أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - رأي في الأدب العربي في العصرين المملوكي والعثماني














المزيد.....

رأي في الأدب العربي في العصرين المملوكي والعثماني


صبري فوزي أبوحسين

الحوار المتمدن-العدد: 7567 - 2023 / 3 / 31 - 23:54
المحور: الادب والفن
    


إن الأدب العربي في عصري المماليك والعثمانيين لم يلق بعدُ حقَّه العلميَّ الأكاديميَّ من البحث والدراسة تحت طائلة وهم فارغ، هو أنه أدب ينتمي إلى عصر الركود السياسي. وكأن الركود الفكري والأدبي والفني مرهون بالركود السياسي وتبَع له، وتلك رؤية قابلة للأخذ والرد، وليست ثابتةً أو مسلمة منطقية معقولة أو مقبولة. ولو سلَّمْنا جدلاً بأن الأدب الرسمي قد أصابه شيء من العقم والجمود، فهو ـ شئنا أو أبينا ـ جزء ضخم من تراثنا الفني وتاريخنا الأدبي، يجب أن يخضع للدراسة الأكاديمية أو المنهجية؛ وذلك لسبر غوره والوقوف على ملامحه ومعرفة مؤثراته وتأثيراته، هذا التراث الذي ما زال مخطوطاً قابعًا وضائعًا أو تائهًا في مكتبات شتى بأنحاء العالم.
والحق أن أدب هذه الفترة لم يكن ضعيفًا أو راكدًا أو خامدًا أو معطلًا، وإنما كان ثابتًا مستقرًّا محافظًا على حاله التي ورثها من أخريات العصر العباسي. وبالتحديد بعد عصر أبي العلاء المعري (ت449هـ) وأمثاله ممَّن كان سببًا في اهتمام خالفيه بالشكل على حساب المضمون اهتمامًا واضحًا، ظهر في زخارفهم و أشكالهم الهندسية اللفظية التي لجأ إليها بعضهم ممَّن حاولوا تقليد المعري بالجمع بين العلم والأدب جمعًا مقصودًا لذاته، لم يعد على الإبداع الأدبي بفائدة كبيرة.
إنه عصر المحافظة على الموروث العباسي وتقليده، وذلك بدافع الاحتفاظ بالشخصية العربية وما تملك من فكر وإبداع أمام أعدائها المغيرين من التتار الوحشيين أو الصليبيين الحاقدين، وذلك حتى لا تضعف هذه الشخصية أو تضمحلّ أو يصيبها وهن من شأنه أن يؤثر على قوانا أو ينال من روحنا.
إنه عصر فكري وأدبي جاء ردَّ فعلٍ إيجابي محمود ضد الغزاة المعتدين لم يتغير، وينتقل من دور المحافظة والتقليد إلى دور التجديد والإبداع إلا بزوال هؤلاء الغزاة المعتدين. وذلك كان عند رحيل الإنجليز والفرنسيين وغيرهم من المستعمرين ـ بل المستدمرين ـ الغربيين عن بلاد العرب والإسلام في العصر الحديث، حيث كانت النهضة الفكرية والأدبية في القرن العشرين الميلادي.
إن من الواجب علينا ـ كباحثين و دارسين وطلاب علم ـ أن نقرر أن أدب هذه الفترة محتاج إلى جهود جمعية مؤسسية جبارة؛ لأنه لا يزال في الأغلب الأعم مخطوطًا بِكْرًا، لم يُحَقَّق تحقيقًا علميًّا في صورته المقبولة، ولم يُنظَر فيه بنظرة موضوعية تقيسه بمقاييس ملائمة له زمانًا ومكانًا، رؤية وتعبيرًا، ولذلك فهو مجال واسع لدراسات كثيرة متنوعة في كمِّها وكيفها، حتى نصل إلى الرؤية المنطقية الصائبة عن حال الأدب العربي في هذه الفترة .
وذلك يكون بدرس الحَيَوَات السياسية والاجتماعية والثقافية دراسة موجزة مكثفة، تركز على مدى تأثير هذه الحيوات في مسيرة الأدباء واتجاهاتهم، ومدى تصوير الأدباء لأهم معالمها. ثم بدرس معالم الحياة الأدبية في العصرين دراسة مفصلة، ناهلة من المصادر الأصلية من مجاميع الأدب ودواوين الشعراء. وبذلك نقتحم نتاجًا يمثل فرصة عظيمة لشباب الباحثين والدارسين للتعمق في أدب عربي بكر لم تمسه نظرة الناظرين إلا لمامًا و شذرًا
تعديد إيجابيات أدب العصرين:
وأرى أن أفضل ردٍّ على متهمي أدب العصرين بالجمود والتخلف هو أن نعدد إيجابيات أدبهما وتحليل ما فيهما من جماليات شكلية ومضمونية تضاهي –إن لم تَفُق- ما في العصور السابقة واللاحقة. وهذه الإيجابيات تتمثل في الآتي:
* تصوير الأدب للحياة العربية: سياسيًّا واجتماعيًّا وثقافيًّا، عصرَئذٍ.
*الاتجاه الشمولي في التأليف، أو ما يسمى مملوكيًّا بالموسوعات، وعثمانيًّا بالشروح والحواشي.
*ازدهار التيار الصوفي في الإبداع الأدبي شعرًا ونثرًا، فكرًا وتأليفًا.
*ازدهار التيار الشعبي في الإبداع، والانتقال من الاتجاه الغنائي الذاتي المتصل غالبًا بالحكام وذوي السلطة إلى الاتجاه الموضوعي العام المعبر عن هموم العامة.
*ازدهار فن المديح النبوي الشريف بنوعيه المصنوع[الذي لم يتكلف البديع في كل بيت من أبيات القصيدة]، والبديعي[ الذي التزم رواده الإتيان بالبديع في كل بيت من أبيات القصيدة]
*فرائد شعرية محلِّقة، مثل ورائية سعدى الشيرازي في رثاء بغداد، وقصيدة البردة للبوصيري، وقصيدة ابن نباتة في غرض الجمع بين التهنئة والتعزية، وقصيدة صفِيِّ الدين الحِلِّي في غرض وصف الربيع، وقصيدته التي عارض فيها بائية للمتنبي، وغرض الإحماض عند الحلي أيضًا. . . .
*خرائد نثرية رائعة مثل: (مقامة في قواعد بغداد في الدولة العباسية)، لابن الكازروني(ت697هـ)، ورسالة (مفاخرة بين السيف والقلم) لابن نباتة، ورسالة(حلية الفضل والكرم في المفاضلة بين السيف والقلم) لأبوالعباس القَلْقَشنْدي، وترجمان الأشواق لابن عربي، ومقدمة ابن خُلْدون، فن مقدمات الكتب مثل مقدمة ابن منظور المصري في لسان العرب، وفي أدب الرحلة نجد عددًا كبيرًا من الرحلات التي أبدعها أبناء العصرين لم تبحث أو تعرض العرض الأدبي الصحيح، منها:(الحضرة الأنسية في الرحلة القدسية) لعبدالغني النابلسي. . . إلخ
*سطوع أعلام بارزة في فنون النثر المختلفة مثل:ابن فضل الله العمري(ت749هـ)، وخليل بن أيبك الصفدي(ت764هـ)، والقلقْشنْدي(ت821هـ)، والسيوطي(ت911هـ)، والشهاب الخفاجي(ت1069هـ)، ويوسف البديعي(ت1073هـ)، وعبدالقادر البغدادي(ت1093هـ). . . إلخ
*حضور أعلام بارزة في فنون الشعر المختلفة مثل شمس الدين الكوفي(ت675هـ)، وشرف الدين البوصيري(ت695هـ)، وصفي الدين الحِلِّي(ت750هـ)، وابن نُباتة المصري(ت768هـ) وتقي الدين بن حجة الحموي(ت837هـ)، وبهاء الدين العاملي(ت1031هـ)، وابن النحاس الحلبي(ت1052هـ)، ومحمد أمين المحبي(ت1111هـ)، وعبدالغني النابلسي(ت1143هـ)، وابن معتوق الموسوي(ت1087هـ)، والأمير منجك الجركسي. .. وآخرين.
ومثل هذه اللمحات الأدبية تحتاج مزيد تحليل وتفصيل وتدليل من مؤسسة بحثية جادة.



#صبري_فوزي_أبوحسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محفزات الإبداع في مسيرة بيرم التونسي الأدبية
- الشاعر المجدد الإنسان عبدالمنعم عواد(1933-2010م)
- قصيدة لقطات أندلسية
- قراءة في شخصية نجيب الكيلاني وآثاره
- الفاعلية العربية في الأندلس وما جاورها: مقاربة نصية حضارية
- حِمايةُ الفُقَراءِ مِن أفضلِ الصَّدَقاتِ
- هادفية النسيج السردية في قصة شيخ الخفر للقاص محمود تيمور (ت ...
- الأستاذة نادية كيلاني الهادفة البليغة
- النذير الفصيح الجامعة قراءة ذاتية في سيرة الدكتور مصطفى السو ...
- النذير الفصيح الجامعة(2) قراءة ذاتية في سيرة الدكتور مصطفى ا ...
- السواق الصوفي(قصة قصيرة)
- سمو عاطفة الحب في ظلال الحضارة العربية
- الإمام الأكبر عباءة الأمة وعمامة الإسلام للأستاذ الدكتور محم ...
- الجهد الأزهري في الدرس الأدبي المقارن
- عتبة الهيكل الفكري في ديوان (الغيم والدخان) للشاعر محمد حلمي ...
- مفهوم الإرهاب في السنة النبوية الشريفة-
- كيفية مواجهة المشكلات المادية في ظلال الإسلام
- سحر القاهرة في مرآة الشعر العربي
- الشيخُ خالدُ الجِرْجَاوِيُّ(838-905ه)وَقَّادُ الجامعِ الأزهر ...
- مسرحية شعرية قصيرة مغمورة للشاعر الكبير محمود غنيم


المزيد.....




- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...
- أخلاقيات ثقافية وآفاق زمنية.. تباين تصورات الغد بين معمار ال ...
- المدارس العتيقة في المغرب.. منارات علمية تنهل من عبق التاريخ ...
- تردد قناة بطوط كيدز الجديد 2024 على نايل سات أفلام وأغاني لل ...
- مصر.. نسرين طافش تصالح بـ-4 ملايين جنيه-


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبري فوزي أبوحسين - رأي في الأدب العربي في العصرين المملوكي والعثماني