أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هفال عارف برواري - حقيقة الإسراء والمعراج قرآنياً















المزيد.....



حقيقة الإسراء والمعراج قرآنياً


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 7190 - 2022 / 3 / 14 - 02:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحدثنا في بحث سابق عن هذه القصة العجيبة التي حدثت للرسول وبيَّنا خلالها أن هذه الآيات في بداية سورة والإسراء وبداية سورة النجم هي
آيات محفزة ومستنفرة للعقول في كل زمان وهي آيات تحثنا على البحث والدراسة والإستقراء و تعلمنا على الممارسة والعلم التجريبي الذي يتبعه الآن العقل الغربي وقد تركه الشرق قبل قرون وأصبح المسلمون يتبعون التفكير السكوني الجامد وتحصَّرت لديهم الفضولية العلمية والمعرفية وبالتالي البحث عنها
وتحدثنا أن هذه الحادثة ليست بمعجزة كما يردده الغالبية العظمى من المسلمين لأن الرسول لم يعجز أحداً بحادثته هذه بل هي كانت رحلة خاصة للرسول لم يتطلع عليه أحد ، وهي حسب المصطلح القرآني الدقيق إراءات إلهية من آياته كما قال الله تعالى في سورة الإسراء{ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا......}
حتى وصل الى إراءات من آياته الكبرى في سورة النجم {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}!
والإراءات الإلهية هي أبلغ وأعمق وأرقى من معجزات الأنبياء السابقين

وقلنا أننا لن ندخل في الكم الهائل للمرويات التي تحدثت عن هذه الحادثة وكيف إخترقتها الإسرائيليات والأساطير الفارسية !
وكل المرويات عن هذه الحادثة منسوبة الى صحابة من الأنصار اسلموا بعد الإسراء وبعد الهجرة مثل حذيفة بن اليمان وأنس وبريدة بن الخصيب وأبي هريرة وكذلك ابن عباس الذي ولد بعد الإسراء وأسلم عند فتح مكة في العاشرة من عمره !!
والأعجب أنهم ينسبون احدى روايات الإسراء الى (عمر بن الخطاب)الذي كان له موقف رافض لرواية الأحاديث....
ويقولون أن الله فرض الصلاة في ذلك المعراج مع أن أول سورة في القرآن جاء فيها قوله تعالى
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْدًا إِذَا صَلَّى}!
الى أن يقول الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم { كَلاَّ لا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ }
ومن المعلوم أن الصلاة كانت من أحدى معالم الملة الابراهيمية المتوارثة

وللعلم أنه قد تم رصد عدد مرات ذكر كلمة ( الإسراء) في سيرة (أبن هشام)في القرن الثاني الهجري وأن عددها 1112 مرة
اما بعد ذلك في كتاب (ابن كثير ) في القرن السابع الهجري فقد بلغت عدد مرات ذكر كلمة الاسراء في الاحاديث التي دونها 16853 أي أن الفارق هو 15741 مرة!!!
بمعنى أن القصاصين ( المهنة التي تم استحداثها في عهد الامويين وتم تقنينه كوظيفة ومهنة في العهد العباسي وكانوا يشتهرون برواجهم للأحداث المثيرة كونهم كانت مهمتهم وشهرتهم تكمن في مدى قدرتهم على إثارة الاحداث وجعلها أكثر جاذبية!
ويبدوا أنهم فعلوا فعلتهم في إثارة هذه القصة !
أما من حيث الحدوث هل حدث بالجسد والروح ام بالروح فقد اختلف علماء السلف والخلف أكان بالروح والجسد أم بالروح فقط , وفي اليقظة أم في المنام , وقد رجح بعض المحققين أن الإسراء نفسه كان روحانيًا فما بالنا بالمعراج؟
وهناك من بيّن أن نفسه قد فصل عن جسده لكن تم أدخاله في جسد آخر خاص بتنقله لعدم قدرة أجسادنا على تحمل ذلك
فالسنن الكونية ثابتة في القرآن ولن تجدل لها تحويلا ولا تبديلا...
ومن ثم السؤال حول هل حدثت الحادثتين معاً أم كانتا متفرقتين ؟

لذلك نحن سنركز على البيان القرآني لهذه الحادثتين وترابط الآيات بعضها ببعض :

أولاً /
يجب أن نعلم أن هذه الحادثة هي حادثة خاصة للرسول فقط ولم يعلم أو يتطلع عليه أحد فهي من الغيبيات !
ثانياً/
يجب معرفة أن الحادثة قد حدثت بالفعل لكن الأهمية لاتكمن في كيفية الحدوث بالجسد أم بالنفس أم بالروح فسواءً حدثت بالجسم ام بدونها لا يقلل من أهميتها على الرسول بل قد يكون الرحلة بالنفس أكثر تأثيراً لكن نحن البشر مجبولون على أن الحوادث الخارقة المادية والحسية أكثر تأثيراً وأبلغ تعبيراً لإعجاز المقابل وإبهاره!
لكن قول (أبن القيم )هو الكلام المعتبر عندما قال في اختلاف العلماء على كيفية الرحلة وبيّن «أن النفس اذا تجردت من الجسد وقوانينها المحددة تصبح اكثر بصيرة !!»

ثالثاً/
حادثة الإسراء تحدث عنها القرآن بكل وضوح أن الرسول أُسريَ به جسداً وروحاً عندما ذكرت بداية سورة الإسراء
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
فذكر كلمة (عبده) تؤكد أنه أُسري جسداً ونفساً
وكذلك ذكر مكانين معلومين وهما المسجد الحرام والمسجد الاقصى التي بارك الله حولها وقد بيَّنا في مقال سابق مخصص عن المسجد الاقصى أن قيمة البركة والعبرة منها تكمن في المكان وليس في المبنى ، وهذا بسبب إثارة البعض أن المسجد الاقصى لم يكن موجوداً حين أسُريَ به ....
والله أعلم
لكن لم يذكر القرآن عن كيفية الانتقال والاسراء ولم يتحدث القرآن عن ما يسمى بالبراق وما الى ذلك وهذا يدل على أن الرحلة كانت غيبية لايعلمها الا الله ....!
رابعاً/
رحلة المعراج لم يصرح بها القرآن مطلقاً بل أثارها غزارة المرويات أما بدايات سورة النجم فقد ألمحت الى حدوث حادثة غيبية أيضاً أعمق تأثيراً ستظل محل التدبر والتفكير فيها واستنباط المفاهيم منها ، لكن ما بينه القرآن ليس عروجاً بل هو لقاء غيبي وأمر رباني وحدث جلل وعظيم لايمكن التفكير فيه كثيراً وقد اخبرنا الله تعالى عنها ، لكن قرآنياً لم يعرج الرسول بل كان لقاءً غيبياً لايعلمه إلا الله!

خامساً/
حتى قضية الاسراء لايمكن تتبع كيفية حدوثها كما أخبرنا القرآن فقد أسيء فهم قوله تعالى { لنريه من آياتنا } عندما تحولت الرؤيا فى روايات الناس إلى فتنة للناس كما أخبرنا الله تعالى
{ وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ } الإسراء 60
والناس تقع فى الفتنة فى هذا الموضوع حين يتكلمون عما رآه النبي من خلال رواياتهم التي ينسبونها للنبي , ثم يختلفون بشأنها كما هو حادث فى روايات الإسراء , وما يسمى بالمعراج ولذلك فالأفضل أن نلتزم بالقرآن لننجو من هذه الفتنة .
والمقصود أن القرآن تحدث صراحة عن الإسراء في سورة الإسراء وتحدث ضمناً عنه في سورة النجم ، وجعل الحديث من الناس في موضوع الإسراء فتنة لأنهم سيتحدثون بما لا يعلمونه وبما لم يشهدوه . وذلك ما حدث فعلاً حين ارتبط حديث الناس عن الإسراء بقصص وروايات غير موثوقة وهي أقرب الى الخيال.
والمنهج فى هذا السبيل أن نتدبر آيات القرآن ونتتبع ما رآه النبي ليلة الإسراء ، والقرآن بيّن أن
النبي وحده هو الذي رأى رؤيا لا يستطيع البشر تخيلها لأنها خصوصية للنبي وليست إعجازا لتحدي البشر .
ثم الملاحظ أن الخط القرآني لكلمة (رؤيا )تأتي في القرآن عن ما يراه الإنسان في المنام
أما كلمة( رؤية) فمتعلقة بالرأي وهي من الفكر والدراسة والتدبر...

سادساً/
الدليل على عدم عروج النبي بمعنى الصعود الى السماء هي موجودة في بداية سورة النجم نفسها لكن يوجد ماهو أبلغ!
لأن القرآن يتحدث عن التقاء فريد في عالم الملكوت
لنتمعن معاً في بدايات سورة النجم:

1- {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى } تبدأ السورة بالقسم الإلهي بالنجم إذا هوي وهي حقيقة علمية مثبتة أن النجوم تهوي وهو قسم إلهي عظيم
وتجد هذا القَسَم العلمي يؤكده سورة التكوير لتهيئة العقول على أنه أمر رباني جَلَل وهو نزول القرآن العظيم
{فَلَا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ } وهنا إشارة علمية أيضاً ان (الخنس) هي الكواكب التي تجري بحيث لاترى من شدة سرعتها والكُنَّس هي الثقوب السوداء التي تكنس الغبار الكوني ، ثم يقسم تعالى بالليل والصبح {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ}أى تحرك ، وهنا أيضا إشارة علمية على كروية الأرض و دورانها حول الشمس لانها لولا هذه الكروية والدوران لما حدث انسلاخ الليل من النهار وإنسلاخ النهار من الليل كما هو ، ثم أقسم جل وعلا بالصبح فى صورة بلاغية في غاية الروعة {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ } على أن هذا القرآن الكريم هو وحى من عند الله.
فالقرآن يفسر بعضه بعضاً وما أجازه سورة التكوير ستجد تفاصيله في بداية سورة النجم

وهناك تأويل آخر على أن النجم يطلق على آيات القرآن فيقال نزل القرآن منجماً

2- {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى }
ولا يمكن أن يكون لـ(ضلّ) و(غوى) نفس المعنى! كما هو في التفاسير
فـ(ضلّ) هو العصيان بدون تخطيط، و(الغواية) هي العصيان بتخطيط وغاية مسبقة
وذكر بصاحبهم مكة الذي عايشوه و علموا صدقه وأمانته، وبالتالى فانه ما ضل وما غوى
أي كان بكامل وعيه.

3- {وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}
أي لم يأتي القرآن من عنده بل هو حين نطق نطق بالقرآن وأنه لا يتكلم عن هواه فهو المقيد بما قاله الله له
4- {إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}
فما هذا القرآن إلا وحي أوحاه الله تعالى وليس كما روجه البعض أن كلامه وأحاديثه هو الوحي !!
5- {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى}
وهنا يتحدث عن جبريل الموكل بالوحي فعن طريق جبريل نزل عليه الوحي الذي وصفه القرآن بأنه شديد القوى وليس كما أدَّعى البعض أنه الله!
6- {ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى}
وهي تعني انه يجب أن يكون حامل الوحي له صفات بحيث تؤهله لهذه المهمة العظيمة والصعبة الى النبي الخاتم وهو جبريل عليه السلام فهو شيد القوى 
ومعنى ( ذومِرَّةٍ) هي كلمة كان العرب يطلقون على لف الحبال كونهم كانوا كثير الترحال ولهم خبرة في لف الحبال فعندما يلفونها ثلاثة لفات يطلقون عليها ( مِرَّة) حيث تكن بقوة بحيث من المستحيل أن تنفك ويستطيعون سحب مايشاؤن من الأحمال فصفة ناقل الوحي هو تشبيه بذلك في التلقي والإلقاء وامانة الإيصال
7- {وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى }
أي من شدة قوة استواءه عند التلقي وهو مازال بذلك الإستواء في الأفق الأعلى
وبيَّنت سورة التكوير على ذلك
{وَلَقَدْ رَآهُ بِالأُفُقِ الْمُبِينِ} أي من علوه وهو بالافق الأعلى المبين الواضح الذي لاتحجزه الغيوم والظِلال وهنا أثناء الوحي والاتصال الغيبي رآه على هيئته واضحاً مبيناً دون حواجب وعوارض وتم الاتصال بين كائن علوي ملائكي وبين كائن أرضي!
وكيف استوى جبريل وهو بالأفق الأعلى أو الأفق المبين ثم دنا جبريل من محمد وتدلى إليه ومحمد على الأرض حتى أصبح جبريل قاب قوسين أو أدنى وتلامس المخلوقان , أحدهما علوي والآخر أرضي

8- {ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى}
وهذه الآية تنفي المعراج بمعنى الصعود فالرسول لم يعرج الى السماء بل أن جبريل هو الذي دنا ونزل وتدلَّى من الملكوت العلوي !

وهناك روايات تقشعر منها الأبدان عندما تبين أن الذي دنى وتدلى حاشاه هو الله تعالى!!
لذلك هناك مرويات تقول أن السيدة عائشة قالت : أنا أول من سأل الرسول عن هذه الآيات فقال : هو جبريل .... فقد رأى الرسول جبريل على هيئته كما هو الذي له ستمائة جناح وهي المرة الثانية الذي يراه فقد رآه عندما بَشَّرهُ بأنه النبي المختار وهناك روايات تقول أنه أراه حينها جناحين فقط سَدَّ بهما الأُفق لكنه في هذا المكان العلوي أشهده هيئته كما هو !!
لكننا سنلتزم بالقرآن ولن نستند الى المرويات

9-{فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى} أي حتى أصبح جبريل قاب قوسين أو أدنى أي تم الاقتراب بحيث تلامس المخلوقان , أحدهما كائن علوي والآخر كائن أرضي، وكان الملاك العلوي يحمل كلمة الله الأخيرة للإنسانية!!
فيبدو أن هذه الحادثة كانت في ليلة القدر أي تطابق ليلة القدر مع ليلة الإسراء !

10- {فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} وحين هبط جبريل على قلب محمد طبع فيه الوحي الإلهي وعندها أوحى الله تعالى الى عبده ما أوحى وتلقى فؤاد محمد عليه الصلاة والسلام هذا الوحي فصار نبياً ، فيبدو أن الآيات تتحدث عن نزول الكتاب القرآنى مكتوباً على قلب النبى محمد حين رأى جبريل لأول مرة كهيئته الحقيقية وهو مالم يره أحد من الانبياء فكل الانبياء وحتى الرسول محمد كان يراه مجسداً فيما بعد على هيئة إنسان !
وكان هذه الليلة هي ليلة القدر ونزل كل القرآن على قلب محمد وتم طبعه على قلب الرسول الخاتم وهو ما بيَّنه بداية سورة الدخان
{ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ}
لكن تميّز الرسول بهذا اللقاء الملكوتي الغيبي أنه رأى جبريل على هيئته الحقيقية وتم طبع كل القرآن على قلبه
وفي سورة التكوير يوجد إشارة موجزة لكيفية الوحي في هذا الحدث وأنه رآه في هيئته الملائكية {وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ }
وهذه إشارة موجزة لكيفية الوحي يفيد بأن محمداً رأى جبريل على هيئته الملائكية حين كان جبريل بالأفق المبين أي الأفق الواضح دون حواجز ولا ظلال
فآيات سورة التكوير تفسر ما حدث في سورة النجم لكن بشكل موجز
وهذه الآيات تتحدث عن صفات جبريل في نقله الوحي على قلب النبي محمد المختار
{إنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ}
{وَمَا صَاحِبُكُم بِمَجْنُونٍ } فصاحبكم أي محمد يا أهل مكة تعرفونه وتعرفون مناقبه وخلقه وصدقه وأمانته!
لذلك أكّدت آية سورة التكوير أنه
{وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ}
فالوحي الذي أُنزل عليه هو من الغيب أي أن هذا القرآن سيكشف لنا ما غاب عنا في الآخرة وفي الدنيا أيضاً فالقرآن نور ينير لنا غيوباً مثل الغيوب بمعرفة الخالق ومن الحقائق العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية الغائبة عنا
فكل معلوم شهادة وكل مجهول غيب وكل مايصولك الى الحقيقة فهو نور !
وكل ما يأتي به القران من كشف الغيوب صحيح ودقيق لا يظن به (فالضنين) معناه أن القران يجلي الغيوب
وبمعنى آخر أن الضنين الذي يتم تجلي تلك الحقائق لاتتهم في صحتها ولاتتهم في صدقها!
وبالتالي فهي تعني
أولاً / أن تلك الغيوب العزيزة والعظيمة على قلب النبي لن يعز عليه فيبخل على عدم تبليغكم به ولن يبخل بما جاء من البينات ولن يخفيها عنكم
والثانية / لا يُضن أحد في صحتها ودقتها ! فهي صحيحة ودقيقة....

و نزل القرآن مكتوباً على قلب النبي محمد مرة واحدة ودفعة واحدة في ليلة القدر ثم كان بعدها ينزل على ذاكرته حسب الحوادث

11- {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى }
أي ما كذب فؤاد محمد ما رآه بعيني القلب بمعنى أن الرؤيا رؤيا قلبية وليست حسية بصرية وأنه لم يرى ببصره بل رأى ببصيرته!
والرؤية بالبصيرة أقوى وأدق من رؤية البصر
فصار نبياً
فسورة القدر أوجزتها سورة التكوير وفصلتها بداية سورة النجم وبينّت نزول القرآن كاملاً في بداية سورة الدخان
والقرآن يربط بين ليلتي الإسراء والقدر , أو بمعنى آخر فان الإسراء حدث ليلة القدر في شهر رمضان وليس في شهر رجب

12- {أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى}
أي أتنكرون وتكذبون وتجحدون وتتشككون فيما رآه ؟ وهو مصدق لما رآه ببصيرته وفؤداه الذي لم يكذبه وأكدت الكلمة ( يرى) وليس ( رآه) في الماضي على أنهم سيكذبونه بعد ذلك أيضاً

13-{وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى}
أى أن محمداً عليه الصلاة والسلام رأى جبريل وهو ينزل أو يهبط مرة أخرى ، ولم يقل الله تعالى : (ولقد رآه مرة أخرى) ، وكان الأجدر أن يقول ذلك ، ولكن قال ( نزلة أخرى ) ليؤكد على أن جبريل هبط الى الأرض مرتين ليلتقى بالنبى محمد ويراه بطريقة لا علم لنا بها ،و ليس لنا أن نتكلم فيها أو نتخيلها ولم يصعد الرسول!
فالآيات تؤكد أن جبريل هو الذي نزل حيث تقابل مع محمد وهو الذي دنا فتدلى فكان من محمد قاب قوسين أو أدنى وهو الذي هبط اليه من الأفق الأعلى ليطبع الوحى القرآنى مكتوباً فى فؤاد النبى

14- {عِند سِدْرَةِ الْمُنتَهَى }
كلمة [ السِدْر ] هي شجرة النبق المعروفة بطعمها اللذيذ ورائحتها الزكية وطلها المديد ..فجاءت تشبيها لها
ومن أوصاف القرآن التي استخدمها القرآن فى وصف لشجر الجنة
{ وَبَدَّلناهُم بِجَنَّتَيهِم جَنَّتَينِ ذَواتَي أُكُلٍ خَمطٍ وَأَثلٍ وَشَيءٍ مِن سِدرٍ قَليلٍ}سبأ: 16
فالسدر هو الشجر الطيب ثماره ولذلك نسب لأهل الجنة { فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ* وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ* وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ }
لكن القرآن يضرب لنا الأمثال لكى نفهم ونتفكر
{ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ}

فالله ضرب مثلاً الكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة
و كلمات الله هى أطيب الكلمات وهى الشجر الطيب
{ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء* تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ۗ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}
فالسدرة الطيبة هى آيات الله والمنتهى هو اتمام كلمات الله!
فمعنى (سدره المنتهى)إذاً
هي وسائل دلالية تعين على الرؤية التامة لان سدرة المنتهى هى النور الذي يعيننا على الرؤية التامة وبدونه نضل.
{ فَـَٔامِنُوا۟ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَٱلنُّورِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلۡنَاۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرࣱ }
فهي الشجرة الخالدة بكلماتها وفيها تكمن منتهى معاني الفلاح والسعادة في الدارين الدنيا والآخرة!

15- {عِندَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى}
فلا عجب أن تكون عندها جنة المأوى
فالأرض هي جنة المأوى وقد تكون هي الجحيم وهى المأوى ، فالمأوى في القرآن قد يكون جحيم وقد يكون جنة ، وتكتمل الجنة بسدرة المنتهى
عند انتهاء نزول الوحى واكمال الدين واتمام النعمة ولن تعيش فى جنة الدنيا الا باتباع ما امر الله به ان يوصل وتكون نفسك مطمأنة ، ولذلك قال الله تعالى في آيات أُخرى
{وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } فهي جنة الدنيا وجنة الآخرة

16- { إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَىٰ }
أي بمعنى لا تنفذ عجائب كتاب الله أو سدرته الطيبه وكل يوم نكتشف منه ما هو جديد
اليس من كلام الله ما هو مخفى عنا ومنه ما تم تأويله أو فسر فى زماننا في الجانب العلمي كدوران الارض وكرويتها وما الى ذلك ناهيك عن الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي تأن منها العالم المتحضر حتى الآن !
ولا يتعمق فى كتاب الله إلا المطهرون البعيدون عن جعل روايات ضنية تاريخية قاضية على كتاب الله!

17- { مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى}
أي أنه شاهد ببصيرته وفي نفسه أي بقلبه بحيث لم يزخ بصره ولم يطغى بدليل {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَىٰ }
فالرؤيا كانت رؤية قلبية لم يتدخل البصر فيها
وللعلم أن علاقة النبي مع جبريل أو الروح أو روح القدس, لم يدل قرآنياً على أن الوحي كان يتم إلقاءً على السمع أو رؤية بصرية ,بل إن كل الدلائل تشير إلى أن الوحي كان يتم إلقاءً على قلب النبي دون تدخلٍ للسمع أو البصر كما في قوله {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَىٰ قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ }
{ وَكَذَ‌ٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَـٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ }
{ قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَىٰ قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ }
فجميع الآيات تؤكد أن الوحي كان إلقاءً على قلب الرسول و لاندري من أين وُجدَت تلك الرؤية البصرية!

18- {لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}
فرسول الله رأى من آيات ربه الكبرى فى كتابه أي في آيات كتاب الله التى هى الشجرة الطيبة أو السدرة الطيبة التى أكمل الدين بها و انتهى نزول وحى الرسالات. فوصلت الى المنتهى فاصبحت سدرة المنتهى
فما هى الآيات الكبرى التى رءاها رسول الله ؟
منها مالانعلمه ومنها ما ذكرها القرآن فكتاب الله ملئ بالآيات الكبرى من قوانين للكون وآيات فى الأمم السابقة ولذلك يأتى صيغة السؤال {ألم تَرَ} كثيراً مثل :

{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين}
{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُم مِّنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ}
{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ}
أليست هذه من آيات ربه الكبرى التى فى السدرة الطيبة والتى وصلت للمنتهى باكتمال الدين .
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا }
ناهيك عن الآيات الكونية وقصص الأنبياء والمرسلين التي فيها عبر مع نظام أجتماعي وأقتصادي وسياسي كامل يبين لنا الخطوط العريضة فيها لإدامة الحياة
مع كشف حقيقة الحياة وسر الوجود وبيان الغيبيات عنا في الآخرة ومواصفات من يدخلون الجنة والنار .....
————————-
إذاً القرآن يفسر بعضه بعضاً ويصدق بعضه بعضاً فإن ما جاء في سورة التكوير عن نزول القرآن ليلة القدر تشرحه سورة النجم بمعنى أن حادثة ليلة الإسراء هي ليلة القدر وأنه في هذه الليلة المباركة نزل القرآن كتاباً كاملاً على قلب النبي مرة واحدة ليلة القدر ،
ثم كان يتنزل على ذاكرة النبي حسب الحوادث , لذلك يقول الله تعالى {وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً }الإسراء 106
أي بعد الكتاب المكتوب فى فؤاد النبى أصبح الكتاب ينزل قرآناً أى مقروءاً بلسان النبي، نزلًا تنزيلًا متفرقاً ليقرأ على الناس على مكث , شيئا فشيئاً . إلى أن انتهى نزوله .. ...
ولذلك قال الله تعالى
{ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ. وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا } طه 114
وقال
{ لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}القيامة
والآيات تؤكد أن الله تعالى تكفل بجمع القرآن وببيان القرآن , حيث أن القرآن يفسر بعضه بعضا
فالله يقول عن القرآن الكريم
{وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
وعن كيفية تنزيله ووحيه يقول تعالى عن جبريل {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ}أى نزل على قلب النبى محمد { عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ } وأن هذا القرآن ( بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ) وإنه أيضا مذكور فى الكتب السماوية السابقة
{وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ } ويكفى إقناعا لمشركى قريش أن يكون لعلماء بنى اسرائيل علم مسبق بنزول القرآن ، فتكفى هذه آية لهم {أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاء بَنِي إِسْرَائِيلَ } ( الشعراء 192 )

ولذلك فإن تلك الرؤيا ـ التي لم يرها البشر ـ إذا تحدثوا عنها وقعوا في الفتنة، يقول تعالى عنها كما بيّنا في البداية بنص القرآن { وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً للناس وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ ۚ وَنُخَوِّفُهُمْ فَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا طُغْيَانًا كَبِيرًا } الإسراء 60
فالآية تتحدث عن الإراءات الإلهية التي أراها الله لنبي الخاتم المختار وأنها فتنة للناس إذا تحدثوا فيها لأنهم لم يروها
وتكلم الله عن الشجرة الملعونة الذي أحتار فيها المفسرون وفسرها جمهور العلماء على أنها شجرة الزقوم التي هي أصلها في الجحيم ، لكن كيف تكون شجرة في الجحيم ملعونة واللعن تعني الطرد والخروج من رحمة الله بسبب أعمال وافعال أستحقوا غضب الله عليهم!
وشجرة الزقوم شجرة غير مكلفة أصلاً بالعمل بل هي نبتة أصلها وجذورها في الجحيم فكيف تلعن؟
والصحيح أن الشجرة جاءت لضرب المثل فأصل كلمة (الشجرة)جاءت من التشجر والتشابك كما يطلق على شجرة العائلة
فكل شجرة لها نمو وتفرع وتشتابك في الأغصان مثله مثل العائلة
ولايوجد من يستحق اللعن في القرآن غير اليهود وشجرتها المنتظمة والمتفرعة والمتشابكة والتي إخترقت مرويات الدين الإسلامي وما قاموا من دس أفكار مغالطة للقرآن أصبحت الآن من المسلمات وتم انجراف الأمة للارتباط بالاحاديث المعارضة للقرآن والمنسوبة الى النبي تاركين النبع الصافي القرآني الذي لا يأتيه الباطل من يديه ولا من خلفه ، كذلك مدى تأثيرهم حتى على الصعيد الدولي الحالي وما يقومون به من تمزيق الشعوب ونشر الرذيلة
فيبدوا أن الله أطلع نبيه المختار في رحلة الإسراء خصوصاً عندما إنتقل الى المسجد الاقصى وأطْلعه على هذه الشجرة وما سيقومون به عبر الزمان والله أعلم .
————————————
بل أن القرآن ينفي العروج بمعنى الصعود الى السماء في نفس سورة الإسراء!!
عندما طلب المشركون من النبي محمد أن يعرج إلى السماء وردّ القرآن عليهم بالنفي

{أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِّن زُخْرُفٍ أَوْ تَرْقَىٰ فِي السَّمَاءِ وَلَن نُّؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّىٰ تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَّقْرَؤُهُ ۗ قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنتُ إِلَّا بَشَرًا رَّسُولًا}الإسراء 93

أي طلبوا من النبي أن (يرقى في السماء)أي المعراج وأمره الله أن يقول لهم(سبحان ربي هل كنت إلا بشراً رسولا )!!!
ولاحظ أن طلبات المشركين كلها تدور حول ألوهية النبي في في الآيات التي قبلها فهم يدعونه الى تفجير الأنهار وإسقاط الأمطار بل أن يأتي هو بالله والملائكة ! ويصعد هو الى السماء وكان الرد أنه بشر وله خاصية البشرية إلا أنه رسول....
وبسبب الحاح المشركين المستمر بأن يكون للنبي محمد عليه الصلاة والسلام معجزة حسية غير القرآن لذلك كان النبي يحزن لإستحالة أن يعطيه الله تعالى معجزة حسية يتحدى بها البشر، لذا قال له ربه:
{قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ ۖ فَإِنَّهُمْ لَا يُكَذِّبُونَكَ وَلَٰكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ }الأنعام 33
أي أنهم لا يكذبونك ولكنهم يعرفون إنك على الحق ويجحدون الحق استكبارا ويطلبون المعجزات الحسية عنادا!
لذلك ذكرت في نفس السورة في الآية 35التي بعدها
{ وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ ۚ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ }
أي قال له ربه إذا استطعت أن تأتي بسلم وتصعد للسماء لتأتيهم بآية فافعل ذلك ويقول أي من عندك وبقوتك ، والمفهوم أن الله تعالى يمنع ذلك والنبي بقوته البشرية لا يستطيع أيضا ذلك ولو كان هناك معراج لما قال تعالى للنبي ذلك القول ...!
لذلك نقول أن الرسول قرآنياً أنتقل في رحلة ملكوتية غيبية من المسجد الحرام الى المسجد الأقصى في حادثة سميت بالإسراء التي تحدث عنها القرآن صراحة ليريه من آياته وحينها حدث اللقاء الخالد لأول مرة بينه وبين المَلَك الموكل بالوحي جبريل على هيئته الحقيقية والذي دنى منه وتدلى وارتبط به ليطبع على قلبه القرآن مكتوباً وكاملاً وهو مالم يحدث لأي نبي...
فالله ليس بحاجة لكي يصعد اليه الرسول وهو القائل (وهو معكم أينما كنتم )
و الله ليس له مكان حسي حتى يصعد اليه بشر فهو الأول وهو الآخر وليس كمثله شئ فلا يحده زمان ولا مكان.
والرسول جاء بآيات بينات وليس بمعجزات كما بينه القرآن
{ بَلۡ هُوَ ءَايَـٰتُۢ بَيِّنَـٰتࣱ فِي صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلۡعِلۡمَۚ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَـٰتِنَاۤ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ }

والله أعلم


وهذا اللنك ما كتبته أنا قبل سنوات حيث تابعنا فيها البعد التحفيزي في اختراق الزمان ومفاهيم دقيقة
وفي هذا المقال ركّزنا على الكلمة القرآنية فقط وبالطبع تراجعنا عن كثير من المفاهيم
والله من وراء القصد فنحن سنستمر في البحث والمراجعات

https://m.ahewar.org/s.asp?aid=469251&r=0

المصدر/
مصادر عدة من مفكرين الا أن فكرة المراجعة هي
للدكتور محمد هداية وزبدتها للدكتور أحمد صبحي منصور



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح الصحابة بين الإفراط والتفريط
- أسطورة عودة المسيح وعقيدة المخلص والمهدي المنتظر
- عاشوراء بين السنة والشيعة
- فلسفة الأُضحية والقربان في القرآن
- فضل10 ذي الحجة هي في الحقيقة13يوم وليلة
- الشيخ_سعيدالنورسي_الكردي ,,, الملقب ب (بديع الزمان )[1877-19 ...
- المناضل الكوردي الشجاع الفدائي الشهم ( سمكو شكاك )
- التدرج سنة قرآنية دون نسخ الآيات ( الصيام - الخمر ) نموذجاً
- مشروع_إخصاءالشعوب
- لماذا لم يذكر أسم فرعون والانبياء على النقوش والمخطوطات الأث ...
- هل يريدون تغييرالنظام الاقتصادالعالمي بمبرر فايروس الكورونا
- مدينة حلبجة ،، مأساةالعصر
- الوحدانية لله أم للحكام!
- حجاب المرأة
- إشكالية الحركات الإسلامية
- سقوط ترامب وظهور الترامبينزم !
- إطلالة على البلدان والأمم قبل البعثة النبوية في القرن السادس ...
- فكر مالك بن نبي الذي مازال حبيس رفوف المكتبات!
- مصطفى العقاد وصلاح الدين الأيوبي!
- الملاذات الآمنة لتهريب أموال الدولة! (سويسرى نموذجاً)


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هفال عارف برواري - حقيقة الإسراء والمعراج قرآنياً