أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هفال عارف برواري - مصطلح الصحابة بين الإفراط والتفريط















المزيد.....



مصطلح الصحابة بين الإفراط والتفريط


هفال عارف برواري
مهندس وكاتب وباحث

(Havalberwari)


الحوار المتمدن-العدد: 7158 - 2022 / 2 / 10 - 17:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطائفة الشيعية تمادوا في التفريط لما يسمون بالصحابة ولن نتحدث عنهم ، فحججهم واهية لأتهم قاموا بنسف كل قواعد الترابط الأخوي والإيماني من أهل السبق من المهاجرين والانصار ومن كانوا معه في مسيرة الدعوة والمذكور في القرآن
وبنوا كل عقائدهم على أساس عرقي من آل البيت الأطهار ، لذلك لن نتحدث عنهم
أما أهل السنة فقد أفرطوا في جعل الصحابة كلهم عدول ووسعوا من دائرة مصطلح الصحبة مع أنه ذكر كلمة معاني الصحبة في القرآن ذكر في أكثر من سبعين موضعاً ولم يشر الى معنى الصحابة المتعارف عليه !
وفي الأصل لا وجود لمصطلح (الصحابة) في القرءان ، ولم يرد في القرءان ما يدل على اكتساب الإنسان أية عصمة من الذنوب لمجرد وجود صلةٍ ما له بأحد الصالحين ولو كان نبياً !
والتعريف المشهور للصحابة الذي أحدثه بعضهم في القرن الثالث الهجري قد ساهم في وضعه مجموعة من أهل السنة ومنهم (علي بن المديني) شيخ البخاري فهو القائل: (من صحب النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أو رآه ولو ساعة من نهار فهو من أصحاب النبي)، وهم قد أعطوا لأنفسهم دون تفويض أو توكيل أو تكليف من الله تعالى أو من أية سلطة دينية رسمية الحق المطلق لتعديل من تشاء من أهل القرون الإسلامية الأولى وتجريح من تشاء منهم، وقد أسسوا هذا البنيان حسب مفهوم أهل السنة والجماعة مع العلم أن هذا المصطلح بحد ذاته مصطلح محدث !
وكما بينه العلامة الموريتاني الدكتور (محمد الحسن ولد الددو)، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين وقال أن هذا المصطلح (أهل السنة والجماعة) (عبارةٌ مُحْدَثَةٌ ومفهومٌ لم يَرِد في نصوص الوحيين- ولنا تحفظ على كلمة وحيين- وإنما نشأ في سياق التدافع السياسي بين الأمويين وخصومهم السياسيين من الشيعة والخوارج؛ لكن بعض فرق أهل السنة استأثرت بهذا اللقب، ونقلته من إطاره السياسي إلى إطار فقهي واعتقادي؛ تمكنت به من إقصاء الفرق السنية الأخرى؛ وجَعْلِهِ علامةً خاصة بها)!!

لذلك بيّن (اللالكائي المتوفي في 418هـ )أحد أبرز علماء العقيدة والحديث في كتابه المسمى (شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة) أن الصحابة :(مَن صَحِبَه سَنةً أو شهراً أو ساعةً، أو رآه أو وفد إليه فهو من أصحابه، له من الصُّحبة على قدر ما صحبَه، فأدناهم صحبةً هو أفضلُ من الذين لَم يروه، ولو لقوا الله عزَّ وجلَّ بجميع الأعمال، كان الذي صحب النَّبِيَّ ورآه بعينيه وآمن به ولو ساعة أفضلَ بصُحبته من التابعين كلِّهم، ولو عملوا كلَّ أعمال الخير)!!
وهم بذلك نسفوا المفهوم القرآني أن{ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}الحجرات 13
وان أصل ما جاء به القرآن كواجب على المسلمين أن يستغفروا إجمالا لإخوانهم الذين سبقوهم بالإيمان وليس مطلوباً منهم أن يسبحوا بحمدهم ولا أن يقدسوا لهم ولا أن يشركوا بالله ولا أن يهجروا كتابه ويتطاولوا على رسوله من أجلهم....!
فلم يكترث عامة المسلمين لمصطلح الصحابة الذي أصبح تضفي صفة القداسة والافراط فيه من قبل أهل السنة والجماعة...
مع أن هناك اختلاف في مفهوم علماء أهل السنة في تحديد من هم الصحابة
فعلماء الحديث يقولون :
(أن الصحابي هو كل من لازم الرسول أو ألتقى به أو حتى بمجرد رؤيته ( ولم يتم تحديد حتى مدة الرؤية!) وآمن به ومات على ذلك فهو يعتبر صحابي !
لكن بهذا التعريف يمكن أن يدخل في هذا التعريف المنافقون منهم أيضاً الذين أكّد القرآن أن هناك من لايعلم به أحد حتى الرسول نفسه لايعلم من هم وثبت من قبل الرسول نفسه أن من بينهم منافقون...!
أما الأصوليون ففي كتبهم الفقهية أن تعريفهم للصحابة أدق وهو كل ما قاله علماء الحديث مع إشتراط ملازمته فالرؤية شيء والصحبة شيء آخر !
لكن الذي تم رواجه بين المسلمين كافة هو تعريف المحدثين وذلك لتأثيرهم عن طريق سرد الاحاديث بين العامة !
ولكي يرفع المحدثون الحرج عن هذه الاشكالية في كون هل الصحابي ثقة أم لا قالوا أن الصحابة كلهم عدول !
أي كلهم أهل ثقة أي بمعنى بمجرد رؤية الصحابي للرسول يكون عدلاً وأهل ثقة!!
لذلك لاتجد في قواعد السند أي تفريق بين الصحابي ونسبة صحابيته هل هو ملازم للرسول أم مجرد رآه وهم كانوا بالآلاف ولم يتم البحث في سيرتهم هل كانوا عدولاً أم لا
فأصبح كل حديث متصل السند صحيحاً لأن الصحابة كلهم عدول
وإذا كان هناك تابعياً أفضل من صحابي لن يكون حديثه متصلاً ويكون الحديث حينئذً مرسلاً ..!
فعدول الصحابة خفف عنهم العبيء ...
لكن هناك من الصحابة حسب مفهومهم ليسوا عدول بل أكثرهم ليسوا بصحابة !
فعند النظر حتى في الموريات وأخبار الصحابة ونتعمق فيها ونبحث عن تاريخ بعضهم ندرك ذلك
لذلك عندما سُئل الصحابي الجليل ( أنس بن مالك)وقد عمّر وطال عمره : (هل بقى من أصحاب رسول الله أحد غيرك؟ قال: بقى ناس من الأعراب وقد رأوه فأما من صحبه فلا)!! رواه أبن صلاح في علوم الحديث باسناد جيد

كذلك هناك حديث ذكر في صحيحي البخاري ومسلم كثيراً ما يستدل به المتشبثون بالروايات وأنه لايجوز التكلم عن الصحابة ودليلهم هذه الرواية مع أن هذه الرواية هي حجة عليهم وليس لهم وهو أنه حدث شجار بين الصحابي (عبدالحمن بن عوف) وبين (خالد بن الوليد) بعد صلح الحديبية فسبّ خالد عبدالرحمن بن عوف!
وكان عبد الرحمن بن عوف ممن أسلم قبل صلح الحديبية، وخالد بن الوليد ممن أسلم بعده، فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تسبوا أصحابي، لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مُدّ أحدهم ولا نصيفه)
فهذا الحديث يبين أن الرسول يقول لخالد أنت أسلمت متأخراً وأنت لست مثل عبدالرحمن بن عوف وهو من أهل السبق في الاسلام
فهناك فرق!
وهو يوحي الى أن عبدالرحمن بن عوف هو من أصحاب رسول الله أي خالد ليس من أصحابه !!
أو هناك فرق شاسع في مراتب الصحبة
وهذا الحديث يبين ذلك أكثر
وهو مذكور في صحيح البخاري أيضاً عندما أغضب (أبوبكر )(عمر بن الخطاب)فخرج عنده عمر مغضباً وعندما أتبعه ابوبكر لكي يستغفر له سد الباب في وجهه فذكره لرسول الله فغضب رسول الله وقال ( هلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لي صَاحِبِي، هلْ أنتُمْ تَارِكُونَ لي صَاحِبِي..) حتى أن ابوبكر كان يقول له أنه كان سبباً في غضبه وندم عمر وخاف أن تتنزل عليه العذاب لأنه أغضب رسول الله !
وهذا يدل على مقام الصحبة وان الصحبة درجات
حتى ما بين أبو بكر وعمر !!
فكيف يمكن أن نطلق على كل من شاهد الرسول مجرد رؤية أنه صحابي ؟!
بل أن هناك حديث في صحيح مسلم يقول الرسول فيه :(في أصحابي اثنا عشر منافقاً، فيهم ثمانية لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط....)
إي أن هناك من أصحابه منافقون وهو لا يعرفهم أو يعرفهم لكن لم يخبر به أحداً ولم يسمى بإسماءهم فكيف يكون الصحابة كلهم عدول ؟
وهنا يتبين أمر آخر وهو أن كلمة الصحابة عن الرسول لها معنيين أحدهما أستخدمها بالمعنى اللغوي والآخر بالاصطلاح التشريعي
كما مبين من رواية الصحابة المنافقون الذي هو معنى لغوي فقط كما ذكره القرآن في الآية عن الرسول {مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ...}!
لذلك كان للإمام أحمد قولان علق عليه إبن حجر ( الصحبة الخاصة والصحبة العامة)
وحتى الامام البخاري ذكر في مقدمة التاريخ الاوسط في كتابه المختصر أن الصحابة هم المهاجرون والأنصار ....!
وهذا يدل على أنه هناك من لم يهاجر ولم يناصر فليس بصحابي بل هو تابعي !!!
و القرآن أكَّد على ذلك

{وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
فقد بين أن الصحابة هم السابقون الاولون من المهاجرين والانصار
أما البقية فهم تابعين { الذين اتبعوهم} لكن القرآن حتى عن هذه التبعية قيَّدها وبيّن شرط التبعية ب( الإحسان) !
أي لن يكون حتى تابعياً إن لم يبقى على إحسانه !!
لكن ماهو الفاصل بين السابقين الأولين والأنصار وبين من تبعهم بإحسان؟
سنرى أن الفاصل القرآني الذي بينه هو عام الفتح !
والفتح حدث بعد صلح الحديبية وليس بعد فتح مكة
فسورة الفتح نزلت في عام 6هـ بعد صلح الحديبية
ومفتاح الفتح كانت آية {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ ۚ وَالَّذِينَ مَعَهُ ...}
وعدد المسلمين حينها كانوا مايقارب ال 2000
والذين شاركوا في الحديبية 1400
وأوصافهم بينها القرآن أنهم
{أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ۖ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا ۖ سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ۚ ذَٰلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ ۚ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَىٰ عَلَىٰ سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ ۗ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا }
وسورة النصر نزلت بعد سورة الفتح أي بعد غزوة خيبر في ال7هـ وتصفية المدينة وما حولها من براثن ومكائد اليهود الذين كانوا يخططون للنيل من المسلمين بعد أن أجتمعوا في قلاع خيبر المنيعة !
مع أن للحسن البصري وعكرمة وابن عباس ومقاتل قول أن سورة النصر نزلت قبل سورة الفتح !
وتم فيها أستبشار القرآن بالنصر والفتح ودخول الناس في دين الله أفواجا
وهذا الفاصل الزمني لمفهوم الصحابة والتابعين مهم جداً
فصفات الصحابة الذين كانوا معه لغاية صلح الحديبية هم الذين كانوا أشداء على الكفار رحماء بينهم وعلى درجة عالية من التقوى ،،
وكان للمشاركين في بيعة الرضوان لهم مقام أثناء الحديبية عندما قال الله تعالى وهم يجتمعون للمبايعة على الموت تحت شجرة السمرة
{لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا}الفتح18
لكن من يقرء الآية بدقة سيعلم
أن الله قد رضي عنهم ( إذ) يبايعونك ؟ أي ساعة ما كانوا يبايعون وفي تلك اللحظة الزمنية فقط رضي الله عنهم وليس هناك رضى مطلق!
والآية التي قبلها بيَّن قيد شروط الرضوان
{إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} الفتح10
أي أن وعد الرضى مقيد بعدم النكث بالبيعة وهو مشروط بالثبات والبقاء على ما كان عليه لحظة البيعة !
وقد ذكر البخاري في صحيحه عن العلاء بن المسيب عن أبيه قال لقيت البراء بن عازب رضي الله عنهما فقلت (طوبى لك صحبت النبي صلى الله عليه وسلم وبايعته تحت الشجرة فقال يا ابن أخي إنك لا تدري ما أحدثنا بعده!!)

وكذلك الحديث الصحيح( قاتل عمار وسالبه في النار) والذي قتله أحد الصحابة المشاركين في بيعة الرضوان وهو ( أبو الغادية )قال البخاري وأبن معين ومسلم والحاكم أنه صحابي وقاتل عمّار الصحابي الجليل الذي قتل في معركة صفين ، هذه المعركة التي دارت بين الامام علي بن ابي طالب ومعاوية والذي ذكر في صحيح البخاري عن رسول الله :(......ويح ‏ ‏عمار ‏ ‏تقتله الفئة ‏ ‏الباغية ‏ ‏يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار)!
وهو دليل لايقبل الشك أن معسكر الامام علي الذي كان من ضمنهم الصحابي الجليل عمار والذي ناهز التسعين من عمره ، هو المعسكر الذي كان على الحق وأن معسكر معاوية هم البغاة!!
فكيف يكون هذا المعسكر الباغي الذي ضمه صحابة وغالبيتهم كانوا من أسلموا بعد الفتح في الحديبية وفتح مكة ، هم عدول وقد قتل على أيديهم آلاف الصحابة في معركة الجمل وصفين ؟
والكارثة أنه في النهاية كانت الغلبة لهذه الفئة الباغية بعد أن أستطاعوا بسياستهم ودهائهم السياسي واستخدامهم كافة الوسائل والغايات المشروعة وغير المشروعة لإستمالة عوام الناس الذين لم يتشربوا من النبع النبوي الصافي واستطاعوا السيطرة على زمام الأمور خاصة بعد أغتيال واستشهاد الامام علي ....!
ولم يعيروا لهذا الحديث الصحيح والمتواتر في غدير خم عن الإمام علي الذي حدث بعد عودة الرسول من حجة الوداع والوقوف عند منطقة غدير خم (....فأخذ بيدِ عليٍّ رضي الله عنه فقال ألستُ أولى بالمؤمنين من أنفسِهم قالوا بلى قال ألستُ أولى بكلِّ مؤمنٍ من نفسِه قالوا بلى قال فهذا وليُّ من أنا مولاه اللَّهمَّ والِ من والاهُ اللهمَّ عادِ من عاداهُ)
وهو حديث متواتر صحيح وقد تعجب الألباني من تشكيك إبن تيمية فقط لهذا الحديث المتواتر!
ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل قاموا بمعادات كل من يوالي الإمام علي من أهل الشام حتى بعد أن استتب الأمر لبنو أُمية فقد كان كل من يوالي علياً أو لا يروي أحاديث عن معاوية كان يتهم بالتشيع مثل الإمام (ابو عبدالله الحاكم النيسابوري) صاحب المستدرك !
وانتقل هذا التوجه الى علماء أهل الجرح والتعديل عند الدمشقيين من اهل معاوية والسفيانيين والمروانيين بعد ذلك ، فكل من كان يميل الى آل البيت يتهم أنه زائخ ومائل عن الطريق !
لذلك فقاعدة أن كل الصحابة عدول وهم مغفورون الذنوب وأن كلهم في الجنة والقيام بتأويل كل عمل أقترفوه للبقاء على حفظ مكانتهم في الصحيحين لايجوز ، لأنه بهذه القاعدة يستطيع كل احد أن يضع قاعدة على مايراه مناسباً لتمرير أمر ما .....والمرويات المتواترة تقول عكس ذلك بل حتى القرآن قال عكس ذلك وهدد الرسول نفسه عندما حاول أهل الباطل استمالته شيئاً قليلاً وقال المولى في شأن الرسول نفسه
{إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا }!!
لذلك فالمراسلات التي ذكرها الطبري بين معاوية والامام علي يبين أن معاوية كان ذكياً في استخدام مصطلح الصحابة !
لكن الامام علي كان يدرك خطورة ما يقول فيرد عليه ( لاتقل أصحاب محمد إنما هم المهاجرون والأنصار وأصحاب السمرة- اي ذكّره عندما هرب كل المسلمين من الكمين المعد في معركة حنين فنادى الرسول وذكرهم بأصحاب السمرة اي الشجرة التي بايعوه تحتها بيعة الموت !- وقال أتريد أن تسوي بينهم جميعاً !!
بل أنه هناك مروية صحيحة مذكور في مسند الامام أحمد عن أبي سعيد الخدري، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: لما نزلت هذه السورة: إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس [النصر: 1 - 2 ] قال: قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ختمها، وقال: (الناس حيز، وأنا وأصحابي حيز) وقال: ( لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية) فقال له مروان: كذبت، وعنده رافع بن خديج، وزيد بن ثابت، وهما قاعدان معه على السرير. فقال أبو سعيد: لو شاء هذان لحدثاك، ولكن هذا يخاف أن تنزعه عن عرافة قومه، وهذا يخشى أن تنزعه عن الصدقة. فسكتا، فرفع مروان عليه الدرة ليضربه، فلما رأيا ذلك، قالا: صدق
فهذا الحديث الصحيح يبين ما آل اليه الأمور في عهد عثمان عندما أجمع أولاد العمومة فهذا مروان بن الحكم الاموي يحكم وهو أبن الحكم بن ابي العاص طريد رسول الله الذي طرده من مكة ولم يستطع الرجوع لا في عهد ابوبكر ولا في عهد عمر فلم يقبلوا برجوعه وقالوا كيف نُرجع من طرده رسول الله !
لكن في عهد عثمان رجع الى المدينة
ويبين الحديث كيف أن الصحابة رافع وزيد بن ثابت خشيا من قول الحق لكي لا يفقدوا وظيفتهم ومكانتهم ومصالحهم ..!!!
بل أن رافع هم َّ بضربه ...؟! لكنه أدرك لعنة الله على من يكتم علماً فقالا : صدق....

بل ان (مروان بن الحكم) مشهود عنه أنه قتل أحد المبشرين بالجنة وهو (طلحة بن عبيد الله) في معركة الجمل عندما اقتنع أنه ظالم للإمام عليّ وأنه أعطاه صفقة يده وثمرة قلبه ثم نكث العهد{فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَىٰ نَفْسِهِ ۖ}ذكَّره الإمام عليّ فعاد مُباشَرةً، فرماه مروان بسهم وقتله
وكذلك (الزُبير بن العوام ) المبشر بالجنة ذكّره الامام علي عندما قال له رسول الله (لتُقاتِلنه وأنت له ظالم)!فاستفاق الزُبير، واصطف في صفه فقُتل في تلك المعركة على يد أحد أتباع مروان
فكيف يكونون هؤلاء عدولاً وقد قتلوا خيرة صحابة رسول الله !
لذلك الرواية التي ذكرها أبى سعيد الخدري كان رسول الله في غاية الدقة عندما ركّز على الصحبة الحقيقية وأن أصحابه حيّز وتم تثبيتهم أنهم السابقون من المهاجرين والانصار والذين كانوا معه عند الفتح ، والفتح كان في صلح الحديبية ولاهجرة بعدها ، أما الذين يأتون بعدهم فجهاد ونية
وقد أدرك (مروان بن الحكم) هذا ، لهذا سارع بتكذيب الخبر لكي يشملهم الصحبة!
وللتأكيد على ذلك ما ذكره الامام أحمد بسند صحيح (عن مجاشع بن مسعود أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم بابن أخ له يبايعه على الهجرة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا بل يبايع على الإسلام فإنه لا هجرة بعد الفتح ويكون من التابعين بإحسان)!!
وهو تأكيد الرسول أن من جاء بعد الفتح هم تابعين بإحسان !!!!
فأين ضاعت هذه التصنيفات ؟

فالذين أسلموا عند فتح مكة في ال 8 هـ بعد نقض الصلح كان عدد المسلمين 10 ألف
أي أن عدد المسلمين ازدادوا خلال سنتين فقط من 2 ألف الى 10 آلاف اي ( 8 ألف أزدادو )!
وفي حجة الوداع أي في 12 هـ بعد أنهزم القبائل العربية الذين اجتمعوا لإحتلال مكة ، دخل القبائل العربية كلها في دين الله فتضاعف عدد المسلمين الى 120 ألف مسلم
اي خلال 6 سنوات فقط بعد أن انكسر جبهات القبائل العربية تضاعف عدد المسلمين من 2 الف فقط الى 120 الف !!!
مع أن 2 الف فقط هم الذين هاجروا وجاهدوا خلال 16 سنة وضحوا بكل ما لديهم في سبيل الله فهل يستوون ؟؟

وهل من العدل أن نساوي بين صحابة رسول كلهم أي الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل دعوة الاسلام ، مع الذين جاءوا من بعد ان أصبح واضحاً أن كفة ميزان القوة أصبح لصالح المسلمين و تيقنوا أن الغلبة سيكون للرسول والذين معه
وبين من أفرغوا ما في أيديهم من أوراق القوة فانقلبوا على أعقابهم خاسرين لذلك توافد الجموع من القبائل ليدخلوا في دين الله أفواجا ومنهم من رأى الرسول من بعيد وهو يخطب في حجة الوداع فأصبحوا هم سواء مع من كان ملازماً للرسول؟

فالصحابي الصحيح هو الذي رسّخ في عقيدته معنى التوحيد وجاهد في سبيلها وهاجر بدعوته وجاهر بها وأنتصر لدعوة الحق في المدينة وقبل بمحاربة الاحمر والاسود والتضحية بالانفس والاموال في سبيلها وشرب من نبع خلق الرسول الرفيع وحكمته منتظراً الرد الالهي في قرآنه على كل خطوة يخطونها
يخافون من معاتبة الله لهم أو عقابهم فحتى الذين شاركوا في معركة بدر الفيصلية ومدى فضلهم حتى كانوا يسمون بالبدريين لجلالة قدرهم وإمدادهم بالملائكة من قبل الله
ومع ذلك قال الله فيهم أنه{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ۚ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ }الانفال
وهذا توبيخ رباني للصحابة على أن منهم من كان حريصاً على الأسر طمعاً في الفداء وعرض الدنيا بل وعاتب النبي أيضاً وبيّن أن الله كان يريد في اول لقاء بين أهل الحق والباطل ان يروا الكفار الإثخان مع الذين ظلموا واعتدوا أثناء الحرب !

حتى في معركة أُحد وما أستبسل فيه الصحابة استبسالاً شديداً واستشهد خيرة أصحاب الرسول إلا أن سبب الهزيمة في المعركة كان حب بعضهم الى الغنائم وعصيان القائد الرسول !
ولولا عفو الله ، لنالوا العذاب وهم من خيرة صحابة الرسول!
{وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللَّهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُم بِإِذْنِهِ ۖ حَتَّىٰ إِذَا فَشِلْتُمْ وَتَنَازَعْتُمْ فِي الْأَمْرِ وَعَصَيْتُم مِّن بَعْدِ مَا أَرَاكُم مَّا تُحِبُّونَ ۚ مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنكُم مَّن يُرِيدُ الْآخِرَةَ ۚ ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ لِيَبْتَلِيَكُمْ ۖ وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ ۗ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ }آل عمران
وقد حذّر المؤمنين وقام بتأنيبهم وإنذارهم
{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ وَلَقَدْ عَفَا اللّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} آل عمران

بل نجد أن الوصف الذي وصفه القرآن فيه عن مشاهد بعض الصحابة في معركة خندق الكبرى والموقف العصيب الذي وصل اليه المسلمون حيث كادت القبائل العربية المجتمعة في خارج المدينة والمتمردين اليهود من بنو قريظة من الداخل أن يستأصلوا شأفة المسلمين {إِذْ جَاءُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا}! الاحزاب
نعم هناك من شك حتى في نصرة الله للرسول!
طبعاً المنافقون كان لهم دور في بث هذا الشك والمؤمنون مراتب ودرجات لذلك قال الله {هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا }

بل أن الأقرب الى رسول الله كانوا نساءه وقد قال الله فيهم متوعداً لهم بالعذاب ضعفين إن اقترفوا فاحشة !
{يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرًا * وَمَنْ يَقْنُتْ مِنْكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحًا نُؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقًا كَرِيمًا }الاحزاب

وقال الله تعالى في معركة حنين {لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ}التوبة

والذين تحدثوا في عِرض السيدة عائشة ذكره القرآن أنه كان عصبة منهم !
{إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ }النور11

لذلك فالصحيح أن أعلى مراتب أهل القرن الإسلامي الأول هي مرتبة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار، تليها مرتبة من اتبعوهم بإحسان، أما تعريفهم للصحابي فيتضمن كل من يظن الناس أنه كان مؤمنا وأنه مات على الإيمان، وموت الإنسان مؤمنا لا يعلمه العلم الصادق إلا الله تعالى، لذلك قال تعالى:
{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيم} التوبة
فهؤلاء المنافقون بل الذين مردوا على النفاق لم يكن الرسول يعلمهم بنص القرءان، فكيف سيعلمه من أمثال العلماء الاجلاء (المديني والبخاري) بعد مائتي سنة؟
والقول بأن المؤمن المتبع للرسول من السابقين الأولين هو مجرد صاحب هو تقليل من مكانته الحقيقية ومساواته بأمثال المنافقين وبزعيم المنافقين (عبد الله بن أبي بن سلول) فعندما طلب بعضهم من النبي أن يقتل عبد الله بن أبي، لم يقبل، قال: (حتى لا يتحدث الناس أنَّ محمدا يقتل أصحابه) فبيَّن بذلك أن كلمة (أصحاب) مصطلح لغوي قد تتضمن كبار المنافقين أيضاً ....!
ومن المعلوم أيضا أن الأعراب أسلموا ولم يؤمنوا بعد، كما قال تعالى:
{قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيم} الحجرات

وانه يوجد في رواية البخاري أن هناك من أصحاب الرسول سيدخلون النار وهو لايعلم بذلك !
فعن أبي هريرة أنه كان يحدث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول يا رب أصحابي فيقول إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقري)!!!

وكما ذكر في المروية في كتاب الموطإ عندما زار الرسول في أواخر حياته قبور شهداء أحد وقال :( هؤلاء أشهد عليهم فقال أبو بكر الصديق ألسنا يا رسول الله بإخوانهم أسلمنا كما أسلموا وجاهدنا كما جاهدوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى ولكن لا أدري ما تحدثون بعدي فبكى أبو بكر ثم بكى ثم قال أئنا لكائنون بعدك)!
فالرسول في هذه الروايات الصحيحة شهد لشهداء أُحد فقط وبيّن أنه لايدري ماذا سيحدث لهم بعد موته!
وهناك من الصحابة سيعذبون بنص الحديث يوم القيامة والرسول يعرفهم ولايعلم ما أحدثوا بعد موته ويقول أنهم أصحابي أصحابي ...!

لذلك نجد من الصحابة أمثال ( مسلم بن عقبة) الذي رأس جيشاً في عهد (يزيد بن معاوية) ليهجم على المدينة لانهم رفضوا مبايعته فما كان منه الا أن أستباح المدينة ثلاثة ايام يسرف في القتل والاغتصاب حتى أسموه أهل المدينة ب ( مسرف بن عقبة) فهل امثال هؤلاء هم كما وصفهم الله أشداء على الكفار رحماء بينهم ؟!!!!

وكذلك الصحابي (الوليد بن عقية بن معيط) الذي أسلم يوم الفتح، وقد بعثه رسول الله على صدقات بني المصطلق فخرجوا يتلقونه فرجع مسرعاً ليخبر النبي أنهم إنما خرجوا لقتاله!! فأراد الرسول أن يجهز إليهم جيشا، فجاء من جاء منهم إليه ويخبرونه بصورة ما وقع، فأنزل الله تعالى في الوليد: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْما بِجَهَالَةٍ } !!!
بل أنه لما ولاّه الإمام عثمان في ولاية الكوفة أمَّ صلاة الصبح فيهم وهو قد شرب الخمر وهو سكران فصلى أربعة ركعات مما أدى الى جلده وعزله !
وكل ما روي عنه موجود في الصحاح ،
فهل هؤلاء يمكن أن يكونوا عدولاً .....؟
ومنهم من زنا ومنهم من قتل ومنهم من أرتد بعد موت الرسول ، فقد ارتد أغلب القبائل التي أسلمت ثم رجعوا بعد معارك ضارية أعلن عليهم الحرب من قبل قيادة أبي بكر الصديق في خلافته أسموها بحروب الردة !
ومنهم من كان من أهل البغي ، الذين أحدثوا فتنة كبرى في معركة الجمل وفي معركة صفين كاد المسلمون يندثرون حيث راح ضحيتها آلاف المسلمين والصحابة
فكيف يكون كلهم عدولاً ولهم مقام واحد
ولماذا نزل الله في قرآنه { وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ...}!
إي أن هناك صحابة عدول وصحابة ليس لهم هذا المقام
ومن يريد تتبع القرآن سيرى هذه التصنيفات القرآنية دون ذكر كلمة الصحابة :

1. السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار.
2. من اتبعوهم بإحسان.
3. من آمن من بعد الفتح (فتح الحديبية)
4.من خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا
5. المرجون لأمر الله
6.الأعراب الذين أسلموا ولمَّا يؤمنوا
7.المؤلفة قلوبهم.
8.المنافقون، وأخطرهم من مردوا على النفاق!!
والروايات تبين أن الرسول قد فرّق بين الصحبة كإصطلاح شرعي أنهم الى ما قبل الفتح والفتح كان في الحديبية
وان البقية التي أسلمت بعد فتح الحديبية وفتح مكة الى عام الوفود هم التابعين المقيد بقيد الإحسان
وأن ما قاله الشيخ طنطاوي شيخ الأزهر السابق عن احترام وتبجيل وتوقير (أي باختصار تقديس) الصحابة هو ركن الإسلام السادس!! (الأهرام: 9-5-2007)
يعد سابقة خطيرة لم يقله الرسول ولا القرآن!

ثم إن سرد المرويات بصورة عامة أنحسر في فئة من الصحابة دون غيرهم مثل: معاوية، عبد الله بن عمر، ابن عباس، أبي هريرة، أنس بن مالك، ... الخ وعدم سرد مرويات من قبل شخصيات كان لها تأثيرها فى مسار الدعوة وترسيخ أركان هذا الدين لدى أهل السبق في الاسلام مثل (السيدة خديجة) التي هي أول من آمنت بالنبي الخاتم ودعَّمته بكل أموالها وتحملت كل تبعاتها وماتت في سبيلها وكذلك أمثال (الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي) الذي كان السابع أو الثاني عشر في من دخلوا الاسلام وهو في حدود السادس عشر من عمره !
وكان بيته المكان السري للدعوة السرية وللعلم قد بقي الى عهد معاوية وعمَّر كثيراً توفي في 55هـ وهو أبن بضع وثمانين من عمره لكن ذكره قد أندثر ولم يروى عنه بل حتى فقدت سيرته فقد يكون أصطفافه في معسكر الامام علي في صفين هو السبب!
كذلك (خالد بن سعيد بن العاص الأموي) ، الذي كان ثاني أو خامس من دخل الاسلام بعد ابابكر وغيرهم كثير ....
بالإضافة أنه ذكر في (البداية والنهاية) لابن كثير أنه في عهد عمر كان أبا هريرة يقول : ( ما كنا نستطيع أن نقول قال رسول الله حتى قبض عمر )
وفي (جامع بيان العلم) لأبن عبد البر كان أبو هريرة يقول أيضاً :( لو كان عمر حياً لما سمح له برواية حديث رسول الله و لضربه بالدرة )
وقال(لقد حدثتكم بأحاديث لو حدثت بها زمن عمر لضربني بالدرة )
وقد تحدثنا عن المرويات لأن المروية لايمكن أن تكون مروية إذا لم تكن منسوبة الى صحابي ،
لكن من أين نعرف أنه صحابي؟
سيقال سنعرف الصحابة من التاريخ المثبت بالمرويات أنه صحابي !
أي نحن نبني إثبات ذلك بإستدلال دائري وهي مغالطة منطقية
فلكي تثبت المروية يجب أن تكون عن طريق صحابي وباثبات الصحابي نرجع الى المروية التاريخية وسندور حينها في حلقة دائرية !

والأكثر من ذلك أنه موجود في صحيح البخاري کما بينّا أن رجالا من (الصحابة) قد ارتدوا على أدبارهم القهقري بعد الرسول وأن الرسول نفسه سيُفاجأ بذلك يوم القيامة، فكيف قطع جامعو المرويات أنهم كلهم عدول ؟

لذلك فمصطلح العدول إذا كان معناها أن الغالبية كذلك. فقد يكون مقبولاً كما ورد في القرآن عن بنو اسرائيل عندما قال {يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}
فليس معناها أن كلهم كانوا كذلك بل الغالبية من الذين لازموه في المنشط والمكره ....
وأن هناك فرق بين أهل السبق من المهاجرين والأنصار ومن دخلوا بعد الفتح في الحديبية ....



#هفال_عارف_برواري (هاشتاغ)       Havalberwari#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسطورة عودة المسيح وعقيدة المخلص والمهدي المنتظر
- عاشوراء بين السنة والشيعة
- فلسفة الأُضحية والقربان في القرآن
- فضل10 ذي الحجة هي في الحقيقة13يوم وليلة
- الشيخ_سعيدالنورسي_الكردي ,,, الملقب ب (بديع الزمان )[1877-19 ...
- المناضل الكوردي الشجاع الفدائي الشهم ( سمكو شكاك )
- التدرج سنة قرآنية دون نسخ الآيات ( الصيام - الخمر ) نموذجاً
- مشروع_إخصاءالشعوب
- لماذا لم يذكر أسم فرعون والانبياء على النقوش والمخطوطات الأث ...
- هل يريدون تغييرالنظام الاقتصادالعالمي بمبرر فايروس الكورونا
- مدينة حلبجة ،، مأساةالعصر
- الوحدانية لله أم للحكام!
- حجاب المرأة
- إشكالية الحركات الإسلامية
- سقوط ترامب وظهور الترامبينزم !
- إطلالة على البلدان والأمم قبل البعثة النبوية في القرن السادس ...
- فكر مالك بن نبي الذي مازال حبيس رفوف المكتبات!
- مصطفى العقاد وصلاح الدين الأيوبي!
- الملاذات الآمنة لتهريب أموال الدولة! (سويسرى نموذجاً)
- من المستفيد من تدمير التراث في الشرق ....من وراءه؟


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هفال عارف برواري - مصطلح الصحابة بين الإفراط والتفريط