أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - في ذكرى 2003/4/9يوم سقوط بغداد














المزيد.....

في ذكرى 2003/4/9يوم سقوط بغداد


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 7575 - 2023 / 4 / 8 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما اجتاحت دول التحالف، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية العراق، كان الهدف الرئيسي المعلن هو تغيير نظام الحكم، لذلك لا يمكن أن يسمى ذلك: سقوط بغداد!.. ومن الغرابة أن يمرر هذا المصطلح، ويعمل به، دون معرفة تفسيره الحقيقي، وأبعاده الفكرية الخطيرة على مستقبل المنطقة، وعلى ذهنية الأجيال القادمة ونفسياتهم. ونحن لا ندرك المعركة الدائرة على ترسيخ المصطلحات، لكي يتم ترسيخها في ذهنية وعقل المتلقي، فالذي أطلق هذه الكلمة يعي ما يقول، لأنها تعيد إلى أذهان هذا الشعب الانهيار التام لكل مفاصل الدولة على يد (المغول)، ويعيده إلى المآسي التاريخية، وما ترتب عليها من تدمير البنية التحتية لعاصمة دولة الخلافة، والتي كانت تسمى حينها ببيت الحكمة، ومنارة العلم والثقافة. ولا أريد الدخول إلى تفاصيل هذا الحدث التاريخي المؤسف، وأسباب سقوط عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، ولكن يهمني هذا المصطلح، الذي تم طبخه من قبل صانعي القرار لمستقبل هذه المنطقة، وكان من الأجدر تسمية ذلك اليوم تسمية أخرى، كسقوط النظام البعثي، أو سقوط النظام الدكتاتوري الشوفيني، فهذا ملائم، وهو موجود في كل القواميس والمصطلحات السياسية، فبالإمكان إسقاط أي نظام يحكم شعبه بالقوة والقهر، عندما يكون قد ارتكب جرائم حرب، عن طريق مجلس الأمن الدولي. أما تسمية وتفسير الحدث بأنه إسقاط مدينة، أو دولة، فهو مصطلح مجحف حقيقة، لأن الدول أو المدن ليست ملكاً لفئة، أو حزب، أو جماعة معينة، بل هي ملك لشعب كامل، بكل مؤسساته وممتلكاته وثرواته، ولكن يراد من هذا المصطلح إعادة ترسيخه في ذهنية وعقلية هذا الشعب، والأمة قاطبة، وإدخاله إلى مربع البؤس والشؤم واليأس التاريخي، وإعادته إلى الوراء ثمانية قرون (زمن الآثار النفسية التي تركها سقوط بغداد على يد المغول) جراء ما حدث له بعد الهجمة التترية الشرسة ..
ولقد كان (الحاكم المدني الأميركي للعراق حينها بول بريمر )صربحاً عندما قال «نحن جئنا لنغير واقعاً موجوداً منذ العصر العباسي السني …»!
ويمكننا ملامسة الوضع وآثار هذا المصطلح على واقعنا، فبعد مرور 20 سنة من كتابتنا لهذه الأسطر وستذكرون كلماتي بعد مرور سنوات وسنوات أننا نرى بصمات هذا السقوط على أيدي من جاء بهم مخططو و واضعوا هذا المصطلح، وكيف تم تفتيت البنية التحتية لدولة العراق، وتفتيت أواصر الارتباط بين مكونات هذا الشعب، وتحويله إلى أقاليم مافيوية، لا تسمن ولا تغني من جوع، بل كل منها يقوم بنهب ما تحويه المنطقة من ثروات لأجندتها الفئوية، وكل هذه المسروقات من حصة أمنها القومي والمذهبي، ويتم ذلك بالتنسيق مع شركات النفط بحصص لا يعلمها إلا الله، أو تهريبها بطرق شتى، وبيعها بأبخس الأموال لأهل الجيرة !(طبعا هذا البخس من الأموال يكفيهم إلى أبد الآبدين!!) والكعكة الكبيرة تعطيها هدية مجانية لخلق أجندات معينة في دول الجوار من إيران وتركيا وحتى اسرائيل ومن ثم ستكون في المستقبل للعم سام ، مقابل خدماتها المشكورة في استتباب الاستقرار والأمن الفئوي !! وإلا ....!!
. لذلك يقول العم سام مشكوراً ومهنئاً بمناسبة هذه الذكرى...: (وأقوم بتذكيركم بهذا المصطلح المتكرر كل عام، وأُهنيء الشعب العراقي بمزيد من السقوط إلى مستنقع العُقد التاريخية، أما (صدام) فقد كان بيدقاً على رقعة الشطرنج، فلا داعي لذكره ! وكلما كثر عندكم أمثال الخليفة المستعصم، وابن العلقمي - وزيرالمسعتصم في عهده، ووزير هولاكو عند سيطرته على بغداد أيضاً-!!...فلن تَتِيهوا الطريق إلينا راكعين أبد الدهر(تحيات العم سام).

ملاحظة/ مرت مدينة (بغداد) عبر التاريخ بهزائم عدة، وسميت حينها بهذه التسمية، كون سقوطها كان مؤشرا لسقوط دول كثيرة أخرى؛ كانت هي رمز القوة عندها :
1 - سقوط بغداد (1258): سقطت (بغداد) عاصمة العباسيين في يوم الأحد 4 صفر 656 هجرية الموافق 10 فبراير 1258 ميلادية على يد (هولاكو بن تولوي بن جنكيز خان).
2 - سقوط بغداد (1831): سقطت (بغداد) بأيدي الجيش العثماني، بعد ما يقارب 82 عاما من سيطرة المماليك عليها.
3 - سقوط بغداد 1917: في يوم الأحد 11 مارس 1917، سقطت (بغداد) عاصمة (ولاية بغداد) العثمانية، بعد سلسلة من الانتصارات، في يد الجيش البريطاني، خلال القتال مع الأتراك العثمانيين في الحرب العالمية الأولى.
4 - سقوط بغداد (2003):في الأربعاء 9 أبريل 2003 سقطت عاصمة جمهورية العراق، بعد أن تمكنت القوات الأمريكية من التقدم لوسط بغداد



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (آنّا ماري شيميل) والفيلسوف الشاعرالأديب(محمدإقبال)
- إمبراطور مجانين العشق و سلطان العارفين يلتقيان
- الحرب السيبرانية في ظل التطور التكنلوجي
- حقيقة الإسراء والمعراج قرآنياً
- مصطلح الصحابة بين الإفراط والتفريط
- أسطورة عودة المسيح وعقيدة المخلص والمهدي المنتظر
- عاشوراء بين السنة والشيعة
- فلسفة الأُضحية والقربان في القرآن
- فضل10 ذي الحجة هي في الحقيقة13يوم وليلة
- الشيخ_سعيدالنورسي_الكردي ,,, الملقب ب (بديع الزمان )[1877-19 ...
- المناضل الكوردي الشجاع الفدائي الشهم ( سمكو شكاك )
- التدرج سنة قرآنية دون نسخ الآيات ( الصيام - الخمر ) نموذجاً
- مشروع_إخصاءالشعوب
- لماذا لم يذكر أسم فرعون والانبياء على النقوش والمخطوطات الأث ...
- هل يريدون تغييرالنظام الاقتصادالعالمي بمبرر فايروس الكورونا
- مدينة حلبجة ،، مأساةالعصر
- الوحدانية لله أم للحكام!
- حجاب المرأة
- إشكالية الحركات الإسلامية
- سقوط ترامب وظهور الترامبينزم !


المزيد.....




- وزير الخارجية المصري يدعو إسرائيل وحماس إلى قبول -الاقتراح ا ...
- -حزب الله- استهدفنا مبان يتموضع بها ‏جنود الجيش الإسرائيلي ف ...
- تحليل: -جيل محروم- .. الشباب العربي بعيون باحثين ألمان
- -حزب الله- يشن -هجوما ناريا مركزا- ‏على قاعدة إسرائيلية ومرا ...
- أمير الكويت يزور مصر لأول مرة بعد توليه مقاليد السلطة
- أنقرة تدعم الهولندي مارك روته ليصبح الأمين العام المقبل للنا ...
- -بيلد-: الصعوبات البيروقراطية تحول دون تحديث ترسانة الجيش ال ...
- حكومة غزة: قنابل وقذائف ألقتها إسرائيل على القطاع تقدر بأكثر ...
- الشرطة الفرنسية تفض مخيما طلابيا بالقوة في باحة جامعة السورب ...
- بوريل يكشف الموعد المحتمل لاعتراف عدة دول في الاتحاد بالدولة ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هفال عارف برواري - في ذكرى 2003/4/9يوم سقوط بغداد