أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية















المزيد.....

دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7581 - 2023 / 4 / 14 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الدروس المستحصلة من محنة ظهور الدواعش مهمة وكبيرة, ويجب ان نقراها جيدا كي لا نقع في نفس المطب مرة اخرى, وهنا احاول سرد ما حدث مع اشارات مهمة, فبعد سنة من فوضى منصات العهر التي انتشرت في المحافظات الساخنة, مع ظهور رجال القاعدة في تلك المنصات, وقابلها ضعف الاجراءات الحكومية, مع تساهل الشريك السياسي الممثل للمكون السني مع الاحداث, بل دافع عنها واعتبرها حق, مع انها كانت تؤسس لفعل مستقبلي مخيف, فالامور لم تكن مجرد تظاهرات, بل خلايا البعث والتكفيريين كانوا يعملون ليل نهار لتنظيم امورهم الى حين ساعة الصفر, فقط كان الخلاف الظهور هل سيكون باسم البعث ام باسم جديد بصبغة اسلامية متطرفة.
وحصل الامر الجسيم.. ففي حزيران من عام 2014 شنت فلول "داعش" حربًا خاطفة على مدن عراقية, وكانت الفاجعة الكبرى بسقوط مدينة الموصل بيد الدواعش, ليأتي زعيمها المجرم أبو بكر البغدادي ويعلن عن اقامة دولة الخلافة في الموصل.

• اسباب ظهور داعش
كل الذي حدث هو نتاج تراكمات حكم القوميين والبعث والطاغية صدام, حيث عمدوا وعبر عقود طويلة الى إقصاء الأغلبية الشيعة, واعطاء الامر بيد الاقلية السنية, ثم جاءت أحداث نيسان-2003 لتغيير المعادلة وتضمحل الهيمنة السنية على البلاد, وتصبح مراكز القرار حسب الصناديق الانتخابية مما جعل الاكثرية هي من تحكم, مما جعل اغلب القيادات السنية التي كانت تتنعم في الزمن السابق تعيش حالة من سخط والتخبط, وبرز بينهم الخطاب الطائفي, فصار للمجاهدين المتطرفين السنة قضية مشتركة تجمعهم مع زعماء القبائل وعناصر النظام السابق تتمثل في مقاومة الاحتلال الأمريكي ومن ثم الحكومة الشيعية الجديدة.
ليسطع نجم الارهابي أبي مصعب الزرقاوي الأردني الأصل كأكثر قياديي هذه الحركة وحشية، هو الذي كان قد استقر في العراق منذ عام 2002, ليصبح زعيمًا فاعلاً في التمرد ضد الاحتلال الامريكي وضد الحكومة العراقية المنتخبة, ثم يتحول الى الزعيم الفعلي لحركة التمرد العراقي العربي السني المنقسمة على نفسها.
لكن عام 2006 شهد مصرع الزرقاوي, ليدخل المتطرفين السنة وبقايا البعث والقيادات السنية الساخطة على ضياع الارث في نفق جديد, فما كان يوحدهم اضمحل وانتهى.

• إرهاصات عام 2011
الصراع السياسي انتج فوضى سياسية كبيرة, مع استمرار الأعمال الارهابية للقاعدة من جهة, وتصاعد النفس الطائفي من جهة اخرى, ولا يمكن ما أنتجه الفساد من خراب لمؤسسات الدولة, وقد شهد عام 2011 انسحاب القوات الأمريكية من العراق, وانطلاق شرارة الحرب الأهلية في سوريا المجاورة، التي قام أبو بكر البغدادي، الزعيم الجديد للقاعدة في العراق بنقل مركز الجماعة إليها. ثم انشق البغدادي عن التنظيم الأم عام 2014, بدعم مخابراتي امريكي غير معلن, وأسس دولته الداعشية في سوريا.
وعمدت السلطة الأمريكية الى اضعاف الجيش العراقي لانها تراه موالي لإيران, فكانت تعمل على تأخير تسليم العراق طائراته التي اشتراها من امريكا, وتأخير في إتمام صفقات التسليح الاخرى, وتسريب معلومات الجيش لمن يدفع, وغض الطرف عن تشكل الدواعش ونشاطهم المريب قبل حزيران-2014, لتأتي أرتال دولة الخرافة الداعشية التي انبثقت في سوريا, وتتمدد على عجل في ضواحي بغداد بداية عام 2014! مفاجأة كبيرة للعالم, وكادت تسقط بغداد بيد الارهابيين وبقايا البعث, لولا فتوى المرجعية الصالحة بالجهاد الكفائي التي كانت خط الصد الأهم في تلك الحرب.


• جغرافية دولة الخرافة
عام 2014 يمثل العام الذهبي لدولة الخرافة الداعشية حيث تمكنت من الاستيلاء على ارض واسعة تزيد مساحتها على مائة الف كيلومتر مربع ويعيش فيها أكثر من احد عشر مليون نسمة, وغالبية الأرض كانت في العراق وسوريا, وتنظم لها شبكات إرهابية محلية بالاضافة الى اعلان ولايات جديدة في مصر وليبيا والجزائر والسعودية ونيجيريا وافغانستان كلها تجتمع تحت الراية السوداء, وبعض هذه الولايات المعلنة كان على الورق فقط.
نعم اعلنت بعض الجماعات السلفية الارهابية في تركيا والفلبين وبنغلادش ومالي وتونس واندنوسيا بالولاء للدولة الداعشية و البيعة لخليفتها, وكانت تسعى لإيصال مقاتليها للعراق وسوريا لتعزيز موقف دول الخرافة الداعشية, وضمان سيطرة الجماعة ونشر رسالتها بالعنف, وضم الأفراد والجماعات من المتمردين و الساخطين تحت رايتها.

• تغير الأحوال في عام 2015
تغيرت الأحوال في السنة الثانية لدولة الخلافة الداعشية, فمنذ عام 2015 بدأت الدولة الداعشية بخسارة بعض المناطق التي كانت تسيطر عليها, نتيجة للمقاومة الفاعلة والشرسة من الحشد الشعبي والقوات التي تنظمت نتيجة الفتوى المباركة, بالاضافة لاعادة الروح للقوات الحكومية المحلية (الجيش العراقي), بعد انكسارات حزيران-2014, بالاضافة لمساهمة جزئية من أمريكا بضربات جوية محدودة, ومساهمة كبيرة وفعالة للجمهورية الاسلامية الايرانية بالتخطيط والقيادة والتسليح, في إحداث تغيير بالمعادلة داخل العراق وسوريا.
وقد جسدت خسارة التنظيم لأراضيه, وخسارة الدعم الشعبي الذي كان يحظى به في المناطق التي استولى عليها, تمثل أكبر التحديات لاستمرار بقاء التنظيم الإرهابي, لذلك غير من خططه عبر محاولة للثأر من أعدائه وإرغام القوات الخارجية على الانسحاب, واستدراج الحكومات الخارجية للمبالغة في ردود فعلها, أملاً بتوسيع امتداد فكره المتطرف، وهكذا استمر العنف كما هو بعد خسارة الجماعة مساحات شاسعة من مناطق سيطرتها.

• عدم جدية أمريكا في حرب داعش
كانت ردود الفعل الامريكية ازاء سقوط الموصل ضعيفة ولا تصل لمستوى الحدث, خصوصا ان ما حصل كان بسبب تدخلها في العراق, وحربها ضد داعش لم تكن بمستوى حربها ضد القاعدة, وهذا يدفعنا للتفتيش عن السبب, والحقيقة أن موقف امريكا الضعيف من تنظيم داعش يعود لان تنظيم الخرافة الداعشية لا يمثل اي تهديد لأمريكا, حيث يختلف عن تنظيم القاعدة بعدم رغبته في استهداف عدو بعيد, بل كان ميله عوضًا عن ذلك إلى تشكيل دولة له في الشرق الأوسط بقتل المسلمين الذين يقفون في طريقه.
وهذا الامر مناسب للامريكان الساعين لتفتيت العراق الى ثلاث دول, دولة شيعية في الوسط والجنوب, ودولة سنية في (الأنبار وتكريت والموصل), ودولة كردية في الشمال (اربيل وسليمانية ودهوك وأجزاء من كركوك وديالى).



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغزى من حفلات توقيع الكتب
- شهادات عليا مضروبة من بيروت
- الصلح السياسي بين إيران والسعودية
- فوضى الشوارع ومحنة صعود الباص
- اسباب الفشل العراقي في تصفيات موسكو 1980
- اسبوع المعارض الفنية في بغداد
- الدكتاتورية والسرد الروائي
- قراءة لفيلم : الشيطان يرتدي برادا
- شارع الموت بين الكمالية – حي النصر
- كلاسيكو العراق ومطب المدرب المحلي
- جحيم ارتفاع اسعار المواد الغذائية
- العراق بحاجة لخط مترو بين بغداد والبصرة
- قصة الكاتبة الفرنسية كليرا غالوا مع العاطلين
- لماذا الايفادات ممنوعة عن موظفي الجامعات؟
- ارتفاع اسعار المواد الغذائية والصمت الحكومي
- عجلة التكتوك بوابة الشر
- منتخب العراق وانتكاسة تصفيات كاس العالم 1990
- حصل ذات مرة في باص شارع فلسطين
- العراق بحاجة ماسة لمنظومة مترو
- ضرورة تشكيلة لجنة عليا لتدقيق العقود الكبيرة


المزيد.....




- وجهة واعدة في الشرق الأوسط.. كيف أصبحت السعودية رائدة في قطا ...
- أذربيجان تطالب وزير الداخلية الفرنسي بالاعتذار
- -قوات دولية وتطبيق حل الدولتين-.. هل توصيات القمة العربية قا ...
- من هم قضاة محكمة العدل الدولية في دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائ ...
- في محكمة العدل الدولية: إسرائيل تعتبر قراءة جنوب إفريقيا للق ...
- المكتب الإعلامي الحكومي في غزة: الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ...
- مبادرة تسلق جبال ويليز..طفل في السادسة يحاول إنقاذ عائلته في ...
- بوتين من الصين: لا خطط حاليا لتحرير خاركوف
- وزير الخارجية الأمريكية يمنح سلطات كييف حرية قصف الأراضي الر ...
- حزب تركي يدعو لتجمعات جماهيرية ضد محاكمة قيادات كردية بارزة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية