أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - الدكتاتورية والسرد الروائي














المزيد.....

الدكتاتورية والسرد الروائي


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7524 - 2023 / 2 / 16 - 10:33
المحور: الادب والفن
    


النظم الدكتاتورية داء خطير اصاب اغلب الامم, وتحت هذا النظم كان يولد نشاط ابداعي روائي, وهدفه الكلام بلسان الناس عن الهم والحلم, لكن النظم الدكتاتورية اكثر ما تخافه هو الكلام, لذلك كانت دموية ضد الادباء والكتاب, مع هذا فقد ولد كم كبير من النتاج الابداعي الروائي, والذي ظهر وهو يهتم بعالم الدكتاتورية, هذه الظاهرة التي لازمت الحياة الانسانية عل مر العصور.
ويمكن القول ان اول من كتب عن نظم الحكم الدكتاتوري هو الكاتب الارجنتيني (دومنغو. ف سارمنتو) خلال فترة حكم (خوان منوال دوروزاس), فكان كتابه فكاندو والذي طبع عام 1845 ويشير اهل التخصص له من انه: "كتاب يجمع ما بين المقالة التحليلية والرواية والسرد", ومن خلال كتابه يطرح الكاتب مشكلة جيله انذاك, وهو التعارض الكبير بين نظام الحكم الدكتاتوري, والذي يظهر على شكل (الزعيم السياسي, الطاغية, المستبد, الغاضب), الذي يقمع الحريات ويحارب الصوت الاخر, ويصفها بالبربرية في ابشع اشكالها, وبين افكار الحضارة القادمة من الغرب.
فمن خلال السرد الروائي تتم ادانه الدكتاتور دوروزاس ومنهجه القمعي الظالم, المنهج الذي تسبب في تشويه الحياة, كما هو حالنا في زمن صدام.

• مرحلة النضوج الروائي
الكتابة لا تموت, لكنها تتكيف مع القيود والوضع السائد, لتعبر عن صوت الناس بالقدر الممكن, لقد نضجت الكتابة عن الدكتاتوريات لتقدم شهادات مباشرة بصوت الناس, ووثائق لم تقدم, او اعترافات باسماء مستعارة عن جرائم ارتكبها الدكتاتور, فعمل الكتاب الروائيون على التوصيف الدقيق لفئة الدكتاتور, حيث برز في الصنعة الروائية بصفة التافه منعدم القيم الانسانية, فيتم رسم صورة الدكتاتور البشع بكل ما يحمل من اجرائم بشاربه العفن, ونياشين الخزي التي يحملها على صدره, ويصور الروائي القسوة الدموية التي يمارسها الدكتاتور, والهوس الاجرامي.
وكيف ينشر الخوف في الشوارع بل في البيوت وداخل الغرف, وكيف يطور طرق التعذيب, وكيف شكل الحياة مع الخوف والقلق من كل شيء, هذه الصور حاضرة في الرسم الروائي للدكتاتور او الحاكم المستبد المتعطش للدماء, وتحيطه حاشية من المقربين والرعاع, كل هذا المناخ يجسده الروائي عبر رسالة فاضحة للظلم وتكون رسالة خالدة للاجيال.

• الرواية في عهد دموية البعث
من الصدفة السيئة ان تكون البداية الحقيقية لعالم الرواية مع صعود عفاليق البعث للحكم, فاغلب المختصين يجعلوا تاريخ الولادة الحقيقي للرواية العراقية في منتصف الستينات على يد غالب طعمة فرمان, فهل هناك سوء حظ اكبر من ان تولد الرواية مع صعود رجالات حزب البعث لمواقع السلطة, لتتحول البلاد لسجن كبير, وكان مصدر الخوف الاكبر للبعثيون هو الكلام الحر.
فقرروا تشريع قانون رقم 206! وهو القانون الذي كان من المستحيل على المرء أنْ يكتب أيّ شيء يتعارض مع الآيديولوجية الحاكمة أو من يمثلها, وحرّموا ايضا أي نقد ضد الرئيس، واعضاء ما يسمى مجلس قيادة الثورة، أو أي هيأة رسمية تابعة لهما, وحرّموا أيضا أي نقد للثورة وآيديولوجياتها والنظام الجمهوري ومؤسساته كافة, أن ذلك القانون أطلق العنان للشرطة لكبح أي شيء من هذا القبيل.



• روايات المنفى والدكتاتورية
بسبب ظروف حروب الثمانينات والتسعينات والحصار الدولي, فكان الهرب من العراق حلا سحريا للكثيرون, ومن الطبيعي أن تتخذ رواية المنفى إتجاها متباينا، ذلك أن سارديها في المجتمعات الحرة، بعيد عن الاجهزة القميعة للدولة, بل حتى ضغط المجتمع وقيوده, فتحرروا من الدولة القميعة والمجتمع, ووجدوا الظروف المناسبة لإحباط التابوات داخل العراق. والشقة بين الإثنين، ما زالت تتسع حتى وقتنا هذا.
ان اهم الأعمال السردية في هذه الحقبة تتمثل بالاتي:
اولا: رواية القلعة الخامسة لفاضل العزاوي 1972.
ثانيا: رواية الوشم لعبد الرحمن مجيد الربيعي 1972.
ثالثا: رواية المخاض لغائب طعمة فرمان 1974.
رابعا: رواية الضحية لغائب طعمة فرمان 1975.
خامسا: رواية الرجع البعيد لفؤاد التكرلي 1980.

• نتاج روائي في ظل الدكتاتورية
في ظل نظام الحكم الدكتاتوري, وطبيعة "صدام" الدموية والتي لا تسمع للاخر, واسهل شيء عندها الاعدام, فتصور شكل ما تم طبعه من روايات, كان يجب ان تتلائم مع الوضع العام والا لن ترى النور, فقد تميزت بنصوص التجأت إلى الرمز والاسطورة, وتاريخ العراق القديم, هربا من الافصاح, للخلاص من اي ملاحقة امنية.
في بنية روائية اضافت اشكالا فنية جديدة الى السرد العربي, لكنها تحاشت الخوض في محنة العراقي في زمنها، فالقمع المباشر والسريع سيكون حاضر لكل من يتجاوز الخطوط الحمر, فكانت نصوص بررت ثقافة الحرب في بنية روائية مجدت قيم القتل والعنف، لكنها تحاشت جوهر المعاناة، فالتبس السرد ووقعت الشخصيات في لجة الغموض؛ نصوص تحاشت بشكل عام الاقتراب من المحرمات الثلاثة.. وهي: السياسة, والجنس, والدين.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة لفيلم : الشيطان يرتدي برادا
- شارع الموت بين الكمالية – حي النصر
- كلاسيكو العراق ومطب المدرب المحلي
- جحيم ارتفاع اسعار المواد الغذائية
- العراق بحاجة لخط مترو بين بغداد والبصرة
- قصة الكاتبة الفرنسية كليرا غالوا مع العاطلين
- لماذا الايفادات ممنوعة عن موظفي الجامعات؟
- ارتفاع اسعار المواد الغذائية والصمت الحكومي
- عجلة التكتوك بوابة الشر
- منتخب العراق وانتكاسة تصفيات كاس العالم 1990
- حصل ذات مرة في باص شارع فلسطين
- العراق بحاجة ماسة لمنظومة مترو
- ضرورة تشكيلة لجنة عليا لتدقيق العقود الكبيرة
- البعد التاريخي للإسلام المتطرف
- خفايا فضيحة مباراة كوستاريكا الودية
- ماذا لو أصبح سلم رواتب الموظفين بالدولار؟
- ظاهرة الاعتداءات الجنسية في مدارس بغداد
- قانون الشتيمة ب عشرين دولار
- الحب في زمن الدولار
- مدارس في بغداد من دون حمامات !


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسعد عبدالله عبدعلي - الدكتاتورية والسرد الروائي