خطورة أن‮ ‬يكون‮ ‬ المجلس القادم من لون واحد‮!

حسن مدن

الحوار المتمدن-العدد: 1711 - 2006 / 10 / 22 - 11:54
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية
    

أسوأ وضع‮ ‬يمكن ان تجابهه البحرين في‮ ‬السنوات الاربع القادمة هو ان‮ ‬يتشكل المجلس القادم من لون واحد،‮ ‬ونعني‮ ‬بذلك ان تقتصر تركيبة المجلس على ممثلي‮ ‬الجمعيات الاسلامية الشيعية والسنية فقط،‮ ‬وان تغيب عن المجلس الوجوه الديمقراطية والليبرالية،‮ ‬علينا ساعتها ان نتصور طبيعة الجدل الذي‮ ‬سيشهده هذا المجلس،‮ ‬وطبيعة المشاريع التي‮ ‬ستقدم اليه،‮ ‬والاخطر من هذا وكله السجال الطائفي‮ ‬او المذهبي‮ ‬الذي‮ ‬سيطغى على هذا المجلس حين‮ ‬يتقابل الاسلاميون السنة والشيعة لوحدهم،‮ ‬في‮ ‬غياب الوجوه او الاصوات الديمقراطية والليبرالية التي‮ ‬تتخطى بأفقها الواسع هذا النوع من التقسيمات،‮ ‬والتي‮ ‬يمكن ان تنظر للامور بمنظار مختلف‮ ‬يغلب قضايا البناء الديمقراطي‮ ‬وشروطه على الاهتمامات الفئوية‮.‬ نقول ذلك وفي‮ ‬ذهننا ان امام مرشحي‮ ‬التيار الديمقراطي‮ ‬والليبرالي‮ ‬فرصا طيبة للوصول الى المجلس القادم،‮ ‬وقد اظهر ممثلو هذا التيار جرأتهم في‮ ‬طرح كتلهم الانتخابية ببرامجها السياسية الواضحة،‮ ‬وهم‮ ‬يقدمون هذه البرامج الى الناخبين،‮ ‬ولكن سيكون مهمّا تنبيه الناخبين الى خطورة اغفال مخاطر ان‮ ‬يأتي‮ ‬المجلس القادم على صورة واحدة،‮ ‬او من لون واحد لا‮ ‬يعكس التنويعات المختلفة للمجتمع البحريني‮ ‬ولتقاليده الثقافية والاجتماعية،‮ ‬خاصة وان الامكانيات الموضوعية المتوفرة لمرشحي‮ ‬الاتجاهات الاسلامية،‮ ‬ماديا ولوجستيا،‮ ‬غير متاحة لمترشحي‮ ‬التيار الديمقراطي،‮ ‬خاصة امام ما‮ ‬يمكن ان نصفه بنوع من التواطؤ الضمني‮ ‬بين بعض اجهزة الدولة،‮ ‬وبعض الكتل الانتخابية الاسلامية لتسهيل عملية فوزها،‮ ‬دون حسبان مضار ذلك على صورة المسار السياسي‮ ‬في‮ ‬البلد التي‮ ‬يمكن ان تغرق في‮ ‬جدل عقيم ليس حول القضايا الكبرى التي‮ ‬تعني‮ ‬المجتمع،‮ ‬وانما حول ما هو هامشي‮ ‬وسطحي،‮ ‬وهذا على كل حال بعض ما لمسناه في‮ ‬المجلس الذي‮ ‬انتهت ولايته‮.‬ مسؤولية الناخبين في‮ ‬هذا المجال كبيرة،‮ ‬لكن لا تقل عنها كبرا واهمية مسؤولية ممثلي‮ ‬الاتجاهات الديمقراطية والليبرالية والشرائح الحديثة،‮ ‬ومنظمات المجتمع المدني،‮ ‬في‮ ‬توحيد جهودها من اجل ايصال المترشحين الديمقراطيين،‮ ‬بما هو معروف عنهم من كفاءة والتزام عميق بالقضايا الوطنية وبالقيم الديمقراطية الحقة الى المجلس القادم،‮ ‬حتى‮ ‬يكونوا قوة فاعلة قادرة على امتصاص الغلواء الطائفية والمذهبية،‮ ‬وان‮ ‬يمنعوا انزلاق البرلمان المقبل نحو التشنجات البعيدة عن هموم المواطن،‮ ‬ومصالحه ورغبته في‮ ‬تأمين سبل العيش الكريم له ولابنائه‮.‬

#حسن_مدن (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل