البنية السردية في رواية عذراء جاكرتا للقاص نجيب الكيلاني

صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 13:15
المحور: الادب والفن
    

----------------------------------------
البنية السردية مصطلح نقدي شائع في مقولات المنهج البنيوي، لقراءة كل عمل سردي قصيرا كان أو طويلا أو متوسطا، فيه توصيف لكيفية نقل للأحداث من حالتها الواقعية الأولى إلى حالة لغوية خاصة، وتدبر لمجموعة الخصائص النوعية للنوع السردي الذي تنتمي إليه، وتتخذ أشكالا متعددة، فهي عند فورستر مرادفة للحبكة، وعند رولان بارت مرادفة للتعاقب والمنطق أو التتابع والسببية في النص السردي. وأحبذ هنا أن أطبقها عبر ثلاثة عناصر رئيسة، هي:
１ السارد، وهو من يقوم بعملية السرد، عن طريق المعلومات التي يملكها عن عناصر السرد وملابساته. ويقال له الراوي أو القاص، أو الحاكي.
２ المسرود، وهو النص السردي الذي ينقله لنا السارد، ويقال له المروي أو المقصوص، أو المحكي.
３ المسرود له، وهو المتلقي مقصودا أو غير مقصود.
فالبنية السردية هي مجمل ما يصدر عن السارد من عرض لحبكة حدثية في فضاء روائي مكون من زمان أو أزمنة متباينة أو مكان أو أمكنة متنوعة، عن طريق شخوص عديدين متنوعين، حتى يصير العمل السردي رسالة صدرت من سارد مرسل إلى مسرود له، مرسل إليه.
وتمثل رواية عذراء جاكرتا توجها فنيا سرديا ماتعا تميز به كاتبنا نجيب الكيلاني يسمى الواقعية الإسلامية، حيث تدور أحداث الرواية في مكان غير مكان المبدع، بل قد يكون المبدع غير مدرك له إلا عبر كتب الجغرافيا والتاريخ، فنجد له ثلاثية روائية فذة تدور كل رواية منها في مكان من أماكن الدول الإسلامية غير العربية، وبخاصة في الدول الإسلامية التي استقلت أو تحاول الاستقلال بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، في قارة آسيا في روايتيه : (لیالي تركستان) وأندونيسيا في (عذراء جاكرتا )،أو في أفريقيا حيث تناول أحداث في أثيوبيا في رواية(الظل الأسود)، و نيجيريا في رواية (عمالقه الشمال) بل إن آخر أعماله" سراييفو حبييتي" يتعرض فيها لمشكلات المسلمين في البوسنة والهرسك الذين كانوا يتعرضون لتطهير عرقي من قبل الصرب بمساندة المجتمع الدولي ...
ومن يطالع رواية عذراء جاكرتا للأديب المصري الكبير نجيب الكيلاني يجد هذه البنية ماثلة بتفنن في جنباتها بدءا ووسطا وختاما، عرضا وأزمة ونهاية! تمهيدا ومشكلة وحلا.
أولا: السارد:
---------------
جاء السارد في الرواية عليما بكل شخوصها وأحداثها، يعرض شخوصها حسب منظوره لها، و يحركها كيف يشاء، وينطقها بما يشاء، ويبدأ كل فصل حسب رؤيته، ويختمه حسب تصوره، ويرتب الفصول كذلك!
ولذا جاء السرد بضمير الغائب، ودليل بدؤه كل فصل، يقول مثلا في الفصل الأول: تناول الزعيم الكأس للمرة الخامسة، ومع ذلك فقد بقي محتفظا بتوازنه...
وفي مطلع الفصل الثاني يقول: كانت الندوة التي نظمت في إحدى كليات جاكرتا ندوة ممتعة....وفي مطلع الفصل الثالث يقول: كان الزعيم يمضي سريعا هادئا داخل قسم الاستخبارات التابع للحزب.....وهكذا في بقية الفصول تقريبا يهيمن ضمير الغائب على لغة السرد معلنا حضور السارد العليم. يصف الأمكنة والشخوص، ويسير الأحداث... وأتى ضمير التكلم أنا في مطلع الفصل التاسع: أنا جارديفون هل أدخل؟ وواضح منه أنه حكاية من السارد عن هذه الشخصية انطلاقا مما يسمى الرؤية من الخلف!
ثانيا: المسرود:
----------------
تكون المتن السردي من عنوان دال، وعناصر سردية بارزة تمثلت في المكان والزمان والشخوص، والأحداث، واللغة. وهاك بيانا مكثفا لها.
١العنوان
--------
جاء اختيار العنوان "عذراء جاكرتا" في هذه الرواية من صميم النص الأدبي والعتبة الأولى للولوج إلى أعماقه، فالاسم يوحي بالطهر والشرف والنقاء الذي تمتّعت به بطلة الرواية(فاطمة)، ويشير إلى أن المرأة محور الرواية وهي الحاضرة في كل أجزائها ومشاهدها.
كما يُحيل الكاتب العنوان إلى المكان(جاكرتا) عاصمة أندونيسيا والتي شهدت أغلب أحداث الرواية؛ والتي شهدت كفاح الوطنيين وجهادهم ضد المفسدين الخائنين؛ ليعزز حبّ الوطن والانتماء إليه، وتعميق المشاعر الإنسانية تجاهه.
٢المكان:
----------
تدور أحداث رواية عذراء جاكرتا في العاصمة الإندونيسية (جاكرتا) وبعض الجزر في إندونيسيا، مثل باوندنج، وبصورة عامة تقسم الأماكن في هذه الرواية إلى أماكن مفتوحة (مثل الشارع والبحر والغابات) وأخرى مغلقة (مثل الغرفة والسجن، والمنزل، والكلية، ومقر الصحيفة...
وقد اهتم الكاتب بوصف جاكرتا قبل ثورة الشيوعيين وأثناءها وبعد فشلها...
٣الزمان :
---------
لم يهتم المؤلف بالزمان، كل ما نعرفه أن الأحداث وقعت في النصف الثاني من سنة 1965م. وهي تحكي محاولة الحزب الشيوعي الإندونيسي القيام بثورة شيوعية في البلاد، والاستيلاء على السلطة فيها، مدعوماً في ذلك، من قبل الرئيس الإندونيسي سوكارنو، وجمهورية الصين الشيوعية، مما أدى إلى صراع مرير بين الشيوعيين وبين أفراد الشعب الإندونيسي ممثلاً في جماعة (ماشومي) الإسلامية، التي قدمت الكثير من الشهداء، وزج ببعض أفرادها في المعتقلات، واختطف البعض الآخر، إلا أن العناية الربانية حالت دون نجاح هذه الثورة، التي كان الشيوعيون يقصدون من ورائها تصفية الوجود الإسلامي بإندونيسيا، أكبر دولة إسلامية في العالم. وقد صور الكتاب من خلال هذه الأحداث الكبرى والمعروفة تاريخيا، طبيعة الصراع الدائر بإندونيسيا، على المستوى الاجتماعي والسياسي والثقافي والنفسي بين المسلمين والشيوعيين. وقد جعل الكاتب من أسرة حاحي محمد إدريس، وخاصة ابنته فاطمة، مرآة ينعكس عليها هذا الصراع، من خلال المواجهة التي خاضتها هذه الأسرة المسلمة ضد أعداء الإسلام؛ حتى تحقق النصر للمسلمين، واندحر الشيوعيون، أما فاطمة بطلة القصة فقد نالت إحدى الحسنيين واستشهدت في سبيل الله.
４ الشخوص:
--------------
توجد شخصيات أربع رئيسة حاضرة في كل فصول الرواية، وتكاد تتوزع عليها فصول الرواية، هي:
فاطمة:
هي فتاة مسلمة ومثقفة، تدرس في إحدى كليات جاكرتا، كما تعمل صحفية في إحدى الصحف، وتبلغ من العمر حوالي عشرين سنة، وهي فتاة جميلة تتميز بأخلاق عالية، كما أنها شخصية مجاهدة ومناضلة في سبيل تحرير بلدها من سطوة الحزب الشيوعي وظلمه.
حاجي محمد إدريس:
هو أحد العلماء المجاهدين ووالد البطلة فاطمة، وكان قدوتها الصالحة في الأقوال والأفعال، وقد تم اعتقاله وتعذيبه من قِبَل رئيس الحزب الشيوعي وجنوده...
أبو الحسن:
طالب جامعي وخطيب فاطمة، ومن شباب جماعة "ماشومي الإسلامية"، ويشارك في مناهضة الشيوعية وفضح أباطيلها. وهو من أسرة فقيرة، وله والدان كبيرا السن، يحتاجان إلى من يرعاهما!
الزعيم:
زعيم الحزب الشيوعي الإندونيسي، يعيش حياة اللهو والفسق والفُجر، كان هدفه إحداث ثورة انقلابية في إندونيسيا والاستيلاء على السلطة فيها. يجيد الخطابة والمكر والدهاء، ومعروف بصلاته القوية بصانعي القرار بدءا برئيس البلاد! وهو يمثل البطل الضد المعاند الشرير في كل أحداث الرواية، وهو قطب من أقطاب الصراع فيها!
الشخصيات الثانوية الهامشية
وظف القاص لتسيير أحداث الرواية عددا من الشخصيات الثانوية الهامشية، وهي:
الأم:
وهي والدة فاطمة، امرأة صبورة وذات شخصية قوية مع أسرتها.
تانتي:
و هي زوجة زعيم الحزب الشيوعي، امرأة جميلة لكن ضعيفة الشخصية، وشيوعيتها أدت بها إلى الكفر والفجور.
جميلة:
وهي عضو في المنظمة الشيوعية، كانت تلجأ إلى الرشوة وابتزاز الناس من أجل تحقيق مصالحها.
رئيس التحرير:
هو من رجال الصحافة الشرفاء، كانت طريقته في الكفاح هادئة وواقعية.
القائد:
هو قائد الحرس الجمهوري شابّ متحمس لديه آمال كبيرة، كانت علاقته وطيدة مع زعيم الحزب الشيوعي.
مورني:
وهي امرأة جميلة أحبها قائد الحرس الجمهوري، لكنها حاولت أن تستغله من أجل النفوذ والمال.
أنانج:
وهو سجّان ضخم الجثة، يحب السجن والإقامة فيه ويكره المدينة والتجول فيها.
وواضح أن بعض أسماء الشخوص أندونيسي مثل أنانج، مورني، تانتي. وبعضها عربي مثل اسم البطلة فاطمة وخطيبها أبي الحسن ، وأبيها محمد إدريس...
وتوجد شخصيات عرضت عرضا جمعيا بلا تحديد أو تمييز، مثل الجنرالات،كولنيلات ، الطلبة، الصحفي....
５ الحبكة السردية
-----------------
جاءت الرواية في ثمانية عشر فصلا، من أربع وستين ومئتي صفحة من القطع الصغير، ثلاثة الفصول الأولى خاصة بشخصية الزعيم وحزبه الشيوعي، وعلاقة بطلة الرواية به. وفي فصول ستة تالية نجد شخصية حاجي محمد وأسرته، وجماعة واشومي الإسلامية وما يحدث لهم من اعتقال وتعذيب وتقتيل!
وفي الفصل العاشر نجد الزعيم يخطط لثورته وإن شئت فقل انقلابه الشيوعي الدموي!
وفي الفصلين الحادي عشر والثاني عشر نجد شخصية أبي الحسن خطيب البطلة بكل تفاصيلها وعلاقاتها!
وفي الفصل الثالث عشر نجد وصف للقصر الجمهوري وما به من أبهة وبهرج ومفاخر ومفاسد!
وفي الفصلين الرابع عشر والخامس عشر نجد الأحداث تتأزم والصراع يحتدم بين الطرفين، وتبدأ الثورة الشيوعية بداية دموية فظيعة، ويحدث الانقلاب الشيوعي في الفصلين السادس عشر والسابع عشر، وفي الفصل الأخير يواجه الشعب عبر قيادات عسكرية وطنية هذا الانقلاب الفاشي ويكون للبطلة دور فيه، ثم يختم الفصل بمشهد استشهاد فاطمة على يد أحد مرتزقة الزعيم الشيوعي، وإن جاء تصوير هذا الاستشهاد مقتضبا غير مثير !
ومجمل الرواية أن الكاتب يحكي قصة عائلة حاجي محمد إدريس، وأنه كانت الحياة تسير بصورة طبيعية في (جاكرتا) في ظل اختلاف سياسي وأيدولوجي، ويبدأ الحزب الشيوعي ممثلًا بزعيمه بزيادة مطامعه ومحاولة فرض سيطرته وفكره الاشتراكي للاستيلاء على السلطة، ويبدأ التخطيط في المخابرات والغرف المغلقة حول كيفية القيام بالثورة للوصول إلى الحكم، وتبدأ الاغتيالات والاعتقالات، من ضمنها عائلة حاجي محمد إدريس الأسرة المسلمة الرافضة لهذا الظلم والاستبداد.
العقدة والحبكة
يبدأ زعيم الحزب الشيوعي التشهير بسُمعة فاطمة، خاصة أنها تنتمي إلى جماعة "ماشومي الإسلامية وابنة أحد أكبر المجاهدين، ثم يختطف والدها ويُنكّل به في السجن، كما يُعتقل أبو الحسن خطيب فاطمة ويُنكّل به، لتبدأ فاطمة بعد ذلك في رحلة من العذاب للبحث عن أبيها وتعمل في الصحافة لتعبّر عن آرائها، وتصل إلى زوجة زعيم الحزب الشيوعي التي تعطف عليها وتحاول مساعدتها، إلا أن الزعيم لا يقبل بذلك.
الحل
يتعرض حاجي محمد إدريس في السجن لكافة أنواع العذاب، ويحاول قائد السجن اغتياله بمساعدة السجان "أنانج"، ويُقتَل كل النزلاء في السجن الذي كان فيه حاجي محمد إدريس، ولم ينجُ إلا هو واثنين من قادة الجيش المعارضين، فحشدوا الناس من حولهم وما تبقى من الجنود الشرفاء، وحاصروا المدينة وقضوا على الثورة الشيوعية، وأُلقي القبض على زعيم الحزب الشيوعي، وعاد الحاج محمد وأبو الحسن إلى أهاليهم وعمّ الفرح بالانتصار كل جاكرتا، إلا أنّ "عذراء جاكرتا/ فاطمة" سقطت شهيدة.
ويمكننا أن نكثف فكرة الرواية في أن الحزبُ الشيوعي في أندونيسيا أعاد تنظيمَ نفسه مجدَّدًا بعد أن فَشِلَت ثورته الأولى عام 1367هـ، وبدأ بتقويةِ وَضْعِه وخاصةً مع مساعدة الرئيس أحمد سوكارنو لهم بالإضافة للأموال الضخمةِ من المعسكر الشيوعي، ثم أعلن الحزبُ الشيوعي أنَّه سيكون الحزبَ الوحيدَ، وأنَّه سيحوِّل البلادَ إلى دولة تسير حَسَب المنهج الشيوعي، وبدأت أعمالُ الشيوعيين الإرهابية، وأخافوا الناس؛ فهجموا على المدارس الإسلامية والشخصيات البارزة، وقرروا إعلان الثورة في 5 جمادى الآخرة / 30 أيلول، وبرَّروا ذلك بمرض الرئيس أحمد سوكارنو، وبعدم مبالاة القوات المسلحة بالأمر، وبعدم أهليةِ مجلس الجنرالات، ورغبته في الاستيلاء على السلطة، وكذلك زعمُهم حمايةَ البلاد من الرجعية والإمبريالية، وفي يوم إعلان الثورة أمر رئيسُ الحرس الجمهوري باختطاف بعض كبار الضباط، وفي اليوم التالي للثورة أذاع الشيوعيون أوَّلَ بياناتهم بالإذاعة الرسمية، ولكِنَّ وزير الدفاع الذي استطاع الإفلاتَ من محاولة القضاء عليه أعطى أوامِرَه للقضاء على الثورة الشيوعية، وانتفض الشعبُ أيضًا، ولم تمضِ ساعاتٌ حتى فَشِل الشيوعيون، وسيطرت القواتُ المسلَّحةُ على الوضع.
６ اللغة:
-----------
جاءت لغة الكاتب فصيحة مباشرة، تتخللها بعض العبارات الشعرية، وفيها مناسبة لثقافة كل شخصيتها وواقعها وحالها، فنجد اصطلاحات شيوعية على لسان الزعيم مثل الشعب، الطبقة العاملة، رفيقة، حامي الجماهير الكادحة، المنظمة ، الحركة النسائية، نصير رجعي للفكر التقدمي،عصر الإقطاع، المستقلون عبء على المجتمع...ونجد مصطلحات ثقافية إسلامية على لسان البطلة وأبيها وخطيبها . مثل اصطلاحات: الحلال، الحرام، عقيدة، فطرة، دين، الأخوة، أسنان المشط! التبعية، العبودية، الإلحاد...
ومن جميل العبارات الحوارية الإيجابية قول الكاتب على لسان البطلة: من يتعود التقاط الفتات من موائد الأغنياء، تسحره كلماتهم و فكرهم، سلوكهم، و يحاول أن يقلدهم، وفي التقليد الأعمى فناء للعقل و للروح، هكذا يتحول السادة الى عبيد"
وهذه العبارة:
"لقد ابتليتم بالأنانية على مستوى الفرد و الدولة، لما لا تحطمون هذه القيود و السدود؟ امتزجوا...تآخوا...و دوسوا الأسلاك الشائكة التي تفصل بينكم، و احفروا قبرا لكل بادرة من بوادر التفرقة"
وهذه العبارة:
" إن الكلمات لا يسجنها احد ، إنها تهوم الآن في كل مكان، توقظ النيام، و تشعل الثورة في قلوب المظلومين، و تزعج حملة السياط و البنادق، و ما النصر إلا من عند الله.
وهذا الحوار بين قائد وحاجي محمد:
- هل رأيت الله ؟!
قال حاجي محمد في ثقة: " نعم رأيته .. "
- "رأيته في بديع خلقه، و في تنسيق ملكه، و في عظيم سننه التي تسير الكون ،و تحرك الأفلاك، و تنظم البحار و الرياح ،و كل شيء يدل عليه سبحانه
و غمغم حاجي محمد:
" الظلام الدامس يلف الوجود .. لكن الله يخترق الحجب و يضئ بأشعته السحرية الخالدة التي يخطئها عميان البصيرة.. و اليأس يوشح الكائنات..لكن الأمل يخفق في قلوب المؤمنين....
وتهيمن على الرواية مجموعة من السمات الفنية، عددها باحث في الرواية، منها:
１ الاعتماد على تقنيات سردية متعددة.
２ تسريع السرد من خلال تقنية الحذف للاقتصاد في الأحداث.
３ توظيف المشهد بكثرة من خلال الحوار بين الشخصيات.
４ اعتماد أسلوب تغلب عليه الروح الإسلامية، من خلال الاقتباس من القرآن الكريم وتأدية الفرائض.
５ تكرار كلمات وتراكيب معينة لإشعار القارئ بمعاناة الشعب الإندونيسي المسلم.
ثالثا: المسرود له
-----------
أظن أن الكاتب قصد بإبداع هذه الرواية الإسقاط على واقع وطنه فترة الستينيات، كما أنه أراد أن يستشرف المستقبل المشرق لأندونيسيا المنتصرة على الشيوعية المستبدة الفاشية !
وفي الرواية مقصد تثقيفي بتاريخ أندونيسيا ، ومن يتابع تعاليق القراء على الرواية يجد أثرها الإيجابي في النفوس، مثل هذا التعليق الذي نصه:
شعرت بالضيق الذي كانت تشعر به فاطمة في كل صفحة من صفحات الرواية ما أقرب حال اندونيسيا تلك الفترة إلى حالتنا اليوم؛ تلك الفلسفة التي دارت في فصول الرواية و إن دلت على شيء فإنها تدل على ذكاء و نباهة الكاتب و كذلك قوة بصيرته و قداسة الدين الإسلامي في نفسه... الطهارة و النجاسة ، المبادئ الثابتة و السفاهة ؛ الرجعية المادية و التدين و كذلك السياسة و الصحافة و ثورة الشعب لكل مجال سبق ذكره حصته من الرواية ....
إنها رواية تستحق القراءة والدراسة، وهي أنموذج جيد للأدب الإسلامي وللواقعية في إطار الأدب الإسلامي.

#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات