مقاومة الاعتقال؛ مروان البرغوثي وعاهد ابوغلمة

مهند طلال الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 7562 - 2023 / 3 / 26 - 23:25
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    

مقاومة الاعتقال كتاب من تأليف مروان البرغوثي وعبدالناصر عيسى وعاهد ابو غلمة، والكتاب يقع على متن227 صفحة من القطع الكبير وهو من اصدارات مؤسسة الايام في رام الله/فلسطين سنة2010.

الكتاب يندرج تحت باب ادب المقاومة في المعتقلات والسجون، وهو يتناول اساسيات تجربة الاعتقال وطرق الوقاية منها اولا، ومجابهتها والتصدي لها ثانيا .

فهذا الكتاب يهدف الى تسليط الضوء على جريمة الاعتقال، وكشف مدى خطورتها على الشعب الفلسطيني ومقاومته، بحيث يعمل الكتاب على كشف وتوضيح اساليب ووسائل واهداف الاحتلال الكامنة وراء سياسة الاعتقال التي يمارسها المحتل بحرفية ومنهجية كبيرة ومدروسة.

كما يقدم الكتاب رؤية لافضل الوسائل والاساليب الناجعة لمقاومة الاعتقال، كعملية مهمة في مسيرة النضال ومقاومة الاحتلال بغية حفظ المقاومة وخط سيرها النضالي من الاختراق والتصفية.

كما يقدم الكتاب تفصيلا واضحا عن وسائل واساليب المخابرات الاسرائيلية في جمع المعلومات وفي مراقبة المطلوبين والمطاردين من المناضلين بعمومهم وعلى اختلاف تنظيماتهم وانتمائاتهم.

كما يسلط الكتاب الضوء على اساليب التحقيق التي تمارسها اجهزة المخابرات الاسرائيلية مع المعتقلين لانتزاع الاعترافات منهم والايقاع بهم وخداعهم، مع شرح وايراد الامثلة اللازمة لذلك مع التركيز على ظاهرة العصافير او غرف العار.

كما يسلط الكتاب الضوء على ابرز وسائل وممارسات التعذيب والتنكيل التي تمارسها ادارة السجون بحق المعتقلين.

لبس هذا وحسب؛ بل ويقدم الكتاب تصورا ومنهجية واضحة المعالم لاليات وسبل مواجهة التحقيق وحماية الاسرار والمعلومات التي في حوزة المناضلين.
كما يقدم الكتاب عرضا موجزا عن المحاكم العسكرية واثارها على مسيرة النضال الفلسطيني، ويقدم عرضا موجزا ايضا عن تجربة الحركة الاسيرة، وافضل الطرق للاستفادة من فترة الاعتقال.

ان هذا الكتاب يشكل ادبية تنظيمية غاية في الاهمية، فهو [بالاضافة لمن سبقه من كتب ودراسات في هذا المجال ككتاب فلسفة المواجهة وراء القضبان من تاليف محمود فنون وتقديم احمد قطامش] يشكل مرجعا ومرشدا لمقاومة الاعتقال وتحصين المناضل سلفا، من خلال العلم والمعرفة والتثقيف الوطني والحزبي العالي الهمة وذي الفائدة الوطنية الكبيرة القائمة على حفظ الانسان وكرامته وحفظ الروح والاعمار من الموت
والانكسار.

الكتاب دليل نضالي ملهم ومهم وهذا يتأتى لكل مطلع ومهتم من ثلاث نقاط رئيسية:

اولها عند مطالعة عنوان الكتاب سلفا:[مقاومة الاعتقال] وهو عنوان محفز ومثير لحمله وتقليب صفحاته سريعا.

ثانيها تزداد تلك الاهمية للكتاب بمجرد الاطلاع على اسماء المؤلفين[مروان البرغوثي، عبدالناصر عيسى، عاهد ابو غلمة] فتلك ثلة من ابناء شعبنا وقادته الفعليين الذي سطروا اروع التجارب في المقاومة ومقارعة المحتل، فلكل واحد منهم تجربته النضالية و انتمائه الفصائلي واتجاهاته الفكرية، علاوة على دفعه ثمنا باهظا من عمره في سبيل حرية شعبه؛ لذا جاء الكتاب وكل صفحة فيه مجبولة بسيل من التجارب، بحيث حفرت سني السجن على جبين كل منهم قصتها المتفردة. قصة كان عنوانها الوطن وثمنها ربيع اعمارهم...

وثالثها: ما حملته عناوين فصول الكتاب السبعة، فعند تفحصها تجدها كالاتي: اهداف سياسة الاعتقال، الاجراءات الوقائية لمقاومة الاعتقال، التحقيق واساليب التعذيب، المحاكم الاسرائيلية الظالمة، سياسة ادارة السجون وسبل مواجهتها، الاثار السلبية المترتبة على الاعتقال، تحرير الاسرى.

الكتاب بما يحتوي من دروس وتجارب يشكل دليلا ومرجعا ثوريا يضاف الى ادبياتنا التنظيمية والوطنية بكل فخر واعتزاز.

فطوبى وطيب لمن سبقت خطواتهم خطواتنا وزرعوا على طريق النصر والتحرير وردة...

#مهند_طلال_الاخرس (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل