أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند طلال الاخرس - الكتابة والهوية














المزيد.....

الكتابة والهوية


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7314 - 2022 / 7 / 19 - 00:52
المحور: القضية الفلسطينية
    


معظم الشعوب التي أرادت أن تؤكد هويتها عولت على الكتابة في محاولة لإعلان سرديتها وقصتها وروايتها الخاصة في مواجهة سرديات وقصص أخرى تستمد قوتها لا من إنسانيتها وحضارتها بل من إقتصادها وترسانتها العسكرية.

من هنا أبدعت الشعوب المقهورة بإنتاج و تقديس كتابها ومثقفيها بشتى أصنافهم وانواعهم على مدى عصور الثورة؛ فظهر بابلو نيرودا في امريكا اللاتينية ؛ ولوركا في اسبانيا؛ وناظم حكمت في تركيا، وطاغور في الهند، وفولتير وجان جالك روسو في فرنسا، ومكسيم غوركي ودوستوفسكي وانطون تشيخوف وغيرهم في الاتحاد السوفيتي السابق، والطاهر وطار في الجزائر، والطيب صالح في السودان، والمنفلوطي والرافعي والكواكبي وتوفيق الحكيم وعباس العقاد ويوسف ادريس ونجيب محفوظ في مصر ، ومحمود درويش واسماعيل شموط وناجي العلي في فلسطين وغيرهم الكثير ممن اسهموا في كتابة نصهم الثقافي من شعر او قصة او رواية او مسرح او رسم او نحت او ... بطريقتهم ووفقا لرؤيتهم وإن كانت حالمة أحيانا كثيرة، لكننا نتفق أنها النص الوطني ضمن النص التاريخي الذي عادة ما زوره المحتلون محاولين شطبه والغائه تارة، وبتحريفه وتسفيهه تارة، وطمسه او سرقته تارة اخرى.

وقد نجد ادلة كثيرة على تأكيد ما ذهبنا اليه في مقصدنا هذا، لكنا وجدنا ضالتنا الكبيرة والاثيرة فيما قاله الشاعر الكبير محمود درويش؛ "‏الهُوية هي: "ما نُورث لا ما نَرِث. ما نخترع لا ما ‏نتذكر. الهوية هي فَسادُ المرآة التي يجب أن نكسرها كُلَّما أعجبتنا الصورة! لا أَخجل من هويتي، فهي ما زالت قيد التأليف".

وفي قوله: "إنَّ الهوية بنتُ الولادة، لكنّها في النهاية إبداعُ صاحبه".

وهذا النص الدرويشي على كثافته وغناه يكفل لنا اطلالة معرفية موجزة عن الهوية وتطوراتها، اضافة الى ان هذا النص بحد ذاته كفيل باستنباط تعريف مبسط وجامع لمفهوم الهويّة ومقوماتها.

وقد نجد ضالتنا استنادا لما سبق في تعريف مفهوم الهوية فهي “ليست شيئا منجزاً ونهائياً منغلقاً على ذاتهِ، وإنما امتداد للتاريخ والحضارة، وهي قيم وخصائص قابلة للتحوير والتطوير والتحول من زمن لآخر… والهوية أيضا شعورا جمعيّا لأمة أو لشعب ما، يرتبط بعضه ببعضهِ ارتباطا مصيريّا ووجوديّا”.

فالهوية الوطنية في كل أمّة هي الخصائص والسمات التي تتميز بها، وبحيث تولد وتتطور بصيغة جمعية مع كل افرادها، وتترجم روح الانتماء لديهم، ولها أهميتها في رفع شأن الأمم وتقدمها وازدهارها، وبدونها تفقد الأمم كل معاني وجودها واستقرارها، بل يستوي وجودها من عدمه، وهذا المعنى والمقصد بالذات نجده في قول درويش "إنَّ الهوية بنتُ الولادة، لكنّها في النهاية إبداعُ صاحبه".

وان تميز جماعة بهوية لا يعني تطابق أفراد الجماعة، وانما يعني السمة الغالبة او الشائعة او النسبية الجامعة.

وتقوم الهوية الوطنية على عدة مقوّمات أهمها التراث، والتاريخ، والثقافة، واللغة، والتجارب، ومصير الشعب وطموحاته بالحرية والاستقلال مثلا، كالحالة الفلسطينية، لذا وجب على الفلسطينيين ومن على شاكلتهم الاعتناء بالهوية وادواتها وروافعها ولا سيما الكتابة بصورة متميزة اكثر من غيرهم.

ففي الكتابة بأصنافها المتعددة التاريخية والادبية والفكرية والفلسفية والاجتماعية والعلمية إعلان هوية ووجود وإصرار على البقاء ضمن الجغرافيا والتاريخ، وضمن الخط العام لسير وديمومة العملية التاريخية، وبالتالي إنتاج مُنجز حضاري يقدم للانسانية عامة، ويسهم في تطوره، بعد أن يكون قد أسهم في حفظ هوية الشعب ووجوده، حاله كحال التراث والعادات والتقاليد واللغة والثقافة والاسم والاصل والنسب والنشأة والتكوين، مما يسهم بالتراث الحضاري الانساني، علاوة على الاسهام في العملية الانتاجية للانسانية أجمع.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرسان السينما، سيرة وحدة افلام فلسطين
- ياسر عرفات: متى لم يكن هُنا!
- سنكون يوما ما نريد
- الاعمال المقدسية الكاملة، عارف العارف
- جسر على النهر الحزين
- فتاة من الشرق؛ الجاسوسة امينة المفتي
- حوارات صحفية، نوال حلاوة
- في الاسر اليهودي، قصة حياة صلاح التعمري
- الوطن الممنوع في ذاكرة فاروق القدومي
- الاردن والفلسطينيون، يزيد صايغ
- إنهض واقتل اولا
- شهادات عن تاريخ الثورة الفلسطينية
- الكلمة البندقية، صوت الثورة الفلسطينية..صوت العاصفة
- عائد الى المخيم، علي ابو مريحيل
- احترقت لتضيء، نادية الخياط
- احترقت لتضيء ، نادية الخياط
- الصدور العارية، خالد رشيد الزبدة
- عملية الدبويا
- ملحمة القيد والحرية
- في الطريق الى الوطن


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - مهند طلال الاخرس - الكتابة والهوية