أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هفال عارف برواري - (آنّا ماري شيميل) والفيلسوف الشاعرالأديب(محمدإقبال)














المزيد.....

(آنّا ماري شيميل) والفيلسوف الشاعرالأديب(محمدإقبال)


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 7552 - 2023 / 3 / 16 - 02:47
المحور: الادب والفن
    


ألقت( شيميل) محاضرة في متحف فيكتوريا وألبرت الملكي بلندن، والتي جاءت تحت عنوان

(أسرار العشق المبدع في كتابات محمد إقبال)

فما أحوج العالم الإسلامي في لحظته هذه أن يستحضر شيئاً من تلك الأسرار وأن يقف على رمزيات العشق المبدع وشفراته وكلها تمثل بواعث قوية نحو استعادة الذات بالتواجه نحو الوجود الفاعل.

استهلت (شيميل) محاضرتها هذه بأن
⭕الدين في نظر (محمد أقبال)ولد في الجزيرة العربية، وكانت مُثُله هي الهادية للمسلمين الأوائل والمتصوفة الذين جاهدوا لحفظ الإسلام ضد المغالاة في تطبيق الأفكار اليونانية في تفسير الإسلام

⭕وكانت كلمة( إقبال )الأخيرة تحذيراً من أسر الفكر اليوناني، ومن تفسير رسالة القرآن من خلال مصطلحات الفلسفة اليونانية
إذ إن القرآن يحمل كلمة الله الأزلية
فهو أزلي وأبدي مثل الله
وهو بالضرورة متعدد الجانب والصفات مثله مثل الله
وفي كل لحظة يكشف لنا عن حكمة جديدة.

⭕وكان (إقبال) يدين بالمبدأ الصوفي التقليدي
إنه إذا لم يوح لك القرآن شخصياً كما أوحي للرسول، فلن تفيدك شروح الرازي ولا كشاف الزمخشري شيئاً.
وفي رؤية( إقبال )يجب أن يقترن الدين بالقوة، والقوة خطيرة وشيطانية إذا انفصلت عن الدين!

فلا بد أن يعمل الاثنان معاً لبناء مجتمع جديد أفضل من القديم
🔸إذ إن الله هو الحي القيوم، وإنه
«كل يوم هو في شأن»
🔸وإن «ما لا يزال في طور التكوين، يعني أنه الإدراك الثابت لاحتمالات الخلق اللامتناهية للوجود الإلهي الخالق»
هي التي تحفظ كماله ووحدته طوال العملية جميعها
🔸أي أن الله يخلق دوماً، ويعمل دوماً، لكنه لا يتغير أبداً في أعمق أعماق وجوده.

واستطراداً، يجدر بنا كذلك أن نتأمل تفسير (إقبال )ألفاظ الشهادة
▪ إذ يركز على العلاقة بين «لا،» و «إلا»، كما فسَّرها المتصوفة في العصور الوسطى
▪فمن دون «لا»، أي من دون النفي
لا يمكن تأكيد الإيجاب، فمن «لا» يندرج الصعود إلى «إلا»
«من الـ لا إلى أعلى»
▪وإضافة إلى ذلك يشكل الإيقاع على «لا» و «إلا» أحد الجوانب المهمة لشعره وفلسفته، ومنه نتطرق إلى تفسير ذي أهمية للحياة.

وتبقى من أهم أفكار (إقبال )
🔸أنه كلما زاد صراعنا (مع الشر) علت درجة وصولنا
🔸ومن الأفكار الكلاسيكية التي يتبناها أن
«في الأعمال العظيمة تتوحد ذات الإنسان في الله من دون أن تفقد هويتها»

وهذه العبارة لا تعني تلاشي الصوفي في الإله الحق تعالى
بل نمو الذات بحيث تقترب وتزداد قرباً من الله
وفي التوحد مع الله من دون فقدان الهوية تعبر حدود الزمان والمكان

⭕وتتجه (شيميل )نحو الإشارة إلى الركيزة المحورية في فكر «إقبال» فترى

🔸أنها شخصية الرسول... إذ كتب في جواب الشكوى:
«أضيء العالم الذي طال إظلامه باسم محمد المنير»
إضافة إلى أننا نجد أروع وصف لدور الرسول في منظومته الثانية
«أسرار نفي الذات»، وهو أكثر دواوينه اهتماماً بالسياسة وأكثرها توجهاً نحو القرآن

حيث يقول:
🔸«حب الرسول يجري كالدم في عروق الأمة»
وهناك بيت آخر يأسرني دائماً بجماله
إذ يُشبِّه الأمة بوردة لها مئة بتلة تنضح شذًى واحداً هو روح الرسول، ولا أذكر أنني عثرت على وصف لدور النبي يفوق هذا البيت جمالاً.

ولا غرابة فهو واحد من الشعراء الذين حمل شعرهم إرث النبوة، وقد كتب (هرمان هيسه) الكاتب الألماني العظيم، مقدمة بديعة قال فيها عن إقبال:

«إنه يحلم باتحاد الجنس البشري باسم الله وفي خدمته»، وهذا وصف ممتاز لشاعرنا الفيلسوف.

⭕وتطرح( شيميل )فكرتها على العشق المبدع عند «إقبال» مؤكدة أنه يعادل ما يسمى عند الفيلسوف برغسون

▪العشق هو هذه التجربة التي قد تسنح للمؤمن في منتصف الطريق أو في آخره
▪العشق هو الرغبة في التمثل
إنه «أرقى صورة لإبداع القيم والمثل العليا، والجهد لتحقيقها»
وإنه عند الحديث عن الذات في ارتقائها سلم «الأنوية»، من الصعب أن يتحقق لها ذلك من دون العشق الخلاق.

▪فالإنسان ليس كائناً ساكناً أو ثابتاً، بل تشمله حركة نمو مضطرد، فالكون كله في نظر
( محمد إقبال) في نمو كل دقيقة وكل ثانية
حتى أصغر «أنا» في الوجود يريد أن يبرز
ويرقى إلى مكانة أعلى
وهذا السلم الصاعد للأنوات شائع في كل المخلوقات
وفي هذا التجلي لخير ما في الإنسان من صفات.

⭕ولعل (إقبال )في إحدى قصائده الكبرى في ديوان «رسالة المشرق»
يبين أنه من دون العشق وقدرته على التوليف والتركيب يصبح العلم من مظاهر الشيطان!

🔸ولكن بالتعاون بين العشق والعلم يمكن بلوغ الفردوس على الأرض!
وهذه القصيدة تعبر خير تعبير عن إيمانه بالتفكير التوليفي بدلاً من الاتجاه إلى التحليل الجاف

🔸في شعره شبَّه الإنسان الذي يقصر اعتماده على العلم بدودة الكتب التي تعيش بين صفحات الفلاسفة الكبار مثل الرازي والفارابي بكل ما تحويه من جمال
لكنها لا تعرف شيئاً عن الحياة في الحقيقة، ويقابل بين هذه الدودة والفراشة التي تلقي بنفسها في اللهب لتذوق لحظة واحدة من الوجد.
🔸ولعل كل هذه الأفكار في تداخلاتها وأعماقها ومراميها قد أوحت للأسقف
(كنيث كراج) قوله عن (إقبال)
«إنه المتحدث بصوت أشياء مهمة في أغوار الروح المعاصرة، وحتماً أحس عصرنا بالحاجة إليه»!

⭕وتلك هي لمحات فكرية صوفية روحية أفاضت بها (شيميل) على العالم المعاصر من وحي إشراقات (إقبال )التي يجب أن تستلهم دوماً لنسحق غيابات الجب الحضاري!

[منقول بعد الاختصار والترتيب]



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إمبراطور مجانين العشق و سلطان العارفين يلتقيان
- الحرب السيبرانية في ظل التطور التكنلوجي
- حقيقة الإسراء والمعراج قرآنياً
- مصطلح الصحابة بين الإفراط والتفريط
- أسطورة عودة المسيح وعقيدة المخلص والمهدي المنتظر
- عاشوراء بين السنة والشيعة
- فلسفة الأُضحية والقربان في القرآن
- فضل10 ذي الحجة هي في الحقيقة13يوم وليلة
- الشيخ_سعيدالنورسي_الكردي ,,, الملقب ب (بديع الزمان )[1877-19 ...
- المناضل الكوردي الشجاع الفدائي الشهم ( سمكو شكاك )
- التدرج سنة قرآنية دون نسخ الآيات ( الصيام - الخمر ) نموذجاً
- مشروع_إخصاءالشعوب
- لماذا لم يذكر أسم فرعون والانبياء على النقوش والمخطوطات الأث ...
- هل يريدون تغييرالنظام الاقتصادالعالمي بمبرر فايروس الكورونا
- مدينة حلبجة ،، مأساةالعصر
- الوحدانية لله أم للحكام!
- حجاب المرأة
- إشكالية الحركات الإسلامية
- سقوط ترامب وظهور الترامبينزم !
- إطلالة على البلدان والأمم قبل البعثة النبوية في القرن السادس ...


المزيد.....




- يحقق نجاح كبير قبل عرضه في السينما المصرية .. أيرادات فيلم أ ...
- في جميع أدوار السينما المصرية .. فيلم الشاطر رسميًا يعرض في ...
- لمى الأمين.. المخرجة اللبنانية ترفع صوتها من في وجه العنصرية ...
- وصية المطرب أحمد عامر بحذف أغانيه تدفع فنانين لمحو أعمالهم ع ...
- قانون التوازن المفقود.. قراءة ثقافية في صعود وسقوط الحضارة ا ...
- وفاة الفنانة الإماراتية رزيقة طارش بعد مسيرة فنية حافلة
- ماذا بعد سماح بن غفير للمستوطنين بالغناء والرقص في الأقصى؟
- فيديوهات وتسجيلات صوتية تكشف تفاصيل صادمة من العالم الخفي لم ...
- مونديال الأندية: هل يصنع بونو -مشاهد سينمائية- مجددا لانتزاع ...
- الشاعرة نداء يونس لـ-القدس-: أن تكون فلسطين ضيف شرف في حدث ث ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هفال عارف برواري - (آنّا ماري شيميل) والفيلسوف الشاعرالأديب(محمدإقبال)