أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - في الاسر اليهودي، قصة حياة صلاح التعمري














المزيد.....

في الاسر اليهودي، قصة حياة صلاح التعمري


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7234 - 2022 / 4 / 30 - 23:41
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في الاسر اليهودي "قصة حياة صلاح التعمري" تاليف: عماليا ارغمان واهرون برينغ، ترجمة محمد حمزة غنايم، والكتاب يقع على متن 268 صفحة من القطع المتوسط وصدر بطبعته الاولى عن دار الهدى للنشر والتوزيع في القاهرة/مصر سنة 1994.

الكتاب يتناول قصة حياة المناضل الوطني الكبير صلاح التعمري، وهذه السيرة جائت عبر صفحات هذا الكتاب من خلال الصحفي الاسرائيلي وزوجته، حيث قام هذا الصحفي باجراء عدة لقاءات مع صلاح التعمري اثناء اسره في سجن انصار على اثر اجتياح الجيش الاسرائيلي لجنوب لبنان واحتلاله بيروت فيما بعد.

تبدا اللقاءات وتمتد الحوارات في الاسر، وتتطور العلاقة بين الطرفين لاسباب واغراض شتى، فتستكمل اللقاءات خارج المعتقل وبالتحديد داخل اراضي فلسطين المحتلة وفي اماكن مختلفة ومتعددة، ويتم تبادل وجهات النظر وتسجيل الملاحظات والحوارات، ثم ما يلبث التعمري ان يلتقي بزوجته دينا (الملكة السابقة للاردن) في منزل هذين الزوجين الصحفيين، وتبدأ علاقة فريدة ومعقدة بين الاطراف تعبر عنها جليا طبيعة الحوارات الناشئة عبر صفحات الكتاب.

الكتاب يستعرض سيرة صلاح التعمري المناضل البطل منذ تاريخ العائلة وجذورها وعمل الاب والظروف المصاحبة لفصله من العمل واسبابها ثم الولادة والنشأة والتكوين والدراسة والعمل وابرز المواقف والحوادث والمحطات في الطفولة والتي اسهمت بتشكل الوعي السياسي والوطني، ثم الدراسة الجامعية في مصر، ورابطة الطلاب الفلسطينيين ودوره فيها، ثم الانتماء لصفوف حركة فتح.

بعد ان يستعرض الكتاب سيرة التعمري عبر الفصول السابقة يمتد للحديث عن دوره في معركة الكرامة وتأسيسه لفكرة الاشبال والزهرات والغاية والهدف من ذلك مع استعراض نموذج الاشبال في الساحة اللبنانية اثناء الاجتياح.

ثم يتطرق الكتاب لتفاقم الازمة بين النظام الاردني وقوات الثورة مستعرضا التعمري -وعلى لسان الكاتب الاسرائيلي- اسباب هذه الازمة ومستعرضا بعض مسبباتها وصولا لاندلاع احداث ايلول الاسود في الاردن وخروج قوات الثورة من الاردن وبشكل نهائي باتجاه لبنان.

في لبنان تبدأ مرحلة جديدة وتحوم في الافق بوادر ازمة جديدة تطارد قوات الثورة اينما حلت وارتحلت بقصد القضاء عليها نهائيا، فهناك في لبنان تندلع الحرب الاهلية ويروي التعمري كثير من مشاهد تلك الحرب في هذا الكتاب ومن مشاهدها الفظيعة والتي كان شاهدا عليها وله عديد المواقف والتجارب مع كثير من السلوكيات والاحداث التي وقعت والتي تستحق الاحترام وان تسجل وتدون كدروس وتجارب ينهل منها الكبير قبل الصغير وعلى طول مسيرة الثورة.

في مرحلة لبنان يتولى التعمري وكان آنذاك برتبة مقدم قيادة قوات حركة فتح في الجنوب، وعند الاجتياح وانهيار الخطوط الدفاعية يلجأ التعمري الى كنيسة للاختباء فيها بحكم علاقته السابقة مع مطرانها، إلا ان ذلك المطران ولاسباب الحرب والاجتياح كان قد غادر الكنيسة واولى ادارة شؤونها لنائبه والذي يظهر انه لم يَكن يُكن للتعمري نفس شعور صديقه المطران ، وبكل بجاحة يخبر مسؤول الكنيسة التعمري بضرورة تسليم نفسه لجيش الاحتلال، وان لم يفعل لقام مسؤول الكنيسة بذلك العمل من تلقاء نفسه.

بالنتيجة؛ يتم اسر التعمري وايداعه في معتقل انصار، وهناك تبدأ قصة نضال اخرى ومحطة عمل وتجربة ثورية ونضالية لا تقل عظمة عن التجارب الاخرى السابقة. يتزعم التعمري قيادة معسكر الاعتقال بصفته اكبر رتبة عسكرية وتنظيمية بين الجميع وبسبب ماله من علاقة مع المعتقلين والذين جلهم من الجنوب حيث مركز عمله وقيادته للقوات العسكرية هناك.

في المعسكر تتصارع الارادات وتتنوع المهام النضالية وتتعدد اشكالها وادواتها، يحكم التعمري امور القيادة ويحقق الكثير من مطالب المعتقلين ويجابه السجان وفي ذهنه تختزن عظيم الامور واكبرها، واهمها فكرة حفر الانفاق للهروب من المعتقل، وتدور احداث شيقة بهذا الخصوص عبر فصل كامل غني ومليء بالالم والامل ...

في هذا الفصل بالذات وفي تجربة معتقل انصار تترسخ زعامة التعمري وتبرز شخصيته القيادية والوطنية والانسانية باروع واجمل الصور، وتستمر الاحوال على هذا المنوال حتى اتمام صفقة المبادلة مع جنود الاحتلال الذين اسرتهم حركة فتح وصولا الى هبوط الطائرة التي تقل التعمري وبقية الاسرى ارض الجزائر واستقبالهم هناك من قبل الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد بصحبة صلاح خلف ابو اياد وجموع الشعب والقيادة.

في الكتاب خطين متوازيين يجب الحذر منهما:
اولا الربط غير الموفق وغير المبرر لصلاح التعمري بسيرة زوجته دينا عبد الحميد، وهي الاميرة الهاشمية وطليقة ملك الاردن، والتي تزوجها التعمري بعد قصة حب جميلة. وتمثل ذلك الربط على تضخيم دورها والاكثار من سطور تواجدها ويعطيها دورا لا تستحقه إلاّ لكونها اميرة وملكة سابقة وزوجة لقائد وفدائي يملأ الدنيا ويشغلها في ذلك الوقت.

ثانيا ان الكاتب اسرائيلي ويورد كثير من الاحداث بما ويتفق وسياسة التضليل الاسرائيلية متذرعا بالجنوح الى السلام تارة وبالتمسك بالقيم الانسانية تارة اخرى، هذا عداك عن محاولات وضيعة اخرى مارسها بين صفحات هذا الكتاب هدفها كسر هيبة وشوكة وعنفوان صاحبنا الكبير صلاح التعمري.

وبعيدا عن تصيد الكاتب ( الاسرائيلي) ومحاولاته المتعددة الاصطياد في الماء العكر، وبعيدا عن اسبابه الموجبة والداعية لنشر هذا الكتاب، فإن هذا الكتاب جيد ويقرأ، وجدير بان يعتلي رفوف مكتباتنا بجدارة.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوطن الممنوع في ذاكرة فاروق القدومي
- الاردن والفلسطينيون، يزيد صايغ
- إنهض واقتل اولا
- شهادات عن تاريخ الثورة الفلسطينية
- الكلمة البندقية، صوت الثورة الفلسطينية..صوت العاصفة
- عائد الى المخيم، علي ابو مريحيل
- احترقت لتضيء، نادية الخياط
- احترقت لتضيء ، نادية الخياط
- الصدور العارية، خالد رشيد الزبدة
- عملية الدبويا
- ملحمة القيد والحرية
- في الطريق الى الوطن
- الجراد يحب البطيخ
- افكار بصوت هادىء
- مات الحبيب
- غزة 1987 رواية الزمن المسكوت عنه
- غزة 1987
- تجربتي مع الايام، مذكرات ابو ماهر اليماني
- الحصار ، مي الصايغ
- ناديه برادلي؛ الفدائية المغربية الشقراء


المزيد.....




- قُتل في طريقه للمنزل.. الشرطة الأمريكية تبحث عن مشتبه به في ...
- جدل بعد حديث أكاديمي إماراتي عن -انهيار بالخدمات- بسبب -منخف ...
- غالانت: نصف قادة حزب الله الميدانيين تمت تصفيتهم والفترة الق ...
- الدفاع الروسية في حصاد اليوم: تدمير قاذفة HIMARS وتحييد أكثر ...
- الكونغرس يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا بقيمة 95 مليار ...
- روغوف: كييف قد تستخدم قوات العمليات الخاصة للاستيلاء على محط ...
- لوكاشينكو ينتقد كل رؤساء أوكرانيا التي باتت ساحة يتم فيها تح ...
- ممثل حماس يلتقى السفير الروسي في لبنان: الاحتلال لم يحقق أيا ...
- هجوم حاد من وزير دفاع إسرائيلي سابق ضد مصر
- لماذا غاب المغرب وموريتانيا عن القمة المغاربية الثلاثية في ت ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - في الاسر اليهودي، قصة حياة صلاح التعمري