريق الشائك نحو الفجر ص١٢٧.

في ظل الحرمان من كل شيء يدرك الانسان معنى الاشياء ص١٥٣.

كتاب قيم وثري ناتج عن تجربة حية وفريدة يستطيع الانسان المناضل ان يستند عليها في خضم صراعه الطويل والمرير مع العدو.

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات