أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند طلال الاخرس - تحسين فؤاد صايمة، الحياة وقفة عز















المزيد.....

تحسين فؤاد صايمة، الحياة وقفة عز


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 20:20
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


يراهن اعداء الامة دائما على ذاكرة عربية مهترئة لا تختزن ولا تحتضن في ثناياها سيرة هذه الامة المليئة بمحطات المجد والعنفوان؛ بل يجاهدون ايضا لمسح ما علق في ثنايا الذاكرة من لحظات ومحطات مجد يزدحم بها تاريخ الامة، وعبثا يحاولون رغم سيل الاكاذيب والدم؛ فاعداء الامة يعرفون حق المعرفة بان تاريخ الامة العربية والاسلامية وتراثها كخابية الحنين مليء بالمحطات والتجارب التي تحتوي كل معاني العنفوان والعز والانفة التي تبقى على مدى التاريخ، مهما حاولت قوى البغي والعدوان كسر كل محاولات النهوض والقيام، او حتى مجرد الزهو والاعتزاز بهذا التاريخ.

ان محطات المجد ومواقف العز في عقول ابناء امتنا باقية وان اعتلاها الكثير من الغبار، فحتما عند لحظة مقدسة من الزمان يأتي الفرج وينبلج النور من رحم العتمة بعد ان ظن الجميع ان كل شيء منذر بالخراب. فهذا ديدن التاريخ وقانون الطبيعة بالانتصار لاصحاب الحق ولو بعد حين.

ومن تراث الامة وخابيتها نجد بعضا من ضالتنا المنشودة في سيرة البطل العميد طيار مقاتل تحسين فؤاد صايمة، سليل سيرة المجد التي لا تنضب ولا تنقطع، فمن هو ياترى؟

هو طيار مقاتل (أردني، فلسطيني) من نابلس، دخل الكلية الجوية المصرية في عام 1956 بعد العدوان الثلاثي مباشرة، و تعلم الطيران على يد الأبطال المصريين في الكلية الجوية، لكن وقبل الانتهاء من فترة الإعداد و التدريب العسكري الكامل تم سحب هؤلاء الطلاب الطيارين الأردنيين من مصر و إعادتهم للأردن مرة أخرى بسبب الخلافات الناشبة بين الاردن ومصر في عهد الرئيس جمال عبدالناصر والملك حسين.

ثم ذهب الطيار البطل تحسين صايمه مع زملائه الطلاب لباكستان لإكمال دراسة الطيران هناك، كان هناك عشرة طلاب أردنيين في باكستان و أكملوا دراستهم في 14 شهرا، وكان الطيارين الباكستانيين على مستوى عالي جدا في الطيران، لان الطيار المدرس في باكستان يحصل على الأقل على درجة الماجستير في علوم الطيران و دبلومه في علوم التربية أيضا، و بعد مرور فترة من الزمن وكان الطلاب قد اقتربوا من مرحلة التدريب على الطيران والتخرج، تم إرجاعهم للأردن مرة أخرى وكانت العودة هذه المرة بسبب رسالة تذمر من احد افراد البعثة لعمه -رئيس وزراء الاردن- عن الاحوال المعيشية والتدريبية في الباكستان.

ثم سافرت البعثة و كملت دراستها على الطيران في انجلترا، ثم أنهى الطلاب مرحلة الدراسة و عادوا طيارين للأردن.

عاد الطيارين لسلاح الجو الملكي الأردني للطيران على مقاتلة (الفامبير) الانجليزية، وكان في الأردن وقتها سربين أحدهما (هوكر هنتر) و الآخر سرب (فامبير)، وكان يوجد في الأردن بعض الطيارين الانجليز والذين قاموا بتعليم الطيارين الأردنيين فنون القتال بشكل محترف.

وبعد مضي فترة من الزمن تم إرسال الطيار تحسين صايمة وزملائه لانجلترا للحصول على دورة قيادة فرقة الطائرة (هوكر هنتر) حيث سيتم استبدالها بدل من الطائرة (الفامبير) القديمة، وعاد الطيار تحسين وزملاؤه بالطائرات الجديدة للأردن وتمركزت في احد مطارات الأردن العسكرية.

بعد فترة من قيام ثورة اليمن تدخلت مصر لمساعدة الثورة اليمنية، فوجدت مصر نفسها تواجه القوى الرجعية في اليمن ومن خلفها الداعم الاكبر السعودية، والتي اخذ طياروها الامر على عاتقهم ورفضوا الاوامر بقصف القوات والقواعد والمنشأت المصرية في اليمن، وليس هذا وحسب؛ بل هربوا بطائراتهم الى مصر وطلبوا اللجوء اليها، بعد ان اخبروا مصر بالمخطط المعادي للامة.

وعلى اثر تكرر عمليات الهروب بالطائرات الحربية السعودية قامت الأردن بالتدخل لصالح السعودية ومساعدتها عسكريا، ومن ضمن المساعدات تدخل الطيران الحربي الاردني لضرب الاهداف المصرية في اليمن.

لكن بعض الطيارين الأردنيين كانوا يريدون قتال إسرائيل و ليس قتال أي دولة أخرى، فقد كانت مصر في نظر الشباب العربي هي المخلص الوحيد من السرطان الإسرائيلي في المنطقة العربية.

وبناء على طلب السعودية، صدرت الاوامر لقادة سلاح الجو الاردني بالتجهز لضرب اهداف تعود للجيش المصري والثورة اليمنية في اليمن.

فما كان من الطيار تحسين صايمه و الطيار حربي صندوقه إلاّ التوجه بطائراتهم مباشرة من الأردن لمصر. وعند دخول طائرتي (الهوكر هنتر) للأجواء المصرية تم اعتراضهما من قبل المقاتلات المصرية، وتم الاتصال بين الطيارين من (الهوكر هنتر) و التعرف عليهما، ونزل الطيار تحسين صايمه وزميله الطيار حربي صندوقه في احد المطارات المصرية، وتم سؤالهم عن سبب الزيارة الغريبة وتم عقد لقاء للطيارين مع الصحفيين
ونشر الخبر في الصحف، ثم تم لقاء الطيارين الأردنيين مع الزعيم المصري جمال عبد الناصر، وتحدث الطيارين معه، وفي هذا اللقاء طلب الطيارين أن يعملوا في القوات الجوية المصرية، فقد كان كل منهما يريد قتال إسرائيل في معركة العروبة الكبيرة، فابتسم الزعيم جمال عبد الناصر وقام بالاتصال بالمشير عبد الحكيم عامر واخبره انه سيرسل له طيارين من الأردن ويجب أن يعاملهم بشكل جيد، وينفذ رغباتهم في العمل بالقوات الجوية المصرية كطيارين، و تم اللقاء ومقابلة المشير عبد الحكيم عامر الذي رحب بهم بين اخوانهم في القوات الجوية المصرية، وتم توجيههم للعمل في أحد أسراب (الميج 19) في مطار فايد، وكان وقتها قائد هذا اللواء الجوي هو الطيار البطل احمد حسن الدريني.

صدر حُكم في الاردن على تحسين صايمه وزميله صندوقة بالاضافة لقائد سلاح الجو الاردني سهل حمزة بالإعدام على ما قاما به من عمل وذهابهم لمصر، لكن بعد فترة من الزمن تصالح ملك الأردن مع الزعيم جمال عبد الناصر وطلب الطائرات فاعادتها مصر للاردن، وفيما بعد اصدر الملك عفوا عن الطيارين و سقط حكم الإعدام و تم إعلان العفو.

وقبل تنفيذ طلب الملك رجوع الطائرتين (هوكر هنتر) للأردن من مصر، كانت هاتين الطائرتين تطيران وتعملان من وقت لآخر في مصر، حيث كانت تأتي قطع غيارهما من العراق، حيث كان عند العراق سرب من هذا النوع من الطائرة الانجليزية، ثم عادت الطائرتين للأردن لكن بقي الطيارين الأردنيين تحسين صايمه و حربي صندوقه في مصر يعملون كطياري قتال داخل أسراب المقاتلات المصرية، وانتقل الطيارين من الطيران على المقاتلة (الميج 19) للمقاتلة القاذفة (سوخوي 7) في عام 1966.

مرت الأحداث سريعا بالطيار المقاتل البطل تحسين صايمه داخل القوات الجوية المصرية وتدرج في المناصب القيادية وشارك في معارك حرب عام 1967، وشارك ايضا في حرب الاستنزاف ثم حرب أكتوبر عام 1973، وتدرج في المناصب من قائد فرقة تدريب المقاتلة القاذفة (السوخوي 7) حتى وصل لقائد لواء جوي في حرب أكتوبر عام 1973، حيث قاد لواء من مقاتلات قاذفة ميج 21 في حرب اكتوبر 1973، وشارك هذا اللواء الجوي متعدد المهام في الضربة الجوية الأولى بقصف احد مطارات العدو الإسرائيلي في سيناء و أهداف معادية أخرى، ثم قام هذا اللواء الجوي متعدد المهام بقيادة الطيار الأردني تحسين صايمه بالكثير من عمليات القصف الأرضي لمواقع العدو والدفاع الجوي، ودخل في معارك جوية طاحنة خلال حرب أكتوبر، وقد شارك صايمة بكل معارك المواجهة والقتال مع العدو الاسرائيلي وله مآثر كثيرة وكبيرة، ولكن قد يكون اميزها واهمها مشاركته بمعركة المنصورة الجوية ضد القوات الجوية الاسرائيلية والتي تعد اكبر معركة جوية على مدار التاريخ، حيث قاد اللواء 203 في تلك المعركة.

وقد سجل التاريخ لتحسين صايمه ورفاقه احد طلعات الطيران الشهيرة والتي تشتهر صورتها على الانترنت، حيث قام تشكيل مقاتل بقيادته بقصف احد زوارق البحرية الإسرائيلية وضربه.

بقي تحسين صايمه في مصر حيث عاش وتزوج وانجب وتم تكريمه من قبل الحكومة المصرية في 2018 وبقي في مصر حتى وفاته في 13/1/2023، وفي فترة تقاعده وتواجده في مصر افتتح مصنعا للجلود والاحذية والشنط في الجيزة 10 شارع عبد السميع رحيم، وراق الحضر، وحرص على تعليم ابناءه وارضاعهم قيم العروبة الاصيلة.

وفي فترة اقامته وعيشه في مصر لم يتوانى عن تقديم اي خدمة لابناء عائلته وشعبه، فشهد له القاصي والداني بعديد الخدمات الجليلة التي قدمها من بعثات تعليمية جامعية ومساعدات في شتى المجالات.

طوبى للرجال الرجال الذين يغرسون في انفس الاجيال المتلاحقة معنى الحرية والكرامة والرجولة.

طوبى للرجال الرجال من امثال تحسين صايمة الذي يعرفون حدود الوطن والقضية حق المعرفة، والاهم انهم يعرفون حقاً، ان الحياة وقفة عز في زمن عزت فيه الرجولة، وغابت كثير من القيم.



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس وتجارب ثورية؛ التضحيات والنتائج
- الليلة عيد راس السنة، الى فتح في عيدها 58
- نوبة حنين
- صلاح جودة ضمير الشعب
- فتح والفصائل؛ التأسيس والانشقاقات
- بكره العيد وبنعيد، محمد سرسك
- الوحدة الوطنية دروس وتجارب
- نصب تذكاري
- نموذج من الحركة الاسيرة؛ ابو السكر
- رواية سافوي -ملخص-
- اسطورة الحب والجنون
- الكتابة والهوية
- فرسان السينما، سيرة وحدة افلام فلسطين
- ياسر عرفات: متى لم يكن هُنا!
- سنكون يوما ما نريد
- الاعمال المقدسية الكاملة، عارف العارف
- جسر على النهر الحزين
- فتاة من الشرق؛ الجاسوسة امينة المفتي
- حوارات صحفية، نوال حلاوة
- في الاسر اليهودي، قصة حياة صلاح التعمري


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - مهند طلال الاخرس - تحسين فؤاد صايمة، الحياة وقفة عز