غزة 1987

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7219 - 2022 / 4 / 15 - 23:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

غزة 1987 رواية ليسري الغول، تقع على متن 150 صفحة من القطع المتوسط وهي من اصدارات مكتبة سمير منصور ودار خطاب للنشر والتوزيع في غزة/فلسطين سنة 2017.

الرواية فلسطينية اجتماعية تتناول موضوع شائك ومعقد ألا وهو موضوع عمل الشباب الفلسطيني داخل الخط الاخضر، وبحيث تتعرض الرواية لما يتعرض له هؤلاء الشباب من محاولات اسقاط وتجنيد اثناء عملهم داخل الخط الاخضر، اضافة الى تعرضها لموضوع آخر لا يقل خطورة عن الاول، الا وهو العلاقات الجنسية والغرامية التي تنشأ بين هؤلاء الشباب من العمال الفلسطينيين والنساء اليهوديات البغايا، وما ينتج عن هذه العلاقات من اثار: كحالات الحمل والولادة والشبق الجنسي والاسقاط في براثن الاحتلال، يتبعه حتما الوقوع في المحظور وتعقد العلاقات اكثر، في تجسيد حي لحقبة سوداوية خسر فيها المواطن الفلسطيني الشيء الكثير واهم نقاط الخسران كانت ذاته.

"تتهافت نسوة تل ابيب لطلبي من المناهيل جوسيف (مسؤول العمال) كي اعمل لديهن لساعات فقط. اذهب عارفا بمرادهن دون خوف. امارس اللذة ثم اعود فارسا يمتشق المال الذي يكفي اسرتي في المخيم لاسبوع." ص 20.

" العنني الاف المرات. العن الحياة والواقع الذي دفع بنا للعمل رغم انوفنا في هذه المدينة الشقية. نقتات الطعام لنخبيء الباقي لاطفالنا، فتثير تلك النسوة رغباتنا بملابسهن وحركاتهن. نسقط فوقهن كجبال من نار، نسقط في اوحال الرذيلة فلا نعرف ان كن بحاجة للاستبضاع كاهل الجاهلية من العرب ام هي الرغبة فقط، نهذي ان كانت اجسادهن بحاجة لفحولة تهزم رجالهم ام لايقاعنا في فخ التعاون الامني. ورغم كل ذلك نسقط كل مرة في فخ اللذة، نعود الى غزة نلوك انفسنا فنقطعها اربا، وحين نأتي تل ابيب تبدأ اللعبة من جديد دون ان نتعلم الدرس...ص 21.

كل هذه الاسئلة الشائكة واكثر تدور على لسان ابطال الرواية بصورة سلسلة وبسيطة تهدف الى تسليط الضوء على احد اهم الامور والموضوعات المسكوت عنها في تشابكات العلاقة القائمة بين اصحاب الوطن والدخلاء.

تدور الرواية في معظم صفحاتها في فلك من السوداوية القاتمة ، ولا تزول إلا مع دخول خط جديد في الرواية يتمثل بانطلاق الانتفاضة عام 1987 وتصاعد احداثها عبر صفحات واحداث مقتضبة وصولا الى توقيع اتفاقية السلام وتأسيس السلطة الوطنية وتوفيرها ملاذا لعمل ابناء البلد ضمن صفوفها بدل العمل داخل الخط الاخضر، مع اشارة اخيرة الى ان غزة مازالت مستمرة في الغرق كما ورد في اخر سطر من الرواية ص 150 وهي نهاية مفتوحة على كافة الاحتمالات.

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات