أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - احزان الفلسطيني الاخير؛ طالب ابو عابد














المزيد.....

احزان الفلسطيني الاخير؛ طالب ابو عابد


مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7574 - 2023 / 4 / 7 - 00:30
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


احزان الفلسطيني الاخير رواية لطالب ابو عابد تقع على متن 233 من القطع المتوسط وهي من اصدارات دار يعرب للنشر والتوزيع في دمشق سنة 1989.

الرواية فلسطينية بامتياز تتناول بشكل رئيس مقاومة الفلسطينييون الاحتلال الاسرائيلي في فترة الستينيات، وهي فترة خضوع الضفة الغربية لحكم الاردن، وهي فترة احداث الرواية وذلك من خلال سيرة قرية فلسطينية متخيلة اسمها "بير النار" وهذه القرية تقع على حدود خط الهدنة "الخط الاخضر"، اذ يرتحل معظم سكان هذه القرية الى مخيم "رمانة" وهو ايضا متخيل في دولة عربية مجاورة يرمز لها ببلاد العامرية وجيشها يرمز له بجيش حكومة ذيبان في اشارة رمزية كثيفة المعنى، وما حصل فيه يشابه ويماثل سيرة كثير من المخيمات في دول الطوق [الاردن وسوريا ولبنان].

ياخذنا الكاتب في حوار متصاعد يستخدم فيه وبعناية فائقة رمزية القبايل وتفرقها ومقصد المستعمر من ذلك ص136 : فيسأل احمد الحراث وليد، "من هو سايكس بيكو هذا؟ فيجيب؛ انهما اللذان قسما قبيلتنا الى قبائل، وجعلوا لكل قبيلة زعيما وحكومة، واضاف: ان مهمتهم الدائمة هي ان يحققوا ماخطط له الرجلان؛ ان سايكس وبيكو رسما على الورق ومهمة اولاد الزنى ان يحولوا الرسم الى واقع".

محور الرواية يقوم على تقدم ابناء قرية "بير النار" للدفاع عنها والصعوبات والمعوقات التي تواجههم، ويجسد هذا الدفاع بطل الرواية [احمد حسن الحراث]؛ينضم احمد الحراث لصفوف المقاومة ويساهم تحت رعاية وقيادة العقيد مصطفى بعدة عمليات نوعية ضد الاحتلال، هذه العمليات ومجموعة احمد الحراث تؤرق الاحتلال واعوانه ، فتنصب له ولرفاقه كمين، ويحدث ان يُقتل العقيد مصطفى برصاص جنود جيش عربي للاسف، ويتهم احمد الحراث بمقتله ويساق للمحاكمة ص 177 ويتعرض للتعذيب والضرب والتنكيل، وفي اثناء المحاكمة يحضر صديقه ورفيقه وليد للشهادة ص181؛ وهنا تدور محاكمة اخرى ؛ محكمة تستعرض بطولات احمد الحراث ومن قبله والده حسن الحراث الذي قاوم وناضل منذ امد بعيد ضد الانتداب البريطاني والاحتلال الاسرائيلي حتى القي القبص عليه وقُدم الى اعواد المشانق قربانا لحرية فلسطين.

وعلى نفس المنوال تسير خطوات ابنه احمد والذي كان حاسما واضحا لا يعرف المساومة ولا المهادنة في سبيل فلسطين؛ ان الكاتب طالب ابو عابد وهو يبني حواره على ارض الثورة تلمح الحدية والجدية في جملة نصوصه؛ اذ ازها تحدد معالم الطريق، وتختزل كثيرا من الوقت، وتضع كثيرا من النقاط فوق الحروف وتحدد قواعد ومتطلبات المعركة واولوياتها ايضا، فنجده مثلا يقول من على ظهر الصفحة 212 :" العمى...لم نتخلص لا من هؤلاء ولا من هؤلاء الزعماء والمخبرون والذين ايضا صاروا لاجئين؟ فمن اين نبدا الحرب؟".

في هذه الرواية يأخذنا الكاتب في جولة في ربوع فلسطين فيضفي عليها مزيدا من الجمال ويلقي علينا بمزيد من الشوق اليها؛.مع المقاربة الرمزية ودلالتها بان هذا الجمال الذي تنبت فيه الخضرة والاشجار هو نفسه الجمال الذي تنبتت فيه شخصيات الابطال والمناضلين وتتوالد لتكمل المسيرة وهذا مايشار اليه تحديدا في الصفحة 232 حين يستشهد احمد الحراث ويولد له وفي نفس لحظة تشييع الجنازة طفله الوحيد والذي جاء ليحمل الراية ويحفظ العهد ويحث الخطى من اجل العودة والتحرير.

وقد يكون مشهد ولادة الطفل احمد الحراث وقت استشهاد ابيه وبالكيفية الواردة في النص من اصعب واقسى ماكتب في الرواية، لكنها ايضا تحمل معنى مضمر يستبطن دواخل النص وهذا بالتحديد ما نقرأه في نهاية الرواية غند ص 233 :" وامام الرجل المشنوق وقفت نجمة وعلى صدرها الوليد يصرخ....كان الحراث الاب يبتسم... والشيخ عبد الرحيم يتوضأ بالدم... وراس مهر مقوع يصهل... والمخيم مايزال نائما... ولكن ريح الفجر بدأت تصهل... والرجال الاشباح يرفعون بنادقهم غير المرثية...ويهتفون: بعد قليل ينهض المخيم".



#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطبالة الصغيرة؛ جان لوكاريه
- جسر على نهر الاردن؛ أسامة العيسة
- جسر بنات يعقوب؛ حسن حميد
- الخرز الملون؛ محمد سلماوي
- نصفي الآخر؛ شفيق التلولي
- الجنة المقفلة؛ عاطف ابو سيف
- الكتاب الاسود عن يوم الارض 30 اذار 1976
- حنظلة؛ بديعة النعيمي
- الف يوم في زنزانة العزل الانفرادي؛ مروان البرغوثي
- انا والمُحقق والزنزانة؛ سعيد ابو غزة
- مقاومة الاعتقال؛ مروان البرغوثي وعاهد ابوغلمة
- بانتظار القمر؛ مي الصايغ
- تيسير قبعة الانسان والقضية؛ وليد نويهض
- فتح من البندقية الى السرداب؛ عبدالقادر ياسين
- الليلة عيد راس السنة
- نوبة حنين لفلسطين
- الحياة وقفة عز، عزمي منصور
- تحسين فؤاد صايمة، الحياة وقفة عز
- دروس وتجارب ثورية؛ التضحيات والنتائج
- الليلة عيد راس السنة، الى فتح في عيدها 58


المزيد.....




- فعل فاضح لطباخ بأطباق الطعام يثير صدمة بأمريكا.. وهاتفه يكشف ...
- كلفته 35 مليار دولار.. حاكم دبي يكشف عن تصميم مبنى المسافرين ...
- السعودية.. 6 وزراء عرب يبحثون في الرياض -الحرب الإسرائيلية ف ...
- هل يهدد حراك الجامعات الأمريكية علاقات إسرائيل مع واشنطن في ...
- السودان يدعو مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة الاثنين لبحث -عدوان ...
- شاهد: قصف روسي لميكولايف بطائرات مسيرة يُلحق أضرارا بفندقين ...
- عباس: أخشى أن تتجه إسرائيل بعد غزة إلى الضفة الغربية لترحيل ...
- بيسكوف: الذعر ينتاب الجيش الأوكراني وعلينا المواصلة بنفس الو ...
- تركيا.. إصابة شخص بشجار مسلح في مركز تجاري
- وزير الخارجية البحريني يزور دمشق اليوم للمرة الأولى منذ اندل ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - مهند طلال الاخرس - احزان الفلسطيني الاخير؛ طالب ابو عابد