ذكرياتي مع ياسر عرفات؛ بكر عبدالمنعم

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 09:12
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

ذكرياتي مع ياسر عرفات : كتاب لبكر عبد المنعم يقع على متن 232 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح [مركز صخر حبش للدراسات والتوثيق سنة 2013.

هذا الكتاب سيرة ذاتية وذكريات الكاتب بكر عبد المنعم مع ياسر عرفات، والكتاب يتضمن قصص وحكايا-نوادر وحكايات بطلها جميعا ياسر عرفات ومن هنا يكتسب الكتاب ميزته وفرادته .

هذا الكتاب كتب بلغة قصصية مشوقة وممتعة لم تغب عنها عين العارف والمتبصر بطبيعة الاشياء، وصاحبنا حين التقط هذه المواقف مع ياسر عرفات وخطها بقلمه فهو يعلم تماما ان هذه المواقف بما فيها من لمسات وهمسات وطرائف ونوادر وحكايات لم تكتب بهدف الامتاع والتسلية، فمثل هذا النوع من الكتابة يعتد به، ويكتسب اهمية نوعية كونه وثيقة سياسية وانسانية متعددة الابعاد والمضامين، وبحيث توثق وتؤرخ لمواقف ومحطات بحاجة للبحث والدراسة واستخراج واستنباط كثير من قواعد السلوك الاجتماعي والسياسي والتنظيمي ومعرفة طرائق التفكير لدى ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية عموما، بالاضافة الى كونها تصلح كتماذج لدراسة الصفات القيادية وسبر اغوار الذات، والاعتداد بها، وسرعة البديهة، وسعة الثقافة والاطلاع، بالاضافة لمعرفة كثير من خبايا السلوك واسبابه بخلاف الحالة الظاهرة، وبحيث تشكل هذه النتائج والخلاصات مادة بحثية ومرجعية في دراسة كثير من السمات القيادية والاخلاقية والسياسية والتنظيمية لياسر عرفات.

يسجل لبكر عبدالمنعم وامثاله هذا السفر النفيس، لان توثيق السلوك السياسي والاجتماعي وطرائق التفكير هو احد تجليات ثقافة الانسان بصورته النقية البعيدة عن التكلف والتصنع، كما هو يمثل ايضا احد السمات النقية واحد اهم العلامات الفارقة والبارزة في حضارة وتاريخ اي شعب.

بكر بهذا النهج وبما يلتفط بعين الحاذق تلك القصص والحكايا والمواقف يساهم بجمع تاريخ وفصول من سيرة حياة ونضال ياسر عرفات، تلك السيرة والمواقف التي يجب ان تخرج من الصدور وتاخذ حقها ومكانتها في صفحات التاريخ؛ ام لماذا يجب ان تخرج من الصدور وتدون وتوثق في صفحات؟ فببساطة؛ لان كل من يملك معلومة او قصاصة تخص تاريخ ومسيرة الشعب الفلسطيني ويكتمها فهو يساهم من حيث لايدري بشطب سطر او صفحة من تاريخ نضال الشعب الفلسطيني، وهو بذلك يخدم نهج العدو واهدافه القائمة على التحريف والتخريف والتزوير واختلاق الوقائع وسرقة الحقائق بهدف تعزيز روايته وسياسته القائمة على الاحلال والاحتلال، هذا عداك عن ان هذه القصص والحكايا والتجارب بما فيها من دروس وعبر منذ ان حدثت وانطلقت وظهرت للعيان، اصبحت ملكا للشعب الفلسطيني وجزء اصيلا من ثقافته وتراثه.

ماكان لهذه القصص والحكايا ان تعرف طريقها لصفحات هذا الكتاب لولا الفهم والادراك الواعي والمدروس لصاحبنا بكر عبد المنعم، وهذا يحسب له، هو واقرانه ممن قرعوا الجرس مبكرا بحيث جمعوا ووثقوا وقدموا هذه القصص والحكايا بين دفتي كتاب، وهذا مضمار اشترك فيه بكر عبد المنعم مع اخرين شاركوه نفس الفهم وطريقة التفكير والسلوك من امثال: هاني فحص في كتابه ذكريات ومواقف مع ياسر عرفات، وبسام ابو شريف في كتابه ياسر عرفات، ونبيل عمرو في كتابه ياسر عرفات وجنون الجغرافيا، وكتب ممدوح نوفل المتعددة [مغدوشة، ليلة انتخاب الرئيس، البحث عن الدولة]، كتاب ياسر عرفات المسيرة والميلاد للشبيبة الفتحاوية/مهند طلال الاخرس، بالاضافة الى كثير من المقالات الهامة في هذا المضمار والتي وثقت لكثير من هذه المواقف والقصص والحكايا والنوادر، لكل من يحيى يخلف وعماد الاصفر وبلال الحسن وصقر ابو فخر ومحسن ابراهيم وخيري عبدالرحمن، واعداد واصدارات خاصة من مجلة صامد واخر من الكرمل واخر من مؤسسة ياسر عرفات واخر من مؤسسة الدراسات الفلسطينية، وكلها اصدارت خاصة في ذكرى وفاة ياسر عرفات.

يظهر هذا الكتاب كم هو تراث ياسر عرفات واسع وممتد ومتغلغل ومتعمق في اوساط الشعب والمناضلين والانصار، حتى ان كل واحد منا يستطيع ان يضيف موقفا مع ياسر عرفات، فمن النادر جدا ان لاتجد في صفوف ابناء الشعب الفلسطيني من لا يحتفظ بذكرى او حكاية خاصة مع ياسر عرفات، فتلك الصورة التي تزين بيوت الشعب الفلسطيني تعرف مكانتها ومنزلتها جيدا في ضمير هذا الشعب وفي هذا شيء مما قاله محمود درويش:" كان اسمه أحد أسماء فلسطين الجديدة، الناهضة من رماد النكبة إلى جمرة المقاومة، إلى فكرة الدولة ، .... وفي كل واحد منا فكرة شخصية منه وعناق وقبلة، .... ولن نكون ما نريد أن نكون إلا إذا عرفنا كيف ننهي عملية الخروج من تاريخنا ومن التاريخ الانساني، وكيف نعود إليهما بكل ما أوتينا من طاقات وتجارب ومواهب.. وتلك كانت محاولة ياسر عرفات الدؤوب، الانتقال من الدور الذي تحتله ضحية التاريخ إلى المشاركة في صناعة التاريخ، فله المجد والخلود"..

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات