أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مهند طلال الاخرس - الوحدة الوطنية دروس وتجارب














المزيد.....

الوحدة الوطنية دروس وتجارب


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7407 - 2022 / 10 / 20 - 00:35
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


يخلق المشروع الاستعماري تناقضا مع الوطنيين ككل ، وهو تناقض تستطيع حركات التحرر الوطني عادة أن تستند إليه في نضالها التاريخي ضد الاستعمار، وتنجح في ذلك عموما، ولكن النجاح لا يصيبها دائما ، سواء بفعل التركيبة المعقدة اجتماعيا لمجتمع الوطنيين (من انقسامات طبقية وقبلية واثنية ودينية وفصائلية وحزبية....) او بسبب السلوك الواعي من جانب سلطات الاحتلال، الذي يعمد الى شق الصفوف بفصل بعض التكوينات الاجتماعية عن المسار التحرري العام، وذلك عن طريق ايجاد فئات وطبقات وافراد لها مصالح محددة في استمرار المشروع الاستعماري.

وهذا كله يضاف الى دور الحرب النفسية التي يمارسها الاحتلال واعوانه وادواته المختلفة بهدف بث اليأس والاحباط في إمكانية إنتصار حركات التحرر الوطني(مثل مشروع روابط القرى الاسرائيلي ومشروع المخاتير والوجهاء والاقطاعيين في مؤتمر توحيد الضفتين ومشاريع التنمية الاقتصادية الخادعة).

وهذا ايضا يضاف له استغلال المحتل والمستعمر للاخطاء التي تقع فيها هذه الحركات والتنظيمات في مسيرة نضالها وتحررها داخل المجتمع.

ان خبرة حركات التحرر الوطني تشير الى ان هذه الظاهرة الانقسامية تمتد عموما الى داخل حركات التحرر ذاتها بالمعنى التنظيمي، ولا يقتصر الامر عند مجرد تنافس اكثر من تنظيم في النضال ضد الاحتلال ويساهم، حيث يُسهم الاحتلال عبر تاريخة ومسيرته بتشجيع وتغذية صور ورؤى وطروحات فكرية وسياسية واجتماعية متمايزة ومتنافسة ومتصارعة، بهدف التضارب والتنافر وصولا للانقسام والاقتتال ان امكن، وبذلك يضمن المشروع الاستعماري استمراريته وتفوقه وبقائه وصولا لمرحلة الهزيمة الساحقة الماحقة.

ان التطلع الى مجتمع ما بعد الاستقلال والتحرر والتعاطي مع الحلول الخاصة بذلك من خلال البرامج والمبادرات والمشاريع السياسية المطروحة، امر غير سلبي على اية حال اذا توقف عند هذا الحد، ولكنه بغياب الوحدة الوطنية او الاجماع الوطني بحده الادنى، يمتد الى الاقتتال المسلح بين تنظيمات وفصائل وافراد حركات التحرر الوطني، وهذا كله لا يتم إلا بدعم مباشر او غير مباشر من الاحتلال، او في الحد الادنى يكون الاحتلال مساهما بدعم ومباركة هذا الانقسام وتغذيته.

ومن نافلة القول هنا ان نخلص الى نتيجة رئيسية مفادها البحث عن المستفيد والمتضرر لتتأكد الصورة الواضحة اصلا.

ان هذا الاحتلال -كالاحتلال الاسرائيلي مثلا- والذي يفترض فيه ان يكون مشتركا بشكل او بأخر باحداث هذا الانقسام، يحتم علينا النظر دائما اليه كمستفيد اول من هذا الانقسام وتداعياته، وفي نفس الوقت ولكي نحسن جيدا قراءة المشهد برمته، يجب أن لا يغيب عن اذهاننا ايضا طرح السؤال الاهم، ألا وهو: من المتضرر الرئيسي في موضوع الانقسام؟.

ان هذا الاحتلال الاسرائيلي لهو صاحب المصلحة الاولى في الانقسام، والذي تقف قواته وسائر ادواته واعوانه عادة لتراقب صدام أبناء القضية الواحدة وتغذيه بشتى الوسائل، كي يسهل لها بعد ذلك الانفراد بالمنتصر منهم بعد ان تكون قواه قد وهنت وضعفت ولو الى حد ما عداك ان اثر الشرخ الذي احدثه ذلك الانقسام. وهذا لا يمنع طبعا من ان يكون هناك دورا في الانقسام واطالة امد الاحتلال لاصحاب الاجندات الخاصة والضيقة والوضيعة من بين ابناء شعبنا ك الاغبياء والجهلاء والعملاء وانصاف العملاء واشباههم واصحاب النواية الطيبة ايضا؛ فجل هؤلاء يمثلون الطريق المعبدة جيدا نحو جهنم.

وعلاوة على ذلك كله تلعب ظاهرة انقسام حركات التحرر الوطني دورا خطيرا في بعض الاحيان عندما تبدأ مرحلة الاتصال بالاحتلال والتفاوض معه، فقد يكون هذا الانقسام سببا في خسارة غير مبررة على الاطلاق لبعض الاوراق من ايدي المناضلين ، سواء بسبب تهافت الفصائل والتنظيمات او الاشخاص والممثلين الاقل صلابة على الاتصال بالاحتلال، أو مسارعة الفصائل الاكثر صلابة تقديم تنازلات غير مبررة خوفا من تقويض ارضيتها والمكانة وصفة التمثيل والشرعية التي تتمتع بها.

ومع ذلك فإن الانتصار النهائي لحركات التحرر يجد تفسيره في المنطق العام لحركة التاريخ، ذلك ان المسار العام لحركة الجماهير يكون هو الضمان الاكيد لانتصار القوى الاكثر تعبيرا عن جوهر فكرة التحرر والانعتاق من حكم المحتل والمستعمر.

وفي بعض الاحيان تمتد الاثار السلبية للانقسام الى ما بعد الاستقلال ، فيستمر الصدام مابين رفاق النضال القدامى الذي قد يتحول الى الخيانة الشاملة ، وبحيث تستنزف في هذا الصدام المستمر الموارد الشحيحة التي خلفها الاحتلال للدولة الوليدة.

ليست خبرات حركات التحرر الوطني على الرغم من مسارها التاريخي الصاعد ناصعة اذن من منظور الوحدة الوطنية ، والواقع ان المتفحص والمطالع لتجارب حركات التحرر في الوحدة الوطنية يمكن ان يصاب باليأس والاحباط من ذلك الكم والوزن الهائل للفرص التي ضاعت من هذه الحركات بسبب تلك الظاهرة الانقسامية ، ومما يبدو من ان الاساليب التي تم اللجوء اليها أحيانا للحفاظ على الوحدة الوطنية تبدو مسؤولة ولو جزئيا عن طبيعة نظم الحكم في مرحلة ما بعد الاستقلال السياسي.

بعد هذه الطرح ينبثق السؤال المشروع من هذا المقال وهذه المقدمة:كيف لم تنتقل الخبرات الخاصة بدروس الانقسام وامكانية تفاديه داخل حركات التحرر الوطني إلينا فلسطينيا؟

وبعبارة اخرى لماذا لم تحدث عملية التعلُم الواجبة من الاخطاء التي تم الوقوع بها في هذا الشأن رغم أننا أمة إقرأ، ورغم اننا وريث راية حركة التحرر العالمي، واصحاب انبل ثورة واعدل قضية عرفها التاريخ الحديث!؟.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصب تذكاري
- نموذج من الحركة الاسيرة؛ ابو السكر
- رواية سافوي -ملخص-
- اسطورة الحب والجنون
- الكتابة والهوية
- فرسان السينما، سيرة وحدة افلام فلسطين
- ياسر عرفات: متى لم يكن هُنا!
- سنكون يوما ما نريد
- الاعمال المقدسية الكاملة، عارف العارف
- جسر على النهر الحزين
- فتاة من الشرق؛ الجاسوسة امينة المفتي
- حوارات صحفية، نوال حلاوة
- في الاسر اليهودي، قصة حياة صلاح التعمري
- الوطن الممنوع في ذاكرة فاروق القدومي
- الاردن والفلسطينيون، يزيد صايغ
- إنهض واقتل اولا
- شهادات عن تاريخ الثورة الفلسطينية
- الكلمة البندقية، صوت الثورة الفلسطينية..صوت العاصفة
- عائد الى المخيم، علي ابو مريحيل
- احترقت لتضيء، نادية الخياط


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - مهند طلال الاخرس - الوحدة الوطنية دروس وتجارب