أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - حضن الصبار














المزيد.....

حضن الصبار


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7214 - 2022 / 4 / 10 - 21:28
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


حضن الصبار رواية لفايز سلطان(فايز عبد الرحمن القيسي) صدرت عن دار "موزاييك" للترجمات والنشر والتوزيع في عمان/الاردن، والرواية تقع على متن 247 صفحة من القطع المتوسط.

تسجل الرواية بتقنية السرد الحكائي المبسط والبعيد عن التكلف والتعقيد، أحداث ما بعد النكبة الفلسطينية 1948، إذ تبدأ أحداثها منذ عام 1948 وتضع أوزارها في العام 1970، فتعرض صورا متعددة من محطات ترحال وتشرد ونكبة ومسيرة الشعب الفلسطيني، من خلال تتبع سير اسر وعائلات نجح الكاتب في التقاط اهم مفاصلها ومواجعها ليوظفها بما يخدم فكرة الرواية...وعليه كانت هذه الرواية احدى روايات الوجع الفلسطيني بامتياز.

ومن فصول الوجع في الرواية : "كفرعانة القريبة من يافا، قرية داهمتها العصابات الصهيونية بكل همجيتها المعروفة فأحدثت فيها الدمار والخراب. تبدو للعيان خاوية متهدمة منازلها والحيوانات النافقة منتشرة في جنباتها، لا يشق صمت موتها سوى نعيق الغربان. الثوار كانوا هنا قبل يومين، أصوات رصاصهم لم تعد تُسمع كما كانت في الليل والنهار، مُذ فرّوا إلى القرى والمدن التي لم تصلها بعد تلك العصابات، لإعادة ترتيب صفوفهم وبناء قوتهم لمعاودة المقاومة. مغادرة الثوار لتلك المناطق المنكوبة زادت توتر الناس وخوفهم بعد احتمائهم بأصوات طلقاتهم وتكبيرات المُغيرين من الكمائن بين بيارات البرتقال على عصابات العدو.

ارتحل الفلاحون مع الثوار إلى المدن والمناطق الأكثر أمناً، وتفرق الأقرباء والأنسباء، في رحلة البحث عن مأمن، عبد الرحمن الشاعر وأسرته: والداه وإخوته وأخواته لجأوا إلى قرية (الخيرية)، حمدة وبناتها وطفلها تمكنوا من الوصول إلى أطراف مدينة (الرّملة) حيث حطت حمدة رحالها على قارعة الطريق تحت شجرة تين لم ينضج ثمرها بعد، تبلّ ريق أطفالها بما حملته من ماء، ملوحة بيدها لكل شاحنة تمر، علّ سائقها يشفق علىيهم فتنقلهم إلى أيّ منطقة آمنة!

لم تتوقف لها أيّ وسيلة نقل، حتى هبت واقفة أمام إحداهنّ في منتصف الطريق، ملوّحة بكلتا يديها بعد أن بدأت الشمس تلوّح هي الأخرى مودعة جبين المنطقة المغطى بغبار الحرب".

كما تتحدث الرواية عن حقبة زمنية لمدن الضفة الشرقية وكيفية تطورها ونشوئها واثر النكبة واللجوء عليها، وتحديدا الرصيفة والزرقاء واربد وعمان، وعلى العموم تقع أحداث الرواية بين كفر عانة والخيرية ويافا ورام الله والرملة والجلزون ونابلس وإربد والرصيفة والزرقاء وعمان ومخيم الوحدات.

يعتمد الكاتب على تتبع سيرة وتاريخ العائلات لينسج خيوط روايته، وياخذ سيرة عائلة حمدة البيك اللاجئة من كفر عانة قضاء يافا مدخلا لذلك، ومن خلال سيرتها وسيرة عائلتها تتفرع الاحداث وتتابع الى ان يمسك بزمام الامور والرواية الشاعر الاب ومن ثم رامز الابن، ومن خلالهما وعلى لسان الراوي العليم تتجمع الحكايات في الرواية.

بطل الرواية «الشاعر» وهذا يتم له بعد ان يأخذ لسان الحكاء في الرواية من حمدة، فيظهر بصيغة البطل الاوحد المطالب بكل شيء والعالم بكل شيء، والذي تتجمع الحلول والحبكات بين يديه،؛ فالشاعر وحسب ما جاء في ص ١٦٢ انسان مؤدب وخلوق وفنان وخدوم، ووضعه يجعل الجميع يتعاطف معه، نتيجة ظروفه القاسية؟! فهو انسان فقد زوجته، وعنده طفل يتيم وبحاجة لمن يرعاه ويسهر على تربيته، واخت الشاعر تعاني من مرض مزمن...

وهذه الصفات والسمات بالاضافة لمجموعة من الحكايات سمحت للشاعر بان يبقى لسان الحكاء الذي ينعقد له الامر وتجري على لسانه الصفحات وتتراكم الاحداث، الى ان يكبر الفتى رامز ، و الذي يشكل امتدادًا لشخصية الشاعر الاب، وهو ابنه في كل الاحوال.

تتصاعد احداث الرواية وتصبح اكثر حيوية وتتخلص من بعض الرتابة والحمولة الزائدة عند الفصل ٢٢ ص ١٩٩ وصاعدا. وتبلغ الرواية ذروتها وقمة التعقيد والذي يصاحبه مجاز رهيب ورمزية مطبقة غاية في الروعة عند الفصل ٢٨، ص ٢٣٩، وهو الفصل الاخير(وما ينطبق على الفصل الاخير من حيث الرمزية والمجاز ينطبق ايضا على عنوان الرواية حضن الصبار)؛ فيظهر رامز بطلا وراوي اوحدا للاحداث من خلال رمزية عالية تمثلت بمرضه وتمكن الهلوسات والأحلام والخيالات منه، وتلك الصور التي يراها في اللاوعي قبل أن تتحقق وتتجسد على شكل مصائب تغيم على المخيم والبلد برمته (الضفة الشرفية)، من خلال انتقائه لاحلام وكوابيس سوداوية تبث الموت والخراب والدمار وتنشر الرعب وتجزع الانفس السوية منها، في اشارة رمزية لاحداث ايلول الاسود. فنجده في ص ٢٣٩ يقول : "كانت الشمس تغيب وتعتق الناس من هول حرارتها في تلك الايام الايلولية، لتتربع النجمة المذنبة في الجهة الشرقية من سماء المدينة....
ثم انطلق من الجبل البعيد عواء ذئب ردت عليه ذئاب عدة من على التلال المقابلة، هطلت امطار شديدة الغرابة، اذ كانت القطرة منها بحجم حبة العنب،...اختلطت اصوات الذئاب والرياح باصوات حبات المطر الغريبة، التي ما ان تلامس الارض حتى يصدر عنها فرقعة قوية...، بعد ساعة انطلقت صفارات سيارات الاسعاف التي تحمل شعار الدولة وشارة الهلال الاحمر...".



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما تُزهر البنادق
- كم طلقة في مسدس الموساد؟
- ذاكرة وطنية، حكم بلعاوي
- بالحبر الكنعاني نكتب لفلسطين، وبالدم ايضا
- تحت نقطة الصفر
- الشمس تُولد من الجبل
- رفقة عمر، مذكرات انتصار الوزير (ام جهاد)
- سمير الهنشل وحكاية يوم الجريح الفلسطيني
- بين استنهاض الكادر الحركي وبناء التنظيم الحركي
- الربيع الاول للثورة
- نحو صياغة رواية تاريخية للنكبة
- عودة الاشبال، رواية لفاضل يونس
- قتال العمالقة، العسكرية الفلسطينية ١٩٧ ...
- الوطن في العينين، حميدة نعنع
- دمشقيات، عماد الاصفر
- المحاصرون؛ رواية لفيصل حوراني
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (5-5)
- مذكرات سليمان الشرفا ابو طارق
- الليلة عيد راس السنة
- اسياد الذاكرة؛ شاعر الثورة صلاح الحسيني ابو الصادق (4-4)


المزيد.....




- من الحرب العالمية الثانية.. العثور على بقايا 7 من المحاربين ...
- ظهور الرهينة الإسرائيلي-الأمريكي غولدبرغ بولين في فيديو جديد ...
- بايدن بوقع قانون المساعدة العسكرية لأوكرانيا وإسرائيل ويتعهد ...
- -قبل عملية رفح-.. موقع عبري يتحدث عن سماح إسرائيل لوفدين دول ...
- إسرائيل تعلن تصفية -نصف- قادة حزب الله وتشن عملية هجومية في ...
- ماذا يدخن سوناك؟.. مجلة بريطانية تهاجم رئيس الوزراء وسط فوضى ...
- وزير الخارجية الأوكراني يقارن بين إنجازات روسيا والغرب في مج ...
- الحوثيون يؤكدون فشل تحالف البحر الأحمر
- النيجر تعرب عن رغبتها في شراء أسلحة من روسيا
- كيف يؤثر فقدان الوزن على الشعر والبشرة؟


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - حضن الصبار