أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - افكار بصوت هادىء















المزيد.....

افكار بصوت هادىء


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7220 - 2022 / 4 / 16 - 23:35
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


افكار بصوت هادىء كتاب لسعدي يوسف، يقع على متن 360 صفحة من القطع الكبير، والكتاب من اصدارات مؤسسة الابحاث العربية في بيروت/لبنان بطبعته الاولى سنة 1987.

هذا الكتاب مجموعة من المقالات في العمل الثقافي والسياسة والنضال ويوميات اجتياح بيروت وقراءات في نصوص وروايات وقصائد شعرية مختارة. وكلها تمثل جزء من سيرة الكاتب والشاعر والمناضل سعدي يوسف... وهي مقالات قد تبدوا مواضيعها وابوابها متباعدة؛ الا انها في حقيقة الامر متقاربة ومتتالية ومتتابعة وتكمل بعضها البعض ضمن اطلالة بانورامية على الاحوال العربية عموما ومضمار الثقافة العربية ودروبها ونضالاتها خصوصا، حيث تمثل شهادة زمنية على محطة مفصلية من محطات نضال الانسان والمثقف العربي، هذا بالاضافة لكون هذه المقالات كتبت بقلم كاتب مبدع وشاعر مرهف ومجبول بقضايا عروبته حتى النخاع.

عن هذا الكتاب يقول الكاتب: افكار بصوت هادىء. افكار تعتمد ما يجمعنا منطلقا في الاتفاق والاختلاف. وافكار تحتفي بما جمعنا: تلك المعارك التي خضناها عبر السنوات كائنة ما كانت نتائجها. وافكار تدعوا الى نقتفي ما ثبتناه من اثر يؤثر. وان كانت اهتمامات هذه الافكار وسيعة الدائرة ومتفرقة، فليكن للكتاب فضل انه جمع ما تفرّق.

في هذا الكتاب كثير من الشهادات والمواقف التي تؤكد على الارتباط العضوي بين المثقف وقضيته المركزية القضية الفلسطينية، علاوة على اظهارها وبشكل جلي لدور وفضل الثورة الفلسطينية على مجمل الحالة الثقافية العربية وتقدمها ورفعتها، وبالتالي عل الانسان العربي ووعيه، لكن الاهم ان هذه شهادة من كاتب وشاعر فذ على عصر الثورة فسعدي يوسف ابن مرحلة كاملة كان وفيا بتسجيله وتدوينه لفضل الثورة الفلسطينية على معظم الكتاب والادباء العرب فيقول: "ارتباطا مع حركة المقاومة الفلسطينية منذ ولادتها، واعتمادا على قوة الحركة الوطنية اللبنانية ونفوذها الثقافي والاعلامي، نشأ جيل من المثقفين العرب مختلف عن اجيال سابقة. اذ استمد قوة دفع واستمرار هائلة من الواقع الفلسطيني/اللبناني. ان المقاومة الفلسطينية حتى ونحن بعيدن عنها في اقطارنا، كانت تشكل حصانتنا الاخيرة من ادواء وانواء تتهددنا، واوكار ومضار تحاصرنا....كانت المقاومة الفلسطينية ملتجأنا الكريم حين يلح العسف ويستشر. اجيال من المثقفين العرب اقامت ارتكازها وتوازنها الصعب على جذع المقاومة الفلسطينية. لقد انقذت المقاومة الفلسطينية هذه الاجيال من المستنقع المحيط، وضمنت لها امكان الابداع والاستمرار والحفاظ على علو الجبين وكرامة الفرد الحر." ص24

ويضيف:" كانت بيروت المركز الحقيقي للحركة الثقافية العربية، الاكثر حرية والاقل تكبيلا بالقيود.. ص 41.

واضافة على سبق فان الكاتب يطرح مشكلة المثقف العربي ويوليها فصلا كاملا من البحث (الفصل الاول، والذي جاء تحت عنوان في العمل الثقافي) فكتب في الصفحة 29 يقول: " المثقف العربي بين اختيارين : اما ان يرضى بشظف العيش والابتعاد عن دائرة النشاط الثقافي المتاح. او يبيع ضميره للاعلام الرجعي واجهزته فيحصل على ما تلقيه هذه الاجهزة من فتات.

وفي الفصل الثاني من فصول الكتاب (وهو اكثرها غناء) والذي جاء تحت عنوان قابضون على الجمر والذي يقع على الصفحات 73 ولغاية 134 يدون سعدي يوسف يوميات الحرب على بيروت 1982 حيث جمع عشرة مقالات كتبها اثناء الحرب تصور الثورة والمقاومة والاجتياح والاحتلال مجازره والحصار وطرق مجابهته والفدائي والانسان والمخيم وسبل المقاومة والصمود حتى الخروج.

وفي هذا السياق عبر سعدي يوسف عما يجول بخاطره تجاه الشعب الفلسطيني ونضالاته فكتب على ظهر ص 85 ما نصه:
"الفلسطينيون في هذه الايام يتصرفون بهدوء عجيب. من المقاتل وهو يحمل سلاحه ذاهبا الى الموقع، حتى المراة وهي تحمل الماء ذاهبة الى الغرفة او الملجأ، ويمكن للمرء ان يضع اصبعه على حقيقة صعبة التكشف إلاّ في الملمات؛ وهي ان هذا الشعب يمتلك من الوعي والاحساس والثقة بالتنظيم، ما يؤهله لبناء دولة قد تكون افضل دولة بناها العرب على امتداد تاريخهم الحديث. لقد بني معظم الدول العربية على ارث كولونيالي وبأيدي وكلاء، اما الدولة الفلسطينية فهي ضمير شعب شجاع وذكي ومقاتل، انتزع هويته انتزاعا من المخالب الصهيونية والاستعمارية الغربية، وظل يقاتل حفاظا على هذه الهوية، من حرب الى حرب، ومن معركة الى معركة، دون ان يفقد ولو للحظة واحدة تصميمه المذهل على بناء حياته بيده وكما يريد.

في الفصل الثالث والذي جاء تحت عنوان "اماكن" يتناول الكاتب يومياته في عدة بلاد زارها، يبدؤها بعدن ثم صنعاء واديس ابابا وقبرص وموسكو والجزائر والكويت والبصرة والقاهرة والمغرب ثم اليمن مجددا .. في سيرة حياتية واطلالة بانورامية على ظروف مرحلة كاملة.

في الفصل الرابع والذي جاء تحت عنوان " محاولات في مذاق النص" يستعرض سعدي يوسف بعض الاعمال الادبية والقصائد الشعرية في مراجعات نقدية تظهر صورة اخرى للنصوص المكتوبة مما يضفي عليها لمسة من التشويق تحفز لاعادة قراءتها مجددا، وهذه الاعمال لكل من : جراهام جرين وجابرييل غارسيا ماركيز وكاسترو، ثم قطار استنبول، وجنتلمان سان فرانسسكو ايفان بونين يتحسس الطريق... يمسك بالخيط/ وليد خازندار، اوريانا فالاتشي، ومواسم الشرق لمحمد بنيس.

الفصل الخامس وجاء تحت عنوان "عن الشعر واهله" وفيه يتناول بالعرض والنقد وبكثير من الوفاء سيرة وتجربة كل من: امل دنقل ومحمود درويش.

الفصل السادس وجاء تحت عنوان رائحة معتقة وفيه مقالات جائت تحت العناوين التالية: اساطير الاولين، يا له من بائس ذلك الشاب، محي الدين بن عربي، اساطير الاولين والاخرين.

لسعدي يوسف سيرة محط فخر وتقدير وهي سيرة غنية ومفعمة ومليئة ومزدحمة بالمحطات والانجازات، وبحسب الموقع الرسمي للشاعر العراقي فقد جاء في سيرته انه
ولد في قرية أبي الخصيب بمحافظة البصرة عام 1934، وأكمل دراسته الثانوية في مدينة البصرة وتخرج من كلية المعلمين في بغداد عام 1954 بدرجة البكالوريوس مع مرتبة الشرف في الأدب العربي.

بدأ حياته المهنية كمدرس، ثم انتقل إلى الصحافة الأدبية، لكنه كان مكرسا حياته للكتابة. وتزوج من الممثلة إقبال قدوم، ولديه وبنتيه مريم وشيراز وثلاث حفيدات نادية ونادين وماركيتا.

انضم يوسف إلى الحزب الشيوعي العراقي في شبابه واعتبر نفسه شيوعيا طوال حياته، وتم سجنه عام 1963 من قبل نظام البعث.

وتنقل شاعرنا بين دمشق وبيروت، ثم قبرص واليمن وتونس بعد مغادرة منظمة التحرير الفلسطينية لبنان، لينتقل بعدها إلى لندن عام 1999.

أدبيا، نشر يوسف أكثر من 40 مجموعة شعرية، من أهمها قصائد مرئية صدرت عام 1969، ولأخضر بن يوسف وهمومه عام 1971 . كما نشر عشرات الأعمال النثرية من الخيال والنقد والمذكرات.

ويعتبر يوسف من أهم المترجمين إلى العربية وأكثرهم إنتاجا مع قائمة من الترجمات التي تزيد عن أربعين عملا تشمل شعر والت ويتمان، فيدريكو غارسيا-لوركا، يانيس ريتسوس، وقسطنطين كفافي، وغيرهم.

ونال يوسف جوائز دولية عدة في الشعر: جائزة سلطان بن علي العويس التي سُحبت فيما بعد، جائزة كفافي من الجمعية اليونانية، جائزة أركانا من بيت الشعراء المغربي، وجائزة الأدب العربي في مونتريال. كما شغل عضوية مجالس إدارة العديد من المؤسسات الثقافية العربية والدولية، بحسب موقعه الإلكتروني.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مات الحبيب
- غزة 1987 رواية الزمن المسكوت عنه
- غزة 1987
- تجربتي مع الايام، مذكرات ابو ماهر اليماني
- الحصار ، مي الصايغ
- ناديه برادلي؛ الفدائية المغربية الشقراء
- ترانيم الغواية
- حضن الصبار
- عندما تُزهر البنادق
- كم طلقة في مسدس الموساد؟
- ذاكرة وطنية، حكم بلعاوي
- بالحبر الكنعاني نكتب لفلسطين، وبالدم ايضا
- تحت نقطة الصفر
- الشمس تُولد من الجبل
- رفقة عمر، مذكرات انتصار الوزير (ام جهاد)
- سمير الهنشل وحكاية يوم الجريح الفلسطيني
- بين استنهاض الكادر الحركي وبناء التنظيم الحركي
- الربيع الاول للثورة
- نحو صياغة رواية تاريخية للنكبة
- عودة الاشبال، رواية لفاضل يونس


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - افكار بصوت هادىء