أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - المرأة التي لا تشبهني














المزيد.....

المرأة التي لا تشبهني


فوز حمزة

الحوار المتمدن-العدد: 7566 - 2023 / 3 / 30 - 12:22
المحور: الادب والفن
    


ذات ليلة، وكان ذلك في منتصف أكتوبر، حلمت كأني تحولت لامرأة أخرى، امرأة لا تشبهني ، ولأنها لا تشبهني، تعرفت عليها بسهولة.
هذه المراة وأنا كنا نملك ذات الجسد، لكن أشياء كثيرة بيننا كانت مختلفة، مثلا كانت تجد متعة كبيرة في السفر بمفردها، لا تكره القطارات، تحب الجلوس على ساحل البحر وقت الفجر، لا تخاف المرتفعات والنظر من الجسور للزوراق وهي تتهادى فوق أمواج النهر، تعشق السير في الغابات، بل الأكثر غرابة بالنسبة لي عدم خشيتها من مخالطة الغرباء في المقهى.
لديكِ وسائل للحياة مختلفة عما لدي! هكذا قلت لها حينما رأيتها تدخن سيجارة في مكان عام، بينما نظرات الاستغراب في عينيّ كانت واضحة عند سماعي لها تتحدث مع صديق قابلته في المطعم صدفة تسرد أمامه إحدى مغامراتها العاطفية وعندما طلبت منها تبريرا، لم تفعل. فقط قالت: في النهاية أنتِ لا تشبهينني!!
كنت أسير خلفها بخطوات بطيئة مترددة.
هذه المرأة تتصرف– في الحلم طبعا – كما يحلو لها، بينما في الواقع الذي تعيشه الأمر مختلف، مثلا كانت تفكر في هجر زوجها، لكن في الحلم، هجرته فعلا.
في تلك اللحظة فقط علمت كم هي واقعية! وعندما أخبرتها برأيي وأبديتُ إعجابي بها، ابتسمتْ ومدت ذراعها لتحيط رقبتي هامسة: أنا لا أشبهكِ، أنا أملك القدرة للتحرك بشكل طبيعي بين الواقع والحلم، ثم قالت محذرة : إياكِ والوقوع في سِحْر الوهم!!
قلت وأمارات الحيرة بادية على ملامحي: عندما كنت على أرض الواقع، كانت لدي رغبة شديدة في بناء بيت أحلامي وها أنا في الحلم لا أتمكن من بنائه إلا في الواقع، ياللسخرية!
ردّتْ على سبيل المواساة: يكفيكِ شرف المحاولة ثم بعد صمت قصير تمتمتْ مع نفسها: كان بودي أن يكون هناك متسع من الوقت لكل ما أود تحقيقه كي لا أشعر بانعدام حيلتي إزاء أحلامي.
فكرت طويلا في حديثها الملغز، إلا إنني كنت سعيدة بالتسكع معها ولانني أحببتها، اهتديت لعقد صفقة معها تتيح لها زيارتي في الحلم وقتما ترغب .. ترددتْ قليلا قبل أن تعلن موافقتها بشرط أن لا تكون شبيهتي.
سكتُ وطالتْ مدة صمتي وأنا أحاول إيجاد حل لهذه الملابسة، لكن الوقت لم يسعفني لأنني أستيقظت وحالتي مرتبكة أسترجع ببطء حلم المراة التي لا تشبهني.



#فوز_حمزة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملكة الجبال
- بنكهة الكاكاو
- هاتف نقال
- نجمة الحب
- مهمة في قطار
- حين يصمت المغيب
- حدث في البنك
- البوابة
- اعتراف
- لعبة في الوطن
- نوافذ الكلمات
- كان لدي صباح لأجلكِ
- حفلة شواء
- هزة مرتدة
- وجهان للحب
- من خلف القضبان
- رسالة في صندوق أسود
- السطر الأخير
- تعال ننس الماضي
- تسعة عشر دقيقة


المزيد.....




- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...
- على طريقة رونالدو.. احتفال كوميدي في ملعب -أولد ترافورد- يثي ...
- الفكرة أم الموضوع.. أيهما يشكل جوهر النص المسرحي؟
- تحية لروح الكاتب فؤاد حميرة.. إضاءات عبثية على مفردات الحياة ...
- الكاتب المسرحي الإسرائيلي يهوشع سوبول: التعصب ورم خبيث يهدد ...
- من قال إن الفكر لا يقتل؟ قصة عبد الرحمن الكواكبي صاحب -طبائع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فوز حمزة - المرأة التي لا تشبهني