أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ونظرية المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية (2)















المزيد.....

الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ونظرية المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية (2)


رواء محمود حسين

الحوار المتمدن-العدد: 7565 - 2023 / 3 / 29 - 14:56
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ويضيف الدكتور إبراهيم بيومي مدكور: لكي يفهم (أرسطو) حقًا، لا يجب أن يدرس بمعزل عن طلابه ومعلقيه. ولهذا اتجه العرب نحو أتباعه الأوائل وكبار مؤسسي (مدرسة المشائين) فأخذوا منهم وترجموا بعض كتبهم. يجدر ذكر ثيوفريست في طليعة هؤلاء المتابعين، المعروف بصلاته الشخصية (مع أرسطو) وبعض كتبه المترجمة إلى العربية. وهناك فيلسوف آخر من المشائيين حصل على مكانة ممتازة في العالم العربي، لا يفضلها إلا منصب (أرسطو)، ونقصد به الإسكندر الأفروديسي. وتم عرض التحليلات (من قبل أرسطو) في السوق ذات يوم، واندفع الناس للحصول عليها، ودفعوا ثمناً باهظاً مقابل ذلك. أما شرحه لكتاب الروح فهو من أهم مصادر نظرية العقل التي لعبت دورًا مهمًا في العالم الإسلامي وفي فلسفة القرون الوسطى بشكل عام. لذلك يمكننا القول إن العرب عرفوا (المدرسة المشاة) ممثلة بأكبر رجالها، ودرسوها باستخدام المصادر الأولى الموثوقة بين مفكري الإغريق، رجل آخر. معاصر (الإسكندر أفروديسياس)، وأحد الشخصيات البارزة في الحركة العلمية الإسلامية، ليس فقط في الطب ولكن أيضًا في الفلسفة وتاريخها، وهو جالينوس، الذي يعود الفضل إليه، كما نعتقد، في نشر نظريات الرواقيون واللاأدريون بين العرب. وفي شرحه للمؤلف الشهير (أفلاطون) المسمى تيماوس، ما رفع من مكانة هذا الكتاب، وما أكسبه شهرة عالمية في الفترات الأخيرة من العصور القديمة، وفي العصور الوسطى بين السريان والعرب واللاتينيين، ولا يفوتنا، يضيف الدكتور إبراهيم مدكور، أن نشير إلى أن مكاتب (استانبول) تحتفظ بترجمة عربية لهذا التفسير، والتي فقدت أصلها اليوناني؛ أظهر لنا صديقنا السيد (كاراديس) الذي يعمل مدرسًا في مدرسة الدراسات العليا (في جامعة السوربون) بعضًا من أجزائه. نرجو نشر هذه الترجمة حتى نتمكن من إضافة خدمة جديدة للخدمات العربية في ربط تاريخ العصور القديمة والوسطى وحتى الحديث. وأثّر (جالينوس) أيضًا على العلوم المنطقية، إذ أدخل عناصر جديدة في منطق (أرسطو) قبلها العرب واعتمدوها. في جملة (أرسطو) و (جالينوس) هما الباحثان اليونانيان اللذان هيمنا على الحركة العلمية الإسلامية وقسموها فيما بينهم: (أرسطو) في الفلسفة، و (جالينوس) في الطب. أما الثاني فقد حُسب في أكثر من مكان في الحقل الأول، وقد أطلق عليه العرب بحق: (الطبيب-الفيلسوف!) (ينظر: الدكتور إبراهيم بيومي مدكور: "المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية"، مجلة الرسالة/العدد 95، بتاريخ: 29 - 04 – 1935، على الرابط الاتي: https://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B3%D8%A7%D9%84%D8%A9/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%AF%D8%AF_95/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%A7%D8%AF%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%BA%D8%B1%D9%8A%D9%82%D9%8A%D8%A9_%D9%84%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9).
ويضيف الدكتور إبراهيم بيومي مدكور، لو توقف المسلمون عند (أرسطو) وكتبه وكتب تلاميذه المشائين، لكانت فلسفتهم مناقضة تمامًا لتلك الفلسفة التي تركوها وراءهم. ومع ذلك، فليس من الصواب أن ننسى أن بينهم وبين (رئيس الليسيه) مدرسة الإسكندرية التي أثرت فيهم بشكل كبير. وأن يتناسب تأثيرها مع قربها الزمني من الثقافة الإسلامية، واحتضانها لآراء مشبعة بالروح الدينية. نظرياتها هي الخطوة الأولى المخلصة نحو التوفيق بين الفلسفة والدين. هذا حتى وصل (أرسطو) نفسه إلى العرب في ثنايا كتب علماء الإسكندرية والفلاسفة. وذلك لأن هؤلاء الفلاسفة شرحوا نظريات أرسطو في العديد من الكتب، والتي تُرجم معظمها إلى اللغة العربية. يمكننا أن نذكر من بين هؤلاء المعلقين بورفير، وتيميستيوس، وأمونيوس سمبليسيوس، وداود الأرمني، وجان فيلوبون أو يحيى النحوي، الذين كانوا على اتصال بالمسلمين أكثر من تلاميذ (أرسطو) المقربين. يتحدث (الشهرستاني) عن (بورفير) و (تيميستيوس) بلغة مليئة بالاحترام، مشيرًا إلى أنهما من أدق المفسرين لنظريات (أرسطو)، على الرغم من مزجهم ببعض مبادئ الأفلاطونية الحديثة (ينظر: الدكتور إبراهيم بيومي مدكور: "المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية"، نفس المقال).
يبدو أن أرسطو، لا يزال إلى اليوم، يأخذ بألباب الفلاسفة العرب والمسلمين المعاصرين، فنجد الدكتور عبد الرحمن بدوي، في مقدمة كتابه عن (أرسطو) مأخوذاً به أيما مأخذ، فيقول:
"ذلك هو أرسطو قبض مجمع يديه على الوجود الواقعي ، ووسع علمه أقصى ما بلغته المعارف الإنسانية حتى ذلك الحين، ثم نفذ بعقله التحليلى الدقيق إلى كل هذا وذاك ، حتى أقام بناء شامخاً ، دعائمه الحقيقة العيانية ، وأحجاره الوقائع المحسوسة المعقولة معاً ، وملاطه الاستدلال البرهاني الدقيق ؛ ثبت أقدامه في الواقع ، وبعد أن استوثق من نفسه قذف بها في الكون المحدود النهائي ، وبصره في أثناء هذا كله لا يفارق الأرض ؛ لم يُرنق في سماء المعقول ومنها تأمل المحسوس فرفعه إليه ، كما فعل أفلاطون ؛ بل غاص برجليه في المحسوس ، ومد يده الهائلة فجذب إليه المعقول" (عبد الرحمن بدوي: "أرسطو"، خلاصة الفكر اليوناني، مكتبة النهضة المصرية، مصر، 1943م، ص ح).
ويذكر الدكتور إبراهيم مدكور أن الفارابي يستشهد ببعض آراء أمونيوس بها في مواضع مختلفة. واستطاع يحيى النحوي، بفضل نظريته في خلق العالم ومناقشته لمذهب (أرسطو)، أن ينال استحسان المسلمين الموحدين. وإذا اتبعنا تفسيرات كتب (أرسطو) عن المنطق التي تُرجمت إلى العربية، نجد أن معظمها من أعمال فلاسفة الإسكندرية. تمت ترجمة هذه التعليقات في وقت واحد مع النصوص التي تتعلق بها، وأصبحت لا تنفصل عنها. هذا لا يقتصر على العلوم المنطقية، بل يمتد إلى دراسات أخرى. في كل جانب من جوانب البحث النظري، لجأ العرب إلى علماء الإسكندرية لطلب المساعدة منهم في فهم (أرسطو) وكتاباته. بإلقاء نظرة سريعة على تاريخ الحكماء من كتاب القفطي، تبين أن هذه الأعمال وشروحها، التي كتبها علماء الإسكندرية، كانت، في نظر المسلمين، كلها مرتبطة بأجزاء. وخلاصة القول إن مدرسة الإسكندرية بحكم موقعها الجغرافي والتاريخي كانت مهيأة لنشر علومها وكتبها في العالم الإسلامي (ينظر: الدكتور إبراهيم بيومي مدكور: "المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية"، نفس المقال).
وما ذكره الدكتور إبراهيم بيومي مدكور آنفاً، أثبته الدكتور عبد الرحمن بدوي في كتابه الموسوم: "أرسطو عند العرب"، يقول الدكتور عبد الرحمن بدوي: "
"وتلك مبادئ علينا أن نجيد استخدامها وتطبيقها في إدراكنا لأرسطو عند العرب. فلأرسطو - وإن قل في هذا شيئاً عن أفلاطون - صور متعددة بقدر الحيوات التي قضاها في ضمائر الشعوب، بل الأفراد، الذين مر بهم. فأرسطو عند الرومان غيره عند العرب؛ وهو عند الأخيرين مختلف عنه عند الغربيين في العصور الوسطى. بل هو في داخل الحضارة الواحدة يتلوّن وفقاً لأدوارها: ففي الحضارة العربية نرى صورة أرسطو في مدرسة الإسكندرية في القرون المخمسة أو السبعة الأولى للمسيح ، غيرها في العصر العباسي في بغداد وإيران ؛ وفي الحضارة الأوربية تختلف صورته في العصر الإسكلائي عنها في عصر النهضة حتى القرن التاسع عشر، وهذه تختلف كذلك عنها في النصف الأول من قرننا هذا مضافاً إليه النصف الثاني من القرن الماضي. ولهذا يخلق بالباحثين أن يتتبعوا هذه الصور المتعددة المتباينة وأن يقدروها وفقاً للعوامل المولدة لها. فلهذا أخطر الأثر في بيان كلا الجانبين: جانب المؤثر (أرسطو مثلا) وجانب المتأثر (من أفراد أو شعوب) مما يسمح بدقة التقدير لكليهما: الأول في فاعليته، والثاني في قابليته، وكلاهما معاً في الفهم الإنساني العام" (ينظر: الدكتور عبد الرحمن بدوي: "أرسطو عند العرب: دراسة ونصوص غير منشورة"، الجزء الأول، مكتبة النهضة المصرية، القاهرة، 1947م، ص 6).



#رواء_محمود_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ونظرية المصادر الإغريقية للفلسفة ...
- فيلسوف يكتب عن (حرارة الإيمان)
- سؤال المنهج: الحلقة الثالثة
- سؤال المنهج: الحلقة الثانية
- حنة ارندت ومفهوم حداثة الثورة: نقد موجز
- سبينوزا ومنهج اصلاح العقل: قراءة ناقدة ومقارنة
- نقد الاركونية / الحلقة الخامسة
- نقد الاركونية / الحلقة الرابعة
- نقد الاركونية / الحلقة الثالثة
- نقد الاركونية / الحلقة الثانية
- نقد الاركونية / الحلقة الأولى
- في اللعب
- خاطرة في الأدب (2)
- خاطرة في الأدب (1)
- خاطرة في الطوفان
- خاطرة في صبر أيوب
- خاطرة حول ابن خلدون
- خاطرة جوزية
- خاطرة في الحنين إلى الوطن
- خاطرة في الفرح


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رواء محمود حسين - الدكتور إبراهيم بيومي مدكور ونظرية المصادر الإغريقية للفلسفة الإسلامية (2)