أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - راقي نجم الدين - إعلانات التوظيف الأكاديمي: هل تفتقر الجامعات العربية إلى الشفافية والمصداقية؟















المزيد.....

إعلانات التوظيف الأكاديمي: هل تفتقر الجامعات العربية إلى الشفافية والمصداقية؟


راقي نجم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 7573 - 2023 / 4 / 6 - 14:08
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لطالما كان يُنظر إلى العالم الأكاديمي على أنه مكان يتم فيه تقدير التميز ومكافأته. هذا يرجع إلى حد كبير إلى فكرة الجدارة، حيث يتم الحكم على الأفراد بناءً إلى قدراتهم وإنجازاتهم بدلاً من خلفيتهم الاجتماعية أو صلاتهم الشخصية. من المتوقع أن يكرس الأكاديميون أنفسهم لمجال دراستهم، ومتابعة المعرفة وتطوير حدود الفهم البشري. في مقابل جهودهم، تتم مكافأتهم بمناصب أكاديمية وتمويل وفرص للتقدم الوظيفي. يُنظر إلى هذا النظام على أنه وسيلة لضمان مَنِح أفضل وأذكى الأفراد الفرصة للمساهمة في الحياة الفكرية والثقافية للمجتمع. ومع ذلك، هناك انتقادات لعمليات التوظيف في العديد من الجامعات العربية تلقي بظلال من الشك على فكرة الجدارة في العالم الأكاديمي.
تتحمل الجامعات، كمؤسسات للتعليم العالي، مسؤولية ضمان أن تكون عملية التوظيف عادلة وشفافة. ومع ذلك، في كثير من الحالات، ليس هذا هو واقع الحال. شهدت المنطقة العربية، على وجه الخصوص، اتجاهاً حيث لا تُعد إعلانات الوظائف الجامعية على المواقع الرسمية أكثر من مجرد إجراء شكلي لتلبية متطلبات الجودة "اسقاطُ فرض"، مع عدم وجود نية حقيقية لتوظيف أي شخص. ينتشر هذا بشكل خاص بين الجامعات ذات المكانة المنخفضة التي تحاول محاكاة نظيراتها الأكثر شهرة. في هذا المقال، سوف نستكشف قضية قيام الجامعات بالإعلان عن فرص عمل وهمية وآثار هذه الممارسة. من خلال التجارب والملاحظة الشخصية، سوف نلقي الضوء على عدم مصداقية الجامعات في المنطقة والحاجة إلى عملية توظيف أكثر عدالة وشفافية.
لنأخذ، على سبيل المثال، جامعة العين في أبو ظبي، وجامعة زايد وغيرها، كلها أعلنت عن وظائف شاغرة وهمية. جامعة الشارقة ليست استثناءً، حيث يمكن للمرشحين التقدم لوظيفة والحصول على رقم التتبع، لكن حالة الطلب تظل كما هي إلى أجل غير مسمى.
في الجامعات الأخرى، يُطلب من المتقدمين إنشاء حساب على الموقع الرسمي وملء استمارات التقديم للوظائف المعلن عنها. ومع ذلك، في كثير من الحالات، تُترك الطلبات دون متابعة لسنوات، كما هو الحال في جامعات مثل جامعة عجمان، وجامعة زايد، وجامعة الإمارات العربية المتحدة. وعلى الرغم من الجهود المبذولة للتواصل مع الموارد البشرية أو عميد الكلية، إلا أنه لا يوجد في كثير من الأحيان أي رد أو تفسير. هذا الافتقار إلى الوضوح والتواصل يمثل مشكلة منتشرة في المنطقة، وليس من الواضح ما إذا كان رؤساء الجامعات أو عمداء الكليات على علم بالمشكلات الموجودة على مواقعهم الإلكترونية أو إذا كانوا يراقبونها بانتظام.
الوضع أسوأ في البحرين، وتحديداً في "الجامعة الملكية للبنات"، حيث يتم استدعاء الأساتذة لإجراء مقابلات عبر سكايب، وبعد شهور من الانتظار، يتلقون رسالة بريد إلكتروني تدعي قبولهم. ومع ذلك، بمجرد أن يوقع الأستاذ العقد ويرسله مع المستندات المطلوبة، يُقابل بالصمت ويتم تجاهله!
علاوة على ذلك، تجدر الإشارة إلى أن جامعات عدة في قطر لا توظف أساتذة عرب، باستثناء بعض مجالات التخصص مثل القانون واللغة العربية. على الرغم من هذه الحقيقة، لا يتم الكشف عن هذه المعلومات في كثير من الأحيان في إعلانات الوظائف، مما يؤدي إلى الارتباك والإحباط بين الباحثين عن عمل الذين قد لا يكونون على دراية بممارسة التوظيف هذه.
هناك العديد من الأسباب التي تجعل الجامعات تعلن عن وظائف وهمية. بالنسبة للبعض، قد يكون ذلك بسبب الخلاف الداخلي بين لجنة التوظيف، في حين أن البعض الآخر قد يفتقر إلى ثقافة العمل أو يتردد في تعيين أساتذة جدد بسبب مخاوف مالية. تميل هذه الجامعات إلى توظيف عدد قليل من الأساتذة فقط لتعظيم أرباحها، حيث يوجد في بعض الكليات أربعة أو خمسة أساتذة فقط يقومون بالتدريس بعبء دراسي ثقيل جداً.
لا يمكن التأكد من أصالة كل وظيفة منشورة على موقع الجامعة، وللأسف، غالباً ما يتم تعيين أساتذة جدد من خلال نظام التوصية. هذا يعني أن الأستاذ الحالي قد يوصي بأستاذ آخر، وتقوم الجامعة بتعيينهم دون التفكير في المرشحين الآخرين. أما بالنسبة للأساتذة الأكبر سناً، فهم يميلون إلى البقاء حتى بلوغهم سن التقاعد القانوني، والجامعات لا تعين أساتذة جدد إلا في حالة وجود وظيفة شاغرة بسبب النقل أو التقاعد.
بالإضافة إلى النقاط السابقة، تجدر الإشارة إلى أن هذه المشكلة لا تقتصر على الجامعات العربية. إنها قضية عالمية ابتليت بها العديد من المؤسسات الأكاديمية. لقد رأيت بلداناً تنشر فيها الجامعات بشكل روتيني وظائف غير موجودة، كحيلة تسويقية لخلق الانطباع بأن لديها مجتمعاً أكاديمياً مزدهراً. هذه الممارسة مضللة وتقوض مصداقية المؤسسات الأكاديمية.
عامل آخر يُسهم في نظام التوظيف غير النزيه هذا هو أنه ليس من السهل على الكليات تقييم المتقدمين للوظائف على أساس الجدارة وحدها، حيث قد يكون من الصعب تحديد الجدارة أو قياسها. هذا يخلق بيئة يمكن أن تلعب فيها المحسوبية والعوامل الأخرى غير الجدارة.
إن الافتقار إلى النزاهة في عملية التوظيف ليس مجرد مسألة أخلاقية. يريد موظفو التوظيف منا احترام وقتهم ولكنهم ليسوا على استعداد لاحترام وقتنا. إنها ليست مجرد مضيعة كبيرة للوقت؛ انها إساءة، بل إنها ضحك على الذقون. تلك مشكلة يجب معالجتها من قبل المؤسسات الأكاديمية وواضعي السياسات والهيئات التنظيمية. إن مصداقية الجامعات على المحك، ويجب استعادة نزاهة عملية التوظيف لضمان تعيين أفضل المرشحين على أساس الجدارة وحدها.
في الختام، فإن موضوع النزاهة في الإعلانات الوظيفية على مواقع الجامعات العربية له تداعيات بعيدة المدى. فهو لا يضيع وقت وجهد الباحثين عن عمل فحسب، بل إنه يقوض الثقة أيضاً بين الأكاديميين. عندما تفشل الجامعات في الحفاظ على المبادئ الأساسية للعدالة والشفافية في عمليات التوظيف الخاصة بها، فإنها ترسل رسالة مفادها أن المناصب الأكاديمية لا تُمنح على أساس الجدارة بل على المحسوبية أو عوامل أخرى خارجة عن سيطرة مقدم الطلب. يمكن أن يؤدي هذا إلى انعدام الثقة بين الزملاء والشعور بالإحباط وخيبة الأمل من المهنة الأكاديمية.
إذا كنت أكاديمياً تبحث عن وظيفة في إحدى الجامعات العربية، فمن المهم أن تبذل قصارى جهدك وأن تبحث في الجامعة بدقة. ابحث عن معلومات حول سمعة الجامعة وممارسات التوظيف السابقة وخبرات الأكاديميين الآخرين الذين عملوا هناك، يمكن الاستعانة بموقع (غلاس دور) Glassdoor وهو موقع أمريكي متخصص بمراجعة الشركات، بما في ذلك الجامعات، على الرغم من ان تقييمات الجامعات العربية على الموقع أقل بكثير من نظيراتها الاجنبية. بالإضافة إلى ذلك، تواصل مع الزملاء والأساتذة في مجال عملك لاكتساب نظرة ثاقبة ونصائح حول عملية التوظيف في جامعات مختلفة. أخيراً، كن مستعداً لطرح الأسئلة والدفاع عن نفسك أثناء عملية التوظيف للتأكد من أنه يتم تقييمك على أساس الجدارة والمؤهلات الخاصة بك. في النهاية، من مصلحة الجامعات ضمان أن تكون عمليات التوظيف عادلة وشفافة وقائمة على الجدارة وحدها. لن يساعد ذلك في بناء الثقة بين الأكاديميين فحسب، بل سيعزز أيضاً جودة التعليم والبحث الذي يتم إجراؤه في هذه المؤسسات.



#راقي_نجم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سباق التسلح الأكاديمي: مستوعب سكوباس وتصنيف الجامعات
- التصميم الجرافيكي ليس اتصالاً بصرياً
- سحر المؤثرات البصرية
- البلاغة البصرية والتصميم الجرافيكي
- صُنع في التصميم: تبادل الادوار بين الوظيفية والجمالية
- نتائج البحوث في حياتنا
- غلاف الكتاب يتحدث
- الجمال والوظيفة: تحليل مؤسسي
- النقد التصميمي وتدريسه
- الواقعية السحرية: منطقية اللامنطقي
- الفرق بين الفن والتصميم
- الغيرة المهنية: هزيمة الحاسد النذل
- كيف يمكن للرأسمالية ان تنقذ الفن؟


المزيد.....




- مقتل 5 أشخاص على الأقل وإصابة 33 جراء إعصار في الصين
- مشاهد لعملية بناء ميناء عائم لاستقبال المساعدات في سواحل غزة ...
- -السداسية العربية- تعقد اجتماعا في السعودية وتحذر من أي هجوم ...
- ماكرون يأمل بتأثير المساعدات العسكرية الغربية على الوضع في أ ...
- خبير بريطاني يتحدث عن غضب قائد القوات الأوكرانية عقب استسلام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لمسيرات أوكرانية في سماء بريان ...
- مقتدى الصدر يعلق على الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريك ...
- ماكرون يدعو لمناقشة عناصر الدفاع الأوروبي بما في ذلك الأسلحة ...
- اللحظات الأخيرة من حياة فلسطيني قتل خنقا بغاز سام أطلقه الجي ...
- بيسكوف: مصير زيلينسكي محدد سلفا بوضوح


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - راقي نجم الدين - إعلانات التوظيف الأكاديمي: هل تفتقر الجامعات العربية إلى الشفافية والمصداقية؟