أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - رذاذ زهرة الأوركيد














المزيد.....

رذاذ زهرة الأوركيد


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7582 - 2023 / 4 / 15 - 22:47
المحور: الادب والفن
    


فتحتُ عينيّ ببطء شديد، هدير أمواج البحر القادم من النافذة، كان أول ما تناهى إلى سمعي وحينئذ تذكرت حالما درتُ ببصري في أرجاء الغرفة أنني لست في بيتي، لست في فراشي.
نهضت بحذرٍ أبصر هذا العالم الغريب الذي وجدت نفسي فيه، كانت الأرض رخوة تحت قدمي والفراشات تملأ المكان. هل أنا في حلم؟
ومتى كانت الأحلام هكذا جميلة؟
عشرات من الزهور كانت معي في الغرفة، ألوانها، عطرها، ملمسها، منحوني إحساسا متفردا، لكن زهرة الأوركيد ذات اللون الأزرق كانت أجملهنّ، اقتربت منها، ثمة رسالة معلقة بين وريقاتها تتمايل كلما هبت نسمة هواء.
كان الظرف بلون قرمزي وكذلك ورقة الرسالة التي كتبت سطورها بخط جميل ينبعث منه عطر مميز أغراني بقراءتها:
حبيبتي، سأروي لكِ القصة كاملة، سأخبركِ عما حصل تلك الليلة عند وصولكِ إلى منزلي بعد منتصف الليل، كنتِ متعبة من الطريق ومرهقة أيضاً، لأنكِ طوال الطريق كنتِ تفكرين في مشاكلكِ والضغوطات التي تعرضتِ لها في حياتكِ.
تركتكِ تنامين على سرير مريح، فراشه ناعم في غرفة معطرة بعطر منعش جدا.
دخلتُ عليكِ صباح اليوم الثاني أحمل في يدي مشروبكِ المفضل، وضعتُ فنجان الشاي على حافة النافذة بجانب زهرة الأوركيد السحرية.
كنتِ تجلسين على كرسي بجانب النافذة، مبتسمة، سارحة بخيالكِ في المناظر الطبيعية الصافية العذبة واللذيذة.
همستُ لكِ: ابتسامتكِ رائعة، حافظي عليها كما تحافظ الطبيعة على طقوس الحب والسلام.
حينما سألتني: مَنْ أنتَ، لم أحزنْ، بل طلبتُ منكِ أن لا ترتبكي أو تغضبي لأن ما سأخبركِ به شيء مهم، قلت لكِ:
هذا هو اليوم الثالث على تواجدكِ هنا في منزلي، لكنكِ لا تتذكرين اليومين الماضيين، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل نسيتِ كيف غادرتِ بيتكِ ونسيتِ ما شاهدته في طريقكِ بل ونسيت الأحداث التي حصلت لكِ في حياتكِ.
نسيتِ كل الماضي والمكان الذي كنتِ تنتمي إليه، كل ما تفاعل معي من تعابير وجهكِ هما عيناكِ المتلألئة البريئة وكأنهما تبحثان عن شيء ما وتحاول أن تجد إجابة تساعدها في تذكر أية تفاصيل، أنتِ لا تتذكرين حتى اسمكِ وكلما أسألكِ عنه تخبريني باسم يختلف عن المرة السابقة.
الشيء الذي تأكدت منه الآن هو أنك فقدتِ ذاكرتكِ تماما.
كان خطئي منذ البداية حينما نسيت أن أخبركِ عن سر خطير، أن زهرة الأوركيد الموجودة على النافذة ينبعث منها رذاذ عطر سحري، هذا العطر يمسح ذاكرة أي شخص يستنشقه ويفقده الإحساس بالزمان والمكان.
في الحقيقة أنت معي. معي فقط.
أصبحنا أنا وأنت روح واحدة قادمة من أزمنة سحيقة، روح لا تجيد الرقص إلا في الظلام، لا تأبه للحياة فاختلطت عندها الحدود بالمسافات. ارتقت أعالي السماء لتصبح شبيهة العلا.
عندما انتهيت من القراءة، جلستُ على حافة الفراش، احتضن الرسالة ورغبة شديدة في النوم تمكنت مني.
سأعود إلى واقعي أو ربما سأعاود الحلم.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا وفوز حمزة ورمضان
- المرأة التي لا تشبهني
- ملكة الجبال
- بنكهة الكاكاو
- هاتف نقال
- نجمة الحب
- مهمة في قطار
- حين يصمت المغيب
- حدث في البنك
- البوابة
- اعتراف
- لعبة في الوطن
- نوافذ الكلمات
- كان لدي صباح لأجلكِ
- حفلة شواء
- هزة مرتدة
- وجهان للحب
- من خلف القضبان
- رسالة في صندوق أسود
- السطر الأخير


المزيد.....




- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...
- أروى صالح.. صوت انتحر حين صمت الجميع
- السعودية تخطط لشراء 48 فدانا في مصر لإقامة مدينة ترفيهية
- هل يشهد العالم -انحسار القوة الأميركية-؟ تحليل فالرشتاين يكش ...
- التمثيل النقابي والبحث عن دور مفقود
- الفنان التونسي محمد علي بالحارث.. صوت درامي امتد نصف قرن
- تسمية مصارعة جديدة باسم نجمة أفلام إباحية عن طريق الخطأ يثير ...
- سفارة روسيا في باكو تؤكد إجلاء المخرج بوندارتشوك وطاقمه السي ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - رذاذ زهرة الأوركيد